أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رشا ممتاز - سلامات يا تدين















المزيد.....

سلامات يا تدين


رشا ممتاز

الحوار المتمدن-العدد: 2645 - 2009 / 5 / 13 - 09:23
المحور: كتابات ساخرة
    


المصريون أكثر شعوب العالم تدينا خبر قرأته منذ فترة ليست بالقصيرة على موقع قناة العربية وقد رسم هذا الخبر بسمة عريضة ساخرة على شفتاي في حينها وخاصة بعد أن ربط تدينهم بحرصهم على الصلاة وتكرارهم كلمات معينة في حياتهم اليومية مثل إن شاء الله والله كريم وربنا يسهل الخ
ورغم مرور مدة زمنية كفيلة بأن تجعلني أنسى هذا الخبر تماما إلا أنني لم أنساه وكلما تذكرته ارتسمت نفس الابتسامة الأولى ولكنها ازدادت عرضا
فقررت أن أعبر عن رأيي فربما أخراج الكلمات العالقة في حلقي يساعدني على بلع الخبر(ليه لا )
حقيقة لا أدرى ما هو معنى التدين في بلادي ؟
كلمة أسمعها كثيرا;عندما أجد سيدة ترتدي النقاب وتمسك بالمصحف في يدها فيقال لك أن فلانة متدينة (حتى لو كانت موظفه حكومية كشره ومطلعه عين الناس ومأخراهم ونازله تقميع فى الباميه بين الصلوات طبعا )
أو عندما نجد شاب ملتحي وقصير الجلباب و السبحة لا تفارق يده نقول عنه أن فلان متدين(حتى لو كان عاطل عن العمل وداير من جامع لجامع )
أو إذا قابلت شخصا لا يحدثك 5 دقائق إلا وتجد قال الله وقال الرسول تكررت أكثر من 50 مره في الدقيقة (حتى لو كانت بدون مناسبه أو حق يراد به باطل )
فنصفه بالتدين ;إذا فالتدين بات مرتبطا بشكل وهيئة معينه أن قمت بها خلعو عليك ثوب الصلاح ,وإن تركتها أصبحت في نظرهم بعيدا كل البعد عن دينك وتدور حولك الشكوك وتبدأ النصائح تتساقط عليك كالطوب متمنية لك الهداية وإياك أن تحاول الاختلاف ومعارضة الناصح فسينظر لك حينها نظرة شك وريبة وستتهم بالانتماء إلى تلك الفئة المارجة المارقة عدوة الإسلام والمسلمين ونصيرة بوش والصهاينة ويأتيك السؤال كقذيفة اللهب أنت علماني ولا أيه ؟؟
وأنصحك أن تؤثر السلامة وتوفر وقت النقاش أو الخناق وتنفى عن نفسك تلك التهمة الشنعاء نفيا قاطعا ولا بأس لو تبعت ردك بالاستعاذة بالله من العلمانية وشرورها
لأن الدين فى بلادى
تحول إلى مظهر وطقوس وعين كل منا نفسه حكما على الآخر يحكم على تدينه من عدمه من خلال مظهره وتأديته للطقوس, من التحى وقصر الجلباب أصبح أهلا ومحلا للثقة, لهذا فطن أغلب النصابين أصحاب شركات توظيف الأموال وغيرهم إلى هذه الحقيقة المنتشرة بين الناس مثل النار في الهشيم وقرروا التحول إلى متدينين في غمضة عين حيث لن يكلفهم الأمر سوى إطلاق اللحية ورسم زبيبة الصلاة والإمساك الدائم بالسبحة ويا حبذا لو زادت الحبكة بطقيه صغيره وجلباب ابيض
قصير ,عندها ستتحول بقدرة قادر من علماني فاسق تارك للدين إلى شيخ محل ثقة تحل بركاته اينما ذهب
ولا تنسى عند كل أذان أن ترفع صوتك معلنا انك ذاهب لأداء الصلاة وطبعا سيطلبون منك أن لا تنساهم بالدعاء يا حج !
تحضرنى نكته تعكس هذا الواقع تقول أن رجلا من رواد المساجد أشار على شاب يصلى وقال لصديقه هذا الشاب متدين جدا كلما دخلت المسجد رأيته يصلى فسمع الشاب حوارهم وأضاف ليس هذا فقط فأنا أقوم اليل و صائم منذ شهرين ولسه متصدق حالا على هذا الفقير!!!!

فقد أصبح معيار التدين كلمات تقال وحركات تؤدى و تم تفريغه تماما من مضمونه وجوهره!

ولا عجب أن رأيت الراقصة فلانة بعد أن أفنت حياتها في خدمة الرقص الشرقي أو الفن الهابط وبدأت تنحصر من عليها الأضواء أن تقرر العودة بشكل آخر أي بارتداء الحجاب لتحولها تلك القطعة القماشية السحرية التي كانت تربط بها وسطها والان وضعتها فوق رأسها بقدرة قادر من عالمة في الأفراح والكباريهات الى عالمة في الدين !!!!!!!!
أو نخترع لها لقب داعية دينية أنسب !!! فإن كانت أمية لا تجيد القراءة والكتابة يبقى كفاية عليها دور مقدمة برامج دينية طبعا على شاشات القنوات الفضائية ولا باس فى إصدار الفتاوى والمواعظ للنساء والرجال كمان !!!
هذا هو معيار حكم الناس على الأشخاص
المظهر والشكل وأسلوب الكلام هو مرآة تدينك ولا يهم بعد ذلك أن تنصب زى الريان أو تسرق زى السعد أو ترتشي أو تتزوج ب 17 طفلة وأنت في عمر الستين وتتهرب من الضرائب زى السويركى صاحب محلات التوحيد والنور أو ......... او....... او
ولا بأس بين الحين والاخر ان تستغنى عن كام الف من أموال الغلابه اللى سرقتهم وتشترى بهم عجل توزعه على غلابه تانيين ولاتنسى أن تصحبه بزفه ليعلم الغائب والحاضر ومادام هناك لحم فعندها ستمنح لا محالة لقب رجل البر والتقوى !

باختصار ما دمت لم تزل مطلقا لحيتك ومقصرا جلبابك فأنت متدين أعمل اللي تعملو بعد كده بقلب جامد ولا يهمك فحسنات مظهرك ستذهب سيئات أفعالك مهما كان حجم تلك السيئات !!!

يبدو أنني سرحت كثير, ما علينا عودة إلى الخبر المنشور على صفحات العربية والحقيقة ليس بيني وبين هذه القناة أو موقعها أي عمار ولكن مع ذلك أتصفحه من باب العلم با لشئ أو ربما لأن كثير من أخبارها تثير الضحك على قولة شر البلية ما يضحك.
إذا ووفقا لاستطلاع الرأى أن المصريين هم أكثر شعوب العالم تدينا لو صدقت هذا الخبر ستكون هناك كارثة لا محالة
حيث أنني سأتهم بالإساءة للإسلام لا بل وللمسيحية أيضا وسيكون نهاري أحلك من نهار اريك سورنسون( رسام الكاريكتير الدنماركى)

وربما أجد نفسي خلف الأسوار متهما بتهمة ازدراء الأديان(الموضة الحالية )

اذ لو كان المصريون متدينون حقا حسب رأى الاستطلاع فهذا معناه أن سلوكهم يعكس تعليمات دينهم الحنيف (واخد بالك من الحته المهمه دى ) وهنا الفاجعة الكبرى والإساءة التي لم يدركها كل المهللين للخبر( الفرحانين بخيبتهم ) لن أتكلم عن انعدام الضمير وانتشار الرشاوى والفساد والغش بكافة مستوياته والفقر السائد وانتشار السرقات والجرائم وأطفال الشوارع والتحرش والعنف ,..... الخ الخ
اذ يكفى أن تسير في الشارع وترى أطنان القاذورات لتعرف طبيعة الدين الذي يطبقوه ليطلق عليهم لقب أكثر شعوب العالم تدينا !!!!!!!!!!
وبما أنى لست من أطلق الخبر ومن قام بالأستطلاع فإنني أمامكم أنفى تحملي أي مسئولية عن الإساءة للإسلام وأنسبه لقناة العربية ناشرة الخبر (رغم أن غيرها نشر لكن تلاكيك بقى) ومن قام بهذا الاستطلاع الزائف
مثل تلك الأخبار التي فرح وهلل لها الكثيرون( وهذا واضح من تعليقات القراء), توضح لنا حجم الانتكاسة التى نحياها والكذبة التى صدقناها وعشنا فيها
واقرأ ألآن تعليق أحد المدونين الفرحين بالخبر وهو يعلن أننا سنبنى فى كل شبر جامع (طب ابنى مدرسة او مستشفى أو مركز بحث او مساكن للشباب احسن )ولو كره الكافرون(ياريت تقولى من هم الكافرون من باب العلم بالشئ المهم أسمى مكتوب فى وسطهم ؟؟) !!! ويضيف أن التدين فى مصر بدأ يغزو الجامعة الامريكية فى عقر دارها(الله أكبرررررر ظهر الحق وزهق الباطل ) !!!!!!!
(والله الواحد مش عارف يضحك ولا يبكى ولا عارف يقول ايه )
كل ما أستطيع قوله لهذا الشاب ولملايين غيره أن التدين لم ولن يكون قاصرا على بناء المساجد ودور العبادة أو على طقوس ومظاهر كما كان فى عصور الظلمات الوسطى ,

التدين هو ا لتطبيق العملى لتعاليم الدين فى الحياة العامة تطبيقا يؤثر فى الواقع ويمنح المجتمع حياة أفضل ان لم تجد انعكاس للدين كسلوك فردى وجماعى وكتعاليم سماوية سامية تحث على العلم والعمل والصدق والنظافة والأمانة والتكافل بين افراد المجتمع, فلن يكون هناك تدين

فكما لا يمكن للشرق والغرب أن يجتمعان كذلك انحدار المجتمع و تدينة لا يمكن أن يجتمعا أي مجتمع منحدر ثقافيا واقتصاديا وعلميا هو مجتمع بعيد كل البعد عن أي دين ولو ارتدى كل افراده العمم والأحجبه (جمع حجاب) واطلقو اللحى وبسملو وتعوذو وتابعو قناة اقرأ والناس والمجد والرحمة والبركة والفجر و(الظهر والعصر والمغرب كمان )


كل هذا لا يتعدى كونه نفاق
ومتاجرة بالدين
وفى أحسن الأحوال وبفتراض حسن النية سأقول انه سطحية
وجهل

ولو أدرك المصريون والمسلمون معنى الخبر لستبدلت فرحتهم الغامرة بثورة عارمة ونفى قاطع
ولهذا سأكون الصوت الأول والوحيد
الذى يطالب بأن

تسحب العربية الخبر مراعاة لمشاعر المسلمين (الفرحانين )
وتقدم الجهة المستطلعة اعتذارها الرسمي (قال يعنى كل ده هيحصل ) للإ سلام
(وليس للمسلمين ماهم فرحانين )

........
ملحوظة أتضح لى حالا أمر خطير
وهو أن الجهة المستطلعة هي معهد غالوب الامريكى

لهذا لا استبعد أبدا نظرية المؤامرة.



#رشا_ممتاز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل فوات الأوان
- سياسات الترويض
- ساركوزى يدعم دكتاتوريات الشرق .
- أوراق الخريف
- آخر مستعمرات الرجل
- لن أعيش فى جلباب أمى
- فضفضه


المزيد.....




- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رشا ممتاز - سلامات يا تدين