أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد زهير الخطيب - الرئيس وفلسفة الظلم














المزيد.....

الرئيس وفلسفة الظلم


محمد زهير الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 2642 - 2009 / 5 / 10 - 09:02
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


هناك توجه عام عند السياسيين إلى تجنب الحديث الطائفي، وهذا جيد، ولكن دعونا نقوم ببعض التصنيفات في العملية الطائفية، حتى لا تختلط الاوراق.
فهناك أولا العمل الطائفي، وهو مثلا أن يقوم مسؤول بتقديم أبناء طائفته في الشأن العام على غيرهم متجاوزا قواعد الخبرات والاختصاص، محدثا شرخا طائفيا سرعان ما يظهر للعيان لان مثل هذه الامور لا تخفى على الناس ولو بعد حين، وأية عملية إحصاء بسيطة تكشف المستور وتظهر الغش والتلاعب والتحييز الطائفي. وهذا هو أسوأ اشكال الطائفية.
ثم هناك ثانيا الحديث الطائفي، وهو أن يتحدث الانسان –دون العمل- بلهجة متحيزة لصالح طائفته أو بلهجة فيها إثارة أحقاد ونعرات ضد الطوائف الاخرى. وهذا أيضا سيء ويأتي في المرتبة الثانية بالسوء بعد سابقه.
ثم هناك نقد الممارسات الطائفية وهذا عمل جليل مطلوب من سياسي ومثقفي الوطن، فهو وإن كان شكله حديث في الطائفية، ولكنه مطلوب لانه يشير إلى المرض وينقد الخلل ويظهر الحقائق لاصحاب العلاقة قبل أن يستشري المرض ويخرج عن السيطرة.
وفي حوار مع صحيفة السفيراللبنانية مؤخراً قال بشار الأسد: (هل دخل روجيه غارودي إلى السجن أم إلى مكان تسلية عندما تحدث عن الهولوكوست؟ ... إذاً الرأي في دول ديمقراطية يعتبرون أن له جانباً تقييدياً، إذا وقفت خارجاً الآن وتحدثت في موضوع طائفي، ألا يعتبر هذا رأي؟ لكنه ممنوع في القانون).
وفي هذا الكلام مغالطات يلزم توضيحها حتى لا تختلط الامور.
بشار الاسد ومن قبله أبوه مارسو الاعمال الطائفية بأبشع صورها حتى غدا قطاع الجيش والمخابرات حكرا عليهم وخاصة في المناصب العليا وأية إحصائية بسيطة تؤكد ذلك، وهذا لا يدعونا إلى إتهام طائفتة ككل بل إن كثيرا منهم تضرر مع المتضريين، بل وسجن مع المسجونين.
بشار الاسد لم يتكلم في الطائفية لانه ليس بحاجة إلى الكلام فقد سبق كلامه فعله، وعدم كلامه في الطائفية لا يعفيه من مسؤولية ممارسة الطائفية عملياً بابشع صورها.
بعض السياسيين والاعلاميين السورين الذين يقبعون اليوم في سجون النظام ظلماً تكلموا في الطائفية، نعم للحق والتاريخ فانهم تكلموا في الطائفية، ولكنهم تكلموا في نقدها وكشف عوارها ووضع الاصابع على ممارسيها عملياً.
فأي خلط وتهريج في حوار الرئيس على صفحات السفير؟ وأي الفريقين أحق بالحساب والعقاب، من مارس الطائفية بأبشع صورها أم من نقد الطائفية وشنع عليها؟ أي خلط للاوراق واستخفاف بالعقول يحاوله سيادة الرئيس الشاب؟
ثم إن جارودي لم يسجن كما ذكر سيادة الرئيس، صحيح أنه حوكم ولكنه دفع غرامة مالية بسيطة ولم يدخل السجن، وتأتي محاكمة جارودي في نقطة من نقاط ضعف القضاء الفرنسي الذي تجنى على حرية التعبير ليرضي اليهود في مسألة منع التشكيك في الهوليكوست، أفتصبح هذه الثغرة المخجلة في القضاء الفرنسي حجتنا في اعتقال عشرات الوطنيين المخلصين وزجهم بالسجون بتهم كيدية سخيفة ومحاكمات صورية ظالمة يندى لها جبين العدالة.
بشار الاسد يملك اليوم القوة ليظلم كيف يشاء، ولكنه لا يملك الحجة ليقنع الناس بظلمه، وهو إن استطاع أن يخدع بعض الناس بعض الوقت، لن يستطيع أن يخدع كل الناس كل الوقت.
أمام سورية طريق طويل في الاصلاح، وأول خطواته إنهاء حالة الطوارئ وإلغاء المحاكم الاستثناية، وإطلاق سراح سجناء الرأي الابطال، والسماح بتشكيل الاحزاب وإطلاق حرية الصحافة المكبلة، وأطول الطرق يبدأ بخطوة.



#محمد_زهير_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثرثرة فوق السين
- رحيل الدكتور حسن الهويدي
- التمثيل النسبي للنساء
- هل عام 2009 عام حاسم حقا؟
- سبل القضاء على الغلاء التي نسيها الشيخ
- جالاوي ومؤتمر القمة العربي
- الوزير الفقير
- المهمات التي تنتظرنا
- خواطر غير سياسة من مؤتمر جبهة الخلاص في برلين
- نعم لتركيا الديمقراطية كما يريد الشعب التركي لا كما يريد نضا ...
- هل هناك شيء غير عادي في الانتخابات السورية؟
- اربع اسئلة في الانتخابات السورية
- الهذيان … وخلط حبش لاوراق البرلمان
- النسخة الانجليزية من كتاب خمس دقائق وحسب
- خيارات العطري في محاربة الفساد
- عشرة ملايين دولار لعرار تعويضا عن سنة سجن في سورية
- لمن صوت اليهود في الانتخابات الاميركية؟
- اعتذرت كندا لماهر عرار فهل تعتذر سورية له؟
- نظرة إلى الخلاف السني الشيعي
- العلمانية والدين ... والمعركة الموهومة


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد زهير الخطيب - الرئيس وفلسفة الظلم