بيان الأول من ايار/ جبهة العمل النقابي ...

راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2632 - 2009 / 4 / 30 - 10:22
المحور: ملف 1 ايار 2009 - اثار وانعكاس الازمة الاقتصادية العالمية على الطبقة العاملة والفئات الفقيرة وسبل مواجهتها؟
    

في الأول من أيار من كل عام يحتفل عمال العالم بعيد العمال العالمي الذي يأتي هذا العام في ظل ظروف وأوضاع اقتصاديه وسياسيه بالغه التعقيد والأهمية بسبب ألازمه ألاقتصاديه التي يعاني منها النظام الرأسمالي العالمي تعبيرا عن جوهر الأزمة التي يعيشها هذا النظام وعلى صعيد اتساع حركه مناهضة العولمة وتصاعد وتيرة النضالات العمالية العالمية في مواجهه كل أشكال الاستغلال والاضطهاد الطبقي والقومي في نفس الوقت الذي تتصاعد فيه الحاجة إلى إعادة الاعتبار للرؤيا التقدمية والفكر العمالي في مواجهة النظام الرأسمالي .

إن مركز النظام الرأسمالي الذي يترنح تحت وطأة أزماته ألاقتصاديه والتي يسعى لإيجاد حلول لها عبر تحميل تبعاتها لمجموع العمال والشرائح الاجتماعية الفقيرة من خلال سياسة تأميم الخسائر وخصخصة الأرباح تستدعي من كافة القوى العمالية والتقدمية في العالم أن توحد وتصاعد نضالها باتجاه تعميق المواجهة والتصدي لسياسات الدول الرأسمالية من اجل حماية جماهير العمال وحماية مكتسباتهم وحقوقهم التي حصلوا عليها من خلال جهدهم ونضالاتهم النقابية والديمقراطية.

في نفس الوقت فإننا نحن أبناء الشعب الفلسطيني وجماهير عمالنا على وجه الخصوص لا زلنا نعاني ونعيش حاله مزدوجة من الاضطهاد القومي والطبقي من خلال استمرار الاحتلال الفاشي العنصري ومجمل سياساته التي تمعن في حرمان شعبنا من نيل حقوقه الوطنية في العودة وحق تقرير المصير والدولة المستقلة عاصمتها القدس واستمراره في سياسة الحصار والتجويع وتقطيع الأوصال وشد الخناق على مجمل مناحي الحياة في إطار مشروع تبعية الاقتصاد واحتجاز إمكانيات تطور المجتمع الفلسطيني .

وعلى المستوى الفلسطيني الداخلي تعاني الطبقة العاملة والفقراء والمهمشين الأغلبية الساحقة من أبناء شعبنا من السياسات المتبعة من قبل الجهات الرسمية بشقيها في الضفة وغزه التي تعمق الأزمات الداخلية من خلال تكريس الانقسام السياسي والجغرافي من ناحية والارتهان للدول المانحة وشروطها المجحفة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

إن جماهير عمالنا والشرائح الاجتماعية الفقيرة والمهمشة وكافه القوى التقدمية مطالبين اليوم بالمزيد من الجهد والعمل نحو بلورة وإعادة الاعتبار للمشروع الوطني الديمقراطي ودورة من مواجهة الانقسام والسياسات التي تعزز التبعية والإلحاق من خلال بناء تيار وطني ديمقراطي قادر على حماية المشروع الوطني وملتصقا بقضايا شعبنا وهمومه الوطنية والاقتصادية والاجتماعية بما يعزز صمود هذا الشعب ويطلق العنان لإمكاناته وطاقاته التي طالما عبرت عن نفسها في أكثر من محطة كفاحية

إن الحركة النقابية العمالية الفلسطينية وما تعانيه من خمول وتراجع في مستوى الحضور والفعل النقابي والتأثير في السياسة والاقتصاد والحياة الاجتماعية كنتيجة طبيعيه لطغيان العمل السياسي وغياب المضمون الطبقي والهيمنة والتفرد على مقدرات الحركة النقابية واغتزالها بأطر ومؤسسات تحولت إلى مؤسسات شبه حكومية بحاجه إلى تعزيز وتفعيل دور القوى الديمقراطية صاحبه المشروع الوطني الديمقراطي والتقدمي المرتبط بمصالح ورؤى الطبقة العاملة بعيدا عن الانتهازية وسياسة إرضاء الذات وتبرير الواقع من خلال تشجيع المبادرات وقيادة كافة التحركات النقابية التي تتصاعد في مواقع العمل وصولا إلى بناء حركة نقابية فاعلة وقادرة على حماية عمالنا والدفاع عنهم.
إننا في جبهة العمل النقابي التقدمية وفي الأول من أيار ندعوا إلى :-

1- آن الأوان لإجراء انتخابات عمالية ديمقراطية حقيقية،بعيداً عن لغة المحاصصة والاتفاقيات الكتلوية الفوقية،فكثير من القيادات الحالية والتي تنصب من نفسها قادة للطبقة العاملة الفلسطينية،عدا عن افتقارها للشرعية الدستورية والعمالية،فهي بعيدة كل البعد عن هموم ومصالح الطبقة العاملة،وهمها الأساس هو ما يوفره لها موقعها في الهيئات القيادية للاتحاد العام للنقابات العمالية من مصالح وامتيازات و"برستيج" وسلطة وقرار,

2 – من غير الجائز والمقبول أن تبقى الكتل اليسارية في الاتحاد العام للنقابات العمالية،متعددة التعبيرات النقابية،ومشتتة الجهد والموقف،وترهن حركتها ومواقفها من المسائل والقضايا العمالية والانتخابات وغيرها بموقف الطرف المتنفذ في الاتحاد،وعلى ضوء ضعف أدائها وحضورها،وعدم تمايزها بشكل جدي وعملي عن ما هو قائم في هيئات الاتحاد ومؤسساته ، فإن تلك الكتل مطالبة بشكل جاد بإعادة دراسة وجودها في هيئات الاتحاد ومؤسساته،والشروع الجدي في إقامة جسم عمالي ديمقراطي موحد،يعكس رؤيتها وتوجهاتها وبرامجها العمالية .

3- استمرار العمل على إنهاء حالة الانقسام التي لم يعد لها أي مبرر أو حجة سوى تغليب المصالح الفئوية الضيقة على المصالح الوطنية العامة في ظل وجود مرجعيات تمثل الحد الأدنى للتوافق بين كافة القوى السياسية الفلسطينية تتمثل بتفاهمات القاهرة عام 2005 ووثيقة الأسرى .

4- إن جماهير عمالنا وكافة الشرائح الاجتماعية والفقيرة والمهمشة هي التي تدفع أكثر من غيرها ثمن سياسات الاحتلال نمن ناحية والانقسام من ناحية ثانية بحاجة إلى سياسات تنموية واجتماعية تنصفها وتعيد لها كرامتها فهي أداة التنمية وهدفها في آن واحد .

5- إن الحديث عن الأنظمة والقوانين وخطط التنمية لا معنى لها ما لم تجد طريقا لتنفيذها وتطبيقها، ولا معنى لكافة التبريرات التي تدعيها الجهات الرسمية في الرد على تجاهلها وعليه فإننا نرى بسياسة دعم القطاع الخاص وتطويره لا يجوز أن تكون على حساب الخدمات المقدمة للشرائح الفقيرة والمهمشة ولا بد من ترابط شعار دعم وتشجيع الاستثمار بدعم وحماية العمل والعمال.
6- نؤكد على أننا سنستمر بالعمل على التصدي لوقف وإنهاء كل إشكال التطبيع مع دولة الاحتلال ومؤسساته العنصرية وتفعيل دور الحركة النقابية في كافة حملات المقاطعة لدولة الاحتلال وعلى كافة المستويات المحلية والعربية والعالمية .

عاش الأول من أيار
عاش نضال عمالنا
المجد للشهداء
والنصر لشعبنا

جبهة العمل النقابي التقدمية / دولة فلسطين
1/5/2009

#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات