أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - عيدك للشعب . . افراح وآمال ! 4















المزيد.....

عيدك للشعب . . افراح وآمال ! 4


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 2620 - 2009 / 4 / 18 - 09:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ابو محمد وبصوت خافت حاد و كالفحيح :
ـ كيف عرفت ؟! . . . ويلكْ " طريق الشعب " في هذا الظرف عليها اعدام " امّوري " !! يمعودين شوية هدوء و بصوت واطئ !!
وبعد ان عبر السياج من فتحة رُصّ عليها فراش خفيف ، و بعد عناق حار . . قال " امّوري " و بصوت خافت :
ـ " ابو محمد " انا اعتذر فعلاً ! و لكن و كما تعرف ، " طريق الشعب " تعني الأمل و الفرحة و التواصل مع الدنيا و معناها الربع بخير ! بعدين . . الوضع ليس غريب عليك . . يعني احنا ، " ابو جواد " و آني و بيننا فقط ، نعرف ! ثم نحن نتحدّث الآن في مكان منقطع ، احنا في السطوح العالية المنقطعة . .
ونظر كلاهما الى " حسين " الذي انشغل باطعام الطيور و تبديل مائها وكنتُ اساعده . .
قال " امّوري " :
ـ تصدّق " ابو محمد " . . هذه الطيور انقذت ارواح عدد من الضباط ، انقذت في وقتها العقيد الوطني " عبود" (1) الذي اعلنت اذاعة بغداد الحكم عليه بالأعدام و اعلنت عن مكافأة مالية كبيرة جداً لمن يدل عليه حيّاً او ميّتاً ، بعد ان وزّع السلاح الذي تمكن من توزيعه من وحدته على مجاميع من العسكريين و المدنيين الذين قرروا مقاومة الأنقلاب . .
فمذ ان بدأ الوضع يتدهور ، وبدأت تصل اخبار مقلقة متزايدة ، عن تدبير انقلاب عسكري و واخبار حملت حتى اسماء عددٍ من شخوصه . . وضعتُ زوجاً من الطيور العائدة لي ، عنده في بغداد، و اخذت زوجاً من طيوره الى هنا عندنا في الحلّه . و هي طبيعي من الطيور التي درّبناها على حمل الرسائل . و عن طريقها رتّبنا مجيئه هو و عدد من جماعته بأمان الى ريف الفرات حيث بقوا اشهر . . الى ان سمعنا خبر استشهادهم في صدام مسلّح من الراديو (2) كما تعرف . . كانت آخر رسالة وصلتني منه عن طريق اقارب " شيخ شعلان " الذي اعتقد انه من معارفكم !!
شعر " ابو محمد " بارتياح كبير من كلام " امّوري " ، و قال لنفسه :
ـ رائع !! " امّوري " لا يعرف عن مجيئي الى " شيخ شعلان " . .
كان امّوري مختفياً في المحلّة ، في بيت عمّه ابو زوجته ، و كان يأتي الى سطوح جيران العم
"سعوّدي " ليلتقي هناك بمن كان يرتّب موعداً معه . . من جهة اخرى فانه و بسبب تلاحق المحن و الصعوبات و بُعدَه الطويل عن المنطقة ، كان لا يعرف تفاصيلاً عن " شيخ شعلان " سوى كونه كان انسانا تقدمياً و انسانياً في تعامله مع اقاربه و خاصة الفلاحين منهم . . .
و فيما كانا يتبادلان الأخبار ، كنت اسمع نتف مما كانا يتحدثان به :
ـ فلان اعدم . . فلان انقطعت اخباره . . فلان و فلان استطاعا الوصول عن طريق نسبانهما الكرد الى كردستان و صارا انصاراً شيوعيين هناك . . فلان وفلان و فلان خرجوا و تاهوا في الصحراء حيث انقطعت اخبارهم نهائياً . . فلان و زوجته افلتا من الأعتقال و لاذا في بيوت اصدقائهم الكلدانيين في الموصل و " القوش " في وقت هرب فيه مناضلون من تلك المناطق الى بغداد ليضيّعوا انفسهم فيها بعيداً عن المطاردين . . سيد حيدر و العلوية زوجته و اهلها حموا اكثر من عائلة هربت من بغداد . . اولاد فلان شردوا الى سوريا و آخرين الى الكويت ، عن طريق زملاء لهم من الطلاب . . ناس هربت الى اقاربها في ايران . .
ـ كيف وضع " عباس " ، كيف سلوكه تجاه ربعنا . . يعني رغم كونه بعثي، الاّ ان تربيته و عائلته و مواقفها الوطنية لابدّ وان تترك شيئاً ايجابياً على سلوكه و موقفه مما يجري .
ـ بصراحة " ابو محمد " !! مواقفه فعلاً طيبة و تنذكر بكل خير من ربعنا ، الاّ ان السفلة اعتقلوه بتهمة كونه (خط مائل) يعمل لصالحنا تصوّر ؟! . . و اكثر الناس يتناقلون ان سبب اعتقالهم له رغم كونه رفيقهم، هو لكونه عمل ما استطاعه لمساعدة عدد من رفاقنا، و يتناقل اخرون ان السبب هو قضية صراع على الزعامة بينه وبين " هوبي الـ . . " ، الذي يكرهه بسبب مساعدته للموقوفين اليساريين و الديمقراطيين !
. . . .
. . . .
سافر " ابو محمد " صحبة " ابو جواد " و عائلتيهما بعد ظهر اليوم التالي بسيارة " شيخ شعلان " ، و بعد ان سارت السيارة عدة ساعات بين المزارع و ارياف المنطقة . . وصل الجميع ليلاً الى بيت كبير يقع فوق تلّه واسعة . .
توقفت السيارة عند باب البيت الكبيرة التي كانت مغلقة ، طرق السائق الباب طرقات مسموعة . . فيما كان نباح الكلاب يتصاعد و يتكاثر . . قام احدهم ، كما لو كان حارساً متواجداً خلف الباب ، قام بفتح مزلاج الباب محدثاً ضجة و صوتاً اعلى من صوت طرقات الباب ، فيما صفّر بفمه صفيراً متقطعاً ، هدأت الكلاب اثره . . و انبعثت ضجة فتح ابواب داخلية كانت اصوات فتحها ترسل ازيزاً و صريراً واضحينً .
و بعد السلام و التحية على من استقبلهم قرب الباب الرئيسي ، دخل الجميع الى ساحة واسعة كان يضيئها ضوء القمر في سماء صيفية فاتحة ، في منتصفها تحت سقيفة ، كانت ترى مجموعة حِبابْ (3) حيث كان فانوس يتدلى من تلك السقيفة ، و يضئ خزاناً معدنياً كبيراً، موضوعاً على الأرض . و كانت الغرف المبنيّة باللّبِنْ (4) تحيط بتلك الساحة، حيث كانت تنبعث من اللِبنْ رائحة اثارت حنيناً من طعم خاص ، والتي كانت تنبعث اثر رشّ اللّبِنْ بالماء وتبخّره منه ، في حرارة شهر تموز ذاك . .
ولاح ضوء " لوكس " (5) قوي من غرفة كبيرة بدت وكأنها المضيف . . حمل اللوكس رجل لم تتبيّن ملامحه ، بدا من هيئته و كأنه " شيخ شعلان " و وقف جنبه عدد من الرجال ، حمل احدهم لوكساً ثانياً . .
صاح صوت مرحّب من الواقفين من على بعد ، قال عنه " ابو جواد " :
ـ انه " شيخ شعلان " !
ـ يا هلا . . ياهلا . . ياميت اهلاً و مرحباً . . الف الحمد الله على السلامة !!
ثم صاح ملتفتاً الى ناحية جانبية :
ـ " ام مجبل " . . ضيوفنا من بغداد وصلوا . . !!
. . . .
وجّه " ابو جواد " زوجته لتقود النساء الى حيث وقفت امرأة لم تتبين ملامحها في الظلمة ، كانت تردد كلمات الترحيب و السلام و التحيّة . . وقال :
ـ العفو اختي " ام محمد ". . هنا ، النسوان . . يجتمعون عند النسوان !!
. . .
كانت " ام جواد " تردد بصوت مسموع :
ـ بس احنا لانترك رجالنا هناك وحدهم ، " ام محمد " لاتقلقي . . انا امرّ عليهم بين فترة واخرى ؟!
ـ ايش القضية " ام جواد " ؟
ـ عزيزتي اسأليني آني . . هذا ريف !! واني اخاف على " ابو جواد " من عمايل الرجال !! بحجة الرجال يجلسون لوحدهم ، الله يدري ايش مرتّبين ؟! عزيزتي الرجال لايمكن تركهم لوحدهم !! يمكن . . كاولية و غجريات . . ؟؟
قاطعتها " ام محمد " بصوت حازم :
ـ هوّني عليكِ " ام جواد " ! احنا باي حال ، و انتِ ذهبت بفكرك الى اين ؟ !
ـ " ام محمد " . . انتِ على راحتكِ . . الاّ اني لن اترك " ابو جواد " بين الملاكين و السراكيل لوحده . . هذي ديرتنه و نعرفها من المعيشه و سوالف عجائزنا و شيوخنا . .
ـ عزيزتي ، " ابو جواد " ليس وحده ! على الأقل ابو محمد و كل الولد معاه . . بعدين ذول اهلنا و عشائرنا، و ناس معروفة بشيمْها وكرمها وأخلاقها العالية ، و معروفة و مجرّبة بالمحن !!
ـ يعني . . . . آني صحيح غريبة عنكن (6)، بس قدّري " ام محمد " هذه اوّل مرة ادخل بيوت ملاكين، بعدين آني اخاف على " ابو جواد " و اولادي من سوالف الكاولية (7) اللي يدورن في القرى . . و هم رجال و وحدهم ويجوز . . شرُبْ و كيفْ . . وتدرين الظرف غير امين . . لا قانون و لاحكومة !!
ـ وسفة عليج " ام جواد " . . انتِ خايفة على " ابو جواد " من الكاولية و ماخايفة عليه من الحكومة ؟!!. . خليّكِ على رزانتكِ ياامرأة ! احنا بأي حال الآن !!
. . .
. . .
طال حديث " شيخ شعلان " الذي اجلسنا جواره على سفرة العشاء الطويلة . . وكيف استدعوه الى الحضور للجلوس معه في مضيفه !! و كيف وافق على تقسيم ارضه التي كان قد قسّمها اصلاً ايام المرحوم قاسم ، على ابناء عشيرته . . و كيف حوّل ملكية سيارتين و خمسة بيوت في المدينة ، الى ملكية اقاربه . .
ثم بالأشارات و الألغاز . . كيف حماه ابناء اخيه الذين ارسلهم ليلبسوا ملابس (الحرس القومي ) السئ الصيت ، على ان يأتوه باخبارهم ، و تحدث عن حذره من ( زركات الليل ) التي تشنّها وحدات الحكومة . . . الى ان بدأ المجلس ينفضّ بعد توزيع و شرب القهوة لعدة دورات . . والى ما بعد منتصف الليل بقليل . . فارسل اولاده ليحملوا الطعام الى السياسيين المختفين في القرى المحددة سراً . .
. . . .
. . . .
بدأت الكلاب تنبح . . و سكتت فجأة . .
قال شعلان :
ـ " محيسن " و صل !!
و دارت الهمسات بين الحاضرين القلائل بان القادم هو رئيس " الجمعيات الفلاحية " في المنطقة !!
دخل المضيف رجل متوسط العمر رزين المحيا ، بعقاله و كوفيته . . كان يحمل بندقية " برنو " انسجمت
مع صفوف الرصاص المزنّرة على وسطه و صدره . . كانت كل هيئته تدلّ على كونه متخفياً ، او يعيش حياة اختفاء !!
. . . .
قال " محيسن " :
ـ الأخبار الواصلة تقول ان خطة البطل " حسن سريع " خطة مرتّبة و قام بها رجال شجعان ، الاّ ان عدم التنسيق المحكم بين مجاميعهم ، اضافة الى القضية الأكبر التي هي انهم لم ينسّقوا مع مركز الحزب ، الذي يجمع كثيرون انه موجود في بغداد .
و قال :
ـ وصل عدد من اعضاء منظمتهم ، بعد ان تمكنوا من الأفلات من حملة الأعتقالات الوحشية الجديدة اثر فشل المحاولة ، و يظهر ان عدة مجاميع تعمل باقصى السريّة ، و تريد ان تقدّم شيئاً للحزب بالأقتصاص من القتلة المجرمين . و تتزايد الأخبار عن نشاط عدد من المراجع الدينية للأفراج عن الشيوعيين و عوائلهم ، بعد شعورهم بالذنب تجاه مايجري بسبب فتاوي ( تحريم الشيوعية ) . .
. . . .
. . . .
وبعد ان حان موعد النوم و ذهب الشيخ الى فراشه بعد اتفاقه مع الوالد ان يتحدثا في اليوم التالي . .
دارت الأحاديث بيننا . .
ـ كيف يمكن ان يكون شيخ و ملاك ، و مع الحزب الشيوعي . . ؟؟
ـ الموضوع ليس جافاً كالكتب ، هذي دنيا و الحياة خضراء واسعة متنوعة . . كثير من ناسنا تريد الخير للبلد و تريد الكهرباء والماء والمدارس و الجامعات ، و تريد حياة افضل لها و لأهاليها ، و لكنها لا تستطيع فعل شئ . . و قد وجدت هذا الحزب ، النزيه باعضائه و باخلاقهم العالية ووطنيتهم و اخلاصهم و تفانيهم حتى الموت في سبيل البلد . . الذين يسعون للعلم و المعرفة و لنشرهما بعيداً عن الخرافات و الدجل . . فيسعون اليه و يحموه و يعملون على ادامته بما يستطيعون عليه ، لأنه يشكّل الوسيلة الوحيدة لتحقيق ذلك ، و فق معرفتهم و تجاربهم .
ـ بعدين هو ليس ذلك الأقطاعي الكبير الخائف على املاكه الهائلة ( الموروثة ) والمأخوذة عنوة من الناس . . . لقد وافق على قانون " الأصلاح الزراعي " و على تقسيم الأرض لأنها ستكون لأقاربه وابناء عشيرته الذين يحبهم ويحبوّه . . وفي بلدنا كثير من امثال هؤلاء الملاكين المتوسطين و الصغار!
ـ ثم انه ليس حزبياً ، لكنه يتعاطف مع الحزب و مع مواقفه و يأيّدها . و هو لا يوافق على الأعتداء عليه و حمى عدد من السياسيين من ربعنا منذ ايام الملكية ، ولذلك اعتُقل و حُكم عليه بالسجن .
وفي جوابه على تساؤلات " ابو جواد " قال " ابو محمد " :
ـ وفي مظالم كالتي يعيشها البلد اليوم . . . لم يشف غليله الحزب الوطني الديمقراطي الذي ضم كثيراً من الملاكين و اغنياء الفلاحين ، انه يراه غير كافياً لتحقيق الأهداف الوطنية بالصورة التي يفهمها بها . لقد احبّ الرئيس عبد الناصر و كان ممن اعتقلوا بتهمة ( الترويج للناصرية و الشيوعية ) حين شارك بنشاط في انتفاضة 1956 للتضامن مع مصر الشقيقة ايام العدوان الثلاثي الذي استهدف حكم " ناصر " . . و احبه " القوميون العرب " ، الاّ انه ومنذ ان تربّص " ناصر " بالحكم الوطني للزعيم عبد الكريم ، ابتعد عنهم بعد ان رأى ان النقاش لاينفع مع قسم غير قليل منهم، رغم احتفاظه بعلاقات صداقية و عائلية طيبة بهم . .
و فجأة سمعنا صوت حركة و وقع اقدام مترددة ، ثم ضجّة احاديث و اصوات نسائية ، و طُرقت باب الغرفة طرقاً ثابتاً ، مع تصاعد صوت " أم جواد " :
ـ " ابو جواد " ؟ !!
ـ نعم !!
و فيما تعدّل الجميع في مجلسهم ، فتحت " ام جواد " الباب و اطلّت من فتحتها قائلة :
ـ و الله حبيت اطمأن عليكم ، يجوز محتاجين شئ !!
و في الوقت الذي كانت تجيل النظر في الغرفة جيداً . . صاح " ابو جواد " صيحة مكتومة :
ـ " ام جواد " كيف خرجتِ من غرفة النساء ، الدنيا منتصف الليل و احنا ضيوف هنا . . ؟!!
ـ " ام محمد " و " أمل " معي ، و . .
ثم بلطف و بنظرة قاسية على " ام جواد " :
ـ يخليّكن الله . . اذا انتن بخير ، احنا بخير . . اوصّلكن ؟
اجابت النسوة :
ـ لا ، لا . . تصبحون على خير .
ـ مثله و خير !
. . .
. . .
شيخ شعلان :
ـ " ابو محمد " . . يظهر ان (الحرس القومي) في حلمه المجنون بالقضاء على الحزب ، طالت جرائمه اوسع الأوساط العراقية ، حيث صارت نيرانهم تلوح اوسع حلقات البشر بالبلد ، هم لايفرّقون بقساوتهم بين رجل و امرأة و لا بين بالغ و طفل ولا بين شاب و عجوز . . اهانوا و آذوا الكثيرين ، حتى وصلت سمعة حكمهم للحضيض . . و صارت اذاعات العالم تتكلم عن جرائمهم بلا حدود ، و ادىّ ذلك الى انعزال حكمهم بشكل مشين . . و صارت قوى عربية كثيرة تتحدث عنهم بسوء ، حتىّ القوى الدولية و العربية التي حرّضتهم و موّلت انقلابهم الأسود ، صارت تقول ان جرائمهم لايمكن السكوت عنها، وان حكمهم من غير المعقول ان يستمر .
من جانب آخر ، فان صراعاتهم هم على النهب و السلب و السلطة، وصلت الى مراحل خطيرة لا احد يعرف الى اين ستؤدي بالبلاد و الى اية مخاطر، خاصة بعد ان ضربوا حلفائهم القوميين ضربات قاسية و زجّوا بقسم منهم في السجون ، و بعد ان اشعلوا القتال مجدداً في كردستان .
يقول احد الضباط من اقاربنا : ان " عبد الناصر " غاضب عليهم و يقول ، انهم باجرامهم و بتصرفاتهم الهوجاء هذه يسيئون الى سمعتنا و الى سياستنا بين الدول . . وان مجئ عفلق الى بغداد مؤخراً ، هو لمحاولة للحفاظ على حزبهم من التصدع بسبب صراعاتهم الوحشية بينهم !! و يقول ان جهوداً قومية تُبذَلْ لأزاحتهم !! و هم يسألون ماهو رأي الحزب الشيوعي ؟؟؟!!
ـ " شيخ شعلان " . . الا ترى و تعيش حال الحزب ؟؟
ـ و الله كل الأخبار تجمع ان الحزب موجود و يواصل نشاطه بقوة ، والناس تحبّه ، وتشهد الأخبار الواصلة ان الحرس القومي مرتبك بسبب ان منظماته مستمرة بالنشاط و جريدته مستمرة بالصدور من بغداد . . الم تكن له محاولة لقلب السلطة قبل يومين ؟!!
ـ المحاولة لم تنجح . . الم تسمع انها لم تكن بالتنسيق مع مركز الحزب ؟ باعتقادي ان الضغط على الحزب الشيوعي سيزداد شراسة ، و ان المحاولة الأخيرة رغم بطولة القائمين بها ، فانها و بسبب عدم نجاحها ستؤدي الى ان يلملموا صفوفهم لمواجهة الحزب بشكل اعنف ، اتمنى ان اكون مخطئ ، ولكن قراءة الواقع تشير الى ذلك . .
و تواصل الحديث و تشعّب و انتهى بوعد " ابو محمد " بأنه سيعمل جهده لأيصال ذلك ، للحزب !!
. . .
. . .
ـ " ابو جواد " ماذا تسميّ ذلك ؟ خطأ ؟ صواب حسابات ؟ حب او كراهية ام رعب ام ماذا ؟ حزب عملوا و يعملون على تمزيقه بانواع الحراب و الوسائل المنظورة و غير المنظورة ، و يريدون رأيه ؟!
ـ الناس من حبها له و احترامها لشبابه و تضحياتهم التي استعدوا لتقديمها و قدّموها بلا انتظار ثمن ، و مواقفه التي شكّلت آمالها و مطالبها . . وحتى احلامها . و رسمت حياتها المستقبلية على سكة كل ما هو تقدمي و علمي و اصيل ، لأنها تنسجم مع منطق الحياة . . ثم الم ترَ الناس صورة الزعيم عبد الكريم على القمر ؟!
ـ نعم الناس الكادحة و المحرومة التي احبّته رأت صورته على القمر !! الاّ ان وضع و دور الحزب هنا يختلف . . فالذين يحبوه و الذين يكرهوه يتابعوه و يحسبون حسابه و دوره ، الذين يحبوه يرونه مرشداً . . يرونه حبّاً و املاً ، والكارهين له يرون فيه شبحاً مخيفاً ، حتى و هو مثخن بالجراح و كأنهم جميعاً يرددون ما صاغه شاعر العرب الأكبر " محمد مهدي الجواهري " :
سلام على جاعلين الحتوف جسراً الى الموكب العابر

(يتبع)

17 / 4 / 2009 ، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. ربطت العقيد " عبود " بـ " امّوري " علاقة عائلية عشائرية .
2. اذاع راديو بغداد نبأ (القضاء) على العقيد " عبود " و عدد من رجاله اثر اصطدامهم بقوة مسلحة في الريف القريب من مدينة الهندية ( طويريج ) ، ثم تواصلت اخبار القرى التي افادت ان المجموعة ابيدت بعد ان قاتل افرادها بقيادة العقيد " عبود " ، قوات كبيرة من الحرس القومي والجيش قتالاً ضارياً حتى النفس الأخير .
3. مفردها حِبْ ، و يعني آنية فخارية كبيرة لخزن ماء الشرب ، الذي كان يُغرَف منها عادة بمغرفة خشبية مطلية بالقار، لتعبئة الصفائح الصغيرة المعدة لحمل الماء، او لملىء الأواني و الأقداح الزجاجية للشرب .
4. اللّبِنْ ، هو الطين الممزوج بالتبن و فق طريقة مزج و تخميرة معروفة لأهالي الريف بشكل عام .
5. لوكس ، مصباح نفطي اكبر و اقوى من الفانوس، و يعمل بآلية الضغط الذيّ يتولد بفعل الضغط بمضغاط شبيه بآلية " البريمز " او " الوابور النفطي " .
6. غريبة بمعنى من عشيرة اخرى .
7. الكاولية ، الغجر و النَوَرْ .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيدك للشعب . . افراح وآمال ! 3
- عيدك للشعب . . افراح وآمال ! 2
- عيدك . . للشعب ، افراح وآمال ! 1
- التصويت ل - مدنيون - . . تصويتاً للتقدم ! 2 من 2
- التصويت ل - مدنيون - . . تصويتاً للتقدم ! 1 من 2
- - الحوار المتمدن - في عامه الجديد !
- الإتفاقية . . واحتمالات التلاقي الأميركي الإيراني ! 2 من 2
- الإتفاقية واحتمالات التلاقي الأميركي الإيراني ! 1 من 2
- الإعصار المالي وقضيتنا الوطنية ! 2 من 2
- الإعصار المالي وقضيتنا الوطنية ! 1 من 2
- في اربعينية المفكّر المعروف كامل شياع
- المجد للمفكر الشجاع كامل شياع !
- هل هناك تغيّر في الستراتيجية الأميركية في العراق والمنطقة ؟ ...
- هل هناك تغيّر في الستراتيجية الأميركية في المنطقة ؟ 2
- هل هناك تغيّر في الستراتيجية الأميركية في المنطقة ؟ 1
- 14 تموز . . الثورة التي انحازت للفقراء !
- الاحتكارات الدولية و بعض قضايا المعاهدات ! 2 من 2
- الاحتكارات الدولية و بعض قضايا المعاهدات ! 1 من 2
- المعاهدة والتغييرات القانونية العاصفة !
- احزاب الطوائف* والبرامج الطموحة ! 2 من 2


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - عيدك للشعب . . افراح وآمال ! 4