أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - الصميدعي والمهمات المنتظرة !














المزيد.....

الصميدعي والمهمات المنتظرة !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 800 - 2004 / 4 / 10 - 11:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حملت اخبار اليوم نبأ تعين السيد سمير الصميدعي وزيرا لوزارة الداخلية في العراق ، بدلا من نوري البدران الذي فشل فشلا ذريعا في مهمته التي انيطت به ، والمتمثلة بتنصيبه وزيرا للداخلية في أول حكومة عراقية تقوم بعد زوال حكم المجرم صدام ، فبعد فضيحة الدنانير العراقية الجديدة التي حملتها طائرة من بغداد ، ترافقها عناصر لبنانية محسوبة على حزب الكتاب الى بيروت ، و بمقدار يربو على أكثر من تسعة عشر مليار دينار من دنانير بريمر الجديدة ! والتي لم تسترد من حكومة الحريري إلا بشق الانفس ، وبعد أن أساء الوزير المذكور لنفسه وللعراق في رسالته البائسة لوزير الداخلية اللبناني يتوسله فيها في استرداد تلك المبالغ للعراق ثانية . بعد هذا كله جاء فشله الذريع في مواجهة الاحداث التي اشعل أوارها مقتدى الصدر نيابة عن ايران في مدينة الصدر المنورة! وغيرها ، وتلك التي أججها فرسان القاعدة نيابة عن ابن لادن واخرين غيره في مدينة الفلوجة المقدسة ! مثلهم في هذا مثل صدام الذي قاتل ايران بالعراقيين ثماني سنوات نيابة عن الأمة العربية !
كان المفترض بوزير ، مثل البدران ، أن يحلّ مشكلة وقعت بين بلدين هما : العراق ولبنان ، ليس عن طريق توسلات ، ورسائل ، وإنما بالرجوع الى مجلس الحكم ، أو على الاقل الى وزارة الخارجية العراقية المختصة بهذا الشأن ، وغيره من الشؤون الخارجية ، وبالطرق المتعارف عليها بين دول العالم أجمع ، وذلك من أجل ايجاد حل مشرف يحفظ للوزير احترامه ، وللعراق عزته .
والأنكى من هذا ، والأهم ، هو ليس ذلك التبرير البائس الذي قدمه البدران للناس من أن رئيس سلطة الاحتلال ، بول بريمر ، قد اخبره أنه لا يتحمل أن يرى وزيرين شيعيين يسيطران على وزارة الدفاع بعد أن أعين علي عبد الأمير علاوي فيها ، وآخر على وزارة الداخلية ، هو نوري البدران نفسه ، وإنما الأنكى هذا هو الاختراق البين والواضح لاجهزة شرطته وأمنه من قبل جهات أجنبية تملث في انضمام عناصرمن شرطته تلك ، وعلى مرآى الجميع، وأمام عدسات المصورين ، الى عناصر الشغب الذي شهدته بعض من مدن العراق. فهل يكون من المعقول أن تعين وزارة ، مثل وزارة البدران ، شرطيا يقف ضد أمن الناس ، ويلوح ببندقيته وكأنه عنصر من عناصر جيش المهدي ! إن لم يكن هذا الشرطي علامة من علامات الاختراق لأجهزة مخابرات منظمات أو دول ؟
يبدو أن السبب الأخير ، هو السبب الوجيه والحاسم الذي رمى بوزير مثل البدران خارج جدران وزارة الداخلية العراقية ، وليس السبب البائس الذي جاء عليه البدران ، والذي أشرت إليه قبل اسطر من الآن . ونتيجة لذلك حلّ سمير الصميدعي محل البدران ، ويبدو كذلك أن بريمر مغرم باسرتي علاوي والصميدعي في تعيناته للوزراء ، وبعض الدوائر المهمة الأخرى في الدولة . وربما كان الرجل يستمع الى نصح من مستشاريه العراقيين ، والذين لا زال مبدأ المحسوبية والمنسوبية السيء الصيت زمن نوري سعيد يسيطر على عقولهم ، وكأن لا توجد أسر عراقية أخرى في عراق قدره أن يظل مبتلى باناس تنظر الى المنصب على أنه كسب مادي ، وليس مسؤولية .
وعلى أية حال ، يتوجب على وزير داخليتنا الجديد أن يشهر العزم والحزم بوجه كل شخص يريد أن يعبث بأمن المواطنين العراقيين الذين ملوا من سماع أزيز الرصاص ، والذين يطمحون بأمن وسلام ، و بشيء من الحرية التي غابت عنهم على مدى عقود خلت ، والتي يريد نفر من العراقيين الآن ان يعود بهم الى ذاك الظلم والاضطهاد الذي أكلهم حتى العظم ، وتحت مسميات جديد ، أخطرها تلك الفتايا التي ترد كل شيء الى الله جلّ قدرهم عنهم .
ومن مهماته الخطيرة التي عليه ان يضعها نصب عينيه هي حماية نساء العراق في عملهن وفي دراستهن وفي خروجهن من بيوتهن ، وأن لا يتهاون مع أي شخص يريد أن يسيء لحريتهن الشخصية في مأكل وملبس ، مهما كانت منزلة هذا الشخص ، وتحت أية ذريعة كانت ، فالحجاب ليس علامة شرف ، والسفور ليس اشارة فسق ، والتسامح ، الذي عرفه العراقيون منذ سنوات طويلة في هذا الخصوص ، هو الذي يجب أن يحلّ محل الاكراه والمطارة المشينة التي تتعرض لها نساء العراق اليوم في عهد ديمقراطية أمريكا الحصيفة !
والمهمة الخطيره الأخرى هي احترام التقليد العتيد الذي نعمت به المؤسسة التعليمية العراقية في كل مراحلها ، والمتمثلة بابعاد النشاطات الاجتماعية على مختلف اشكالها والوانها ، والتي لا تتعلق بتلك العملية لا من قريب ولا من بعيد ، عن حرم المدارس والجامعات العراقية التي باتت تعرف مثل تلك النشاطات اليوم ، وفي اعتداء واضح على حرمة المؤسسة التعليمية التي ظلت في العراق بعيدة عن تلك النشاطات التي لا تخدمها في شيء ، والتي كانت معلما من معالم الفخر التي يعتز بها كل خريج عراقي تخرج من تلك المؤسسة ذات التقاليد التعلمية العريقة ، وقبل أن يسيء إليها صدام اساءة بالغة ، وها هو من يريد أن يسيء إليها ثانية مثله الآن .
تحيق هذه المهام ، وغيرها مما لا تدانيها في الدرجة ، ستثبت للناس في العراق أن وزير داخليتهم الجديد يعمل من أجلهم ، ويسهر على أمنهم وسلامتهم ، ويحرص على أرواحهم وممتلكاتهم ، ,إلأ سيفقد احترامه عندهم قبل فقدانه عند مرؤوسيه ، وسيكون مصيره ليس بافضل من سلفه .



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تفهم المواقف ؟
- كاظمي قمي كان الشرارة !
- صدام ارهقوا العدو . الصدر ارهبوا العدو !
- شاهد من ايران !
- ظرف الشعراء ( 13 ) : مطيع بن إياس
- ظرف الشعراء ( 13 ) : مطيع بن إياس
- أول من ظلمت من النساء عند المسلمين فاطمة الزهراء !
- الناصرية : لا بالعير ولا بالنفير !
- ظرف الشعراء ( 12 ) : إبن قيس الرقيات
- الحاضر والغابر من حديث البصرة !
- ظرف الشعراء ( 11 ) : مسلم بن الوليد
- هروب الظالم وهجرة المظلوم !
- ظرف الشعراء (10) : حمّاد عجرد
- ألوان من الشعر : ثلاث قصائد
- العراقية والتهديدات العماشية-الايرانية الجديدة !
- ظرف الشعراء (9) : إبن مناذر
- عام على سقوط القتلة !
- ظرف الشعراء (8) : كثير عزة
- صبيحة والموقف الايجابي من المرأة !
- ظرف الشعراء (7) : أبو نواس


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - الصميدعي والمهمات المنتظرة !