أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مجيد محسن الغالبي - يوم احترقت بابل














المزيد.....

يوم احترقت بابل


مجيد محسن الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 2612 - 2009 / 4 / 10 - 02:27
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


"حين تدفقت عربات الجحيم كانت بابل تتلوى على خاصرة الفرات من الالم وكان نزيف السنين المر ترف له الاوصال وبابل عروس الدنيا التي لم يغادرها بريق العيون ظلت شاخصة وهي ترى اعذاق التمر الذهبية التي تدور صغار الضياء الصفر بين فرداتها يعفرها تراب العجلات وزعيق الرجال الذين هجروها في لحظة من الخزي يصم اذنيها كان الذهول مرارة الموت وهي ترى مدورة الهباء تطيش باتعابها ويتلقف الغرباء اشيائها الحلوة حتى اقراطها.. بكت بابل من القلب وادمت دموعها يباب الرجولة التي نكصت ولعل هول اللحظة ان ترى ابنائها ينهوب بيتها ويحرقونها .... صرخت بابل ولكن الصم الصياخيد وحدها كانت تبكي ..فمتى يابابل نضحك معا؟"
ان سعي الشعوب للحرية وإصرارها على الدفاع عنها ليس لان الحرية تمنح مساحة من الوجود غير المقيد بل لان الحرية مصدر للحياة فإذا كان المعطى الحضاري هو ناتج لأداء الإنسان الواعي فان حيثيات الوعي لايمكن ان تكتمل بدون الحرية لان الوعي اصلا مظهر من مظاهرها وبالتالي فان اية هوية وطنية لاي تكوين اجتماعي وعلى اية بقعة من الارض سوف تعاني من التهميش بل والقصور عن الاندماج والتفاعل الانساني ومن ثم الضمور اذا ما تعرضت الى القيود اوالتحديد من الخارج
ان البنى التحية لاي شعب في الدنيا هو ثقافته والتي هي مصدر لنشاطه الجمعي على مر العصور وان جزئيات هذه الثقافة من التفرد بحيث يشكل بصمة تاريخية لاتتكرر في أي شعب اخر ولا في زمن اخر ومن ثم فان الرافد الثر الذي يتدفق في رحم الازمنة ويغني الحياة البشرية والذي يصدق عليه مفهوم الحقبة الحضارية هو نتاج عياني لتفاعل عطاءات الشعوب المتدفقة من ارثها وقيمها الحاضرة ووعيها وقدراتها المتميزة ولذلك فان الهمينة على الشعوب تمثل احتواء لثقافتها وهذا مايعني مسخها واحلال ثقافة البديل المهيمن مما يجعل منها مفصل من مفاصل ثقافتة هو وتابعا مسخا له وهو مما يعني ليس الحرمان من التفاعل الحضاري فحسب بل خلق للثقافة القائدة التي تجعل من ارث الشعوب وقدراتها الحاضرة ثقافة مقادة أي ان كل المنجز التاريخي للشعب المغلوب لايساوي اكثر من عبوديته وبالتالي فلا هوية وطنية ولاجود اصلا الا مع السيد الذي يتدفق بقوافل الهيمنة ويقبض باقانيم الوجود المغلوب فيقلب ذات اليمين وذات الشمال وفقا لمقتضيات مصالحه فلايغدو المغلوب سوي مصدر من مصادر الطاقة أي مجرد رقم في نظام معلومات او ربما علبة من علب الخزين وعندها تكون الارادة مجرد امنية عقيمة بعيدة المنال عندها تشيع ثقافة العيش الاستهلاكي التي يكرسها الغالب فلا قيم اكثر اهمية من قيم الاستهلاك لابمفهوم الاقتصاد بل بمفهوم الادارة والثقافة وينهد الصراع الكامن في المجتمع والذي كان ذات يوم مصدر للابداع لانه مظهر من مظاهر التنوع الخلاق فيتحول الى اداة من ادوات التقويض ذلك بسبب السعي المتزاحم للعيش وفقا لثقافة لاتبتعد في بصيرتها اكثر من الحاضر
ولكي تستكمل قبضة الاحتواء فان جميع هياكل التنظيم في المجتمع ينبغى ان تتوقف لانها تمثل في ترتيبها للسلطات التي انتجها المجتمع ذات يوم ادوات لاستغلال الطاقات لانها مصدر ديمومته ومع الاحتلال تصبح لامعنى لها لانها تشكل تعارضا مع هياكله التنظيمية التي تدور عجلتها لديمومته الامر الذي يعني تخريب كل البنى التنظيمية ممايسمح لكل عوامل التردي التي كانت قيم التنظيم تحد من وجودها ان تطفو على السطح وفي مقدمتها خطر الادارة والانحلال الاجتماعي وسيادة القيم البدائية التي تخضع لتنظيم القبيلة وروابط القرابة عندها تبدو حقيقة الوجود مع الاحتلال مجرد وهم .
مجيد محسن الغالبي
8/4/2009





#مجيد_محسن_الغالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل عالم وغزة بخير...!
- حواجز الديمقراطية وقوى اليسار
- الدولة الدينية بين الايمان والنفعية
- البعد الاخر
- العولمة واستراتيجية البؤرة الرخوة
- خطاب لرجل الاحذية
- عيون الحريق
- قوى اليسار والقيادة الاستراتيجية
- حين حزمنا اصبر
- تراتيل لقبيلة الغجر
- دور المنظمات الإنسانية لتحقيق وصيانة الديمقراطية
- سيد الازمنة
- من برج العجل الى شعر النثر الشعبي!
- الاحتلال استراتيجية العولمة لعقد المصادر الحرجة
- الديمقراطية بين القطيع والنخبة
- اوراد الشناشيل
- سفر العراق


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مجيد محسن الغالبي - يوم احترقت بابل