أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - ثائر زكي الزعزوع - حوار مع الفنان التشكيلي محمد غنوم















المزيد.....

حوار مع الفنان التشكيلي محمد غنوم


ثائر زكي الزعزوع

الحوار المتمدن-العدد: 797 - 2004 / 4 / 7 - 09:07
المحور: مقابلات و حوارات
    


الطفل يرسم بعفوية أكثر نقاء من أي فنان كبير.
حاوره:ثائر زكي الزعزوع
*أنا ابن بيئة،أحبها وأعشقها،وهذه البيئة هي التي حددت ملامح تجربتي،فبدايتي كانت كأي طفل،بدأ يلون،يرسم،بعد ذلك كبر ذلك الطفل الذي كنته،وبدأ يرسم محاكاة للمحيط،البيوت،الناس،الحارات.بعد ذلك هناك مرحلة التعرف على جمالية الحرف العربي،وهذا ترافق مع حبي ،أصلاً،للغة العربية،وللأدب العربي،لذلك نشأ حواري مع الخط العربي،وبدأت أتعلم أساليب الخط على أيدي خطاطين،وترافق تعلمي للخط مع عشقي الأول وهو الرسم الواقعي،فعملت بخطين متوازيين بين الرسم وبين الخط،ثم اتجهت لدراسة الرسم أكاديمياً وقبل تخرجي.بدأت ملامح تجربتي تظهر بشكلها المتكامل،وشكل الحرف العربي اللغة التشكيلية الخاصة بي.
وأنا أظن أن الخط جزء من شخصية الإنسان العربي،وأنا أثناء تعاملي مع الخط،على الرغم من التجارب الكثيرة التي سبقتني،أحس بأنني أكثر قرباً مع الحرف وأشدّ دنواً منه،فأسعدني اقترابي هذا وجعلني أكثر قدرة على التعبير بصدق عما يجيش في صدري.
هكذا يعرفنا الفنان محمد غنوم بنفسه، وأما بطاقته الشخصية فتقول:
محمد غنوم من مواليد دمشق عام 1949،حاصل على دكتوراة فلسفة في علم الفن-طشقند 1992 ،أقام بداية من عام 1979 وحتى الآن العديد من المعارض الفردية والجماعية،في الكثير من الدول العربية والأوربية،حصل على مجموعة من الجوائز العربية والعالمية منها:الجائزة الأولى (مهرجان الخط)طهران1997-الجائزة الأولى(الخط والموسيقى)أوبرني-فرنسا2000،أعماله مقتناة في عدد من المتاحف في سورية وعمان وموسكو وطشقند.
*سألته عن أثر الآية القرآنية في عمله فأجاب:
-هناك جمالية غير محدودة في الخط القرآني،تجعلني أطرب بالتعامل معها،لا يوجد مقاييس جمالية محددة في التعامل مع النص القرآني تشكيلياً،وهذا الأمر لم أخطط له،بل رأيتني أنساق إليه،هناك من يصف عملي بأنه اقتراب من التصوف،وفي كل الحالات،التجربة التي أخوضها مازالت في بداياتهها رغم مرور ربع قرن تقريباً،ومازلت أحس بأني في بداية طريقي وعليّ أن أتعلم،ومن خلال عملي على الخط أشعر بأني أكثر قدرة على التمسك بالجذور والأصول.
*تحدثت في البداية عن أثر البيئة ،لكن لوحتك قائمة على الخط وتنويعاته،أين المكان في عملك؟
-سبق وقلت بأنني عندما بدأت الرسم،رسمت انطلاقاً من البيئة،لكن تعاملي مع الخط،من خلال هذه التنويعات هو أسلوب أجد نفسي فيه،وأجدني أقدر على التعبير من خلاله،وقد أقيم حواراً مع المكان بلغتي التشكيلية الخاصة بي،التي تعتمد أساساً على الحرف،فالحرف ليس فقط عبارة عن مكون من مكونات اللغة،إنما هو أيضاً بناء للجمال غير محدود،وماعلينا إلاّ أن نقترب من هذا الجمال ونحاول الغوص فيه عميقاً،على سبيل المثال..نكتب أي تشكيل حروفي،وفي تكرار كتابتنا لذلك التشكيل نكتشف في كل مرة حلاً تشكيلياً مختلفاً،وهناك صورة أخرى غير الصورة التي سبقتها،فالقضية ليست محدودة وليست مقولبة،وهناك مدارس كثيرة للتعامل مع الخط العربي،من العرب وغير العرب،ساهموا في تطوير العمل بالخط،إذن فنحن نتحدث عن قيمة جمالية،ولانتحدث عن الحرف بحد ذاته،أي ماذا يقول،أو ماهي الكلمة،ثم إن الخط العربي استفاد من التمازج المذهل بين مختلف المدارس التي عملت عليه،وعليه فأنا أرى أن عملي على الخط هو عمل على بيئتي التي أجد نفسي فيها،والتي أعطيها مما حولي ،أي من بيئتي الأم التي خرجت منها.
*كيف تعامل المتابع الغربي مع لوحة الخط؟هل تأثر بها كلوحة تشكيلية؟أم حاول فهم النص المكتوب،أي أعجب بها من خلال النص الذي يشكلها؟
-بدايةً،الخط العربي ليس حكراً على العرب،بل إنه فن للجميع.إنه لوحة تشكيلية قوامها التعامل مع الخط،وهناك الكثير من المتذوقين لها،فمن يعمل بالخط العربي،يستطيع أن يخلق حواراً مع العالم كله من خلال لوحته القائمة على الخط.عندما عرضت عملي للمرة الأولى في روما جعلني القبول الذي لاقيته عند المتلقين للوحتي استمر في العرض هناك وفي مدن أوربية أخرى،إنهم يحبون هذا النوع من العمل،ولايقفون كثيراً عند فهم معاني العبارة المكتوبة.
ومن خلال متابعتي لردات الفعل أقول لك بأن هناك ثلاثة أشياء أو أموراً تجعل غير العرب يقبلون على لوحة الخط العربي،وهذه الأمور هي موسيقا اللوحة،أو الهارموني المتشكل من انسياب الألوان التي تشكل تلك اللوحة،وثانياً هناك الألوان الشرقية،فأنا،وهنا أتحدث عن تجربتي شخصياً،أميل إلى استخدام ألواننا،ولا أذهب لاستيراد ألوان الآخرين،ولعل هذا ما يحرض المتلقي الغربي على الإقبال على اللوحة،فهو يتلمس فيها رائحة الشرق المحمل بالأسرار والقصص،الأمر الثالث المتلقي يريد أن يجد عملاً يحترم ذائقته،فلا يوجد استهتار في تقديم اللوحة له،إنه يريد أن يجد من خلال اللوحة ما يدخل المتعة البصرية التي يحتاجها،فبالمقدار الذي تحترم فيه المتلقي أثناء تقديمك العمل له،تلقى عنده احتراماً لذلك العمل،قد لا يعجب به،ولكنه سيحترمه،وهذا الاحترام الذي شكل انطباعاً أول، قد يتحول مع الأيام إلى إعجاب بهذا النمط أو ذاك،لذلك فأنا أرى من واجب الفنان أن يبذل جهده في عمله،أي أن يقدم فناً يحترم المتلقي كي يحترمه المتلقي،قد يواجه الأمر فشلاً في البداية،لكن العمل الدؤوب لا شك أن يصل بصاحبه إلى النتيجة التي يرجوها.
*وكيف تتعامل مع لوحتك؟
-في البداية،دائماً،هناك موضوع يحرضني،أتوجه إلى مرسمي وأبدأ العمل على اللوحة،أضع الألوان التي أتصورها تناسب الحالة التي تركها ذلك الموضوع فيّ،لكن..عندما تتشكل اللوحة قد ينتج عنها شيء مغاير للموضوع الذي عزمت عمله،وقد تكون موفقة،أو معوقة،الأمر تماماً أشبه بالولادة،وفي رأيي أن على الفنان أن يتوقف،وألا يتابع العمل على اللوحة حين يشعر أن ثمة إعاقة فيها،أو خللاً لا ينسجم مع تصوره،فلا ذنب للوحة أن تحمل إعاقة،وأسمح لي أن أستعيرهذا المصطلح من علم الولادة،ربما بقليل من التجريب والمحاولة تتخلص اللوحة من الخلل/الإعاقة الذي تشكل فيها أثناء عملية إنجابها أو إنجازها،العمل الفني بالنسبة لي هو مولودٌ أرعاه بعناية حتى يكتمل نموه،أحب أن أراه يكبر أمام عينيّ،ويصير ناضجاً،عندها أطلقه ليراه الآخرون وأكون فخوراً به.
*هل يحرك اللاشعور عملك؟
-انظر،هناك صورة متخيلة في ذهني،نعم في البداية يكون الأمر هكذا،انتظر عليها لربما يحدث موقف ما ليطلقها،ربما حدث معين ،أو أي شيء آخر ،ومع البدء بالعمل أضع الملامح الأساسية التي هي موجودة أصلاً في مخيلتي،ثم تنهال التفاصيل على اللوحة لتكمل الصورة،ولا أرى عملاً فنياً بلا تحريض،التحريض هو ما يدفع اللوحة للنضوج والاكتمال،أحيانا وأنت في قمة الحزن تنجز عملاً يضج فرحاً،هناك شيء خفي يتحكم بهذه الحالة،وصدقني لا أعرف كيف ينتج الحزن فرحاً،أو الفرح حزناً!
*هل هناك ألوان خاصة بالحزن وألوان خاصة بالفرح؟
-أنت أثناء اختيارك لملابسك،تختار ألوانا تحس فيها الفرح،هناك انعكاس لمزاجيتك في اختيارك لألوان ملابسك،كذلك الرسم،فما الذي يجعل لونا ما يعبر عن الفرح،ولونا آخر يعبر عن الحزن،إنها انعكاس للحالة النفسية للفنان والمتلقي في الآن نفسه،وهذا الأمر يختلف باختلاف الثقافات والعادات الاجتماعية،مانراه نحن لونا يعبر عن الحزن قد يراه غيرنا لوناً فرحاً،الأمر نسبي وخاضع للمزاج بشكل كامل،فما تراه لوناً يناسبك اليوم قد لاتراه كذلك بعد أسبوع وهكذا.
لذلك فأنت تجد في لوحة الطفل صدقاً وإجابة حتى قبل أن تطرح السؤال ،الطفل يرسم بعفوية أكثر نقاء من أي فنان آخر،لأنه لا ينطلق من معرفة إنه ينطلق من الإحساس فحسب.



#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كِفَايَتِي مِنَ الحُبِّ
- كتاب اليأس - للمقاومين الحق في أن يقاوموا .. ولي الحق في أن ...
- حوار مع الرسام السوري برهان نظامي : حين أمسك بالسكين أحس بأن ...
- يامجلس الحكم العراقي: لا تصنع الديمقراطية بالإلغاء
- عبد الرحمن منيف قصة موت غير معلن
- نولد ونموت
- الديكتاتور في يومه الأخير
- الحوار المتمدن …. الحوار الحر


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - ثائر زكي الزعزوع - حوار مع الفنان التشكيلي محمد غنوم