أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حافظ - المرأة وحالهامع شهر مارس ( آذار ) ودورها التاريخى فى الصراع















المزيد.....

المرأة وحالهامع شهر مارس ( آذار ) ودورها التاريخى فى الصراع


محمود حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2596 - 2009 / 3 / 25 - 09:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وقف الخلق ينظرون كيف أبنى قواعد المجد وحدى
بنبرات صوت قوية شدت أم كلثوم بهذه العبرات فى منصف الستينات من القرن الماضى ، وكانت هذه الكلمات تعبيرا عن حركة الصراع بين شعب ونهر ، شعب بنى حضارة على النهر ، ونهرعندما يطغى يمحو من أمامه ، هذه العلاقة الجدلية بين الإنسان والطبيعة والصراع بينهما ومحاولة تطويع الطبيعة لخدمة الإنسان طبقا لوعيه التاريخى هى ماجعلته يقوم بتوظيف إمكانيات النهر لخدمة مصالحه .
ولكن ماعلاقة هذا بعنواننا الرئيسى وهو ينصب على المرأة ؟ ، أقول ذلك لأن المرأة هى التى بتوظيفها للنهر وقوة إدراكها بوعيها لما تتابع وترى فى موضعها كتبت أول عقد إجتماعى للبشرية ونقلتها من المشاعية البدائية إلى تأسيس المدنية وبناء أول حضارة فى تاريخ البشرية وذلك بإكتشافها الزراعة وقيامهابإسئناس الحيوان هكذا بنيت الحضارة فى تاريخ البشرية بفعل المرأة وإستخدامها لرجاحة عقلها فى المتابعة والإدراك وفهم الواقع من حولها ولهذا تستحق المرأة أن تقول وبكل كبرياء وقف الخلق ينظرون كيف أبنى قواعد مجد الحضارة وحدى وهذه المرأة تحديدا من كانت بجوار النهر وكانت كل الحضارات القديمة حضارات نهرية بدءا من الحضارة المصرية القديمة وحضارة سبأ فى اليمن والحضارات العراقية القديمة وكذا حضارة الشام وهذا على سبيل المثال ويضاف طبعا إلى هذه الحضارات الحضارة الهنديةحول أنهار الهند وخاصة نهر الكانج والحضارة الصينية وذكر نهر يانجتنسى ، وإذا كانت المرأة من قامت بهذا الفعل يجدر تسميته بفعل البناء والإنماء وقد قاومت المرأة كل صنوف الهدم والشر بدءأ من إيزيس وبلقيس وحكمت وقادت شعبها كحتشبسوت وزونوبيا هذه هى المرأة قديما وقصتها مع الحضارة ووضوح إستخدامها لرجاحة عقلها وقراءة الواقع من حولها فما بالنا بالمرأة الحديثة المرأة فى عصر الحضارة الحديثة عصر الحضارة الرأسمالية وحال المرأة مع شهر مارس (آذار ) بدْا من اليوم العالمى للمرأة فى الثامن من مارس (آذار ) وإذا أضفنا إليه يوم آخر عالمى أيضا وهو يوم العامل أو عيد العمال فى الأول من مايو ( آيار ) سنجد متابعة لابد من ذكرها فالثامن من مارس ( آذار )كان فى العام 1857 م وهو اليوم التى إنتفضت فيه المرأة الأمريكية فى نيويورك فى صراعها مع الرأسمالى المستغل لتخفيض ساعات العمل وخلد هذا اليوم وأصبح يوما عالميا للمرأة ، ويجدر بالذكر أن العامل الأمريكى إنتفض بعد إحدى عشر عاما أيضا ضد الرأسمالى المستغل فى شيكاغو عام 1868 م أيضا فى أمريكا ، فهل لهذا من معنى ؟ .
إن الأحداث أمريكية وهى عبارة عن صراع طبقى بين من يقوم ببيع قوة عمله وبين من يقوم بسلب حق العامل أو العاملة فى عدد ساعات العمل هذا إضافة إلى طحن العمال فى مزيد من ساعات العمل ولكن نعود ونقول أن المرأة كانت سباقة عن الرجل فى الإنتفاضة وفى خوض الصراع .
وأمريكا تحديدا لأن هذه القارة الإنجلو سكسونية قد نشأت فى حضن الحضارة الرأسمالية ولم تمر بالمراحل الحضارية السابقة سواء كانت عبودية أو إقطاعية ناهيك عن حملة الإبادة الجماعية التى قام بها الإنجلو سكسون ضد السكان الأصليين للقارة .
وما دمنا نتحدث عن شهر مارس ( آذار ) والمرأة فلا ننسى دور المرأة العربية فى السادس عشر من الشهر عام 1919 م عندما إنتفضت المرأة المصرية مؤيدة لدور الرجل فى نضاله ضد المستعمر الإنجليزى ليصبح السادس عشر من مارس ( آذار ) يوما وطنيا للمرأة المصرية .
هذا حال المرأة مع شهر مارس ( آذار ) وأيضا هذا الحال هو حال دورها فى الصراع الطبقى والصراع من أجل التحرر الوطنى فالمرأة دوما سباقة ومتقدمة بخطوات عن الرجل وهى لاتقل عنه فى الإمكانيات العقلية والفكرية فهى المكتشفة والعاملة والعالمة فما الذى أصاب المرأة العربية ؟
فى بدء حديثنا كان عن المرأة النهرية بانية الحضارة فهل هناك مرأة أخرى ؟ نعم هناك المرأة الصحراوية أى التى نشأت فى بيئة صحراوية وهى تعتبر نقيضا للمرأة النهرية بحكم المنشأ فقد أتاحت الظروف الموضوعية للمرأة النهرية حكما المتابعة والإدراك حتى إكتشفت الزراعة واسأنست الحيوان هذه الظروف لم تتوفر للمرأة الصحراوية إلا فى إستئناس الحيوان فلم تتح لها الظروف ببناء المدنية واكتفت المرأة الصحراوية على دورها كراعية ولم تؤسس مدينتها وثقافتها بل تركت هذا للرجل وعاشت فى خدرها عالة على الرجل وعبئا يريد التخلص منه هذا هو حال المرأة الصحراوية والتى إختصارا نستطيع أن نقول أن هذه المرأة الصحراوية والتى عاشت أسيرة خدرها قد طغت عواطفها على عقلها بفعل بيئتهاوالتى جعلت من مجتمعها مجتمعا ذكوريا لامكانة فيه للمرأة إلا كونها شىء للمتعة والنسل ، وبقدر ماكانت المرأة النهرية دافعة للتقدم الحضارى بقدر ماكانت المرأة الصحراوية متأبدة بوضعها حتى أصبحت العلاقات الإجتماعية للمرأة النهرية مختلفة تماما عن العلاقات الإجتماعية للمرأة الصحراوية فالمرأة النهرية دافعة للحراك الإجتماعى والمرأة الصحراوية متأبدة بوضعها بكونها رهينة عواطفها وغرائزها رغم كافة الإصلاحات التى قام بها الرجل الدافع للحراك والمهزوم دوما بحكم البيئة والطبيعة وعلى سبيل الحسرفإنه عندما قامت دولة مدنية فى قلب الصحراء كان على الفور لإستمرارية الحضارة لهذه الدولة أن تنقل حاضرتها فى البلدان النهرية ففى الحضارة الإسلامية انقلت الحاضرة من المدينة إلى دمشق فى العصر الأموى ثم إلى بغداد فى العصر العباسى حتى تستمر هذه الحضارة فى التقدم والرقى والإزدهار ولا ننسى هنا الحضارة فى بلاد الأندلس والحضارة الفاطمية- الأيوبية فى مصر .
حتى لانبعد عن موضوعنا وهو حال المرأة لابد أن نحدد طبيعة الصراعات التى تواجه المرأة ونحن عندما نتحدث عن المرأة نتحدث تحديدا عن المرأة العربية والتى هى جل همنا ، فالمرأة العربية فى حلة صراع بين المرأة النهرية والمرأة الصحراوية وهذا الصراع بين بنيتين اجتماعيتين بثقافتين مختلفتينفى المنهج ، فالمرأة النهريةبنت ثقافتها على الإدراك العقلى واكتشاف الواقع الموضوعى أى انتهجت النهج المنطقى العقلانى ، أما المرأة الصحراوية فآثرت أن تعيش حبيسة عواطفها وغرائزها بفعل تبعيتها للرجلوالتى إتصفت بالصفات الشرقية أو الذكورية .
هذا الصراع كان دوما فى صالح المرأة النهرية من خلال تقدم المسيرة الحضارية والتى تعتمد على العقلانية ، وهذا الصراع لانستطيع فصله عن الصراع الرئيسى وهو الصراع الطبقى وكما أشرنا سابقا عن دور المرأة فى هذا الصراع وكيف إن توفرت لها الظروف الموضوعية سوف تكون سباقة عن الرجل لدورها المميز فى الإدراك والصراع.
إلا أنه فى عصر الحضارة الرأسمالية والتى نشأت فى جوهرها على فكرة الإستغلال والإستلاب للعامل سواء كان رجلا أو إمرأة ومن خلال سيطرة هذا العصر وتسيده وفرض هيمنته كان لابد أن يكون أدة قمع للمرأة خاصة فى مرحلته الإحتكارية أو الإستعمارية سالبا منها كل حقوقها التى نادى بها فلاسفة عصر التنوير وعمل المستعمر على تأبيد دور المرأة من خللا تأبيد العلاقات الإجتماعية للأنماط الإنتاجية السابقة وقد عمل المستعمر على كبت جماح المرأة النهرية وإلحاقها بالمرأة الصحراوية مستغلا فى ذلك كل الأفكار المتطرفة للخلفية الثقافية ومستغلا الدين فى سلفية متطرفة تقاوم روح الحداثة والعلم وتقاوم الفكر التى نشأت عليه ثقافة المرأة النهرية من إتباعها الخطاب المنطقى العقلانى هذا الإستعمار هو الذى مهد البيئة الصحراوية لتخرج منها الثقافة الوهابية الذكورية والتى تعمل على أن تكون المرأة حبيسة عواطفها وغرائزها وأن تكون المرأة فى النهاية عورى ولابد من تغطيتها لإخفاء عورتها .
هذه الثقافة ساعد على تنميتها ظهور منابع الطاقة فى البيئة الصحراوية وكان لبد من ربط هذه البيئة بالإستعمار الذى عمل سابقا ومن خلال عملائه التابعين على تكريس ثقافة العورى للمرأة حتى لاتكون دافعا للرجل نحو الرقى والإزدهار وهو الدور التاريخى المنوط بها على مرالعصور والحضارات .
وإذا كنا فى السابق وفى مرحلة التحرر الوطنى منذ بداية القرن الماضى قد أخذت المرأة العربية فرصتها فى النهوض والتقدم فلا نأتى اليوم مع التوحش الرأسمالى لخسارة مكتسبات المرأة العربية والتى كانت قمتها فى نهاية الستينات من القرن الماضى وبداية السبعينيات من نفس القرن ليأتى هذا ىالدور وينحسر مع باكورة فكر المحافظين الجدد فى أمريكا .
إنه ومن روحية شهر المرأة نقول للمرأة العربية أن تتمسك بنهجها العقلانى المنطقى ولا تنجر فى البحث فى الأمور العاطفية والرغبات الغرائزية فالمرأة تماما كالرجل متساوية معه فى كل الحقوق والواجبات وهى المساهمة الأولى فى المسيرة الحضارية ومن هنا حقها الحضارى لابد أن يكون ملك يمينها ولاتفرط فيه ولابد أن تنتفض لخروج بقية النساء العرب من أسرهن العاطفى وتنتفض للتنحرر من ذكورية الرجل المتخلفة .




#محمود_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الدوحة إلى شرم الشيخ ثم الكويت لأجل غزة .. ووقفة إستقبال ...
- قمة غزة فى الدوحة .. وحديث عن الراحلين
- اليسار فى مواجهة التحدى.. فى ظل الإنهيار الرأسمالى العالمى.. ...
- محرقة غزة
- منتظر الزيدى فى مواجهة المحتل
- فى الملف اللبنانى
- فى الصراع
- الحوار المتمدن شرارة الإنطلاق نحو التحضر والتقدم
- أزمة النظام الرأسمالى العالمى فى مقابل مأزق وأزمة الفكر اليس ...
- أوباما رئيسا لأمريكا رافعا راية التغيير
- أزمة النظام الرأسمالى ...... بين العقل .. والعاطفة
- ملحمة نصر أكتوبر .. ونهاية المشروع الصهيونى
- د/ جمال حمدان .. إغتيال ما بعد الإغتيال
- أوراسيا قلب العالم
- حال الأمة ..من الأصالة الثقافية إلى البحث فى الأصالة الإقتصا ...
- حال الأمة..فى الأصالة والثقافة
- لبنان بين آيار (مايو) وتموز (يوليو)
- اليسار الديموقراطى حليف سلطة الكولونيالية فى لبنان ..... هل ...
- مأزق السلطة الحاكمة فى لبنان
- ماذا بعد زيارة الآنسة رايس للبنان ؟


المزيد.....




- وزير الدفاع الإسرائيلي ردا على تصريحات بايدن: لا يمكن إخضاعن ...
- مطالبات بالتحقيق في واقعة الجدة نايفة
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينتج برامج تلفزيونية ناجحة في ال ...
- سويسرا: الحوار بدل القمع... الجامعات تتخذ نهجًا مختلفًا في ا ...
- ردًا على بايدن وفي رسالة إلى -الأعداء والأصدقاء-.. غالانت: س ...
- ألمانيا ـ تنديد بدعم أساتذة محاضرين لاحتجاجات طلابية ضد حرب ...
- -كتائب القسام- تعلن استهداف قوة هندسية إسرائيلية في رفح (فيد ...
- موسكو: مسار واشنطن والغرب التصعيدي يدفع روسيا لتعزيز قدراتها ...
- مخاطر تناول الأطعمة النيئة وغير المطبوخة جيدا
- بوتين: نعمل لمنع وقوع صدام عالمي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حافظ - المرأة وحالهامع شهر مارس ( آذار ) ودورها التاريخى فى الصراع