أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد سيد رصاص - دارفور:النزاع غير المنسي -














المزيد.....

دارفور:النزاع غير المنسي -


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2596 - 2009 / 3 / 25 - 10:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أصبحت منطقة دارفور،بين القرنين السادس عشر والسابع عشر،في إطار مملكة حازت قوة كبيرة امتدت شرقاً حتى نهر عطبرة،تحت حكم سلاطين سلالة (الكيرا) الناتجة عن تزاوج بين التونجور(الذين أدخلوا الاسلام لدارفور في القرن الرابع عشر)والفور،حتى دمر المصريون تلك المملكة عام1875،ليكون أبناء دارفور بعد ذلك السند الأساسي للدولة المهدية التي قاومت المصريين والإنكليز، ثم لتترك دارفور،إثر تدمير الدولة المهدية عام1899ونشوء الحكم الأنكلو- مصري للسودان ، في إطار حكم ذاتي للسلطان علي دينار،إلى أن ضمها البريطانيون عام1916خشية موالاة السلطان الدارفوري للعثمانيين في زمن الحرب.
بعد استقلال 1956،عانى اقليم دارفور من التهميش الحكومي في الاستثمارات والتعيينات،ولكن اضطراب الإقليم لم يبدأ إلامع مجاعات عقد الثمانينيات،الناتجة عن الجفاف في اقليم لايملك الموارد لذلك العدد الكبير من السكان القاطنين وأولئك الزاحفين نحو مناطقه الزراعية أوالملائمة للرعي من أقاليم سودانية أخرى ضربها الجفاف،ماأدى إلى حصول أوائل الصدامات بين المزارعين الأفارقة والرعاة العرب من قبيلتي العبالا والبقَارة،مع دعم من الحكومة للعرب،الشيء الذي استمر حتى أوائل القرن الجديد مع تدمير الجفاف وآثاره الإقتصادية- الإجتماعية للنظام الإجتماعي الدارفوري القديم منذ قرون،ليأتي تمرد شباط2003،الذي قامت به حركتا(تحرير السودان)و(العدل والمساواة)ويختلط ويتداخل مع ذلك الوضع بالإقليم.
نشأ التمرد الدارفوري بعد سبعة أشهر من (اتفاقية مشاكوس)بين الحكومة المركزية والمتمردين الجنوبيين بزعامة العقيد جون غارانغ،وقد استندت حركتا التمرد إلى القبائل الافريقية الثلاث:الفور،المساليت،الزغاوة،التي تمتد،وخاصة الأخيرة،إلى التركيب السكاني لتشاد المجاورة،فيمااستندت الحكومة للقبائل العربية،وخاصة العبالا،التي أتت منها ميليشيات (الجنجويد).
هنا،كانت الحركتان القائدتين لتمرد شباط2003من مصدرين أيديولوجيين مختلفين:أتت(حركة تحرير السودان)من الوسط الشيوعي،ليرأس المحامي عبد الواحد نور(من الفور)الحركة،فيماكان أمينها العام هو ميني أركو مناوي(من الزغاوة)الذي كان القائد العسكري الميداني للحركة،التي كانت على علاقات وثيقة مع تنظيم جون غارانغ وترتبط بروابط متينة مع إريتريا حتى عام2006،فيما أتت(حركة العدل والمساواة)من رحم تنظيم حسن الترابي ولتنشأ بعد عامين من إقالته من مناصبه في عام1999،وكان مؤسسها الطبيب خليل ابراهيم وهو وزير سابق من زمن حكم الترابي- البشير بين عامي1989و1999،حيث استندت هذه الحركة أساساً إلى قبيلة الزغاوة،لترتبط من خلال هذا بعلاقات وثيقة مع الرئيس التشادي ادريس ديبي الذي ينتمي لنفس القبيلة.
ظلت الحركتان في حالة توحد ضد الحكومة السودانية،مع بروز عسكري أقوى لحركة تحرير السودان،إلى أن رعت نيجريا وليبيا،بدون رضا غربي،اتفاقية أبوجا(5أيار2006)،التي وقعها أركو مناوي مع الحكومة السودانية لتشكيل إدارة ذاتية تشمل ولايات دارفور الثلاث مع حصة في الثروة والاستثمارات الحكومية بنسب محددة من الدخل القومي تخصص لدارفور،ليحصل معها وعلى إثرها انشقاق بين مناوي وعبد الواحد نور فيمارفضت(العدل والمساواة)الإتفاقية،التي أصبحت نتيجة هذا الوضع حبراً على ورق،وخاصة مع ازدياد الدعم الدولي للحركات الدارفورية المعارضة ولظهيرها الرئيس التشادي الذي تحولت عاصمته إلى وضع شبيه معهم بوضع هانوي مع جبهة الفيتكونغ.
بالمقابل،فإن تنازلات الرئيس عمر البشير للجنوبيين في (اتفاقية نيفاشا)بالشهر الأول من عام2005،التي فاقت ماقدمه في(مشاكوس)،ثم مع أهل الشرق في خريف 2006- لم تؤد به،مع(أبوجا)،إلى استقرار لحكمه،ولاللسودان،لتتحول أزمة دارفور إلى المصدر الرئيس للوجع السوداني ولتصبح المقرِر الأكبر للتحولات السياسية الكبرى في ذلك البلد - الجسر بين العالمين العربي والإفريقي ،كما كان التمرد الجنوبي الأول(1955)الذي أدى إلى سقوط الحكم المدني في عام1958،ثم حكم الجنرال ابراهيم عبود بعد ست سنوات،وسقوط النميري عام 1985إثر التمرد الجنوبي الثاني(1983)،فيما كانت اتفاقية أديس أبابا(1972)مع الجنوبيين ضامنة لإستقرار حكم النميري لعقد من الزمن،رغم صدامه مع القوى السودانية الشمالية الكبرى في أحزاب(الأمة)و(الإتحادي)و(الشيوعي)بين عامي1970و1971.
السؤال الآن:إلى أين يتجه السودان على ضوء التطورات المتسارعة لأزمة دارفور،والتي أصبح العامل الدولي متداخلاً فيها بشدة بعد مذكرة توقيف الرئيس السوداني من قبل (محكمة الجنايات الدولية)؟.........



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسار التحول اليميني الاسرائيلي
- وصول النزاع السريلانكي المنسي إلى مرحلة حاسمة
- إلى أين وصلت حروب ونزاعات منطقة البحيرات الإفريقية الكبرى؟.. ...
- الإمبراطورية والثقافة
- هل الرؤساء الأميركان وجوه متعددة لعملة واحدة ؟......
- مآزق المعتدلين العرب
- ماذا ترتبط الزعامة المصرية للشرق العربي مع تدهوره وسقوطه؟... ...
- العثمانية الجديدة
- هل ستلاقي باكستان مصير سابقاتها من الدول المافوق قومية ؟...-
- الهند وباكستان:تغير المواقع
- تبريد لبنان
- الرئيس المدني الذي حجّم العسكر
- بوتفليقة: الرئيس المدني الذي حجَم العسكر
- استخدام اليمين لكارل ماركس
- تنامي قوة دول الجوار العربي
- اهتزاز الخارطة الأيديولوجية العالمية
- نهاية فصل شرق أوسطي عاصف
- تدخلية الدولة في الإقتصاد: كينز وخصومه
- بين أزمتي 1929 و2008: دراسة مقارنة
- حول تداعيات الضعف المستجد للقطب الواحد


المزيد.....




- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري
- بارون ترامب يرفض المشاركة كمندوب للحزب الجمهوري في فلوريدا
- عاصفة شمسية -شديدة- تضرب الأرض للمرة الأولى منذ 2003
- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد سيد رصاص - دارفور:النزاع غير المنسي -