أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي عرمش شوكت - الناخب العراقي ينتظر سماع صدى صوته














المزيد.....

الناخب العراقي ينتظر سماع صدى صوته


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2573 - 2009 / 3 / 2 - 09:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كانت وستبقى العملية الانتخابية افضل وسيلة لتداول مواقع القرار بصرف النظر عن ما يكتنفها من غموض وانعدام الشفافية وحتى التلاعب باسسها القانونية الدستورية ، فهي على العموم استخلاص لارادة الناس ، مع كون هذه الارادة تتعرض على الدوام الى المصادرة او التزوير ، زد على ذلك اعتبار الانتخابات هي النظام الديقراطي بحذافيره فحسب ، متناسين كونها احد مفاصل هذا النظام ، ولم يأت ذلك الا لتحجيم الديمقراطية وجعلها بحدود الادلاء بالصوت دون ادنى وفاء للناخب ، الذي يبقى ينتظر سماع صدى صوته معَبراً عنه بالانجازات الخدمية وكذلك بصيانة المصالح الوطنية .
عند متابعة لوحة الوضع السياسي العراقي يشاهد المرء تصدعاً في بنية النظام الذي يعول عليه في بناء الدولة الديمقراطية المنتظرة ، الذي بات كالمنجل المكسور حيث حصاده اتلافاً للغلال ، وها هي حصيلة انتخابات مجالس المحافظات التي قدمت دلالة لا لبس فيها ، حول فشل ذريع ليس في القدرة على تطبيق الآلية الديمقراطية فحسب ، وانما حتى في صيانتها من التلاعب ومسخ مبادئها ، وطالما ظل هذا الحال يصب في صالح الكبار من الكيانات المتنفذة فلا رجاء باصلاحه ، بل ويتم تقنينه من خلال اصدار قوانين تشرّع لمصادرة ارادة المواطنين مثل ما انطوى عليه قانون انتخاب مجالس المحافظات الاخير ، اما صفحة العلاقات البينية لكبار النخبة الحاكمة فلا يحسدون عليها ، اذ غالباً ما تبنى على المقايضات النفعية الذاتية ، واذا ما حصل اي اختلاف او مساس بحصة طرف من الاطراف لا يتوانى احد منهم عن نسف الجسور وكشف المستور حتى وان تم كلك على حساب المصالح الوطنية العامة .
اما صورة ما بعد الانتخابات الاخيرة فكانت مجسِمة لسياسة الانفصال عن هموم المواطنين ، فبدلا من ان تتحرك الحكومة لانجاز مطاليب الناس المعيشية والخدمية ، راحت تلوح بالتراجع عن سلم الرواتب الحالي ، بمعنى التعسف بلقمة عيش الناخبين ، وتجري سجالات حامية في مجلس النواب لتمرير الموازنة المالية للعام الحالي ، والتي تنطوي على بنود من شأنها المساس بما يتعلق في احوال المواطنين الحياتية ، وفي مقدمتها الرواتب والمخصصات ، كما يمتد ذلك التجاوز الى الموازنة الاستثمارية اي ما يخصص للخدمات العامة ، كل ذلك يأتي وما زالت اعلانات الدعاية للقوائم الفائزة تغطي الجدران حيث ملئت بالوعود لتحقيق الرخاء للجماهير الغفيرة ، وكما يبدو قد تبخرت بعد يوم واحد من انتهاء العملية الانتخابية ، فاي تعبير هذا عن الوفاء للناخب الذي منح صوته على امل ان يتحقق له بعض من الحاجات اليومية المفقودة ، الا ان الامور جرت على عكس ما كان منتظراً ، الامر الذي يدعو الناخب الى التأمل والمراجعة وربما التراجع عن تأييد العملية السياسية .
ان استمرار الكتل الفائزة بادارة ظهورها الى مطالب وهموم الناس الحياتية فلا يعني ذلك سوى انها تقوم بعلمها او بعدمه بتقويض جهود اعادة البناء لدولة المؤسسات وجعل عملية الانتخابات لا طائل منها في نظر الناخبين العراقيين الذين للآن يمارسها نصفهم و يقاطعها نصفهم الاخر، مما يدفع الناس الى اليأس والاحباط وفقدان الامل ، وفي ذات الوقت يؤدي ذلك الى توفير افضل وسائل الدعم غير المباشر لاعداء الديمقراطية في العراق ، للعلم ان الخاسر الاكبر من هذا التداعي هي النخبة الحاكمة لكونها المستفيد الاول من الوضع السياسي الجديد ، ان ما هو مطلوب تحقيقه من الذين فازوا ووضعوا في مواقع القرار لصالح من انتخبوهم لا يساوي سوى نسبة كسور عشرية من ما يحصل علية الفائزون ، ومع هذه النسبة البسيطة ولكنها لاتجد لها اي صدى لدى المعنيين ، بالرغم من انها تصدرت اعلانات الدعاية الانتخابية لهذه الكتل الكبيرة .
تقول الحكومة انها تواصل رفع مستوى تصدير النفط ويعني ذلك زيادة الواردات المالية ، هذا اذا ما عرف ان الاقتصاد العراقي اقتصاداً ريعياً ولايعتمد على الانتاج الاجتماعي ، ذلك ما يلقي على كاهل الحكومة المسؤولية الكاملة لتحقيق العدالة الاجتماعية واعادة توزيع الدخل الوطني لصالح خلق رفاه اجتماعي ، وتنمية البلاد على مختلف الصعد ، ولهذا تميل اتجاهات الرأي العام العراقي الى لوم اؤلئك الذين تحملوا المسؤولية ولم يعالجوا اوضاع السواد الاعظم من الناس الذين يعانون العوز والفقر والبطالة وارتفاع اجور السكن ، هذا وناهيك عن فقدان الخدمات العامة ، والان يبحث المواطن المغلوب المخدوع بتلك الشعارات الانتخابية لبعض القوائم التي ملأت الدنيا ضجيجاً بوعودها الوردية التي وصل بعضها الى فتح ابواب الجنة امام من يدلي بصوته لصالحها عن الوفاء ، بيد ان جنة المخادعين والفاسدين قد تحولت الى نار لتكريس الفقر في حياة المواطنين والى نار نزاع بين الكبار الفائزين حول المغانم يمكن ان تجعل البلاد برمتها الى حطب لها .



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استعصاء في مجلس النواب
- رهانات لاتتمتع بنصيب وافر
- حصاد الانتخابات .. بحسابات الحقل ام بحسابات البيدر ؟
- فساد انتخابي بامتياز
- قضية الشعب العراقي .. لماذا صارت استثناءً ؟!!
- الحزب الشيوعي العراقي .. قوس قزح عراقي فانتخبوا قائمته
- مستقبل العراق بين وعي الناخب وكفاءة النائب
- المحكمة الجنائية العراقية .. اولوية ملفات ام محاصصات ؟!!
- العراق .. انتصار في مجلس النواب وانتصار في مجلس الامن
- ثغرة { الدفرسوار } في دفة الحكم !!
- المدنيون ... من ابناء محلتنا
- اوباما .. وجه جديد ام مجرد واجهة ؟
- الاتفاقية الامنية ... اختبار نهاية المطاف
- منطلقات مواقف الرفض والقبول للاتفاقية الامنية
- التعامل مع اغتيال الشخصيات.. جريمة لاتغتفر وجريمة مشابهة فيه ...
- تمخض الاحتلال فولد اتفاقية امنية
- الاتفاقية الامنية يستلزمها جواز مرور ام سلامة ظهور ؟
- وحدة الصف الوطني تحت رحمة المحاصصة
- سلامات ياخدمات !!!
- البرلمان العراقي ... سائر الخطى ام خائر القوى ؟


المزيد.....




- غروزني تشهد افتتاح معرض لغنائم العملية العسكرية الروسية
- ماذا تخفي الزيارة السرية للرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد إ ...
- ألمانيا- تأييد لتشديد القانون الجنائي لتحسين حماية السياسيين ...
- -ليس وقت الاحتفالات-.. رئيس بلدية تل أبيب يعلن إلغاء مسيرة ا ...
- روسيا.. العلماء يرصدون توهجا شمسيا قويا
- برلماني روسي: الناتو سيواصل إرسال عسكريين سرا إلى أوكرانيا
- كيم يهنئ بوتين بالذكرى 79 لانتصار روسيا في الحرب العالمية ال ...
- -في يوم اللا حمية العالمي-.. عواقب الصيام المتقطع
- اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وصربيا تدخل حيز التنفيذ في ا ...
- للمرة الـ11.. البرلمان الأوكراني يمدد -حالة الحرب- والتعبئة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي عرمش شوكت - الناخب العراقي ينتظر سماع صدى صوته