أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ابراهيم خليل العلاف - عبد المنعم الغلامي ودوره الوطني والثقافي















المزيد.....

عبد المنعم الغلامي ودوره الوطني والثقافي


ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 2566 - 2009 / 2 / 23 - 07:41
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


حظيت مدينة الموصل، مطلع القرن العشرين، بطليعة طيبة من الرجال الذين وضعوا الوطن والامة فوق كل اعتبار من اعتبارات الحياة ، وقد عرف هؤلاء بجهادهم السياسي والثقافي من خلال سعيهم للتخلص من النفوذ الاستعماري ، وتأكيد حق العراق في الاستقلال الناجز وتكوين دولته الوطنية القوية . ولعل من أبرز اولئك الرجال ( عبد المنعم الغلامي ) ، الذي ينتمي الى اسرة السادة الغلامية التغلبية الموصلية ، وهي اسرة معروفة بالعلم والادب . وقد ظهر منها شعراء ومؤرخون منهم الشيخ محمد بن مصطفى الغلامي (ت 1772 ) صاحب كتاب ( شمامة العنبر والزهر المعنبر ) والذي يترجم لخمسين شاعراً وادبياً من رجال القرن الثامن عشر ، اربعين منهم من اهل الموصل ، فمن هو عبد المنعم الغلامي ؟ ولد سنة 1904 في الموصل ، واكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والاعدادية فيها . دخل دار المعلمين خلال العام الدراسي 1915ـ 1916 وبعد تخرجه منها عمل في مهنة التعليم حتى تقاعد سنة 1958 . وكانت ( مدرسة النجاح ) أول مدرسة مارس التعليم فيها ثم نقل الى المدرسة العراقية . وفي 15 ايلول 1924 ، تزوج من السيدة بتول بنت السيد قاسم اغا العريبي الاعرجي الحسيني ، وقد توفيت بعد سنوات قليلة وعمرها لم يكن يتجاوز الـ ( 38 ) سنة ، كما توفي ابنه وائل وهو في عمر الشباب وقد ترك هذان الحدثان اثرهما على الغلامي ، اذ لم تبق له سوى ابنته ( وائلة ) ، فانصرف الى البحث والتأليف والكتابة في الصحف والمجلات ، الموصلية والبغدادية ، وكان لأسرته ، وخاصة أخاه محمد رؤوف الغلامي دور كبير في توجهه نحو العمل السياسي الوطني
والقومي ، فاسهم مع اخيه وعدد من رفاقه في تأسيس جمعيتي العلم والعهد العراقي فرع الموصل واللتين قامتا بدور سياسي خلال الاحتلالين العثماني والبريطاني . تولى عبد المنعم الغلامي إدارة مكتبة الخضراء في نيسان 1922 وتعود ملكية هذه المكتبة الى الحاج ابراهيم العزو وتقع في شارع نينوى وعند مكان قريب من محلة السراجخانة . وكانت هذه المكتبة بمثابة واجهة للعمل السياسي ، حيث ان مؤسسيها ، ومنهم محمد رؤوف الغلامي ، حرصوا على ان تضم امهات الكتب والنشريات التي تروج للفكرة القومية العربية وتعمل على نشرها بين الشباب آنذاك 0 وبالفعل فقد قامت منذ تأسيسها في 4 من كانون الثاني 1919 بتوفير الكتب والمجلات والصحف وذلك من اماكن كثيرة ، لذلك شددت سلطات الاحتلال الرقابة عليها وطلبت من ادارتها تقديم قائمة بما يصل اليها من كتب الى ( ناظر المعارف ) الكابتن فارل لاستحصال موافقته على بيعها 0 وقد ظلت المكتبة تمارس دورها حتى سنة 1946 ففي العدد (408) من جريدة نصير الحق الصادرة في 24 حزيران 1946 نشرت مقالة بعنوان ( مكتبة الخضراء واهدافها ) جاء فيها ان المكتبة ، مكتبة علم وادب وفضيلة . وكان لعبد المنعم الغلامي اسهام في تأسيس مدرسة اهلية بأسم ( دار النجاح مع مجموعة طيبة من المربين منهم : محمد سعيد الجليلي ، وعبد المجيد شوقي البكري ) وقد افتتحت في 10 شوال 1337 ( 1921م ) وذلك في بناية مدرسة آل الخياط الدينية الواقعة في محلة الامام ابراهيم ثم انتقلت الى بناية اوسع تعود ملكيتها الى مصطفى الصابونجي في محلة باب النبي جرجيس وقد اتجهت المدرسة اتجاهاً وطنياً اقلق السلطة البريطانية المحتلة التي قامت بالحاق المدرسة بمديرية المعارف ( التربية ) . ولم يهدأ للوطنيين بال ، اذ انهم سارعوا الى تأسيس تنظيمات ثقافية كمواجهة للعمل السياسي ، ومن هذه التنظيمات ( مقهى الحمراء المؤسس في 29 حزيران 1921 ) ، والنادي الادبي الذي قام بحملة لمحو الامية واول صف فتحه لهذا الغرض كان في يوم 2 كانون الاول 1921 0 انضم الى حزب الاحرار / فرع الموصل وعمل في صحافته كاتباً ومحرراً . ألف عبد المنعم الغلامي كثيراً من الكتب التي تتناول تاريخ الموصل المعاصر ، ومن اوائل كتبه : ( السوانح في الاحداث الوطنية ) الذي اصدره سنة 1932 ، وهو يضم بعض المقالات عن الحركة القومية العربية في الموصل قبيل الحرب العالمية الاولى وبعدها ، اما كتابه الثاني فهو ( اسرار الكفاح الوطني في الموصل 1908ـ 1925 ) بعدة اجزاء صدر الجزء الاول منه ببغداد سنة 1958 . وله كتب اخرى منها ( ثورتنا في شمال العراق ) و ( خروج العرب من الاندلس ) و ( بقايا الفرق الباطنية في لواء الموصل ) و ( الضحايا الثلاث ) و ( جغرافية جزيرة العرب ) و ( الانتساب والاسر ) وله كتب غير منشورة منها : ( التآمر على وحدة العراق ما بين 1918ـ 1933 ) ، و ( معارف الموصل في زمن الاحتلال وما بعده ) ، و ( تراجم معاصرة ) . هذا فضلاً عن مئات المقالات التي نشرها في صحف ومجلات الموصل وبغداد . كان عبد المنعم الغلامي في مقدمة الذين عملوا في النشاط السياسي الوطني والقومي في الموصل منذ اواخر العهد العثماني وقد انعكس توجهه هذا في كتاباته وقد حرص على توثيق الاحداث والعمل على احكام الربط بينها وبين الاشخاص الذين قاموا بدور مهم في صنع الاحداث ، وكثيراً ما كان ( يتجاوب مع الحوادث ، ويتبادل مع عقول العاملين فيها بفكر عربي اسلامي ) على حد قول الاستاذ المرحوم ( معن العجيلي ) : وكان من أبرز ما اكد عليه كتاباته قدرة هذه المدينة : الموصل على مواجهة المحن والنكبات ، والمخاطر التي تعرضت اليها وآخرها محنة الموصل اثر فشل ثورتها في آذار 1959 ضد حكم عبد الكريم قاسم ، وكذلك فان كتاباته اصطبغت بالصبغة الوطنية والقومية ، وكان كثيراً ما يلجأ الى النشر باسم مستعار ، خوفاً من الملاحقة ، ومن الاسماء التي استعارها ( مؤرخ ) في جريدة صدى الاحرار و( موصلي ملاحظ ) في جريدة المزمار و( تغلبي ) في جريدة العراق و( ابو وائل ) في جريدة نصير الحق و( مكاتبكم ) في جريدة البلاد ، و( الخميس ) في جريدة الاستقلال و( الحافظ ) في صحف جمعية الهداية الاسلامية . ومن المجلات التي نشر فيها ( مجلة الميثاق ) البغدادية ومجلة ( المجلة ) الموصلية ومجلة ( المعرفة ) البغدادية . اننا نعتقد ، بان عبد المنعم الغلامي ونشاطه التربوي والسياسي والثقافي يستحق اهتمام الباحثين والمؤرخين . توفي في 23 تشرين الثاني سنة 1967 رحمه الله وجزاه خيراً عن كل ما عمله.



#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاصلاح والغرب ..تجارب من التاريخ العربي الحديث
- الدكتور عبد الواحد لؤلؤة وحركة الترجمة العربية المعاصرة
- داؤد يوسفاني ودوره في تأسيس الدولة االعراقية الحديثة
- الضابط الموصلي جمال جميل في اليمن 1940-1943
- داؤد باشا وريادة حركة التحديث في العراق!!
- السيد عبد الرزاق الحسني وجهوده في ارساء اسس المدرسة التاريخي ...
- الدكتور عواد مجيد الاعظمي 1928-1986 واسهاماته في مجال الدراس ...
- النظام السياسي العربي والاقليمي من التاريخ الى المستقبل !!
- مركز الدراسات الاقليمية بجامعة الموصل يعقد ندوته ال29 حول (( ...
- السفن والمراكب في الخليج العربي .. قصة كفاح مجيد
- دار المعلمين العالية (العراقية ) 1923-1958 وذكريات مظفر بشير ...
- الدكتور خضر جاسم الدوري 1938-1995 وألتاريخ الاقتصادي والاجتم ...
- وقفة مع استاذي الدكتور حسين أمين
- الاستاذ الدكتور ياسين عبد الكريم وموقعه في المدرسة التأريخية ...
- محمود عطار باشي ..من رجالات التربية والتعليم في العراق 1917- ...
- مع كتاب (تأريخ الطباعة والصحافة في كركوك لعطا ترزي باشي )
- مع الدكتور محمد صديق الجليلي وقصة اللقاء الاول !!
- الدكتور حسين علي محفوظ .. مدرسة في التأصيل والوحدة
- موقع الدكتور جلال الخياط في حركة الثقافة العراقية المعاصرة
- الدكتور محمد صالح القزاز 1928-1979 والتوثيق للفترة المتأخرة ...


المزيد.....




- اصطدم بعضهم بالسقف وارتمى آخرون في الممر.. شاهد ما حدث لأطفا ...
- أخفينها تحت ملابسهن.. كاميرا مراقبة ترصد نساء يسرقن متجرا بط ...
- عجل داخل متجر أسلحة في أمريكا.. شاهد رد فعل الزبائن
- الرئيس الإيراني لم يتطرق للضربة الإسرائيلية بخطاب الجمعة
- وزير خارجية بريدنيستروفيه: نحتاج إلى الدعم أكثر من أي وقت مض ...
- مخاوف على حياة 800 ألف سوداني.. تحذيرات من ظهور جبهة جديدة ب ...
- -الرهان على مستقبل جديد للشرق الأوسط بدون نتنياهو- – الغاردي ...
- العراق... ضحايا في قصف على قاعدة للجيش والحشد الشعبي
- جمهورية جديدة تعترف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.. وا ...
- كوريا الجنوبية.. بيانات إحصائية تكشف ارتفاع نسبة الأسر المكو ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ابراهيم خليل العلاف - عبد المنعم الغلامي ودوره الوطني والثقافي