أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - ييلماز جاويد - دروسٌ ... للفائدة














المزيد.....

دروسٌ ... للفائدة


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 2559 - 2009 / 2 / 16 - 06:42
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


في المؤتمر الصحفي الذي عقدته المفوضية العليا للإنتخابات يوم السادس من شباط 2009 اعلنت النتائج الأولية لإنتخابات مجالس أربع عشرة محافظة ، والتي بشّرت من نظرة مبسّطة إليها بحصول تطوّرات نوعية هامة على المستوى الشعبي في وعي الجماهير لواقعها وإقدامها للحفاظ على حقوقها عبر صناديق الإقتراع .

لقد كان إندفاع الجماهير لممارسة حقها في الإنتخابات وبالصورة التي تمت ؛ بدون أية أحداث جدية تعكر جو العملية ، دليل مستوى حضاريّ نفخر به بعد عقود من الحرمان من أبسط الحقوق .

جوهر الديمقراطية الذي تجلّى في هذه الإنتخابات هو مبدأ الإحتكامِ إلى رأي الشعب عبر صناديق الإقتراع . وقد تميزت العملية في هذه المرّة بإنحسار تأثير الميليشيات على الساحة والذي كان يسلب حرية المنتخب بما يمثله من تهديد للمواطن إذا لم يوالي رغبات الميليشيا المسيطرة في هذه المنطقة أو تلك .

العملية الإنتخابية والنتائج التي أعلنت أبرزت الكثير من الدروس التي يجب على جميع الأطراف إعتبارها في المستقبل . فإلى جانب القضايا الإيجابية التي تضاف إلى ما سبق ذكره أعلاه فقد تكشفت نقاط سلبية أيضاً .

لقد أثبت الشعب وحدته الصلبة ووقوفه بإرادة قوية ضدّ الطائفية والعنصرية والعنف . بالأمس كانت قوى الطائفية والعنصرية وممارسوا العنف تدعي تمثيلها للجميع ، ولكن الشعب قد سحبَ البساط من تحت أقدامهم فإنكشف زيف إدعائهم بعد حصولهم فقط على النزر اليسير من أصوات بعض الذين ما زالوا يحسنون ااظن بهم . ولقد كان الحدث غير المتوقع في فوز يوسف محمد الحبوبي في محافظة كربلاء بأعلى الأصوات مثلاً صارخاً على ذلك .

لقد كان عدد الكيانات التي إشتركت في الإنتخابات وقدّمت مرشحيها هائلاً . وإن كان ذلك دليل ممارسة الحريّات الواسعة والرغبة في المشاركة ، إلاّ أنه أصبح سلبياً بسبب سَوق المواطن المنتخِب إلى تيه لا يستطيع بسببه التركيز على الجهة التي تمثله بصورة صحيحة . وبالإضافة إلى ذلك فإنّ الكيانات لم تستطع أن تشرح مبادئها وسياساتها للمواطنين وأصبح التصويت لا يعتمد على القناعة التامة للشخص بمن ينتخبه بالإضافة إلى عدم إشتراك الكثير من المواطنين في العملية الإنتخابية .

وبقدر الإقدام الذي تمثل في مشاركة الجماهير والنضوج النسبي في وعيها ، إلاّ أن العكس كان واضحاً عند الكيانات التي شاركت في الإنتخابات والمفترض أنّ ممثليها من الشريحة المثقفة . لقد كانت الفرصة مؤاتية لتوحيد الكثير من الكيانات في إئتلافات لتحقيق الأهداف المشتركة وبذلك الحصول على نتائج أفضل بدل تشتيت الأصوات الذي تسبّب في ضعف كل كيان وعدم حصوله على النسبة التي تؤهله لعضوية مجلس المحافظة المعنية . ومن جهة أخرى فإن المسؤولين في معظم الكيانات قد أثبتوا جهلهم بصلاحيات ومهمات مجلس المحافظة مما جعلهم يركزون في أعمالهم الدعائية وتسمية كياناتهم على مجالات خارجة عن موضوع الإنتخاب لعضوية مجلس محافظة .

لقد كانت الخطوة الواسعة التي إتخذتها قيادة حزب الدعوة في خوض الإنتخابات تحت إسم ( قائمة إئتلاف دولة القانون ) خطة ناجحة لإمتحان مدى نزوع الجماهير إلى نظام يحقق الإستقرار وسيادة القانون ، وقد إستجابت الجماهير لهذه الخطوة ووضعت ثقتها بالقائمة ، متأملة أن تكون الخطوة البناءة للمستقبل الوضاء المنشود . إن النتائج الباهرة التي حصلت عليها القائمة في معظم المحافظات يجب أن تكون الحافز لممثليها أن يكونوا عند حسن ظن الجماهير ، وأن يعتبر الفوز بداية سلّم المكتسبات الواعدة .

إنّ إنتخابات مجالس المحافظات تجربة غنية بالدروس وعلى القوى السياسية وعلى الأخص القوى السياسية العلمانية الإستفادة منها والتهيؤ للإنتخابات العامة القادمة . فالوقت قد آنَ للعمل .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعةُ المستقبل
- المثقّفُ مسؤولٌ
- التقدّميةُ هيَ الأصل
- العملُ السياسيّ رسالةٌ
- سَرَقوا العيدَ
- صَرحُ الوحدةِ الوطنيةَ
- في الوحدةِ الوطنيةِ
- بِناءُ الوحدةِ الوطنية
- الإنتقائيةُ في الدينِ كُفرٌ
- الهويّة والإرادة المستقلّة
- الماضي والحداثة
- في الليلة الظلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ
- التوافُق وما أدراكَ ما التوافُق
- عَجَبي منَ المشعوذين
- جليسٌ طائفي
- نحنُ المخرّبون .. دونَ أن نَدري
- لعنةُ الفُرقة
- ما العمل ؟
- ما نوافق .... ها ها ها ...
- الرّجولة الحقّة


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - ييلماز جاويد - دروسٌ ... للفائدة