أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مصطفى محمد غريب - المسيرات الطويلة ومقدار التخلف والإهمال للخدمات*















المزيد.....

المسيرات الطويلة ومقدار التخلف والإهمال للخدمات*


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2558 - 2009 / 2 / 15 - 08:27
المحور: المجتمع المدني
    


لا نعرف هل تعي الحكومة العراقية مخاطر الأضرار الناجمة عن تلوث البيئة والحالات المزرية للمستنقعات الآسنة وتراكم الازبال وسوء حالة الطرق والشوارع في المناطق الشعبية والطرق والشوارع العامة ؟ فإذا عرفت فلماذا لا تتحرك لتخليص المواطنين من سوء الخدمات وإنقاذ حياتهم من الأمراض وحالة البؤس التي يعيشونها ؟ وهل تعرف الحكومة ماذا تعني كثرة أيام العطل وترك مواقع العمل وتأخير الدوائر وكم تبلغ إهدار كميات من المال العام بدون وجع قلب أو شعور بالمسؤولية لهذه المناسبات إذا كانت طبيعية ومعقولة ؟ فكيف إذا كانت غير طبيعية وغير معقولة ولمجرد إضاعة وقت المواطنين ؟ هل تدري كم هي خسارة للاقتصاد الوطني في هذه الظروف التي يحتاج فيها العراق إلى كل فلس لإعادة بنائه من جديد؟ معادلة بسيطة لأيام العطل التي انتهجت بشكل جديد في العهد الجديد! وأرجو عدم الخلط ما بين الدين ورجال الدين أو بين المناسبات الضرورية وبين المناسبات اللاضرورية وبين مهزلة العطل وتعطيل الوزارات والدوائر والمعامل والإعلان عن منع التجول واستنفار قوى الجيش والشرطة والآليات العسكرية والمخابرات والأمن والمليشيات الخاصة وبين المشاعر الدينية فالمعادلة تقول أن البلاد تخسر عشرات المليارات من الدنانير العراقية وتعطيل عشرات الآلاف من المعاملات والطلبات وتأخير الكثير من القضايا فضلاً عن الضحايا والتخريب والآثار النفسية والجسدية الناجمة عن التفجيرات والأحزمة الناسفة ومثال بسيط وجديد ( التفجير في كربلاء وتفجير انتحارية نفسها في الإسكندرية حيث حصدا عشرات المواطنين ما بين قتيل وجريح .. الخ
المعادلة تقول لدينا ( 12 ) من ألائمة ولهذا يوجد قرار سري وعلني بالتعطيل ( 24 ) يوماً في السنة وهو ما بين تاريخ ميلادهم وتاريخ موتهم عدا إذا صادف مثلاً يوم من الأيام يوم الجمعة أو يوم السبت فتزداد الأيام ونحتاج إلى أكثر بين (3 ـ 4 ) أيام للأربعينية وعندكم الحساب كم يحتاج المرء من الوقت والجهود في المسيرات الطويلة التي تقدر بمئات الكيلومترات وما تخلفه من مشاكل صحية وترك مواقع العمل وتعطيل عن الدوائر الرسمية قبل الزيارة كما نحتاج إلى ( 7 ـ 8 ) أيام لعيد الفطر وعيد الأضحى ولا نعرف باقي العطل أو الأيام المعنية لكن هناك الانتخابات والعطل المفاجئة ومنع التجول المفاجئ كما يوجد ( 72 ) مناسبة لزيارات المراقد وكلها واجب ومثلما قال لي مدير احد المدارس الابتدائية أن مديرية التربية أرسلت له شخصاً لتعينه في المدرسة كحارس ومراقب واستقبله المدير بكل ترحاب لحاجة المدرسة ولكي يشرح له عمله وواجباته في المدرسة وقبل أن يبدأ قال له الرجل مبادراً ــ يا أستاذ قبل أن تتلو لي واجباتي أريد أن أقول لك أن هناك ( 72) زيارة في السنة امشي لها ولن أتخلف عنها مهما كان الأمر فلم يقبله المدير وأعاد كتابه إلى التربية موضحاً شروط المرسل له وعلى قول المدير أن أل ( 72 ) زيارة تحتاج إلى أيام أخرى فمثلاً قبل الزيارة بيوم والعودة بعدها يوم فهذا يعني (216) يوم وكما هو معروف السنة الدراسية اقل من هذا الرقم فكيف يستوي الأمر؟
لا يفسر ما أشرنا له وكأنه ضد جهة أو طائفة معينة أو بالضد من الأئمة أو المناسبات الدينية لكن من باب التوضيح ففي السابق وحتى قبل سلطة نظام البعث العراقي يعتبر مولد النبي محمد (ص) عطلة ويوم عشرة عاشوراء عطلة والأعياد لها عطلها وراس السنة الهجرية والميلادية عطلة وهو أمر طبيعي ومثلما قلت كي لا يتحول ما ذكرته وكأنه بالضد أو التحريض أقول أنه الحرص على المواطنين وعدم تحميلهم أعباء الهلوسة والضياع وتبذير المال العام وإنهاك الاقتصاد الوطني من قبل البعض من الطائفيين في المناصب الحكومية والأحزاب والمنظمات السياسية الدينية أن الذين يدّعون الوطنية وحب الوطن لا ينبغي لهم وليس لهم من حق لتضليل المواطنين في وعيهم وإبعادهم عن الحقائق وفي مقدمتها استغلالهم واستغلال أصواتهم ودعمهم من اجل مكاسب حزبية أو طائفية معينة وإلهائهم بعادات وتقاليد غريبة عن عادات وتقاليد كانت تساوي بين الواجبات والحقوق.
إن المتتبع لمسيرات المواطنين يستغرب ليس من الاستنفار الكبير للقوات المسلحة وآلياتها ومن المؤسسات الأمنية ووسائل الإعلام الطائفية لكنه يستغرب أكثر لأنه يرى أن الطرق والشوارع والأماكن التي تمر بها المسيرات عبارة عن مستنقعات للمياه الآسنة والازبال والنفايات والحفر وفوضى السيارات وهذه الحالة لم تدفع الحكومة الحالية أو السابقة إلى الاستنفار لمعالجة الأوضاع المزرية والتخلف وردم المستنقعات وتبليط الشوارع وحل أزمة المواصلات والسكن وغيرها من القضايا التي تلوث البيئة بل تدفعها إلى المضي في إلهاب مشاعر المواطنين ودفعهم إلى ما هو بالضد من مصالحهم من أجل مصالحها كنخبة مستفيدة من هذه الحالة الغريبة وهي مواكب العزاء الدخيلة ما بين التطبير واللطم والمشي على الركاب والمسيرات غير المبررة التي تعطل الكثير من الأعمال بما فيها الفوضى وأخطار القوى التكفيرية والمليشيات الخاصة والتي انتقدها أكثر من مرجع ديني وطالب بكل صراحة بإلغائها لأنها تتنافى من القيم الكبيرة للدين الإسلامي ولا تعبر عن أهداف الإسلام الذي يرى في الإنسان اكبر قيمة إنسانية وليس دمية تحركها المصالح الفئوية والحزبية الضيقة.
أيتها الحكومة ويا ايها المسؤولين إلا ترون أن الوقت قد حان للعمل من أجل التخلص مما هو ضار للاقتصاد العراقي والالتفات إلى مصالح الفئات الكادحة بدلاً من الصراع على الكسب الانتخابي أو المصلحة الحزبية؟ ألا ترون أن مصلحة هذه الفئات في تحقيق الضروريات المطلوبة لتحسين معيشتهم وأوضاعهم الخدمية ؟ ألا ترون ما حل بهم بسبب الفساد واللصوصية والرشاوي وانتهاك حقوقهم من قبل المعششّين في الوظائف الحكومية وبدلاً من خدمة المواطنين وتصريف أعمالهم خلق الصعوبات والعراقيل لهم بهدف استغلالهم؟ إذا كان وعي الناس في هذه المرحلة ليس كما هو مطلوب فذلك لن يدوم وسوف ترون أن لكل وضع سيء يوم محدود.


*


صورة من عشرات الصور حول المسيرات الأخيرة والمستنقعات والانقضاء.. الخ



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتائج الانتخابات والابتعاد عن المشروع الديني الطائفي
- شهداء الشعب شهداء الوطن قيم في الفداء والتضحية ونكران الذات
- البعض من عجائب الدعاية الانتخابية لمجالس المحافظات والحبل عل ...
- محاولات للدخول إلى يوم المحشر
- طقوس غريبة تشوه فكرة عاشور اء
- من خلف الزجاج الواقي دعوة لانتخاب الأقرب من المرجعيات الديني ...
- مرة ثانية غزة وقرار مجلس الأمن المرفوض لحد هذه اللحظ!
- انتخابات المجالس محك حقيقي لمعرفة قدرة الجماهير والقوى الوطن ...
- غزة تحترق والمزايدات السياسية مستمرة
- آفاق ومستلزمات الدولة المدنية الديمقراطية
- هل العلّة في السينما باعبتارها شر ومفسدة ؟
- الانقلاب والمؤامرة هواجس مريضة وفاسدة
- التفاخر بقندرة الزيدي هلوسة في الشعارات
- الرشاوى وانتشار الدوائر والوزارات في المناطق السكنية
- الحوار المتمدن رؤيا تقدمية وعصرية
- الشعب العراقي ليس بالمسؤول عن التعويضات
- ازدواجية المواقف وغش لوعي المواطنين
- مخاطر الصراع الخاطئ على الأوضاع السياسية في العراق
- كيف يرى الإنسان المعقول طريقاً؟....
- وأخيراً وقعت الاتفاقية من قبل مجلس الوزراء


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مصطفى محمد غريب - المسيرات الطويلة ومقدار التخلف والإهمال للخدمات*