الحزب عندنا فاقد لحياء الحاء !

جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2556 - 2009 / 2 / 13 - 07:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

قيل حزب اخواني ـ اسلامي ـ :
مرشد وطريقة ، مسجد وسليقة ، مسبحات بكل الحسابات والقياسات والحبات ، 101 بعدد اسماء الله الحسنى ، 31 بعدد ايام الشهر ، 1001 بعدد الانبياء والرسل ،، و7 طبقات من الترب تنجم الجبهات الساجدات بماركة مميزة لا تضاهيها حتى الحناء اليمينية السوداء ، ولا حبر البنفسج الانتخابي ، ترب بعدد ايام التكوين ، وطبقات السماء ، ترب طاهرة ماهرة ، اختها كانت اكثر مضاءا من الحجر وهي بيد الفتى حنظلة عندما كان يخطفها خلسة ليرمي بها دوريات المحتلين بعد ان يغمزه ناجي العلي بفرشاته ، وهو يقول له : اجلس خلف الشيخ وعندما يقف هو سيقفون فانهض واجمع من امامهم تربهم الطاهرة فهي كالحجارة السجيل ، واقذف عدوك بها ، انت حر وحر ، فالشيخ اصدر فتوى تجبر المؤمنين على جمع الحجر السائب من الطرقات ولم يبقى امامك الا الترب ، وهي اكثر من الهم على القلب فماذا ينتظر الرب !
موالد ودراويش ، حي ، ومدد ، طبول ودفوف ، زعيم الطريقة زعيم الحزب ، مزيف راشي ومرتشي مداهن مرهون وراهن ، بيعه السلطة يبعك الله ، له وكلاء وفروع ، وفي كل مولد سنوي يعقد جلسة تجدد البيعة الى ماشاء الله !

قيل حزب حوزوي ـ مجلس لمحبي ال بيت النبي او الحكيم الطبطبي لا فرق كلهم سادة ـ :
حسينية وموكب ، عزاء دائم وعزائم ، لا يخشى في الفتنة لومة لائم ، وليمة تفرخ ولائم ، شعاره : من لحم ثوره اطعمه ، خموس وزكاة ، نذور وقبور ، ومواسم لا تنتهي : الغدير ، ضربة فاطمة الزهراء وكسر ضلعها ـ شيلان الزهرة ـ ضربة امير المؤمنين في المحراب وملاحقها ، موقعة الطف وملاحقها ، عرس القاسم ، وايام الائمة الاثنى عشر ، المولد والوفاة ، جاي العباس ، تراتيب السادة والحجج والمراجع والايات ، لكل مرجع اجتهاد وحزب ومقلدين ، والتقليد صار يورث من الاباء للابناء ، وهكذا دواليك وعلى مدار السنة ، الابواب مشرعة على مصراعيها للطم والبكاء ، والتوديع والاحتفاء ، فمتى يجد العبد الفقير وقتا للتفكير بما يدور خارج دائرة المواكب والشعائر ؟

قيل حزب علماني على الطريقة الليبرالية :
كحزب الجلبي وحزب علاوي ، وكالات ، مقاولات ، سمسرات ، استشارات ، لا دين ولا طائفة ولا قومية ولا وطن له غير راس ماله ودوراته المشدودة لمعبدها الرئيس في بلاد العم السام ـ دعه يعبر دعه يمر دعه ينهب ويفر ـ احزاب فوق الجنسيات ورساميلها عابرة للحدود ، يتبادل الادوار في قيادتها الاكثر لغفا وشغفا بالاموال المنقولة والثابتة والمتحولة والمدورة والمهورة !

قيل حزب علماني على الطريقة الكردية :
كلا الحزبين السوراني والباديني ، الطالباني والبرزاني ، يتشابهان جوهريا ويختلفان مظهريا ، الاغا والافندي كلاهما صنو للاخر !
قيادة مؤبدة لاحزاب تسمي نفسها ديمقراطية وحزب الريس يفتخر بكونه عضوا منتصبا في الاشتراكية الدولية مثله مثل الحزب الدستوري في تونس والحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر ، ومثل حزب وليد جنبلاط في لبنان ، ومثل حزب العمل الاسرائيلي بقيادة باراك او حزب العمال البريطاني !
توريث سائر على كل الاقدام والسيقان وهو يرفع جناحيه ليحلق عند امارة الاغا ، ويبسطها مكسورا عند امارة الافندي فالتوريث لا يكون منجزا الا عبر عملية بناء محترفة ولا يأتي هكذا ، وان عز تحقيقه فان تحويل ارصدة السلطة الى اموال نقدية منقولة للورثة وهم في الخارج سيمكنهم لاحقا من شراءها وفي الوقت المناسب بعد الاتكال على الله وعلى قوة دفع عجلة راس المال الخارجي ، قباد ينتظر كما سرور واحمد وعمارالحكيم ، والله كان في عون الفقراء في السليمانية واربيل ودهوك وفي كل العراق !


قيل حزب علماني على طريقة الحزب الشيوعي العراقي الممثل بالعملية السياسية :
بعد انهيار المثل الاعلى راح الحزب يجدد نفسه ديمقراطيا تماشيا مع الموضة ، فبدلا من ان يكون السكرتير العام سكرتيرا مدى الحياة صار لعشرين سنة فقط ويمكن ان يفعلها مثلما فعلها بوتن اي يرشح احدهم ليحل محله ويحركه هو من وراء الكواليس ، لاسيما وانه سيستنفذ كل المدد المقررة وغير المقررة ، حتى يفوت الفرصة على المتصيدين بالماء العكر!
اما الانتخابات الداخلية فحدث ولا حرج ، اكثر من نصف اعضاء اي مؤتمر حزبي انتخابي معينون لتمرير القوائم المطلوبة من آلهة القيادة وبصفات يدوخ بها اشد المدققين دقة ـ مشرفين ، مراقبين ، ممثلين عن الاقليم ، محاربين قدامى الخ الخ الخ ـ
وعلى هذه الرنة سيكون طحين البرنامج والنظام الداخلي وسياسة الحزب البعيدة والقريبة والنزاهة والكفاءة ، وروح الابداع الديمقراطي والاشتراكي والشيوعي ، ناعم ناعم وناعم جدا !!

ملاحظة : نسترعي انتباه القراء جميعا اننا هنا نتناول فقط ابرز واعرق احزاب العملية السياسية ، لان هناك ايضا نماذج لاحزاب شبيهة جدا بتلك التي استعرضناها ولكنها خارج العملية السياسية !

#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات