أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - داود أمين - مؤتمر إستثنائي لمهمة عاجلة !!















المزيد.....

مؤتمر إستثنائي لمهمة عاجلة !!


داود أمين

الحوار المتمدن-العدد: 2556 - 2009 / 2 / 13 - 08:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في موقع ( الناس ) لفتت إنتباهي يوم أمس مادة تحت عنوان ( أيها الشيوعيون العراقيون لا تنتظروا المؤتمر التاسع ) للرفيق الدكتور حكمت حكيم، والحقيقة أن العنوان أوحى لي، وربما لغيري أيضاً، بإن الحزب الشيوعي العراقي مات وإنتهى، بحيث أن رفاقه لن يروا مؤتمراً تاسعاً بعد أخر مؤتمراته!!! ولكني عندما طالعت محتوى المادة إكتشفت إن الرفيق حكمت يدعو لعقد مؤتمر إستثنائي للحزب، بعد أن خيبت نتيجة الأنتخابات الأخيرة أماله في أن يرى نتائج كبيرة لصالح الحزب، والغريب إن المهمة العاجلة وربما الوحيدة التي أوكلها الرفيق لهذا المؤتمر الإستثنائي المقترح هي تغيير إسم الحزب! وكنت آمل وأنا أطالع مادة الرفيق، وهو يتفق تماماً مع النقاط التي سماها ( الموضوعية ) الخمس، التي أوردها تصريح المكتب السياسي حول نتائج الأنتخابات، وإشارته الى أن التصريح خلا من ذكر الأسباب ( الذاتية )، كنت آمل أن يشير الرفيق حكمت لهذه الأسباب الذاتية المتعلقة بالنواقص في عمل الحزب، أين تكمن هذه النواقص ؟ هل هي في القيادة أم في الكوادر أم في القاعدة الحزبية؟ بإعتباره كادراً حزبياً يعيش الأن في الوطن، وهو على إطلاع مناسب بالنواقص الذاتية، التي يعتب على تصريح المكتب السياسي أنه لم يشر لها! ولكني وللأسف لم أقرأ في مادته سبباً واحداً، يجعلني أقتنع بدعوته لعقد مؤتمر إستثنائي، سوى ما يتعلق بتغييرأسم الحزب، وهو في رأيي سبب أقل من ثانوي للدعوة لعقد مؤتمر إستثنائي، وأقل من ثانوي أيضاً في ما حصلنا عليه من نتائج! فقد خاض الحزب الأنتخابات في العديد من المحافظات بقوائم لا تحمل إسمه، كما في بغداد مثلاً، ولم تكن النتائج أفضل من نتائج القوائم التي حملت إسمه!! فلماذا نغير ألأسم إذن ؟
أعتقد أن الدعوة لعقد مؤتمر إستثنائي هي أمر في غاية الخطورة والجدية، وتتطلب من صاحبها إقناع قادة الحزب وكوادره وأعضائه بمشروعيتها وضرورتها من خلال طرح الأسباب الموجبة لهذه الدعوة، إذ لا يمكن أن تكون قراءة خاصة ومتشائمة لرفيق أو حتى لمجموعة رفاق لنتائج إنتخابات لم يحقق فيها الحزب ( أماني الحالمين ) وليس الواقعيين، أقول لا يمكن لقراءة سوداء كهذه أن تقود للمطالبة بمؤتمر إستثنائي !! والمؤتمر الأستثنائي له شروطه وأسبابه التي نص عليها النظام الداخلي، والتي يعرفها الرفيق حكمت بكل تأكيد!!
من المهم الإشارة أولاً الى أن الشيوعيين العراقيين هم وطنيون عراقيون قبل أن يكونوا شيوعيين، وأن العراق أكبر وأهم من الحزب الشيوعي، فالحزب وسيلة وليس غاية، وما دام العراق قد إنتصر( كما يؤكد الجميع ) في الأنتخابات ألأخيرة (التي أحدثت تغييراً في الخارطة السياسية، وفي مواقع القوى المنخرطة في القوائم المختلفة ) كما أكد تصريح المكتب السياسي ، وأنه ( كانت هناك مشاركة واسعة في المناطق التي كانت قد قاطعت العملية الأنتخابية في السابق، وإن الناخبين منحوا أصواتهم ليس بدافع طائفي وإنما بدافع وطني ) فهذا إنتصار للشيوعيين العراقيين ولسياستهم الوطنية ولشعاراتهم التي يفترض أنها أقنعت الأخرين على تبنيها، لذلك يفترض أن ينظر الشيوعيون الى الجانب الأيجابي والمشرق والعام في هذه الأنتخابات، وليس الى الجانب الذاتي والضيق والخاص المتمثل في ما حققه الحزب من نتائج، إذ أن النتائج الهامة الحالية هيأت، في رأيي، أرضية أفضل لعمل الحزب القادم، وعلى الحزب أن يستثمر هذه الأرضية لعمل حزبي حقيقي في ألأنتخابات القادمة، لكي يجد له مواقع أفضل في السلطة القادمة!
أعتقد إن الصدمة التي واجهها الرفيق حكمت حكيم، والتي تعكسها دعوته المتعجلة لعقد مؤتمر إستثنائي، وربما عدد غير قليل من رفاق الحزب وأصدقائه الذين يشاطرونه الرأي، وهم يشهدون النتائج غير المشجعة التي حققها الحزب في ألأنتخابات ألأخيرة، أعتقد أن الصدمة تكمن في المراهنة غير الواقعية على أماني وأحلام تستند على قراءة غير دقيقة للواقع، وعلى إستطلاعات رأي متعجلة وإنطباعات رفاق ومنظمات مفرطة في التفاؤل، وتتكيء على ( تأريخ عريق، وقافلة شهداء، وعشرات المقرات التي تنتشر في طول وعرض الوطن!) والمؤسف أن هذه جميعاً، رغم أهميتها، لا تلبي طموح الجماهير، ولا تستجيب لحاجاتها الملحة في ألأمن وألأستقرار وتوفير الخدمات البلدية والصحية، وحل مشاكل البطالة والكهرباء والماء وغيرها، إذ لو كانت عراقة ألأحزاب وقدم تأريخها هي من يحسم النتائج في الإنتخابات، لكانت الأحزاب الشيوعية في معظم البلدان ألأوربية هي من تقود بلدانها ألأن فهي أعرق وأقدم الأحزاب في تلك البلدان، وأكثرها تضحية ونضالاً!! أما عن قافلة الشهداء التي نفخر دائماً بها، وهو حق لنا وواجب علينا، فهو أمر لا يهم الجماهير العراقية ولا يعنيها ولا يثير العجب والأندهاش لديها، لأن هذه الجماهير ببساطة أصبحت تنتمي ( لشعب الشهداء ) إذ لا أعتقد أن بيتاً عراقياً خلا خلال الأربعين سنة الماضية من شهيد أو أكثر، بسبب حروب صدام الخارجية والداخلية ، وبسبب الأرهاب والمفخخات، لذلك لم يعد مفهوم الشهيد، في ذهنية الجمهور العراقي إمتيازاً لنا فقط كما كان في السابق، أما المقرات وعددها المتزايد، فهي ليست دليل شعبية أو صلة بالجماهير، بل ربما كان العكس هو الصحيح!! لقد كان حزبنا جماهيرياً في العهد الملكي وسنوات الجمهورية الأولى، ولم تكن لدينا أية مقرات في مدن العراق المختلفة! فالشعبية لا تقدمها كثرة المقرات، بل العمل الميداني الحقيقي بين الجماهير ووفق سياسة واضحة وملموسة تستجيب لمطالب وتطلعات هذه الجماهير، ومن هنا أحاول تلمس بعض جوانب القصور الذاتي لعملنا الحزبي، والتي تجنب الرفيق حكمت الإشارة اليها، غير غافل بالطبع الجوانب الموضوعية التي كثُر الحديث عنها والمتعلقة بسياسة النظام السابق في تغييب حزبنا وفكرنا، والمستوى المتدني لوعي وثقافة الناس، والحملة الأيمانية الصدامية وأثارها .. الخ مما نردده دائماً!
1 - الجانب السياسي : بالرغم من أن إشتراكنا في العملية السياسية، منذ مجلس الحكم، حصل بإستفتاء حزبي، صوتت فيه الأكثرية المطلقة بالأيجاب، إلا أن ذاك التصويت الأيجابي لا يعني تماهياً ومجاملة مع أطراف العملية السياسية ، وسكوتاً أو ممارسة لدبلوماسية حذرة أزاء أخطائها الفادحة، أو إنتقاداً ملطفاً داخل غرف ضيقة، وبعيداً عن سمع وبصر الجماهير!
إن تميزنا كحزب يفترض أن يتجسد في مواقف تتسم بالجرأة والأقدام في توجيه النقد لحلفائنا وأصدقائنا ولأطراف العملية السياسية، وكانت العملية السياسية ولا تزال مليئة بمختلف ألأخطاء والخروقات، ولكن صوتنا ظل خافتاً ومتوارياً وخجلاً، طوال السنوات السابقة، وسط مجتمع يعشق الجرأة والبطولة والأقدام! وأتساءل أين نحن مما كانت الجماهير تعاني منه، ولا تزال، من نهب للمال العام، ومن هدر للثروة الوطنية؟ هل تجرأنا في تسمية مسؤول في الدولة أو محافظ أو رئيس لمجلس محافظة من أؤلئك اللصوص الذين ركلتهم الأن أصوات الجماهير، التي نريدها أن تكون معنا! ثم هل كنا موفقين في التصويت الأيجابي الى جانب قانون الأقاليم في البرلمان، دون أن ننتبه لحجم المعارضة والرفض الشعبي لهذا القانون ولفكرة تشكيل الأقاليم؟ هل كان صمتنا مبرراً إزاء أخطاء القيادة الكردية، وهي فادحة على مستوى كردستان والوطن عموماً، وترسيخ ألأنطباع الشعبي الشائع، أننا تحت مظلتهم!
أين موقفنا الواضح والجريء من قتلة رفاقنا سعدون وأبو فرات وكامل شياع والأخرين، وموقفنا من الذين أحرقوا مقراتنا في الناصرية والثورة! وأسماء بعض هؤلاء القتلة والمجرمين معروفة لدينا! ولا أقصد بالموقف الواضح هو في بيانات الأدانة والأستنكار الكثيرة التي كتبناها! من المؤسف أن أذكر أن السيد مثال الألوسي ظل يطارد بالقانون وبالأعلام وبصوت عال وجريء قتلة ولديه ، رغم تمتعهم بالحصانة والأنتساب لواحدة من القوى الثلاث الكبرى في السلطة، وقد نجح في ملاحقة و ( تشريد ! ) وزير من كرسي وزارته، بعد أن سماه، وأصر على مطاردته، جاعلاً كتلته تتبرأ منه! وكان لموقفه هذا لوحده أثر في الشعبية النسبية التي يحظى بها هذا الرجل! فهل أصبح الألوسي أجرأ وأعلى صوتاً من حزب النضال والتضحية ؟!
2 - ألأعلام : من المعروف أن الأعلام يلعب دوراً رئيسياً في تعبئة الجماهير، وفي إيصال شعارات الأحزاب وسياساتها عبره، وأصبح معروفاً، بل بديهياً أيضاً، أن وسائل الأعلام تطورت وتتطور مع الأيام، فعالم اليوم هو عالم الصورة، أي عالم الفضائيات ، أما الصحيفة المقروءة فقد تراجعت وأصبحت ذات تأثير محدود في مجال الأعلام، وقد تساءل الوف الرفاق وعشرات المنظمات لماذا لا تكون لدينا فضائية أسوة، ولا أقول بالأحزاب العراقية الأخرى، بل ببعض المجاميع الصغيرة والأفراد! وكان الجواب دائماً يرد بضعف الأمكانيات المادية، وأعتقد أن عائقاً مادياً يفترض أن لا يقف قبل الأن وبعد الأن، في طريق إطلاق قناة فضائية خاصة بالحزب، فهي أكثر أهمية وتأثيراً على الجماهير من جميع مقراتنا في المحافظات! وعلى الحزب أن يفكر جدياً في إطلاق حملة تبرعات في الداخل والخارج، وأن يرَّشد صرفياته في بعض المجالات غير الهامة، من أجل تحقيق هذا الهدف الحيوي!
إن وسائل إعلام الحزب الحالية تتمثل بشكل رئيسي في صحيفته اليومية ( طريق الشعب ) وهي صحيفة غير مؤثرة ولا فاعلة، إذ أن ما يطبع منها لا يصل لربع عدد ما كان يطبع من (إتحاد الشعب) عندما كانت نفوس العراق 7 ملايين نسمة فقط! وهي لا توزع في المكتبات في العديد من محافظات الوطن، بما فيها كردستان، بل تصل للمقرات وكأنها صحيفة سرية!! أما محتواها فتعكسه كمية المطبوع، إذ لو كان المحتوى جذاباً ومؤثراً ويستجيب لتطلعات الناس، لسارع الناس لقرائتها وإقتنائها!! وفي طريق الشعب ممنوع أن نسمي لصاً أو سارقاً للمال العام إذا كان ينتمي للقوى المشتركة في العملية السياسية! ولا يمكن أن ننتقد مسؤولاً بالأسم حتى لو كان طائفياً مسعوراً أو سياسياً إستخدم مركزه ونفوذه لمصلحته الشخصية ! نعم نحن نكتب ضد سرقة المال العام وضد جميع النواقص المعروفة، ولكننا نكتب بطريقة عامة، طريقة تسجل الحادثة ضد مجهول!!
أما موقع (الطريق) الألكتروني، وهو نافذتنا الأعلامية الثانية الهامة، في صراعنا الصعب من أجل كسب الجماهير، فبالرغم من أننا كنا من أسبق الأحزاب العراقية بل والعربية في إطلاق هذا الموقع الألكتروني، وبالرغم من الملاحظات الكثيرة والحريصة والمتكررة من الرفاق والأصدقاء والمنظمات لتحسين عمل هذا الموقع وإنقاذه مما هو فيه من بؤس وتردي، أقول بالرغم من كل هذه الأصوات التي كنت شاهداً على سماع الكثير منها، فإن الأصرار لا زال حتى اللحظة مستمراً على إبقاء الموقع على ما هو فيه، ولا يعرف أحد السبب في ذلك! لقد أطلق رفاق وأصدقاء أفراد مواقع الكترونية أصبح لها، وفي فترة وجيزة قراء وكتاب ومستوى ومكانة، ومن بينها موقع ( الناس) و( ينابيع العراق ) و ( الحوار المتمدن ) و( البيت العراقي ) وغيرها، وهي تتطور بإستمرار، وقد وضع الكثير من الرفاق، من ذوي الخبرة، إمكانياتهم وخبراتهم وأعلنوا، بل بادروا عملياً لتطوير موقع الحزب، ولكن جهودهم وللآسف لم تثمر حتى الأن، وكنت آمل ومعي الكثير من الرفاق والأصدقاء، إنطلاق الموقع الجديد منذ آذار الماضي، وهاهو آذار جديد على الأبواب، وليس هناك أفق منظور لحلم إطلاق الموقع الجديد! فلماذا ولماذا ولماذا؟؟؟
مجلة الثقافة الجديدة، وهي نافذتنا الثالثة وربما الأخيرة في الأعلام الحزبي المباشر، فبالرغم من أن وضعها يتحسن، ولكنها تظل مجلة نخبوية تخص مجموعة من القراء ذوي الثقافة المتقدمة الى حد ما عن الجمهور العريض، وهي بحاجة أيضاً للأنفتاح على مختلف المثقفين العراقيين وإلى إستعادة دورها الريادي في نشر الثقافة التقدمية وإحتضان الطاقات الأبداعية الشابة.
3 - التنظيم : المؤسف القول إن سياستنا التنظيمية دون المستوى المطلوب، إذ أن أثار فتح أبواب الحزب على مصراعيها، بعد سقوط النظام ، وتعليق النظام الداخلي فترة غير قليلة، إن أثار تلك السياسة لا تزال سلبية على التنظيم، إذ دخلت الحزب عناصر تعرف الجماهير تأريخها ومواقفها غير الجيدة زمن النظام، وقد إستطاعت الكثير من هذه العناصر، وفي ظل ألأنتخابات الحزبية الديمقراطية، وبخبرتها ودهائها، إستطاعت تحشيد وكسب الأصوات في الأنتخابات الحزبية، فتصدرت المشهد في الكثير من المحافظات، مثيرة للحزب الكثير من اللغط والشكوى والكلام غير المناسب! إن الديمقراطية التي بدأت داخل الحزب منذ المؤتمر الخامس، جعلت سكرتير الحزب عندما يرشح نفسه يتحدث عن تأريخه السياسي والشخصي ويحق لمنتقديه سلباً وإيجاباً أن يتحدثوا عنه وامامه علناً، فلماذا لا تفعل اللجان المحلية ذلك أيضاً؟ ولماذا لا تنبه مرشحي إنتخاباتها أنهم سيواجهون من يقول عنهم ما لا يرضوه، فهل يوافقون على الأستمرار في الترشيح! وبذلك نجنب الحزب تصدر هؤلاء المنتفعين للمشهد الحزبي! لقد لاحظت في زيارتي الأخيرة للوطن أن هناك عشرات ، إن لم أقل مئات من الشيوعيين السابقين، ومن الكفاءات المتنوعة، من المثقفين والفنانين والرياضيين هم خارج التنظيم، بسبب إجراءات وتسلكات بعض الرفاق، وبسبب صراعات مصالح وإمتيازات، وهذه ظاهرة يفترض أن يقف الحزب إزاءها ويحاول إيجاد الحلول لتلافيها!
4 - المنظمات الديمقراطية : لقد كانت المنظمات الديمقراطية، طوال تأريخ الحزب هي سياجه الحامي وهي من يمده بالدماء الجديدة، وكانت سلطة البعث في غاية الذكاء والدهاء، عندما أجبرتنا أواسط السبعينات على إتخاذ قرار تجميد المنظمات، لآنها كانت تدرك أنها تقطع عنا شريان الحياة والبقاء، الأن لا أرى نشاطاً واضحاً ولا متميزاً لهذه المنظمات الديمقراطية!! فأين إتحاد الطلبة، أقدم إتحاد طلابي عراقي، والذي كان أعضاؤه يحتلون الجامعات العراقية؟ وأين إتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي، الذي ضم عشرات الألوف من الأعضاء؟ وأين رابطة المرأة التي تصدرت المشهد النسائي العراقي طوال عقود؟ أعتقد إن عملنا لا يزال ضعيفاً وثانوياً في هذه المجالات الهامة، والأمر يتعلق بنا وليس بالظروف الموضوعية، فالحرية الأن واسعة وغير محدودة للعمل والنشاط، لقد لاحظت أن معظم أو ربما جميع إجتماعات الهيئات الحزبية تعقد في المقرات!! وأتساءل لماذا؟ وما هو المبرر لذلك؟ هل نحن نخشى أن ندعو رفاقنا لأجتماع في بيوتنا؟ وممن الخشية؟ من الزوجة او من الأولاد أو من الأخوة أو من الجيران؟ إن الأجتماعات الحزبية في البيوت تدخل الحزب لكل بيت، وتجعله معروفاً ومقبولاً وطبيعياً، فالزوجة التي تصنع الشاي للأجتماع تدرك أنها تقدم خدمة لرفاق زوجها وللحزب، والصبي الذي ينقل صينية الشاي يسمع كلمات ملاطفة ويرى وجوها طيبة منشغلة بموضوع يثير ذهنه للفضول والمعرفة، وعبر هكذا طريق ركب معظمنا قطار الحزب! لقد لاحظت إن تأثير الرفاق على عوائلهم شبه مفقود، فالهيئات لا تحاسب رفاقها على حجم هذا التأثير ومداه، كما كان الحزب يفعل سابقاً، بل الغريب هو ملاحظتي أن بعض الرفاق يتبارون في إرسال زوجاتهم للحج! بحيث أصبح بعضهم يتسابق مع الأحزاب الأسلامية في كسب ود الشارع المغيب!
الحقيقة إن هذه الملاحظات، تظل إشارات قليلة في المسيرة الطويلة التي تقع على عاتقنا، كحزب حي، أن ننتبه لها ونتجاوزها، وأنا عندما أوردها هنا لدي ثقة كبيرة أنه سيتم تجاوز الكثير من النواقص الذاتية المتعلقة بنا كحزب، كما إن الظرف الموضوعي الجديد سيمنحنا فرصاً أكبر لتحقيق ما نريد، كما بودي التأكيد إن نتائجنا في الأنتخابات الأخيرة غير مقلقة ولا تدعو لليأس والتشاؤم، فما دام العراق في خير فالحزب في خير، وأتساءل ماذا سيقول أعضاء المجلس الأسلامي الأعلى، وهم يرون حلم إقليم التسع محافظات يموت قبل ولادته!! ولا أدري هل سيطالبون بمؤتمر إستثنائي، وهم يشهدون كراسي المحافظات التسع التي كانوا يتربعون على معظمها تهتز بأصوات الملايين وتنهار !!!؟






#داود_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناصريةُ تَنتَخبْ.... !!!
- اللومانتيه شلال فرح سنوي متواصل !
- الثقافة العراقية تزدهر في برلين !
- الصحافة الأنصارية - صحيفة (النصير) نموذجاً !
- على هامش المؤتمر الرابع لرابطة الانصار الشيوعيين في جنوب الس ...
- دقات خفيفة على ابواب الستين - حوار مع الاعلامي داود امين
- عزيز عبد الصاحب.. فنان صادق بإمتياز !
- اللومانتيه ... مُجدداً اللومانتيه !
- مؤتمر ومهرجان الآنصار الشيوعيين حدثان لا ينسيان !
- قصائد
- إلهام سفياني !!
- في الطريق نحو المؤتمر الوطني الثامن للحزب
- مثقفو الخارج جزء من الثقافة العراقية الواحدة *
- مهرجان ( المدى ) الرابع - المثقفون العراقيون ينتصرون على الط ...
- الكونفرنس الثاني لشبكة العراق الجديد ينهي أعماله في السويد
- إلى من لا يهمه ألآمر !!!
- بمناسبة رسالة برزان- وجهان لعملتين مختلفتين !!!
- لكي لا ننسى ما يفترض أننا إتفقنا عليه !!
- مهرجان (اللومانتيه ) عرس باريس السنوي !
- مادة صحفية تُثلج القلوب !!


المزيد.....




- ترتيب الدول الأقوى في مضمار استغلال الطاقة الشمسية
- -ثعابين الثلج-.. مصورة توثق هذه الظاهرة الغريبة من نوعها في ...
- جلد وسجن 8 سنوات.. إيران تحكم على مخرج مشهور وفقا لمحاميه
- السويد: إسرائيل محط تركيز في نصف نهائي -يوروفيجن- وسط احتجاج ...
- تركيا تدرس زيادة أسعار الطاقة -للأسر ذات الدخل المرتفع-
- إسرائيل تعتبر تهديد بايدن بوقف تزويدها بأسلحة -مخيبا للآمال- ...
- مصدر أمني ??لبناني: أربعة قتلى لـ-حزب الله- في الغارة الإسرا ...
- أردوغان يوجه رسالة إلى أوروبا في عيدها
- بوتين: الغرب يحلم بإضعافنا والنصر في أوكرانيا شرط أساسي لتحق ...
- كيف يؤثر انخفاض فيتامين D على الحمل؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - داود أمين - مؤتمر إستثنائي لمهمة عاجلة !!