أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - داود أمين - على هامش المؤتمر الرابع لرابطة الانصار الشيوعيين في جنوب السويد - حنين يتجدد لآيام مجيدة !















المزيد.....

على هامش المؤتمر الرابع لرابطة الانصار الشيوعيين في جنوب السويد - حنين يتجدد لآيام مجيدة !


داود أمين

الحوار المتمدن-العدد: 2333 - 2008 / 7 / 5 - 10:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وسط طبيعة ساحرة، قرب مدينة مالمو السويدية، وفي غابة تشبه تلك الغابات التي غادرناها في كردستان ، من حيث تشابك أشجارها وفيض حطبها ، إلتم عشرات ألآنصار الشيوعيين العراقيين القادمين من مدن جنوب السويد، وضيوف من كوبنهاكن، إلتموا في مبنى تابع للشبيبة السويدية، يقع وسط تلك الغابة، بعيداً عن ضجيج السيارات المارقة في الشارع البعيد.
السيارات الشخصية للآنصار! تصل تباعاً منذ عصر يوم الجمعة، وهي تحمل المشاركين الذين بدأوا بعد إختيار أسرّتهم وأماكن نومهم بتوزيع تلقائي للعمل والمساهمة في متطلبات إنجاح الفعالية التي عنوانها مؤتمر رابع لجمعية الانصارفي جنوب السويد ، ومضمونها وتفاصيلها عودة (ربما لاشعورية) لتلك الحياة الآنصارية التي إفتقدناها والتي تسكن في أعماقنا ونحّنُّ اليها محاولين إستعادتها كلما تجمعنا ، وكلما ضمنا محفل أو لقاء !

المبنى الذي شغلناه واسع وكبير، يتكون من طابقين مجهزين بكل ما تحتاجه مجموعة تنوي إنجاز برنامجها المنوع ، قاعات وغرف للنوم ، مجهزة بأسرة مفروشة ، قاعة كبيرة للآجتماعات مجهزة بكراسي ومناضد وأجهزة صوت، يتوسط جدارها ( صديقنا ماركس ! ) ومجموعة من رفاقه الماركسيين ، مطبخ مجهز بكل شيء، قاعة فطور وحمامات ، وفي الخارج ساحة واسعة، تتوسطها دائرة مسيجة بالطابوق ، أعدت لتكون موقداً للشوي! وحول الموقد مصاطب بدائية مصنوعة من جذوع الآشجار، وقد تنافس الآنصار على إحتلالها.
معظم المشاركين، ورغم رذاذ مطر خفيف لحظة الوصول ، أمضوا معظم وقتهم حول النار التي بادروا فوراً لصنعها والتمتع بمنظرها ( ولا أقول دفئها ) فالطقس ليس بارداً، ولكنها عادة أنصارية جرت في الدم وستظل فيه ، حتى إنني بتُ أعتقد إن جدنا ( نحن الآنصار ) ربما لم يكن قرداً كما توهم (عمنا داروين) إذ من شدة حبنا وتعلقنا وولهنا بالنار بتُ أعتقد إن جدنا ربما كان فراشة ! لقد كان الجميع يداري هذه المخلوقة الجميلة فقبل أن يتناقص لهبها وتشحب الوانها الزاهية تتحرك الآيدي الكثيرة لمدها بحطب جديد ولآنعاشها بالجذوع والآغصان التي تجمعت في الجوار، فيتعالى اللهب من جديد راقصاً مرحاً مداعباً ومشاكساً أحياناً، فقد يجاور وجوهنا ويلسع أطراف أصابعنا ، ولكننا نظل نشاكسه مقتربين مبتعدين دون حذر ولا إحتراس، إذ ربما نمت ثقة في داخلنا أن هذه الحبيبة الناعسة لا يمكن أن تؤلم عشاقها ! ومن غير الآنصار كان أكثر وفاءاً منا لحبيته النار ، فهاهي ثلاثة عقود تمر وأمكنة تتغير والعشق هو هو والمودة راسخة وباقية !

الى جوار موقد النار التي إرتفع لهيبها ، وعلى منضدة مسطبة طويلة صفَّ كلُ نصير ما يفضله من مشروب! فممنوعات كردستان مسموح بها هنا ، ويبدو أن سنوات الحرمان هناك جعلت معظمنا يبالغ في التعويض ! الزلاطة وُضعتْ في قدر كبير كان يدور به على الجالسين النصير ( علاء ألآحيمر ) ولم أنتبه لمن أعدها فالمتطوعون كثر! كان الجمر الناضج يُحمل في ( كرك ) نحو الموقد الحديدي، حيث تُشوى أفخاذ الدجاج ! ولآن النصير ( أشتي) لا يحب الدجاج!! ( أو هكذا إدعى ) فقد حل ( أبو هند ) مشكلته بمنحه قطعا من لحم الخروف المُهيأ ليوم غد، ولكن فرحة أشتي لم تكتمل ، حين بادر النصير أبو شكرية لمصادرة ( لحمات ) أشتي ! مدعياً أن لديه على أشتي (عَتبَه) من كردستان ! أشتي بالطبع إكتفى بالآبتسام، وهو يراقب لحماته تتقطع بين أسنان أبو شكرية، وبادر للتوسط مجدداً لدى ( أبو هند ) لتعويضه عن اللحم الذي تمت مصادرته
!ألانصار وهم يتبارون في دعوة من يجاورهم على تذوق ما لديهم من شراب أو ( كرزات ) نسوا السويد والدنمارك والمكان الذي هم فيه الآن ، بل نسوا حوالي عقدين من الزمن ، وعادوا جميعاً لكردستان ولتلك الآيام الآنصارية المجيدة ، ألآسماء الحركية السابقة عادت كما كانت في كردستان حتى لو إخترت إسماً أخر، والطريف أن الشهداء كانوا معنا في تلك الجلسة النؤاسية الحميمة، فالشهيدان ( أبو كريم وأبو سحر ) لم يغيبا عن شفاه الجالسين ! كما لم يغب غيرهم أيضاً، فلكل نصيرذكرياته الخاصة عن الآنصار المحيطين به وبينهم الكثير من الشهداء، وقد روى ( أبو يارا ) أن ملتحقاً كان قد إختار ( فهد ) إسماً حركياً له ، وكان كسولاً ومتردداً ويتهرب من الواجبات! وفي أحد ألآيام إستدعاه الشهيد أبو سحر وإقترح عليه أن يبدل إسمه ! وحين إستفسر الملتحق فهد ماذا يسمي نفسه فقال له أبو سحر : لو تسمي روحك ميشيل عفلق ... شبلي العيسمي .. لآن إسم فهد ما يلوكلك ... فهد جان شجاع ومبادر ويحب العمل ويساعد رفاقه وضحى بروحه من أجل الحزب ، وإنت كل ذني ما بيك.... جا ماتكلي ليش مسمي روحك فهد ؟ ) أحمد عرب تحدث عن ألاسرى الفرنسيين الذين كانوا لدى الآنصار ومعهم كان أسير مصري يدعى ( سعيد ) وعندما قرر الحزب إطلاق سراح الآسرى الفرنسيين ، تسائل ( سعيد المصري ) لماذا لا يُطلق سراحه هو أيضاً ، فقيل له : أنت أسير لآسباب إعلامية ! فرد ( سعيد ) : هاي جرانيلكم كلها ما توصل صوتكم الاعلامي وظلت على سعيد المصري يوصل هذا الصوت !!؟

أستمر الحديث عن الذكريات وكان صوت المطربة سليمة مراد يشنف أذان الجميع بالطرب العراقي ألآصيل ، من ذلك الزمن الجميل ، إذ كان الرفيق كريم قد تجهز بمجموعة من الآشرطة والسيديات المميزة ، فما أن تنتهي سليمة مراد حتى تُفاجيء بشريط نادر لآبي بكر سالم، وهو يغني على العود في جلسة خاصة ! وعندما ينتهي أبو بكر، تصدح أم كلثوم بغداً القاك وهكذا، وحين يتوقف الجهاز ، تعلو الآغاني ألآنصارية المعروفة ( شباب أنصار حلوين) وتبدأ الهيوه والبزخ حول النار التي يرتفع لهيبها عالياً ، ويُكتفى بضوءها لآنارة المكان ، وربما كانت هذه ألآجواء المفعمة بالمحبة والطيبة والذكريات سبباً كافياً لآرتفاع ضغط الرفيقة ( أم عصام ) إذ ربما من الصعب مقارنة حياة مملة ورتيبة وهامشية، كالتي نعيشها هنا،رغم كل ما فيها من إغراءات الآمان والرفاهية والسلام، مع الحياة الآنصارية المليئة بالحركة والنشاط والخطر والمواجهة ! ولآن النصيرة أم عصام تعرف وضعها الصحي جيداً وتقدر خطورته فقد قررت العودة الى كوبنهاكن ، ولما كان جزء من برنامج الفعالية هو تكريم النصيرات البطلات ، والتعبير ( ولو رمزياً ) عن إعتزاز الآنصار برفيقات نضالهن ، أؤلئك اللواتي كن مفخرة للحزب والشعب ، وللمرأة العراقية بشكل خاص ، لذلك تم تكريم النصيرتين الموجودتين اليوم وهما أم عصام وأم رافد بكلمة رقيقة معبرة قدمها النصير ( أبو ظافر ) وبتقديم لوحة جبسية رائعة من تصميم وعمل الفنان النصير ( أبو بسام ) وهي عبارة عن صورة جانبية لنصيرة، وهي تحمل سلاحها وعتادها وتسير بثقة وثبات ! وبعد أن ودعنا النصيرتين العائدتين لمالمو، واصل ألآنصار برنامجهم العفوي لساعة متأخرة من ليلة الجمعة ، رقص وغناء وإستعادة للذكريات وبحث أيضاً في الحاضر والمستقبل ، ولم يغب ( الشاي ) أنيس الآنصار وحبيبهم المفضل عن هذه الجلسة، إذ كانت كؤوسه تمتلأ ليحتسيها الشاربون .
قريباً من الرابعة صباحاً ربما نام أخر الساهرين، كانت سمفونية ( الشخير ) تملآ سماء القاعة الكبيرة التي نمت فيها، ومن المؤكد أن الغرف الآخرى كانت لها هي أيضاً سمفونياتها! ويكذب من يدعي أنه لم يساهم في صُنع لحنه الخاص داخل هذه السمفونية، ولآني أستطيع النوم وسط أية ضجة ،فمن المؤكد أني أضفت لحناً أخر لسمفونية الشخير بعد لحظات من تمددي على الفراش، خصوصاً وإني لم أقصر ، تلك الليلة ، بالطعام والشراب !
صباح السبت إستيقظت على أصوات المستيقظين ، كانت كاميرات الفديو في أيدي البعض ، وهي تدور على وجوه من لا يزال نائماً بعد، مثبتة بالصورة والصوت، لكل من يحاول أن ينكر ، اللحن الذي كان يعزفه أثناء نومه ، ومن المؤكد أن الرفيقين أبو إنجيلا وأبو شكرية سيتقاسمان جائزة الشخيرالآولى بينهما مناصفة !! إذ لم يبق طور من أطوار الطرب ألآصيل ، لم يُجِد به منخريهما الكريمين!!
الفطور صنعه المتطوعون ، وهم كُثرُ ، بيض مسلوق وأجبان مختلفة ومربيات وعسل وشاي آسود، قاعة المطبخ كانت تمتلآ وتفرغ مع كل وجبة من المستيقظين، ومن ينجز فطوره كانت أقدامه تجره نحو الغابة ليحمل ما بقدرته من حطب للنار التي ظلت تواصل إشتعالها منذ عصر أمس !
ساعات الصباح كانت خالية من أي شيء هام فالمؤتمر سيعقد في الرابعة عصراً وسيصل عدد من الآنصار والنصيرات الذين لم يصلوا حتى الآن ، لذلك قررت أن أعود مجدداً لآستكمام نومتي الناقصة! وفعل مثلي عدد من ألآنصار أيضاً، وفي حدود الواحدة ظهراً إستيقظت لآجد الجميع في حركة دائبة داخل المبنى وخارجه، فقد وصل أنصار جدد وضيوف أيضاً ، قطع اللحم كانت تُشوى على الموقد والجائعون يتلقفون ما نضج منها، المشروب الثقيل إختفى تقريباً فهناك فعالية جدية بعد قليل، وعلى الجميع أن يكونوا في أحسن حالات اليقظة والصحو، وهذا الآمر لم ينطبق بالطبع على النصير ( أبو عليوي ) الذي حضر اليوم فقط ، وكان عليه أن يعوض ما فاته من ليلة أمس! وقد حاول توريط غيره من خلال دعواته المتكررة ( ها خل أصبلك ! ) ولكني أعتقد أنه لم ينجح !
في الرابعة عصراً كانت قاعة الآجتماعات قد أعدت لآستقبال المشاركين ، حوالي أربعين نصيراً بينهم أربع نصيرات إحتلوا مقاعدهم ، وتوزعت أوراق بيضاء على الجميع، لكتابة الملاحظات. إبتسمت لماركس الذي كان يواجهني على الجدار بإعتبارنا صديقين منذ عقود، ولم أبتسم لمن كان يجاوره لعدم تشرفي بمعرفتهم ، رغم إنني بذلت جهداً إستثنائياً في البحلقة والتحديق !
إبتدأ المؤتمر بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الحركة الآنصارية ، وأخرهم النصير ( أبو نادية ) الذي إستشهد قبل أيام في تفجير إرهابي ، وشهداء الحركة الوطنية العراقية ، بعد ذلك تم إقرار شرعية المؤتمر بحضور أكثر من نصف الآعضاء ، ثم تم إنتخاب هيئة الرئاسة ، ولجنتي الآعتماد وكتابة المحضر والتوصيات والقرارات، وقد ساهم ممثل منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مالمو بكلمة قيمة ، اعقبتها كلمة اللجنة التنفيذية لرابطة الآنصار، وبرقيات من الجمعية الثقافية في مالمو ورابطة المرأة العراقية والجمعية المندائية في لوند ورابطة الديمقراطيين العراقيين في مالمو. وأثناء دراسة التقرير الآنجازي طرح الآنصار مختلف الآراء بجرأة وشجاعة ، وأصرت أغلبيتهم الساحقة على عدم تحويل الرابطة لمنظمة مجتمع مدني وعدم تسجيلها لدى الجهات السويدية ، والحفاظ على كيانها وبرنامجها وأهدافها الآنصارية الخاصة، وتم طرح مقترح يرفع للجنة التنفيذية لدراسته في المؤتمر القادم بتخصيص( يوم للنصير الشيوعي) أسوة بالشهيد الشيوعي وغيره من المناسبات ليحتفل به عموم الآنصار وأينما كانوا! كما تم الآطلاع على التقرير المالي وإقراره . بعدها تم تكريم النصيرات الحاضرات وقُدمت لهن نفس التحفة الجبسية التي صممها ونفذها النصير الفنان أبو بسام. وكانت أخر الفقرات هي الآنتخابات التي رشح اليها أربعة رفاق تم إختيار ثلاثة منهم لقيادة فرع الرابطة في جنوب السويد من اليوم حتى العام القادم.
بعد إنتهاء أعمال المؤتمر بنجاح وسلاسة ، بدأ ترتيب القاعة لحفل هذه الليلة الساهر ، الآنصار إستعادوا مزاجهم المرح، وإنسحبت الزجاجات التي توارت ساعات، إنسحبت من مكامنها، وإصطفت على الطاولات داخل القاعة وخارجها.
المطبخ تحول لخلية نحل هذه المرة لآن زمان الشوي قد إنطوى، وألآستعدادات جارية من أجل ( التشريب ! ) هذه المرة ، ولآن المتبرعين بصنعه كثيرون ، فلم أطرح نفسي منافساً لأحد،رغم إجادتي لفن الطبخ! وقد علمت أن مهمة إعداده الرئيسية وقعت على( أبو هشام ) ورهط من العارفين، والحق أنه ورهطه أجادوا وأبدعوا !
في حوالي التاسعة مساءاً بدأت الحفلة التي أحياها الفنانان كاظم ناصر وحافظ بغدادي( أبو نجيب ) ، وعلى ألتي العود والكمان وعدد من الآت الآيقاع والدفوف التي دارت بين أكف الكثير من الآنصار، وربما لآن الآغنية الآولى كانت ( طولي يا ليله ..طولي يا ليله ) فقد طالت الليلة حقاً حتى شهدنا ملامح فجر جديد !
الغريب إنني، وأنا أشهد هذه البهجة التي سكنت الجميع ، وهذا الوقار والتصنع الذي غاب ، ليعود النقاء والتلقائية لسابق عهدهما في نفوس الجميع، أقول الغريب إنني تذكرت من فقدناهم من أنصار مالمو ( أبو نبأ وعايد وعلي الشاهر وأبو سناء ) تذكرتهم ربما لآن النصيرة بيخال ( زوجة الفقيد أبو نبأ ) كانت تواجهني، وقد تألمت أنهم لم يكونوا معنا ليعيشوا هذه ألآجواء الآنصارية النادرة ! الآغاني كانت تتوالى فحالما ينتهي الفنان كاظم من ( يادنيا خلو أحبابنا )حتى يستلم الرفيق أبو جلال ليفاجئنا بصوت متميز وكلمات ثورية رائعة ، وحين ينتهي أبو جلال يبادر أبو بسام لطور جديد وكلمات جنوبية ساحرة ، وحين ينتهي أبو بسام يقرأ أشتي قصيدة رائعة ، وما أن ينهي أشتي قصيدته حتى يبدأ المحمداوي من حنجرة أبو يارا ، بعده يعود الفنان كاظم ناصر في طيوره الطايره ودمشق عطور ، ألفنان أبو نجيب أوتار كمانه لا تهدأ فهو يصاحب كل صوت ينبري للمساهمة ، أبو ظافر وأياد لا تغادر الدفوف أكفهما ، اما الراقصون فقد إزدحمت بهم الفسحة المتواضعة داخل القاعة لذلك كانوا يتناوبون ، ولكن الموسيقى والغناء والآجواء الطاغية ، كانت لا تفسح مجالاً للآنتظاروالتناوب ، وهكذا كنت ترى أبو هند وأبو قصي وأبو نادية وأبو بسام وأبو إنجيلا وأبو ظافر وأبو نغم وأشتي وسط القاعة يهزون رؤوسهم وأكتافهم بحرفية يُحسدون عليها ، ولما كنت منشغلاً بتسجيل ملاحظات لكتابة هذه المادة ولكني مسكون بهذا الجو النادر، فقد أشرت للنصيرتين نادية وتانيا ومارست( هزاً موضعياً ) ومن مكاني ، وبالطبع ( تك جتف ! ) وحين ضحكتا قلت لهما : ولو جزيت الستين .. بس ما بيها مجال .. الحماوه وصلت للبلعوم! أبو هشام ( والد الفقيد عايد ) قرأ قصيدة لمظفر النواب وغنى أيضاً ، أبو ظافر أحيى لنا رياض أحمد في واحدة من أغانيه الجميلة، لقد كانت ليلة أنصارية بحق ، ليلة مثل تلك التي كنا نعيشها في المساحات الخالية بين المعارك وبين قصف وقصف للسلطة في مفارز ومقرات ألآنصار في كردستان !
النوم هذه الليلة كان في إجازة ، وإذا حضر فلساعتين أو أكثر بقليل، ولا أعتقد أن أحداً منا إنتبه لشخير أو صفير فقد نام الجميع دون حراسات ليلية ولا خدمة رفاقية في الغد ! وعند الصباح كان كل منا يعد فطوره الخاص ، فقد إقتربت لحظات الوداع والمغادرة ، كانت متعة هذه الايام القليلة تسكن الروح ونحن نقول لبعضنا شكراً لهذه الفعالية ونتمنى تكرارها .. وسنلتقي !






#داود_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دقات خفيفة على ابواب الستين - حوار مع الاعلامي داود امين
- عزيز عبد الصاحب.. فنان صادق بإمتياز !
- اللومانتيه ... مُجدداً اللومانتيه !
- مؤتمر ومهرجان الآنصار الشيوعيين حدثان لا ينسيان !
- قصائد
- إلهام سفياني !!
- في الطريق نحو المؤتمر الوطني الثامن للحزب
- مثقفو الخارج جزء من الثقافة العراقية الواحدة *
- مهرجان ( المدى ) الرابع - المثقفون العراقيون ينتصرون على الط ...
- الكونفرنس الثاني لشبكة العراق الجديد ينهي أعماله في السويد
- إلى من لا يهمه ألآمر !!!
- بمناسبة رسالة برزان- وجهان لعملتين مختلفتين !!!
- لكي لا ننسى ما يفترض أننا إتفقنا عليه !!
- مهرجان (اللومانتيه ) عرس باريس السنوي !
- مادة صحفية تُثلج القلوب !!
- اخوانيات
- لأجلِكُمْ !
- الشهيد الدكتور ( ابو ظفر ) حياة مثمرة .. واستشهاد نبيل
- وحدة لليسار أم رجم بالحجار !! ؟ مناقشة اراء الدكتور كاظم حبي ...
- حول وحدة اليسار العراقي - رؤية غير موفقة في الهدف التوقيت , ...


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - داود أمين - على هامش المؤتمر الرابع لرابطة الانصار الشيوعيين في جنوب السويد - حنين يتجدد لآيام مجيدة !