أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس الربيعي - وتمضي الأيام وحبي لكَ باقٍ














المزيد.....

وتمضي الأيام وحبي لكَ باقٍ


بلقيس الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2525 - 2009 / 1 / 13 - 09:34
المحور: الادب والفن
    



" بركان حبكِ في دمي
مكبوتُ
قيدته بسلاسل النسيان
يوم فراقنا
فارتادني الجبروتُ
وطعنته طفلأ....
تبسم ساخرأ
وبكيتُ
مزقته فرأيتُ لحمي حوليّا
رحّلته فإذا الفؤاد شراعيا
احرقته حتى اكتويتُ
اطفأته .... فخبوتُ
حاولتُ الفأ أن أميتَ
جموحه فكبوتُ
واليوم ادركُ أن
حبكِ شامخُ كالموت
كيف يموتُ "

بهذه الكلمات الصادقة بالحب والوفاء والأخلاص كنتَ تخاطبني من قريب أو بعيد .






"اليوم يا حبيبي تمر الذكرى الخامسة والأربعون لليوم الذي إبتدأنا فيه مسيرة حبنا

الخالد . ففي الثالث عشر من يناير وقبل خمس واربعين عاما إلتقت عيوننا لأول مرة

وشعرتُ حينها بشيء غامض يشدني اليكَ وبنوع من الإلفة العجيبة ، وكأني

اعرفكَ منذ زمن بعيد . في ذلك اليوم تمازجت روحينا وصارتا روحا واحدة .


" أهن روحين صارن روح بروح ." وعانق الحب قلبي لأول


مرة وأقسمتُ أن اصون هذا الحب ، لأن الحب هو العطاء والأستمرارية في الحياة .

والحياة بلا حب .. بلا خفقان .. بلا شغف الى اللقاء ليست هي الحياة .

" يا ولفي لا ترتاب وعلى العهد نام لمن تمر وتكول المن ها العظام "





تنقضي الخمس والأربعون سنة ، وتذهب الأيام متسارعة من حياتي ،ولازلتُ

أعيش قصة حبي معكَ يا فارسأ لأحلامي في كل الليالي . يقولون ذكريات الشيخوخة

تكون بجمال أحلام الشباب ، وذكرياتي معكَ محفورة في وجداني لا تشيخ، تشحن

روحي بحب الحياة . واليوم اقف متذكرة أعوامي الماضية ، فأراها الوانأ متناسقة

ويتراءى لي الماضي ربيعا بأزهاره المعطرة واطياره المغردة .و في مثل هذا اليوم

من كل عام تعود بي الذكرى الى الأيام الخوالي ، يوم كنا نحتفل سوية انت وانا وكنا

وحبنا يتجدد شبابا عام بعد عام وكانت امنياتنا تكبر بكبر حبنا وتشرق بإشراقته .وفي

مثل هذا اليوم تنتصب امامي معاني حياتي الماضية ، كأنها مرآة ارى فيها سنيني

الجميلة التي قضيتها برفقتكَ كنتَ فيها مثال الحبيب والزوج والأب والرفيق








كم يصعب عليّ ان ادون بالكلمات ذكرى تلك الأيام الجميلة المكتنفة باللذة والفرح


والأمل . إنه زمن تكتظ وتتناغم فيه ذكريات وصور رائعة الجمال عن حبنا الذي

عمدته الحياة بأنفاسها الخالدة . فلا الحب وحده يربطنا يا حبيبي وانما تربطنا

آصرة قوية هي آصرة المباديء السامية .



أتذكريا حبيبي كان 13 يناير يوم الأثنين يوم التقينا وباح كل منا بحبه للآخر ؟ يوم

همست في اذني :

" احبكِ ومنذوقت طويل وانا اتحين الفرصة لأفتح لكِ باب قلبي . أنتِ اول

من تطرق باب قلبي للحب، ولأول مرة احبُ ذاتي لأنني أشعر بأني مرآة

استطيع أن أعكسكِ في داخلي ، وهكذا أستطيع أن احتظنكِ مرتين ."

وحين نفترق تكتب لي :








" تعود بي الذكرى الى الوراء فتبهرني مسيرة سبعة عشر عاما قضيناها أوفياء لما

تعاهدنا عليه من إخلاص لحب خالد تتأجج شعلته يوم عن يوم . وتتركز ذاكرتي


عليكِ أساسأ . لقد استطعتِ بنكرانكِ لذاتكِ وإخلاصكِ لحبنا أن تعلميني دون أن تدرين

ولكني ادري ، الصبر وفن الحياة . لم تبخلي عليّ وقدمتي لي كل شيء . إن الرائع

والأصيل في حبنا ، يا حبيبتي ، هو اننا استطعنا نحن الأثنين ،أنتِ وانا أن نحافظ

في زمن الفراق أو زمن اللقاء ، على معادلة حياتنا بين ما هو خاص بشخصينا ، حبنا

وبين ما هو عام مبادئنا السامية التي نؤمن بها ونناضل في سبيلها ... فان اكون حبيبا

وزوجا وأبا ، و في نفس الوقت عضوأ في حزب يناضل في اصعب الظروف ، وأن


أقوم بمهماتي بكفاءة ونجاح في كلا المجالين .. فذلك ليس بالأمر السهل في مثل هذا

الزمان الرديء ، فهو يتطلب رسوخا في القناعة والصدق والأخلاص والوفاء

والتضحية ، وإذا اعترف بذلك ، فإني اعترف بان القسط الأكبر في ذلك يعود لكِ ،

..لشخصيتكِ . احسد نفسي على إني التقيتكِ واحببتكِ وتزوجتكِ وانجبت منكِ .

فاليكِ يا حبيبتي احني رأسي ، إكبارأ لوفائكِ وصبركِ واخلاصكِ لحبنا ولمبادئنا

السامية . "

وقالوا لي يا حبيبي : " آن الآوان ان تخلعي سواد ثوبكِ وفكركِ ... انتِ في ريعان

ريعان الشباب وحرام ان تحرمي نفسكِ من .... " قاطعتهم قائلة : " أنا لا
أشعر بالحرمان . إنني راضية بحياتي . إنني اعيش مع ذكرى من فقدتُ وهذا يؤكد إني لستُ وحيدة . "

وقالوا : " أما زلتِ تحبيه ولم تنسيكِ السنين الطويلة ؟ " وأقول كيف لا

أحبُ إنسانا كان يضعني في حدقات عيونه وحياتي معه السعادة بعينها . "

مضت وتمضي الأيام وشعلة حبنا تتوهج في قلبي وضميري مادام قلبي ينبض .


ام ظفر

13 ــ 1 ــ 2009



#بلقيس_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في تأبين البطل د. ابو ظفر
- الظالمي لم يمت
- الى شهداء العبور د. أبو ظفر أبو هديل أبو إيمان أبو سحر نا ...
- ابو ظفر ذكراك باقية الى الأبد
- هدية الوداع .... - وعد - قصة قصيرة
- ما حكاية المسلسلات المدبلجة ؟ !
- ذكرى ليست خاصة
- حين يصبح المرء وحشا كاسرا
- اقوال مأثورة ( 3 )
- أقوال مأثورة ( 2 )
- أقوال مأثورة
- أحبكِ يا بغداد
- من رسائل شهيد بطل
- الثامن من آذار ( مارس )
- الدكتور ابو ظفر ..حس إنساني ..إخلاص مهني
- زكية خليفة رائدة المسرح الريفي العراقي
- لقاء مع سلام عبود مؤلف كتاب - نشؤ وتطور القصة القصيرة في الي ...
- يوميات من عتق ( 2 )
- غفوة
- يوميات من عتق


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس الربيعي - وتمضي الأيام وحبي لكَ باقٍ