أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد نفاع - قمة اعتراضية اسمها: غزّة وغبار المجد














المزيد.....

قمة اعتراضية اسمها: غزّة وغبار المجد


محمد نفاع

الحوار المتمدن-العدد: 2523 - 2009 / 1 / 11 - 09:50
المحور: القضية الفلسطينية
    


غزة هاشم ما بتركع . . للدبابة والمدفع
ولا للطائرة من عشائر الـ اف والأباتشي والطنانة بدون طيار. وكلمات النشيد تختلط بالمطر والغيم والريح والبرق والرعد، مع نجوم الليل وشمس النهار، مربك هذا الغضب العالي مرة في الشمال واخرى في الجنوب، هناك في مارون الراس وبنت جبيل، وهناك في الشجاعية والزيتون.. ودروب صلاح الدين.
ولأمر ما غنّى المغني: يا جنوبي يا جنوبي..
في جنوب البلدين، مذهلة هذه التوأمة بين الجنوبَين، بين القطبين، القطب الملتهب الجنوبي.
هنا يجرمون ويسمحون بقرظ الجريمة.
وهناك يخضعون ويركعون وينذلون ويمنعون المس بهذه المسلّمات، عتاعيت من كل منتفخ الوريد...
يا غزة لا تهتزي
كلّك كرامة وعزّة
والجدّة الغزاوية تغلق اجفان حفيدها المقتول، كانت تحكي له الحكايات حتى يغمض جفونه، واليوم تروح هي تقوم بذلك، فقد نام الى الابد.
والام تنود وتنوح وتندب باسمة من عمق الكارثة:
نامي نامي يا زغيرة
وهو مقتول بالطائرة هذا الارهابي، ولا يتنازل ان يموت الا بالطائرة والدبابة والمدفع، وكلها رفيعة المستوى ذات جلالة وفخامة وسيادة وسمو.
ودخان الفوسفور الابيض فقط حتى يستر الطيارة والدبابة عن اعين الارهابي الصغير قبل ان تغمض الجدة اجفانه.
والمرأة السمراء الغامقة من السودان تشلح من يدها اساور الذهب وتبدأ حملة جبل الذهب وتقول في وجه الجلالات والفخامات: انتم تجلسون على عروش من عظام الشهداء في غزة هاشم، اعطونا سلاحكم ونحن نقاتل... وكلمات كبيرة كثيرة من هذا القبيل لهذا القبيل الذليل.
انت رخيصة والطلب غال تثغو في وجهها تلك السحنات.
واخرى في غزة تحمي على جوانحها طفلين مبحلقين، على كل ركبة طفل، رأسه عند القلب، وفي كل جانح قلب.
لو عاش بيننا اليوم ذلك المنشد القديم ابن جامع من قريش، وهو يغني:
كم في الدروب وارض الروم من قدم
وجماجم صرعى ما بها قُبروا
بقندهار ومن كتبت منيته
بقندهار يُرجى دونه الخبر
لو عاش بيننا اليوم، ليس فقط من اجل قندهار والرمادي ودار السلام وسُرّ من رأى، فقد كان بسلامته من اقدر اهل عصره في معرفة الكلاب واسمائها، ولديه كتاب خاص بذلك ظل من خصوصياته. فكم في هذا الشرق الطريف والتليد من قعيد رعديد بحاجة الى مزيد من الاسماء! وفي البحر الاسمر المتوسط في سخنين يهتفون:
من غزة لسخنين
شعب حي ما بلين
من سخنين لغزة
شعب كرامة وعزة
وكهل على ظهره حفيد يتغنى ويقول:
يا.. يا ابن الإيه
يا عميل ال سي ان ايه
والاكثر مراسا يصححون:
يا عميل ال سي آي ايه
لكن الشيخ لا يصغي ولا يسمع وينظر شزرا وكأن هذا هو المطلوب الآن، والطفل على كتفه يلوّح بقبضته وكفه.
في بقاع وأصقاع العالم من مشرقه الى مغربه ومن شماله الى جنوبه وما بينها جميعا، بحار زاخرة من الناس بيض وشقر وسمر وسود تهتف الى غزة، الى غبار المجد، اعلام من شتى الالوان مع العلم الاحمر، الا عند العديد من الرعاديد، ربع الموت الاحمر والليل الاحمر والسحاب الاحمر، من عدد من سلاطين بلاد العُرب اوطاني.
سلام سليم الى منتظر الزيدي، فتحت عليك بابا واسعا رحبا وطريقا مفتوحا، هكذا انتم العراقيون، ونكهة الحذاء المصوب الطائر اطهر من الورد الاحمر المسكين الذي استقبل به بعض بني جلدتك هذا الوحش النتن، لماذا اخطأت في التصويب ايها الرفيق!! لأن الوحش وطّى رأسه واماله مترنحا؟؟ صوّب جيدا!!
طريقنا انت تدري
شوك ووعر عسير
والموت على جانبيه
لكننا سنسير
الى الامام الى الامام
الى الامام نحن سائرون
والنيران الصديقة تقتل القتلة في غزة والرمادي وقندهار ومارون الراس، والميكونغ والبوتونغ، والشيخ حامل الطفل على الاكتاف يقول: ان حجارة حطين وما حول حطين سوداء من دم الافرنج المعتدين، وليس كما يقول الناس بفعل الزلازل والبراكين، هناك كان صلاح الدين. والنار الصديقة في شوارع صلاح الدين تقتل القتلة.
وبعد نيّف وألف عام يأتيك علماء وخبراء ويجزمون ان الحجارة السوداء هناك بفعل الزلازل والبراكين، ويصدقون.
من غزة لسخنين
نار بوجه المحتلين
وفي يافا وتل ابيب،
والطيارات والحوامات تدلق ما في جعبتها، وجدّات وامهات يغمضن اجفان الاحفاد والاولاد، والولدان يحومون حول الآباء والامهات والجدات، ولم يتوصلوا الى عِلم غلق الجفون ولا يريدون.
والبريق الميت والحي من العيون المبحلقة والمغمضة ارفع شأنا من الفسفور الابيض، وتخرقه، وأعتى من اليورانيوم المخصب، والطيارات تحوم، وعدد من الرعاديد يحومون حول مؤتمر قمة..!!
غزة هاشم ما بتركع
للطيارة والمدفع
وهم يركعون لأنهم ليسوا من غزة، وأذهلني هذا الاكتشاف، القمة في غزة.
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله وغزة امواتا بل أحياء عند ربهم وشعبهم يرزقون.
القمة في الجنوبَين
القمة في غزة




#محمد_نفاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوة المقاومة وثقافة المقاومة
- إنتخابات السلطات المحلية- إمكانات، صعوبات وتحديّات
- رسالة الى السيد وليد جنبلاط
- عرب امريكا وعارهم في لبنان
- أهمية تتابع الاجيال في الحزب
- ألمعايير الاساسية لمبدأ الاكثرية والاقلية
- ألعلاقة بين الانتماء الفكري والموقف السياسي والتنظيم الحزبي
- الولايات المتحدة هي مجرم الحرب وهي الارهاب حزبنا الشيوعي بُع ...
- رباعية عربية متربعة على عِرض العرب وفتوى الدكتور الشيخ يوسف ...
- ألرباعية الدولية وأضلاعها الأربعة
- ألخطاب السياسي وجوهره القومي والوطني والديني والطبقي
- مأساة الشرق الأوسط بين الأسباب الجوهرية والثانوية
- لحشد كل الطاقات والجهود الفلسطينية ضد الأعداء وليس ضد الأبنا ...
- ألاصيل والدّخيل في الحزب الشيوعي
- تزييف التاريخ وسرقة المواقف ضد الشيوعيين
- ألثوابت الأساسية للحزب الشيوعي
- ليُرفع عاليًا صوتُ اليسار العربي ضد الإجرام الإسرائيلي الأمر ...
- ألفكر الماركسي موقف وممارسة وليس شعارا للتلويح
- المجلس القطري للحزب الشيوعي الاسرائيلي صعوبات، آفاق وتطلعات
- تجمعات قومية، يسارية سياسيا ومعادية للشيوعيين


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد نفاع - قمة اعتراضية اسمها: غزّة وغبار المجد