أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - آخر صلوات بوش أمام الشمعدان















المزيد.....

آخر صلوات بوش أمام الشمعدان


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2504 - 2008 / 12 / 23 - 05:29
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ أيامٍ قليلة 19/12/2008 قطع بوش زيارته للشرق الأوسط ليتمكن من حضور احتفالٍ مُهِمٍِّ يُعزِّزُ ما بقي له من مستقبل سياسي أخير، وبالمناسبة فإن هذا الاحتفال الذي يجري في البيت الأبيض ليس احتفالا باستقلال أمريكا ، أو بأعياد ميلاد المسيحية ، ولا حتى بمناسبة شخصية ، إنه احتفال بعيد الحانوكاه اليهودي ، هذا العيد هو عيد الشموع والأنوار حيث نَصر اللهُ اليهودَ على الأعداء اليونانيين الذين منعوهم من آداء شعائر دينهم ، كما أن الله قد جعل زيت المصباح الذي كان يكفي يوماٍ واحدا فأصبح يكفي بقية أيام العيد بعناية الله وقدرته ،فأضاء ثمانية أيام ، وقد اتخذت إسرائيل شعارها الرئيس من هذا الشمعدان المعجزة ، وأصبحت إسرائيل بحق دولة الشمعدان، شمعدان المينوراه .
تمكن اليهود من غرس الاحتفال بهذا العيد في البيت الأبيض منذ عصر الرئيس ترومان ، لذلك فإن على كل رئيس أمريكي أن يحتفل به في البيت الأبيض شاء أم أبى .
قال بوش ، وهو يقف أمام شمعدان المينوراه في البيت الأبيض الأمريكي ، أو في أورشليم الجديدة كما أسماها المهاجرون الأولون ، وأمامه كبار الشخصيات اليهودية ، قال وهو يبتسم :
"قطعتُ زيارتي لأحتفل بالعيد معكم "
وأضاء أحد أحفاد الرئيس ترومان وهو كلفتون ترومان ، وأحد أحفاد بن غريون وهو ياريف بن إليعزر الشمعة الأولى من الشمعدان المعجزة ليكملا التوأمة الروحية بين الأورشليمتين .
أنا أذكر هذا الحدث لأنني اعتدتُ أن أتابع ما يقوله الرؤساء في المناسبة أمام زعماء الجالية اليهودية.
قال بوش مقولةً توافقُ المناسبة :
" لقد حوّلت إسرائيلُ حين تأسيسها عام 1948 الصحراء القاحلة في فلسطين إلى جنات ! فهو يشير إلى شعار إسرائيل الخالد (أرضٍ بلا شعب ، لشعبٍ بلا أرض) وبنتْ اقتصادا قويا، واستحدثت جيشا هو الأقوى على وجه الأرض ، ولا يستطيعُ أحدٌ أن ينال منه، جيشا كجيش يهودا المكابي الذي انتصر على انطوخيوس اليوناني الظالم . إسرائيل هي شعلةٌ مضيئة في جبين العالم ".هارتس 17/12/2008
واستعدتُ أيضا خطابه أمام منظمة الإيباك اليهودية ، ومنظمة الإيباك اليهودية ليست سوى جمعية للصداقة الأمريكية الإسرائيلية أُسست قبل قيام إسرائيل عام 1944 ، غير أنها أصبحت دولة مستقلةً ذات سيادة كاملة في أمريكا ، وأصبح نشاطها أكبر بكثير من نشاط أية دولة من الدول ، فأصبح تأثيرها يشمل كل مراكز التأثير في المجتمع الأمريكي ،واتسع تأثيرها ليشمل الكونجرس ومؤسسة الرئاسة، وكل قطاعات المجتمع الأمريكي ، وهي أيضا مركزٌ فرز القيادات والزعامات المستقبلية الأمريكية، فهي تقوم بتوفير الوثائق والمعلومات لأنصارها في مجلسي النواب والشيوخ ، وهي بما تملكه من ميزانيات ضخمة ، بلغتْ في التسعينيات من القرن الماضي أكثر من ثلاثة مليارات دولار ، وهي توفر الدعم للمرشحين لمجالس الولايات وحتى الرؤساء بشرطٍ واحد لا غير ، وهو أن يكتب المرشح الراغبُ في الدعم المالي رأيَهُ في دولة إسرائيل وفي اليهود واليهودية في وثيقة تُحفظُ ضمن مستندات الإيباك ، كما يقول الكاتب جونثان غولدبرغ في كتابه قوة اليهود في أمريكا .
وما أزال أذكر خطاب بوش نفسه أمام الإيباك 18/5/2004 عندما قال : " إن إسرائيل دولة تملك مشروعا وخطة للسلام ، بينما لا يستطيع الفلسطينيون أن ينبذوا قادتهم الفاشلين وأضاف : إننا سنلاحق أعداء اللاسامية في كل مكان ".
ما سبق جعلني أعود إلى واقع الجمعيات العربية في الدول الأجنبية ، فوجدتُ بأن أكثرها لا تعدو أن تكون مشروعا شخصيا لفردٍ أو مجموعة من الأفراد ، يؤسسونها على عاتقهم الشخصي لتكون في النهاية ميدالية من الميداليات التي يضيفونها لبرستيجهم الشخصي ،بغض النظر عن المصلحة العليا لأوطانهم مع الاحترام لبعض الجمعيات التي تبذل جهودا مخلصة صادقة .
كما أن العرب يُنشدون صباح مساء أنشودتهم الخالدة :
بلاد العرب أوطاني ، من الشام لبغدان، ومن نجد إلى يمنٍ ، إلى مصرَ فتطوانِ ...
غير أنهم كفوا عن إنشاء جمعيات صداقة عربية في الدول الأجنبية،وصاروا ينشئون بدلا من ذلك جمعيات صداقة للدول العربية في كل دولة من الدول العربية !! وهذا بالطبع يؤكد الوحدة العربية !
وللأسف فإن بعض هذه الجمعيات تحولت إلى مراكز للاستخبارات ، تشارك فيها بعض السفارات العربية أيضا. وأعللُ سبب انتشار جمعيات الصداقات العربية في كل أنحاء الوطن العربي ، بأن انتشارها يعود إلى متانة العلاقات العربية العربية، فشدة الحب والعشق انتقلت من القلوب إلى الجيوب ، بعد أن تحولت كثيرٌ من هذه الجمعيات إلى استثمارات لسدنتها ومشرفيها.
فكان بعضها وما يزال متخصصا في تسويق المنح الدراسية للطلاب نظير مبالغ مالية طائلة يدفعها الطالب لمسؤولي الجمعية بحجة دعم جهودها في سبيل الوطن !! .
كما أن بعض الجمعيات تخصصتْ أيضا في تهجير الكفاءات الشبابية العربية إلى الخارج .
ولم أجد سببا لعدم وجود (عرباك) مثل الإيباك في دول العالم ، تقوم بالتبشير بقضايانا ، وجذب المُريدين والأتباع ، ودعم المرشحين واكتشاف القادة البارزين ، سوى تفسير واحد فقط ، وهو أننا قد استغنينا منذ زمنٍ طويل بفضل تاريخنا المجيد وسلالتنا العريقة ، وبطولاتنا العديدة عن العالمين ، فأصبحنا نقود ، ولا نُقاد ، يحتاجنا العالمُ ، ولا نحتاجه !
أن معظم جمعيات (الصداقة) العربية ستظل متخصصةً في (بيع) تأشيرات دخول البلاد العربية للمواطنين العرب لزيارة أقاربهم وأرحامهم الموزعين فيها ، وهي الدول التي تفترض بأن المواطنين وبخاصة من الرجال والنساء العرب، هم ألدُّ أعدائها ، فهم الطامعون في خيراتها ، الساعون إلى تقويض مُلكها ، فالعرب ممنوعون من دخول أوطان العرب، ما داموا عربا .
نصيحة أخيرة :
يمكن لكل عربيٍّ ممنوع من دخول أوطان العرب أن يدخل بدون حاجةٍ إلى شراء تأشيرة دخول ، أو وساطةٍ من جمعية صداقة عربية ، أو من موظفٍ مُرتَزَقٍ في سفارة من السفارات ، أو من رجلٍ مرموق يعملُ لحساب الدولة العربية المطلوب زيارتها ، ويمكنُ للعربي أن يدخل البلد المطلوب بدون كل تلك الإجراءات المُكلفة ، وشديدة التعقيد إذا حصل على جنسية أجنبية ،غير عربية ، وجواز سفرٍ أجنبيٍّ خالٍ من أي حرفٍ عربيٍّ مشبوهٍ .



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمع المرأة للمرأة
- قصتان من غزة بمناسبة العيد السعيد
- الحوار المتمدن شعلة الحرية
- ظرفاء الإنترنت ومقامات بديع الزمان
- أولمرت وموسم السياحة الحزبية في إسرائيل
- إدمان الولاء للحاكم
- مصطلحات إعلامية إسرائيلية ساحرة !
- مسكين باراك أوباما
- مجزرة الأسهم في قلعة النيكي والنازداك
- فاتنات السياسة
- تجارة الرقيق في الألفية الثالثة
- مرتبات القطط السمينة والأزمة المالية العالمية
- تسفي ليفني في الدين اليهودي
- أسمهان ونابليون الحكيم
- مزايا وأفضال الهاتف الجوّال
- هل يُسجن أولمرت كما سُجن أرييه درعي ؟
- أنواع أقلام الكُتَّاب
- الرقابة الذاتية عند الصحفيين الفلسطينيين
- ماذا بقي من اليسار الفلسطيني؟
- موسم القحط الثقافي


المزيد.....




- أكشاك بيع الصحف زيّنت الشوارع لعقود وقد تختفي أمام الصحافة ا ...
- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - آخر صلوات بوش أمام الشمعدان