أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلعت الصفدى - الحذاء الذى نطق...!!!















المزيد.....

الحذاء الذى نطق...!!!


طلعت الصفدى

الحوار المتمدن-العدد: 2503 - 2008 / 12 / 22 - 05:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كصاروخ الغضب.. كمقلاع الرفض.. تتوالى قذائف الحقد على السياسات الأمريكية في العالم العربي والاسلامى والدولي ، في الشرق الأوسط ، وأفريقيا ، آسيا وأمريكا اللاتينية ،وحتى في عقر البيت الامريكى ، وتكتوي بنارها واستعلائها الشعوب في العراق وفلسطين ولبنان وسوريا وأفغانستان والسودان وإيران في كوبا وتشيلي وفنزويلا في الهند وباكستان وشمال أفريقيا وفى كوريا الشمالية وحتى في دول أوربا ، وإلا ما المغزى من نتائج استطلاعات الرأي العام في أوربا التي تعتبر أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تشكلان الخطر الأكبر على السلم العالمي ،ومصدر التوتر في العالم؟؟؟

يا عراق العروبة خذ دمى من أجل أن تبقى وطنا للأحرار والثوار ... يا عراق شريعة حمورابى ، خذ جسدي متراسا من أجل أن تسود العدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقيقية .. انزع يدي من جسدي واقذف بها دبابات الحقد الأمريكية ليبقى العراق وطنا للعرب والكرد والتركمان ، ويزول الاحتلال .. خذ عظمى من لحمى لتبقى بغداد عاصمة الرشيد عربية بلوحتها المجتمعية سنة ، وشيعة ، ومسيحية ، وصابئة ، ولكل الطوائف، والمذاهب العراقية ... خذ ملابسي وأشعل بها النيران واقذف بها كل العملاء الذين باعوا الوطن ،وتلفحوا بالديمقراطية المزعومة ،وقدموا لاستباحة العراق على ظهر الدبابات الأمريكية ..يا عراق دعني أتكلم ، خذ حذائي المملوء بحمم الغضب والحقد على راعى البقر جورج بوش الابن (حفيد عصابات الهاجاناه ، وشتيرن ، وليحيى ) .. واقذف بالأحذية النارية كل المستسلمين الذين وضعوا أنفسهم تحت سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ، وتحولوا خدما للسياسة الأمريكية في المنطقة مباشرة أو غير مباشر .

نطق الحجر الفلسطيني في الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلى عام 1987 ، وينطق الحذاء العراقي الآن ضد الاحتلال الامريكى والاطلسى في العراق، ليطال كل من ساهم في احتلال العراق ، ويحاول تقسيم العراق ، وينتقم من شعب العراق ...وليثبت للعالم أن الشعب العراقي عصي على الكسر فالإرادة العربية العراقية في الموصل والنجف وبغداد والعامرية وكركوك وفى سجن أبو غريب ، اقوي من كل الجلادين المحليين ، ومن المليشيات المسلحة التي تسعى لتفتيت العراق وتقسيمه ، ونهب خيراته وثرواته.

سلمت يسراك ويمناك يا " منتظر الزيدى " ، فأنت الصحفي المقاتل الناطق باسم الملايين من المستضعفين ليس فقط في العراق ، بل في كل العالم ، أنت رمز للعامل ، والفلاح ، وللطفل ، والمرأة ،والشاب ،والعجوز ، وللمثقفين والكتاب والصحافيين ، أنت نموذج لكل القوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية ،أنت الصحفي العملاق ، أنت المقاومة الإعلامية ، ضد كل القوى التي تسعى لتقسيم العراق طائفيا ، وعرقيا ونفطيا ،أنت المقاومة التي ترفع لواء العراق عربيا ، فالعراق ليس كرديا ، ولا شيعيا ، ولا تركمانيا ، العراق عربي بطوائفه ومذاهبه، أنت تعبر عن رفض الظلم والقهر والاحتلال من المحيط إلى الخليج ، ومن الخليج إلى المحيط .

لقد فشل العدوان الامريكى - البريطاني الاطلسى رغم الآثار السلبية التي خلفها بعدوانه ، بسبب المقاومة الحقيقية وليس بسبب زراعة الخوف في الشوارع العراقية لتحصد الأبرياء من الشعب العراقي ،وليس بقتل العراقيين والمدنيين عبر التفجيرات العشوائية ، كما مارستها عصابات القاعدة في العراق ، وساهمت في تفتيت وحدة الشعب وقواه الحية في مواجهة العدوان الامريكى ، المقاومة ليست إرهابا ولا استهتارا بدم المواطن العراقي ، والايادى التي توجه قذائفها وسياراتها المفخخة إلى الأسواق وأمام المساجد ،والجامعات إنما هي إرهاب بكل معنى الكلمة مهما تلفع أصحابها بالدين وبالإسلام ، المقاومة حشد لكل الطاقات من أجل هزيمة الاحتلال ، والحفاظ على هوية الدولة العربية ، وإقامة الدولة العراقية الديمقراطية لكل المواطنين بغض النظر عن العقيدة والمذهب والطائفة والجنس ، العراق الموحد لكل العراقيين .

السياسة الأمريكية في العراق قد فشلت ، وفشل مشروع الفوضى الخلاقة ، والشرق الأوسط الكبير ، فشل المسيحيون الجدد في برنامجهم ، وفشلت العولمة المتوحشة وسياسة القهر واستعباد الشعوب ، فشلت سياسة تغيير النظم السياسية من الخارج ، وفشل فرض الديمقراطية على الشعوب بالقوة ، فشل التآخي بين الأديان طالما يسود العالم البلطجة والقرصنة السياسية ، وإقامة القواعد العسكرية لتخويف الشعوب واستخدام العصا والجزرة لإخضاعها بالتنازل عن حرية أوطانها ، وعن قوميتها وتراثها الذي تعتز به ، فشلت مزاعم محاربة الإرهاب التي تبيح للبلطجة الأمريكية أن تستبيح دم الشعوب ، وخيراتها ، ولتبقى الجلاد في العالم ، وعملت على تعطيل التنمية والتقدم للبشرية ، وتقاعست في مواجهة الظواهر التي تهدد البشرية مثل الانحباس الحراري ، والتلوث البيئي ، والأمراض المستعصية كالايدز والكوليرا ، وعطلت البرامج والخطط الأممية لمحاربة الجهل والمرض والبطالة ، والتصحر ، وزادت من حدة الصراع على الحدود والمياه التي أوجدها الاستعمار القديم ... الخ ، فشلت السياسية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط ، بتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة على الرغم من وعودها الكاذبة ، وبعد هذه النكسات ، ماذا تبقى بعد السلسلة الطويلة من الفشل ؟؟ ماذا سيجلب السقوط في مستنقع الهزائم المتكررة لأمريكا والتي كان آخرها وليس أخيرها الانهيار الاقتصادي المالي في العالم جراء سياسة الليبرالية الاقتصادية وجني الأرباح الطائلة واستغلال الشعوب ، فهل يتعلم المستعمرون الجدد من التاريخ ؟؟ بأن الشعوب المضطهدة لن تتوان في استخدام كل وسائل النضال من أجل تحقيق أهدافها بما فيها الحجر والحذاء؟؟!!!

لم يبق سوى أن ينطق الحذاء وكل الأحذية في وجه كل أعداء البشرية ومنظروها ، والعولمة المتوحشة ،هذا الحذاء الأصم الذي نطق بع صمت طويل ضد رأس الهرم الامريكى وما يمثله ، لم تنطق الأغلبية الساحقة من الحكومات والأنظمة المختلفة من ملوك ورؤساء ومشيخات مثله بعد ، مع أن نيكيتا خروشوف رئيس الاتحاد السوفياتى سابقا قد هدد بحذائه في مجلس الأمن بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بوقف العدوان الثلاثي على مصر وبضرورة انسحابها من الاراضى التي احتلتها عام 1956 ، ولاحقا في التاريخ المعاصر ، فقد نطق لسان أبو عمار بلا كبيرة في كامب ديفيد في وجه كلينتون الرئيس الامريكى السابق ، فكان الاجتياح للضفة الغربية وحصار المقاطعة ، وهدمها ، وقال لا.. ولا فانقطعت كل وسائل الاتصال العربية ، ولم يجرؤ اى زعيم عربي أن يرفع سماعة التليفون ليطمئن على صحته أو يتضامن معه ...، وقال لا.. لا..لا أخيرا فكان الاستشهاد ، أمام عيون العالم الذي لم يرى ولم يسمع ولم يتكلم ...!!! فالإنسان موقف وقضية كما قال الشهيد غسان كنفاني ، فهل " منتظر الزبدى " هو المسيح المنتظر الذي يوقظ العالم من سباته على حجم المأساة الحقيقية التي يتعرض لها شعب العراق وكل الشعوب العربية وفى مقدمتها الشعب العربي الفلسطيني ؟؟؟ فهل يصمت زعماء العرب على مصير الصحفي " منتظر الزيدى " كما صمتوا أيام حصار أبو عمار؟؟

هبوا أيها المسحوقون في هذا العالم ، أيها الوطنيون ، والثوريون ، والحقوقيون، والديمقراطيون ، والتقدميون ، والكتاب والصحافيون ، والشعراء ،وكل المتنورين في العالم للدفاع عن الصحفي الرصاصة والشهادة ، ولا تتركوه لوحده في مواجهة الجلادين كما تركتم أبو عمار وحيدا إلا من شعبه؟؟.




#طلعت_الصفدى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنفاق تكرس الفصل والانقسام مع سبق الإصرار...!!1
- هل يمكن نزع الذرائع من حركة حماس...والعودة للشعب ؟؟
- جهنم تفتح أبوابها للفلسطينيين .. فهل يمكن إغلاقها...؟؟؟
- أيها العرب لا تزحفوا على بطونكم باراك حسين اوباما ليس هو الم ...
- الترحيب بالمتضامنين لكسر الحصار عن غزة
- أي حوار وطني فلسطيني نريد؟؟
- أعيدوا لمصر دورها العروبى والاقليمى
- فى الذكرى لاستشهاد الرفيق ابو على مصطفى
- كلمة جبهة اليسار الفلسطينى
- غزة فريسة الإرهاب.. وغياب سلطة العقل !!!
- غزة منكوبة ... ارحموها ، صالحوها ، أنقذوها !!!
- غزة بين البحر ، والنفق !!!
- الزمن والسياسة وواقع الحال الفلسطيني ...!!!
- المرابطون بين وسام الشهادة.... والمأساة الحقيقية !!
- فن الكاريكاتير ومقلاع النقد الساخر
- هل يمكن الاستفادة من التجربة اللبنانية ، وإنهاء حالة الانقسا ...
- غزة والحصار والخديعة الكبرى
- كلمة هيئة العمل الوطني
- رسالة عاجلة إلى قادة حماس...!!!
- السابع عشر من نيسان(ابريل) يوم الأسير الفلسطينى!!


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلعت الصفدى - الحذاء الذى نطق...!!!