أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - حبوب عربية لمنع الإكتئاب في العيد السعيد














المزيد.....

حبوب عربية لمنع الإكتئاب في العيد السعيد


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2486 - 2008 / 12 / 5 - 10:02
المحور: كتابات ساخرة
    


حين أجلس بيني وبين نفسي العزيزة على الدول العربية ههه , أتساأل وأقول :
لماذا لا تصرف لنا الحكومات العربية حبوب الإحساس بالسعادة ؟
وأن تعطي لكل مواطن أردني أو عربي _فكله واحد _حبة دواء مكتوب عليها : أهلا وسهلا .
إعلان هام جدا :
حبوب من شتى الأنواع , إقترب الآن فهي موجودة في الأسواق ومتوفرة بكميات هائلة :
-حبوب منع الطفر حين يسألك الأطفال عن (عيديتهم )
-حبوب منع الإستبداد حين تسأل البنت العربية عن قبلة عاطفية من عشيقها في صبيحة العيد .
- حبوب منع الخوف والإرهاب حين تمسك قلما لتكتب أو تجلس في إحدى محطات النقل لتقرأ صحيفة أو كتابا .
- حبوب تشعرك بالكرامة والقداسة حين تدخل مؤسسة عربية لبيع كتابك أو لتقديمه كهدية .
- حبوب منع اليأس حين تدخل كلية أردنية أكاديمية مجتمعية , لتسأل عن العرض الذي قدمته لتتفاجأ بأن العرض والكتاب قد فقدا أو سرقا أو أتلفا وبعبارة أوضح وكأنهم يقولون لك (إمشي إقلب وجهك .)

ولكن لا توجد حبوب دوائية طبية للسعادة... ولكن ,هنالك حبوب : منع الحمل ...وحبوب منع الإكتئاب , وكلاهما يوفي بالغرض في ليلة العيد السعيد :عيد الأضحى ...أو عيد الفطر ....أو عيد الإستقلال ...أو عيد الإستغلال إن صح التعبير .

ونستيقظ مبكرين جدا في صبيحة ليلة العيد من كل سنة ونسلم على الموتى في المدافن والمباقع والتّرب قبل أن نسلم على الأحياء وبعد ذلك نمر بطريق عودتنا إلى بيوتنا على الأهل والجيران والأقارب جميعا ومن ثم ندخل لبيوتنا ركعا سجدا للأطفال إعتقادا منهم أن في العيد فرحة ظنا منهم بذلك حين لبسوا الملابس الجديدة أو التي يعتقدون أنها جديدة فقد إشتريتها لأولادي من محلات (البالة ) أي العتق الرأسمالية القديمة وبالمناسبة هذا العيد لم أشتر لهم لأنني سأقوم بتلبيسهم ملابس العيد الماضي أو عيد ماضي الماضي .

وطلقة واحدة تكفيني في يوم العيد ,فلا داعي لدفع تكاليف باهظة للإجهاز على شخصي وتصفيتي جسديا فأنا أعتقد أن طلقة واحدة من الحكومة الأردنية تكفيني بلا شك ,لتلقيني على الأرض جثة هامدة , كما يلقي أولادي بأنفسهم أمام أرجلي وهم يبكون ويصرخون : بدنا إنروح على مكان حلو ونركب سيارات ...إلخ .
وأقترح على المواطن الأردني في هذا العيد أن يقوم بتقديم حبات مسكن ألم للناس وللزوار بدل تقديم الحلوى .
الألم في كل مكان والوجع ينتشر في الجسم العربي بأكمله كما تنتشر الكوليرا في بعض الدول الأفريقية .

فكل شيء في بلادي بلا منازع ينازعني حتى الفرحة والبسمة والسرور ولست وحدي المتشائم من العيد في بلادي فهنالك آلاف مثلي ولكن الفرق بيني وبينهم هو في قدرتي على التعبير وفي إمتلاكي للغة التي أعبر بها لذلك 95%من الشعب الأردني يوافقني الرأي وأشعر وكأنني أنوب عنه في الحوار المتمدن والصحف اليسارية .

ليس للعيد ذكريات طيبة ففي حياتنا كلها لم نفرح في عيد ولم نملك كعكة نأكلها ونحن فرحون حيث أننا نأكلها على مضض, ونسلم على بعضنا على مضض كظما للغيض حتى أن كل الناس تتعامل مع بعضها , هكذا فقط , جبرا للخواطر , أو مجاملات وشكليات ليس إلا .

ترى ما هو السر بين المواطن الأردني والكشرة التي لا تفارق وجهه؟؟؟
ولماذا يقال عنننا من أننا شعب نكد ؟؟
هل هذا صحيح ؟
كأردني أو كمواطن أردني من الدرجة العاشرة أقول أن في هذا الكلام مبالغة جدا فالشعب الأردني شعب بحبوح وشعب ضحوك مثلي أنا !!

ولكن, لماذا أنا رجل ضحوك ؟؟؟
أعتقد أن السر يكمن خلف الحياة الإقتصادية التي أحياها في الأردن فهي تتسبب لي كل شهر بمضايقات إقتصادية وتؤثر على جمال مظهر الخارجي لتجعلني أقف أمام المحلات التجارية غضبانا ومكشرا وعبوسا ولشدة الحزن والألم أقوم بالتعويض عنه بالضحك وإختراع الحكايات المضحكة والمسلية تماما كما يقوم المصابون بعقد جنسية بالإرتماء فوق صدر أية إمرأة لتعوضهم عن الحرمان العاطفي والجنسي .

هكذا هو العيد في بلادنا فالفساد الإداري والمالي والإجتماعي والسياسي والثقافي يجعل كل ذلك من بلادنا بطلا أسطوريا في الفساد ....وبطلا من أبطال الدراما التلفزيونية ...والمسرحية .
فالدول العربية في المستقبل ستكون مزرعة وحقولا تستخرج منها أفلام ومسلسلات إدرامية عن الفساد كما يستخرج النفط منها حاليا وبنفس الكميات وستقوم الدول العربية ببيع مثل تلك الأعمال للدول الديمقراطية تماما كما تقوم الدول الديمقراطية بتقديم الكتاب مجانا بدعم منها للنزلاء في محطات النقل السريعة البرية منها والجوية ..

في مدينتي والتي أحيا بها على طول والتي لا أظن أنني سأموت بها أو أدفن بها , في مدينتي تقدم الحياة العامة لي يوميا صورا كئيبة عن الإقتصاد وأقوم أنا ببلعها كما يقوم الآخرون ببلع revaneenوالأسبرين .

قلت لاداعي لكل هذا فطلقة واحدة في ليلة العيد تكفيني وثمنها أرخص من ثمن بيع كتابي للبلديات وللمؤسسات الأردنية والتي ترفض شراء الكتب أو دعم المثقفين وأتمنى أن يصرفوا لي حبات مسكنات للألم وللكرامة وللحرية حين أدخل مؤسسة ثقافية أردنية أو مؤسسات مجتمع مدني حديثة أو شبه حديثة .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهلا ثقافة أردنية وأهلا حرية
- خايف على الأردن إذا مثلي ولا يسعد بعيد
- مجموعة قصائد سياسية أردنية
- كان كان ياما كان في الأردن عايش ثعبان
- ثقة المواطن بالبلد نازعها واحد منحرف
- إحكوا لحقوق الإنسان ...دايمن ماسكني إلرادار
- هذا الفساد الأردني ..وهذا : أنا
- دمقرطة المنتوجات
- التيار الأردني الصاعد نحو الهاوية
- بدي أحكي بدي أقول بدي أعرف مين المسؤول؟؟
- مضطهد رأي أردني
- الرأي ألاخر هو رأيي.... والرأي الأول مش رأيي
- يا أردنيه هلا شلونك؟؟؟
- ما هو الفكر اليساري ؟
- الثقافه في الأردن
- رسالة مفتوحه إلى دولة :رئيس الحكومة الأردنية نادر الذهبي
- هؤلاء أولادي: علي وبرديس ولميس
- ممنوع أكتب....ممنوع أقرأ ممنوعه الكلمه والنظره
- الإشتراكية ستهذب الرأسمالية
- رسالة إلى اليسار الإجتماعي الأردني الصاعد


المزيد.....




- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 159 على قصة عش ...
- أكشاك بيع الصحف زيّنت الشوارع لعقود وقد تختفي أمام الصحافة ا ...
- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - حبوب عربية لمنع الإكتئاب في العيد السعيد