أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعمة السوداني - مقهى بغداد في مهرجان الموسم في بلجيكا















المزيد.....

مقهى بغداد في مهرجان الموسم في بلجيكا


نعمة السوداني

الحوار المتمدن-العدد: 2485 - 2008 / 12 / 4 - 02:47
المحور: الادب والفن
    


في الدورة الاحتفالية السنوية لمهرجان الموسم و التي أقيمت في بلجيكا من الفترة 19
الى 29 نوفمبر وزعت الفعاليات والنشاطات فيها على مدينتين الاولى في مدينة انتويربن في المركز الثقافي Berchem والثانية في مدينة بروكسل في المركز الثقافي . Beursschouburg

يهتم هذا المهرجان في أعمال المبدعين التي تقدم من البلدان العربية على مستوى (الفرق والاشخاص) من المغرب العربي او من الشرق الاوسط وافريقيا ايضا مع تقديم الرعاية الخاصة للمبدعين من الفنانين الذين يساهمون في تلك الفعاليات والنشاطات .

هذه السنه شاركت العديد من الفرق الفنية التي قدمت المتنوع والمختلف من الرقص والمسرح والغناء .
من العروض الفنية الجميلة التي حملت طابع خاص في المهرجان كان لورشة بغداد ومجموعة المقامات والتراث الشعبي التي ساهمت في تقديم عرضها الفني الجميل بعنوان - مقهى بغداد – وهو محاولة للعودة الى اجواء بغداد القديمة على امتداد تاريخها الغني بالثقافة والفن من زاوية مهمة في حياة المجتمع العراقي من حياة تلك المقاهي التي كانت تشكل ظاهرة اجتماعية وثقافية وفنية وملجأ للفنانين والشعراء والكتاب والعلماء والفلاسفة, النخبة المتميزة في الواقع العراقي كانت تبعث البهجة والخير والحيوية . مع اختلاف الظروف البغدادية سواء كانت تحمل الالام ام الافراح فيما بينهم يتناقشون يختلفون يتفقون ..هكذا هم .. الود والطيبة والمحبة تجمعهم .

من هذا الحال سعت هذه الورشة ومجموعة المقامات المتكونة من مسرحيين وموسيقيين لتقديم هذه ألامسية الفنية وذهبت بمفرداتها الانسانية بعيدا عن الحرب... بعيدا عن العنف ... بعيدا عن الخراب ... وعلى الجانب الاخر من المفردات نفسها ... لكن قريبا جدا من السلام ... قريبا جدا من الحب قريبا من الجمال ومن التراث ايضا .

اعتمد الفنان المبدع مخرج العمل مخلد راسم في عمله هذا عبر اسلوبية جديدة في تقديم العرض تتمثل في حكايات شعبية من التراث البغدادي وقد تحدث عن العمل قائلا

- اعتمدت في العمل على اسلوبين هما الواقعية والواقعية الافتراضية. واستندت فيهما على الشخصيات وارثها التاريخي وسلوكها الاجتماعي وكذلك على بنية النص الواقعيه . وأشتغلت على الحوار اليومي المتداول مابين المفهوم الايديولوجي والفكر الثقافي . كنت جاهدا من خلال العمل ومنظومته الفكرية والصورية ان ارسل شفرات وصور لها علاقة في بنية النص الفكرية اي السردية الواقعية وتكويناتها التي اعتمدت بالدرجة الاساس على ثلاث محاور هي :
الاول: الحركة لانها المحرك الاساس للشخصيات والمحور الثاني : الصوت الذي يشمل اللغة والصورة والموسيقى والثالث : الايقاع الذي يشمل كل عناصر الرؤية البصرية .

كان هناك بث تجريبي متغير اعتمده العرض عن طريق الشخصيات التي تعيش في المقهى وقد جعل المخرج من شخصية المصور الفوتوغرافي شخصية لها تاثير واعتبرها مرجعية فكرية لارتباطها بالماضي وهي تؤرشف اللحظة الانية واللحظات التاريخية للشخصيات لذلك تعتبر المحور الذي استند عليه العرض-.

ان الخط العام للعرض اصبح مابين المتحفية والواقعية الطبيعية .. فنرى الفنان باسم الطيب (سمسم ) صاحب المقهى انسان بسيط يبحث عن كسب رزقه بعيدا عن المشاكل... والفنان حسن خيون الشخصية المثقفة التي تعيد لاذهاننا تلك السنين الجميلة عندما كانت تتحرك بين اوساط الشعب فقد عبر بادائه الرائع مجسدا لسلوك المثقف وحركاته وكيفية التعامل مع اللغة والمفردة باحساس مقنع وليس مصطنع.

اما بائع الصحف الفنان ازل يحيى ادريس الذي تحرك في بقعة صغيرة جعل منها فضاءا كبيرا له وكانه يدور في الشوارع والساحات العامة متجليا في قدرته الحركية في تفعيل الدور و الانتقال من منطقة الى اخرى بمهارة عالية .
الشقاوة مخلد راسم مع (ادواته اليدوية ) جاهزا لأي معركة تحدث في المحلة وجوده في المقهى بقصدية وظفها بشكل جديد حينما اعلن انه (شقي ) . ..لكن شقاوته ضد من يسئ الى اهل المحلة او الى بناتها .. وهو بذلك يعيد ترتيب القيم الاخلاقيه ويدعو للشرف والاخلاق وهنا ينتفي ( دور الشقاوة ) في المحلة او المقهى في مفهومه القديم.

المصور ضياء احمد.. كان تصويره لكل شخصية اثارة لضحكات المتفرجين لانه يجبر الممثل على ان يقف ثواني من دون حراك صامتا ليلتقط له صورة .. وينتهي الاثنان بالضحك وهذه الثواني كانت واضحة التاثير على الجمهور الذي يتهيأ للضحك بعد كل لقطة فيشعر بالراحة والامتاع .
ان هذه الشخصيات قدمت في ادائها وتمثيلها ما يدور في الواقع والحياة اليومية عبر القصص والحكايات التي مثلت المرحلة التاريخية لتلك الفترة.
محاولات المخرج لتقديم العرض مستحضرا لتلك الفترة الواقعية بكل محتوياتها من ازياء مختلفة .. وديكور لغوي منطوق .. ومقامات .. وصور فوتوغرافية لمدينة بغداد.. السماورات والشاي العراقي الذي يوزع على الجمهور حسب الطلب اثناء العرض وبنكهة عراقية جاء متطابق مع الجو العام للعرض .

اما عن صاحب فكرة - المقهى البغدادية - فكان الفنان انور ابو دراغ الذي تالق في تقديم التراث العراقي من خلال المقامات والبستات العراقية المعروفة التي اطربت الجمهور البلجيكي .. كان بصحبته مجموعة من الموسيقين ... عازف الناي الفنان علاء مجيد ..عازف الايقاع الفنان ستار الساعدي ..على الة السنطور قاسم عبد ..على الة الجوزة الفنان ناصر كاظم...
اما تقنيات العمل كانت بادارة الفنان علي كاظم وحسين عطشان .

وفي خطوة تبدو راسخة ستسعى هذه المجموعة الى اعادة تشكيل المقهى في المنفى على هذا السياق وانسجاما مع ما كان يحدث سابقا وكذلك ايضا لرصد مزاج المقهى وتحليل الوضع الحالي للعراق من خلال رواد هذا المقهى وستطوف هذه المجموعة في بلدان اوربية متعددة لتقديم هذه التجربة الجميلة .

وفي ايام المهرجان الفنية شارك العديد من الفنانين باعمال مختلفة تناولت مواضيع مهمة تهم وتلامس المشاكل العصيبة في الواقع الانساني كما في عمل الفنان ربيع مروة من لبنان الذي قدم عرض تناول فيه موضوعة مهمة ( كيف بدي وقف تدخين ) ويسعى في ذلك الى اعادة تشكيل الفضاء اللبناني الذي خربته الحروب والازمات بطريقته الخاصة واعادة الحياة اليه .
كذلك قدمت ايضا عروض متنوعة راقصة من ( الكوريغرافيا ) من المغرب تتناول مواضيع حياتية مختلفة تكشف على امتداد العرض الواقع اليومي المليء بالتناقضات والصراع بين القديم والجديد وعلاقة الرجل بالمراة وعن حقوقها الضائعة وفقدانها للامن والحرمان من قبل المجتمع والسلطة ,علاقات الكراهية والمعاملة السيئة ومحاولة السيطرة عليها , وايضا تم البحث عن الحرية والمساواة في ظل الاوضاع المأساوية الاجتماعية والسياسية. عروض - راقصة - كان الابداع واضحا فيها ,. تتناولت مواضيع مهمة متنوعة ومختلفة. الرقصات جزءا من تصاميم اللوحات العامة للعرض وعنصرا أدى لتحقيق اللوحات المشهدية المتكاملة وجعلها وسيلة في التعبير لكل حدث واعطت لها الحرية الكبيرة . و بلغت التشكيلات الحركية مستوى رائع من خلال- حركة الجسد - وحركة الممثلات بالحفاظ على الايقاع العام للجو الفني بشكل اعطى قيمة جمالية تتمثل ببراعة الراقصات في الاداء والتعبير حتى جاءت متناسقة ومتناغمة من خلال التركيز على القوة الحسية والانفعالية في الجسد أي - على الدواخل الانسانية – بما فيها من صدق واستثمارها باتجاه ان تاخذ شكلا تعبيريا خاصا مؤثرا يتناسب والحدث الذي ذهبت اليه هذه الاشارات الحركية التعبيرية المرسلة من قبل الراقصات . كانت للموسيقى والايقاعات حضورا مؤثرا حقيقيا ملونا . يتساوق هذا الحضور مع كل حركة واشارة ترسل من الراقصين يتم استلامها من قبل الجمهور. ايام المهرجان كانت حافلة بالتنوع والمختلف في سباق مع الاحداث لتقديم ما هو افضل في الفن .



#نعمة_السوداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينما ... جمهورية الذاكرة
- سارق البصائر
- الفنان ستار الساعدي نموذجا ً
- قراءة في مسرحية نقطة العودة
- ريتشارد الثالث في امستردام
- دلالات خارطة الجسد
- حكاية ظلي
- صلاة الطراوة فوق اجساد النساء
- الكشك
- سيدة الكشك
- الزو
- أبجدية النهر
- نص كنت والمدينة
- في يوم المسرح العالمي


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعمة السوداني - مقهى بغداد في مهرجان الموسم في بلجيكا