أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - مخاطر الصراع الخاطئ على الأوضاع السياسية في العراق















المزيد.....

مخاطر الصراع الخاطئ على الأوضاع السياسية في العراق


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2474 - 2008 / 11 / 23 - 08:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التفاؤل شيء ايجابي وجميل علينا ممارسته كمنهج حياتي مستمر عبر ثقل متاعبنا والصعوبات التي تجابهنا فليس من المنطق الاستسلام للعزلة أو اليأس والمكوث في مكان واحد إذا أردنا الوصول إلى الهدف المرسوم على الرغم من عثرات الطريق وعسر المسير ولهذا نحتاج دائماً أن نكون صادقين مع أنفسنا قبل الآخرين فالصدق مع النفس مبدأ أخلاقي قبل أن يكون اجتماعي لأنه يخلق نوعاً من الثقة والمبادرة ، يخلق آليات لتجاوز العقبات والانتقال نحو العمل الايجابي لكن المتابع في الفترة الأخيرة لما يقوم به السيد نوري المالكي وبعض الناطقين باسمه يجعل هذا التفاؤل صعباً مما يجعل المواطن في حيرة من أمره فبينما يتذكر الجميع التحالف الرباعي والاتفاقات حول المحاصصة يصعق لتصريحات وانفعالات المالكي والناطقين باسمه التي تكاد أن تكون فردية وبدون دراسة ولم تخضع لمناقشة حتى داخل مجلس الوزراء وكما في الأيام السالفة حيث الرأس يقرر والباقين ينفذون أصبحت هذه الطريقة غير الطبيعية التي لا يمكن أن تنسجم مع التوجه الحقيقي لبناء الدولة المدنية الديمقراطية لا بل تقترب من المركزة والدكتاتورية الفردية التي تلغي الآخر وهو لا يجوز دستورياً ويخالف الاتفاق على إخراج العراق من واقعه المزري والتخلص من الإرث القديم والعمل لاستكمال بناء الدولة والمجتمع على أسس قانونية واضحة بدون تمييز أو غمط حق أية مكونة للشعب لقد صعب فهم الكثيرين حول القضايا التي أثارها السيد المالكي في تصريحاته أو مؤتمراته الصحافية وبخاصة قضية تأسيس مجالس الإسناد بقيادة حزب الدعوة وهي مسألة واضحة على الرغم من الإنكار وبما أن الدستور الذي كان المالكي عضواً في إعداده يمنع تشكيل مليشيات جديدة بحجة المحافظة على الأمن فلماذا يتجاوز عليه القيادي في حزب الدعوة (علي الديب ) بادعاء أن رفض مجلس الرئاسة لدعوة رئيس الوزراء تشكيل مجالس الإسناد لا يستند إلى الدستور أليس هذا التصريح اغرب من قرار المالكي الفردي لتشكيلها فهو يطمس حقيقة ما جاء في الدستور من نص واضح عدم تشكيل مليشيات أو تجمعات مسلحة وان قيل أنها تجمعات شعبية لمساندة قوى الأمن للحفاظ على الأمن!! فإذا كان السيد المالكي حريصاً ويهدف فعلاً إلى هذا الشيء فلماذا لا تنصب الجهود لتطوير المؤسسات الأمنية عدداً وتسليحاً وإعداداً وطنيا بدون تداخل الولاءات الحزبية؟ أليس من الأفضل وهو القائل إن الدولة هي الجهة الوحيدة التي يجب أن تمتلك السلاح ولا يسمح لأي جهة بحمله والجهة التي تخرق ذلك يعرضها للمساءلة القانونية؟ ثم ألا يكفينا مليشيات جيش المهدي الذي فرخ العديد من التنظيمات المسلحة وتحت واجهة أسماء عديدة في مقدمتها المجموعات الخاصة المدربة في إيران ! ألا يكفينا التنظيمات التكفيرية الإرهابية وبقايا فلول المخابرات الصدامية وفدائي صدام التي كونت لها مراكز وتنظيمات تحت يافطات إسلامية وغير إسلامية ! إن المعارضة التي اشتد وطيسها بين المالكي وحزب الدعوة وبين المجلس الإسلامي الأعلى الذي رفض تأسيس مجالس الإسناد في المناطق الجنوبية والوسط عبارة عن نقطة تحول في وضع سياسة السيد المالكي اتجاه حتى حلفائه الذي أوصلوه لقمة السلطة أما التوجه لتشكيلها في البعض من مناطق الإقليم المختلف عليها فدلالة على خلق صراعاً آخر وصدعاً للأوضاع السياسية وبالتالي مزيداً من التفرقة والشقاق الذي سيسبب الكثير من الأعطال للعملية السياسة فهذه المناطق المتنازع عليها من الممكن أن تكون بؤرة لصراع مسلح لن يستفيد منه العراق بل العكس سوف يكون بسماراً آخراً في نعش العملية السياسية مما يزيد معاناة المواطنين أصلاً من عدم الاستقرار والأوضاع المعيشية الرديئة للغاية والغلاء الفاحش والبطالة الواسعة والفقر فضلاً عن عدم وضوح الرؤيا الذي شارك في صنعها الأحزاب الدينية الطائفية المتناحرة على السلطة والجاه والمال، أما قضية الدستور وانه كتب بعجالة فذلك يتحملها السيد المالكي مثل غيره من الذين شاركوا في كتابته وكان المفروض به أن يعترض عليه منذ البداية أو على الأقل يتريث هو وحزبه والائتلاف العراقي الموحد في كتابة الدستور ولا يستعجلوا وليكن هناك مرحلة انتقالية بدون محاصصات ومنح الخبراء القانونيين والاستشاريين مدة زمنية كافية لكتابة الدستور بعد أن تكون الأوضاع عامة بشكل أفضل مما هي عليه أثناء كتابته ونحن منذ البداية شخصنا النواقص في الدستور وطالبنا بضرورة إصلاح ما في البين ليكون دستوراَ وطنياً واضحاً يضمن حقوق جميع المواطنين العراقيين بمختلف قومياتهم وأديانهم وطوائفهم وأعراقهم فلماذا لم يقف السيد المالكي وحزبه والائتلاف العراقي الموحد موقفاً صحيحاً للمبادرة في الإصلاح؟ وكان حرياً بهم اتخاذ الموقف السليم من تلك النواقص أما الآن وهناك لجنة مكونة من اجل الإصلاح فذلك يعد موقفاً غريباً ومتشنجاً اتجاه الآخرين ولا سيما اتهام السيد المالكي حول عقود النفط وتبين انه تم تشكيل خمس لجان قبل تصريحاته بين الحكومة العراقية والإقليم لمعالجة المشاكل العالقة بينهم وقد وافقت الحكومة العراقية مؤخراً على تصدير النفط المستخرج من آبار وحقول زاخو وطقطق إلى الخارج وربطه بالخطوط الناقلة إلى الموانئ العالمية فما هي المشكلة؟ ولماذا هذا التهريج في الإعلام ؟ أما حول البعثات الدبلوماسية في الإقليم أليس هناك ممثليات وبعثات دبلوماسية في الجنوب والوسط ؟ هل يريد السيد المالكي تسميتها ؟ فلماذا الكيل بمكيالين مختلفين؟ أم على حد المثل الدارج " واوي حلال واوي حرام "
إن معالجات الثغرات والنواقص والأخطاء والتجاوزات وهي موجودة في الحكومة العراقية وحكومة الإقليم لا يمكن أن تكون من خلال التصريحات الإعلامية غير المسؤولة ويجب أن تمر عبر القنوات الحوارية المشتركة والهادفة وقد تكون هناك نواقص وثغرات في سياسة حكومة الإقليم وتجاوزات على صلاحيات الحكومة العراقية التي يجب أن تكون حكومة جميع العراقيين بما فيها الإقليم فمن الممكن مناقشة وإصلاح الخلل من خلال الحوار الصادق واللقاء المثمر ومنها حول واجبات وحقوق الإقليم وواجبات الحكومة الاتحادية وحقوقها في قضايا الدفاع والخارجية والمالية والنفط والتعاون الأمني بين المؤسسات الأمنية وغيرها من القضايا لكن كما أسلفنا يجب أن تكون المعالجات لردم الثغرات وإصلاح الأخطاء والتجاوزات عن طريق الاجتماعات المشتركة والوصول إلى قرارات جماعية تخدم البلاد والشعب العراقي أما توسيع دائرة التصريحات النارية الأخيرة من قبل السيد نوري المالكي والناطقين باسمه غير الموفقة دلالة عن التخلي علناً عن مبادئ الشراكة والتوافق التي بنيت عليها العملية السياسية والتهجم والإدانة واتخاذ المواقف الفردية كل ذلك يزيد من الاحتقان السياسي والاختلاف وصولاً إلى الافتراق الذي سيتضرر منه الجميع وفي مقدمتهم السيد نوري المالكي وحزبه.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يرى الإنسان المعقول طريقاً؟....
- وأخيراً وقعت الاتفاقية من قبل مجلس الوزراء
- مصداقية بيان المركز الوطني للإعلام حول جائزة نوبل للسلام!
- السيد بديع عارف ولكم من أين لهم هذا...؟
- حدثت المعجزة وفاز باراك اوباما المعجزة
- ملامح من حياة قصيرة
- بالضد من استغلال القوات الأمريكية الأراضي العراقية
- أهداف الاحتقان السياسي في العراق
- الاتفاقية الأمنية الموقعة
- وكان التحول في نظام المآتم
- المجموعات الخاصة لاغتيال النخب السياسية والثقافية الوطنية
- أسامة النجيفي وجريمة الاغتيالات وتهجير المسحيين من الموصل
- ما بين التطبيق والإلغاء للمادة ( 140 ) والحقد الشوفيني
- الاستتباب الأمني وضريبة الدم عند العراقيين
- ثمة ألسن في الثقب الأسود
- إلغاء معادي للديمقراطية ولحقوق الأقليات في العراق
- الأمريكان يحذرون العرب العراقيين من الكرد العراقيين!!
- ملامح غريبة
- استغلال زيارة الالوسي لركوب القضية الفلسطينية
- فتوى الشيخ صالح اللحيدان تحريضاً على القتل


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - مخاطر الصراع الخاطئ على الأوضاع السياسية في العراق