أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عاصم بدرالدين - على هامش الصراع الهامشي














المزيد.....

على هامش الصراع الهامشي


عاصم بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2471 - 2008 / 11 / 20 - 10:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من المنصف نعت السيد أحمد الأسعد، رئيس "لقاء الانتماء اللبناني" بالإقطاعية، فهذه الأخيرة تنتقل بالوراثة ولو بطريقة معنوية فقط. وما يقوم به اليوم على الساحة الشيعية من "إغراق" الناس بالأموال لا يشي إلا بتبني نظرة استعلائية لإستتباعهم. لكن، مع هذا، من الظلم أن يصدر بيان عن جهة أقل ما يقال عنها أنها "لا شيء" وتسمى "المجلس الإسلامي العربي" وحتى ولو كان يديرها علامة ومنظر ديني! ولا معنى حقيقي لتذكير الناس بإتفاق 17 أيار سوى أنه دليل على وضاعة التفكير، وما شأن ذلك بما تحدث عنه الأسعد في مؤتمره الصحفي مفنداً العناصر التي تقوم عليها الثقافة التي يعمل حزب الله على بثها في نفوس جمهوره، عن قصد أو بدونه!

لكن ما يصدم في الحوار الشيعي، الهامشي هذا، استعادة عبارة "الإقطاع السياسي"، والتوعد بعدم عودته، فضلاً عن اللجوء الدائم إلى فكر الإمام الصدر، على أنه المنهج السليم والقويم للحالة الشيعية اللبنانية. وفي هذا الكثير من الهراء، فإذا كانت "الأسعدية" هي حالة إقطاعية سافرة، فإن "الصدرية" بمرحلتيها (في حياة السيد الصدر، وبعد اختفائه وتولي رئيس مجلس النواب نبيه بري القيادة) و"الخمينية" تشكلان نمطاً مبطناً، بغطاء حزبي منظم، من الإقطاعية السياسية.

من المؤسف حقاً، أن يستعيد علمانيي الشيعة ما يسموه بـ"تراث الصدر" لمواجهة حزب الله به، فيما يشكل هذا التراث الخطوة الأولى للخمينية بوجهها الحاد والنافذ -والديكتاتوري طبعاً- والذي يتحكم اليوم بالانتشار الشيعي في لبنان ويحد من قدراته العقلية والنفسية. فقبل الصدر، كانت الانتماء الحزبي الصرف يحكم الفكر السياسي الشيعي، بين الاشتراكية والقومية بعيداً عن النزعات الطائفية (طبعاً بشكل عام). وبعد قدومه، في طريقة ما زالت حتى الساعة تثير علامات استفهام عن ماهيته ودوره، تحول الفكر الشيعي إلى عصبية مقفلة وصلت حتى ذروتها تحت عباءة حزب الله.

وإذا ما أردنا أن نصف الإقطاعية السياسية، بعيداً عن التنظير العلمي، فإننا نشير مباشرة إلى الطريقة التي يعامل بها حزب الله جماهيره. فبينما يقدم لهم كل شيء، من عمل ومال و"حياة كريمة"، فإنه مقابل هذا يتحكم بمصيرهم الأبعد. وهكذا فإن الشيعي يعيش يومه، وخاصة إذا كان منتمياً إلى حزب الله، في راحة تامة بيد أنه يجهل ما سيكون عليه حاله بعد انقضائه. فقد يأتي الأمر، من "صاحب الأمر" بضرورة مقاتلة هذا أو ذاك. وقد يحصل طارئ، ويخطر على بال "صاحب الأمر" أن يفتعل أي حادثة على الحدود، لغاية ما، فيضطر هذا المواطن الذي يعيش بكرامة، أن يلجئ غصباً عنه لينام في إحدى المدارس الرسمية هنا أو هناك!(ومحافظاً على كرامته؟) ولا يجب أن ننسى الأهم هنا، أن "صاحب الأمر" يملك مصادر الراحة، من مال و"عمل" (إذا جاز لنا أن نطلق عليه مسمى "عمل")، مما يعني أن حياتك، مصيرك، كله في يده.. إلى آخره.

وتماماً هكذا كان الإقطاع "الأسعدي". وهكذا كان الإقطاع "الحركي" في أوج قوته. واليوم حزب الله يمارس الإقطاعية حتى أخر نفس. نحن ضد هذه الثقافة التي يعمل في نطاقها "الحزب الحاكم". ولكننا في المقابل لا يمكن أن نكون مع الفكر "الصدري" و"الأسعدي" (الأب والابن معاً) أو حتى مع أناس يعارضون حزب الله، لكنهم لا يقدمون صورة أفضل منه. فالأسلوب نفسه يعتمده اليوم السيد أحمد الأسعد، لاستمالة الشيعة، ومع ذلك سيفشل حتماً. والآخرون من المعارضين فهم صغار بما يكفي كي نتجاهلهم. ونرفض نقدهم لأنهم ليسوا أهلاً له. فمنهم من صار همه الأول أن يقلد الشيخ نعيم قاسم بحركة أصبعه المهددة (ومن بعدها قرر الاستنكاف عن العمل السياسي)، والأخر ما عاد يعرف كيف سيحرم الآخرين من المعارضين من منافع دعم رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري!

إذا ماذا نريد؟ نريد التغيير. ولكن ليس فقط بالأسماء، إنما بطريقة التعامل والمنهج. فلا يمكن أن نقبل بقاء التعاطي معنا، نحن المواطنون، على أساس أننا رعاع وحاشية! وهذا ليس ارتداداً طائفياً، إنما هو اقتناع بأن الوصول إلى المجتمع العلماني (والدولة العلمانية) لا يكون إلا بإصلاح وتغيير، ونقد، الجماعات الصغرى المكونة للمجتمع. فالتغيير يبدأ من تحت..



#عاصم_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرٌ وراء الحجاب - الصادق النيهوم
- زملاء من سوريا
- لا علاقة بين فكر النيهوم ومشروع الحريري
- الاستجابة الكاذبة، لبنانياً، لاستغاثات مسيحيي العراق!
- قراءة في رواية راوي حاج -مصائر الغبار-
- الكوتا اللبنانية
- إستراتيجية الردع بين الطوائف
- رمزية واقعة -كفررمان-: مدخل إلى الإستعارة
- جغرافيا الطوائف وسياسات تغييب الاندماج
- القاتل الشريف وحدود التنسيق ودولتنا
- في تسييس السنة على الطريقة اللبنانية!
- المواجهة مع حزب الله
- إلى محمود درويش: سيأتي الموت ويأخذنا معك
- بعض مفارقات التعامل اللبناني مع الذاكرة
- في نهرها: فلسطين حقاً عربية!
- العبارة المصرية كنموذج للغرق العربي
- إشكالية العلاقة بين العلماني والطائفي في لبنان
- الإنتخابات في لبنان:أبعد من السلاح، وأكثر من هيئة رقابية
- فؤاد شهاب يعظكم
- الهيئة العربية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف ميناء عسقلان المحتل
- المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف قاعدة -نيفاتيم- الصهيونية+في ...
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- لولو صارت شرطيه ياولاد .. تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد ع ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا ميناء عسقلان النفطي ...
- بن غفير يعلن تأسيس أول سرية من اليهود الحريديم في شرطة حرس ا ...
- “ابسطي طفلك” تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات وعرب س ...
- سوناك يدعو لحماية الطلاب اليهود بالجامعات ووقف معاداة السامي ...
- هل يتسبّب -الإسلاميون- الأتراك في إنهاء حقبة أردوغان؟!
- -المسلمون في أمريكا-.. كيف تتحدى هذه الصور المفاهيم الخاطئة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عاصم بدرالدين - على هامش الصراع الهامشي