أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم الحسن - استثمار الاجساد المفخخة














المزيد.....

استثمار الاجساد المفخخة


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2468 - 2008 / 11 / 17 - 03:44
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كثيرا ما نسمع عن طرق جديدة في الاستثمار الاقتصادي من اجل النهوض بواقع البلدان نحو الافضل الا هنا في منطقتنا حيث تنتشر فرص استثمار الاجساد المفخخة والاجادة والتفنن في صناعة الموت، لاسيما ان عدة العمل لا تتطلب سوى شباب بعمر الزهور يحتقرون الحياة وتملأ رؤوسهم الفارغة باوهام عن مكان اخر فيه ما لذ وطاب.
وليس من الغريب ان تنتشر البطالة والفقر والجريمة ومافيا السياسة في الشرق الاوسط الى حد ازدهار تجارة الموت عن طريق دكاكين ومشايخ وابواق اعلامية وفضائيات تروج لثقافة الكراهية والعنف واحتقار الحياة.


هذه الاوضاع المزرية جعلت المنطقة عرضة للوصاية الدولية من خلال تفعيل القانون الدولي في كثير من القضايا الشائكة التي اصابت وتصيب الدول العربية، وقد يعد ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية للدول، الا ان تزايد الجرائم السياسية في الشرق الاوسط يلقي بظلال الشك على اصحاب السلطة السياسية فهم كما يقول الشاعر: فيك الخصام وانت الخصم والحكم!هذا الشيءتم حسمه في النظم الديمقراطية عن طريق الفصل بين السلطات وليس التعويل على مزاج ونزاهة الحاكم وهو يقرر مصير الافراد والامة معا في جلسة سمر.
ان استثمار تجارة الاجساد المفخخة يرتبط بالاضطراب السياسي وغياب القانون وانتهاك حقوق الانسان واستعباده واضطهاده والحط من قيمته كأنسان.. ولذلك ليس من الغريب ان يكشف تقرير التعليم في القرن الواحد والعشرين عن ان (التربية العربية ادت دورا مدمرا خلال القرن الماضي ويتمثل هذا في ثلاث وظائف تتعارض مع اتجاهات التحضر والتنوير وهي العزلة الحضارية وقهر العقلانية ومن ثم تجنبها في التعامل مع مشاكل الحياة والنفس واخيرا تبخيس قيمة الانسان العربي).
أي ما ينفع المجتمع يذهب الى الخارج، الاموال، الادمغة المفكرة، وما يضر من افكار ظلامية وسوداوية تبقى تهيمن على مصادر القرار والفكر، لايهمها ما يحدث من دمار وخراب هائل يطغى على مجمل الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
من هذه الاوضاع الخربة يمكن ان نفهم سر المعايير المزدوجة للنخب الفكرية والاعلامية والسياسية العربية على الرغم من الصراخ والزعيق من ازدواجية الغرب في التعامل مع القضايا السياسية للعرب.
ففي الوقت الذي يسقط عشرات ومئات العراقيين بين قتل وتفجير وتفخيخ وذبح تقوم به جماعات ارهابية لا نسمع ولا نرى ادانة عربية لهذه الفضائع بل نجد من يسوغ ويبرر تلك الجرائم الشنيعة والمشكلة ان هذه النخب تبيح الارهاب في العراق وتكفره وتلعنه وتشن عليه حربا شعواء في بلادها، أي انه جهاد في العراق وارهاب في بلادهم والمصدر واحد!
من هذه الصورة المشوهة والمفزعة يمكن ان نرى الطريقة التي ينظر من خلالها هذا الاعلام المضلل الى الارهاب وضحاياه، فهنا الارهاب له اكثر من صورة ويعتمد على مدى قربه او ابتعاده عن مصالحهم، وفي هذه الطريقة الانتقائية ظلم كبير يمارس ضد شعب العراق الذي يعاني من نزيف مستمر منذ اكثر من ثلاثة عقود، وهو بحاجة الى التداوي والعلاج باسرع وقت ممكن وليس الى سيارات او اجساد مفخخة تنشر الرعب والموت والدمار في كل مكان.



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظمات المجتمع المدني.. قوة توازن بين الدولة والمجتمع
- الدولة و المنظمة السرية
- مجتمع مدني أكثر و دولة أكثر
- الطفولة المسلحة في عهد الدكتاتورية
- تأهيل الثقافة القانونية في منظومة التربية
- الدكتاتور.. الصورة والأصل
- صراع جهلة.. صراع حضارات
- صدمة الإعلام الحر
- قراءة التأريخ في العقل الشعبي
- الإسلام في أوربا وجدل الانتماء والهوية
- حزب اعداء النجاح
- الثقافة لا تختزل بالطائفة
- الدهر والعطار.... في الأزمة العراقية
- اين سلة المهجرين قسراً؟
- الطعام و السياسة
- التوريث الثوري
- خرافة انتصار البطل
- آخر الدواء
- جدلية المثقف والجمهور
- المعارضة من التقاليد الديمقراطية


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم الحسن - استثمار الاجساد المفخخة