أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كريم عبد - هل بوسع حازم جواد أن يقول الحقيقة ؟!














المزيد.....

هل بوسع حازم جواد أن يقول الحقيقة ؟!


كريم عبد

الحوار المتمدن-العدد: 759 - 2004 / 2 / 29 - 11:23
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


( تعليقاً على ما ورد في مذكرات حازم جواد في جريدة الحياة بين 9 إلى 18 شباط - فبراير )

     إذا كانت ( المؤامرة ) التي تحدثنا عنها نحن العراقيين وما نزال بصفتنا ضحاياها، تعني ( الخديعة ) و ( الغدر ) فإن حازم جواد لم يتحدث عن عملية ( الغدر ) التي تعرض لها جلال الأوقاتي قائد القوة الجوية الضابط العراقي المعروف بالجدارة والنـزاهة، إذ كانت أول عمل قام به البعثيون في تلك الصبيحة المريبة صبيحة 8 شباط ( فبراير ) 1963 !! ليتبعها بعد ذلك بيوم، الغدر بعبد الكريم قاسم وإعدامه دون محاكمة، لتكون النتيجة بمثابة المقدمة لكل ما جاء بعد ذلك، أي غدر العراق كله وتحويله إلى مقابر جماعية وأقبية وسجون لا يعرف العراقيون أبوابـها !!
ولم يتحدث حازم جواد عن عملية ( الخديعة ) التي مارسها  الضابط البعثي عبد الكريم نصرت، بل أطراه كثيراً !!  عندما هب العراقيون في تلك الصبيحة المريبة وأوقفوا دبابات الانقلابيين وأرادوا أن يحرقوها، لكن عبد الكريم نصرت وبقية الضباط البعثيين كانوا يعرفون بأن انقلابـهم ليس ضد عبد الكريم قاسم كشخص ولا من أجل الوحدة العربية المزعومة، بل هو واحد من تلك الثورات المضادة التي اضطلعت بـها المخابرات الأمريكية في العديد من بلدان العالم الثالث وقت ذاك، لذلك كان لا بد أن يقترن الغدر بالخديعة لتكتمل هوية الانقلاب.
هل هذه حقائق واقعية أم وجهة نظر ؟!
 لقد كانوا لصوصاً أرادوا أن يكسروا شوكة الشعب العراقي ليتمكنوا من سرقة الدولة وأحلام الناس والتاريخ، فقد هيئوا ( الخديعة ) مسبقاً. وحين حاصر العراقيون دبابات الانقلاب، قام عبد الكريم نصرت بإخراج صور عبد الكريم قاسم من دبابته وعرضها على الجمهور الغاضب ثم وضعوا صور الزعيم على دباباتـهم وحين تفرق العراقيون مطمئنين، يقول عبد الكريم نصرت متفاخراً : ( استدرنا وسحقناهم سحقاً ).
وهذا ما لم يستطع حازم جواد أن يذكره أيضاً.
وبعد ذلك بقليل ولكي يعلنوا عن هويّتـهم كحزبيين وعسكريين مغامرين، قاموا باعتقال عالِم الفيزياء العراقي الكبير عبد الجبار عبد الله عميد جامعة بغداد وسجنوه في المراحيض ثم ربطوه في إسطبل مع الخيول !! فهل هناك حقد على الإنسان العراقي أكثر من هذا ؟!
كل هذا حدث بتخطيط وتنفيذ وأوامر من حازم جواد ورفاقه في القيادة القطرية. فكيف نتوقع من قاتل الحقيقة التي لم يتمكن منها إلا بالغدر والخديعة والانتقام، أن يقول الحقيقة لضحاياه ؟! وهل يعرف الغدارون والمخادعون ومن سيطرت عليهم غرائز الانتقام، أن يفهموا معنى الحقيقة حقاً ؟!
 ألم تحولوا العراق إلى حمام دم في تلك الأيام السود ؟!
وبالنسبة للضحايا مثخني الجراح، هل هناك فرق حين يكون آخر مشهد رأوه وهم يستقبلون رصاص القتلة : هو نظارات حازم جواد أم شوارب صالح مهدي عماش ؟!
    أبعدَ كلِّ ما جرى تقول يا حازم جواد : ( لا دم على يديَّ ) !! إذن من خطط للخديعة ؟! ومن أمر بتنفيذ الغدر ؟! وإذا كنت أنت وحزبك على حق، فهل كان الشعب العراقي على باطل ؟! ربما !! لأنه فقط بـهذه الطريقة يمكن أن تسلموا من حساب التاريخ، أي فقط عندما تنقلب الحقيقة على رأسها، فتصبحون أنتم الضحايا ونؤدي نحن القتلى والمنفيين داخل البلاد وخارجها، دور الجلادين !!
فهل تعجبك هذه الكوميديا السوداء ؟!
لهذا قال مظفر النواب : ( المقلوبون يرون العالم بالمقلوب )
أن أخطر التباس عشناه نحن العراقيين مع هذه الشخصيات المغامرة، هو في الجدار الذي تشكله الثقافة الغريزية العدوانية لهؤلاء البعثيين المتوقدة عقولهم شراً. الذين لا يفرقون بين الشجاعة وبين الشراسة !! الذين لا يفرقون بين صناعة التاريخ وقتل التاريخ !! ولا بين الاعتراض على حاكم يصفونه بالديكتاتورية وبين براءة شعب ينهض تواً من قرون الحروب المحلية والدولية والانقطاع الحضاري المرير !!
لقد حوّل البعثيون العراق إلى حقل تجارب لكل أنوع الغدر والغش والخداع، فسرقوا الدولة وأحلام الناس وأطفئوا بريق الأمل في عيون الأطفال !!
لست شيوعياً، وليس من مهمتي الدفاع عن أحد، لكن ووفقاً للتجربة، فقد كان قتل المشروع الوطني الديمقراطي بحاجة إلى كبش فداء، ليتم لاحقاً تبرير الاستبداد يميناً وشمالاً !
وبعد أربعين سنة من القهر والرعب والدمار، لم يبق بعدها في قلوب الناس مكان يراهنون على النفاذ منه لتطوير الخديعة والغدر . بعد أن سقطت الأقنعة، هاهم يعودون للحديث عن الحقيقة والتاريخ بدل أن يتحدثوا عن ظلام الغدر وبؤس الخديعة !!
هل يستطيع الجلاد أن يقول الحقيقة عندما يتحدث عن ضحاياه أو معهم ؟! بل هل يعرف الجلاد المعنى الأخلاقي لمفهوم الحقيقة بطريقة تجعله يرتد إلى الوراء خطوتين أو ثلاثة قبل أن يمد يديه المرعوبتين لتشويه وجهها ؟!
إذا كان هناك من يعتقد بأن في وسعه أن يقلب الحقيقة على رأسها، فعليه أن يتأكد بأنـها ستصرخ من كثرة الجروح، جروح الناس وألم التاريخ، ستصرخ حتماً لتقول : لا يمكن أبداً أن يكون المرء مجرماً وبطلاً في نفس الوقت.



#كريم_عبد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام السوري : تشجيع الإرهاب وإباحة دماء العراقيين ؟!
- مخاطر عودة الملكية إلى العراق !!
- أخي منذر مصري لماذا تقوّلني ما لم أقل ؟!
- مجتمع الارتزاق الثقافي العربي !!
- يعيش العراق .. يعيش العراق - قصائد
- رسالة إلى منذر مصري : هل بوسعك أن تعود معنا إلى العراق ؟!
- من اجل أن لا يتحول رفض القرار 137 إلى هجوم على مجلس الحكم !!
- جمال عبد الناصر بصفته ظاهرة ثقافية مصدَّرة من الماضي !!
- الديمقراطية بصفتها مقولة مـملّة
- أزمة الثقافة السياسية ومشروع تكوين الأمة العراقية
- تـحتَ مطرٍ خفيف
- المرأة في أروقة الدولة العربية !!
- المضطرب يُنتج أفكاراً مضطربة عن نفسه وعن الآخرين
- طبيعة السلطة وتأثيرات النسق الثقافي – الاجتماعي
- في تحولات الثقافة الإنسانية : العودة إلى الغابة !
- العالم موضوع فرجة والإنسان كائن متفرج !!
- الضحية تشتاق إلى جلادها، حمزة الحسن نموذجاً
- ثلاثُ مراثٍ لرياض إبراهيم
- قصيدة حب
- القناع المقدس والعنف الرسمي !!


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كريم عبد - هل بوسع حازم جواد أن يقول الحقيقة ؟!