أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - زيد ميشو - سلام المسيحيين نعمة وليست منحة حكومية














المزيد.....

سلام المسيحيين نعمة وليست منحة حكومية


زيد ميشو

الحوار المتمدن-العدد: 2462 - 2008 / 11 / 11 - 00:52
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


أن يسأل المسيحي عن الأمان فهذا حق يجب أن يؤمنه من يرعى مصالح الدولة التي يعيش فيها ، لكن أن يطالب بتحقيق السلام ويرفع سؤاله هذا إلى جهات مسؤولة فهذا وهم ، وإن لم يكن وهماً فأقول عنه من المستحيلات وأكثر من ذلك فإن طلب السلام من بشر يعدُّ خللاً في الإيمان المسيحي . فالأمان شيء والسلام شيء آخر مختلف ، كالإختلاف بين الفرح والسعادة ، وبين الرفيق والصديق أو بين الإستلطاف والحب . فالفرح كالنشوة ساعة وقتها لها علاقة بالملموس والمرأي ، عناصر خارجية كان لها دور وقتي تعطي للإنسان شعوراً يختلف عن الروتين المعتاد ، قد يكون جلسة سمر أو سفرة أو لقاء ، وقد تكون أيضاً مشاهدة فيلم كوميدي أو تبادل النكات ، بينما السعادة هدف يُعمَل من أجله ولايتحقق إلا بالرضى الكامل للنفس . فمَن يبحث عن الجاه والسلطة والمادة والشهرة ويحققها جميعاً ونراه فرِحاً بإنجازه ، فهذا لايعني تحقيقاً للسعادة لكن ممكن أن يكون فرح أو لذة ، نشوة ، شهوة ، إشباع غريزة ، هذا إذا كانت واحدة منها بالأساس ، كل هذه الإنجازات قد تجلب الأمان لكنها لم ولن تجلب السلام . والفرق بين الرفيق أو الزميل أو الصاحب يختلف بالتأكيد عن الصديق الحقيقي ، فهؤلاء جميعاً فرض حال لمكان أو زمان معينين ، بينما الصديق هو إختيار عن تجربة وأختبار . والإستلطاف هو حالة طبيعية يحددها سلوك شخص ومدى إنسجامه مع الآخر ، أمَا الحب فهو فعل يفوق العواطف والشفقة وشعور الراحة مع إنسان يلتقى به، الحب فعل ينبع من عمق الإنسان والإستلطاف حالة إجتماعية كغيرها من الحالات.
المسيحيون يتبعون شخصاً لم يعطهم الأمان يوماً ولم يعِدُهم بذلك ، بل عكس ذلك تماماً ، فقد فقد أنبأهم بمستقبل غريب عن منطق القبول به ، كالإضطهاد مثلاً

" اِحذَروا النَّاس، فسَيُسلِمونَكم إِلى المَجالس، وَيجلِدونَكم في مَجامِعِهم ،
وتُساقونَ إِلى الحُكَّامِ والمُلوكِ مِن أَجلي، لِتَشهَدوا لَدَيهِم ولَدى الوَثَنِيِّين " . متى 10:17-18

دعوة مثل هذه تخلوا من الأمان لكن العمل بها يعطي سلاماً داخلياً حيث يكمل المسيح قوله

" فلا يُهِمَّكم حينَ يُسلِمونَكم كَيفَ تَتكلَّمون أَو ماذا تقولون، فسَيُلْقَى إِليكُم في تلكَ السَّاعِة ما تَتكلَّمونَ به فلَستُم أَنتُمُ المُتَكَلِّمين، بل رُوحُ أَبيكم يَتكَلَّمُ بِلِسانِكم " 10:19-20
لكن ماذا سيجني المؤمنون من هذ السلام ؟
" سَيُسلِمُ الأَخُ أَخاهُ إِلى الموت ، والأَبُ ابنَه، ويَثورُ الأَبناءُ على والِدِيهم ويُميتونَهم ، ويُبغِضُكم جَميعُ النَّاسِ مِن أَجلِ اسمي. والَّذي يَثبُتُ إِلى النِّهاية فذاكَ الَّذي يَخلُص. "
متى 10: 21-22

إذاً الخلاص هو الهدف وهو الغاية ، والخلاص هو الحياة الأبدية ، أي حالة الإنتقال من الحياة العادية التي نقول عنها موت إلى حياة أبدية منحها الله لمن يريد ، وهذا وبحسب قناعتي لايشترط إتباع دين أو طريق يختاره الإنسان بل هو منحة من الله لأشخاص عاشوا بسلام ، اي الحالة الطبيعية والتي من المفترض أن يكون عليها الإنسان . والسلام هو مفتاح الحب ومفتاح الوحدة ومفتاح كسر كل الحواجز ، هو علاقة بين الإنسان والمسيح وذاته ، كون السلام هو نعمة ووديعة يجب الحفاظ عليها ونقلها للعالم أجمع " السَّلامَ أَستَودِعُكُم وسَلامي أُعْطيكم. لا أُعْطي أَنا كما يُعْطي العالَم. فلا تَضْطَرِبْ قُلوبُكم ولا تَفْزَعْ يو14:27 .
فمن ذاك الذي يستطيع أن يمنح السلام للمسيحين في العراق غير الوثوق بكلمة الرب كما هو وثق فينا ومنحنا كنز لايتآكل ولا يسلب ولا يضيع . سلام المسيح ملك المسيحين ، عطية ربانية ، أمانة ( أستودعكم ) .
وهذه الأمانة هي بنا ولنا ويجب أن تصل إلى الآخرين من خلالنا ، فنِعَم الله لنا تتحقق متى ما شاركْنا بها الآخرين ، فهل سنسأل السلام لمن لاسلام له ؟



#زيد_ميشو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجرأة حلوة ، لماذا لايخوض البعض غمارها ؟
- وسلام المسيح معك أخي كاظم شلتاغ
- هل صحيح كما يقال – الغربيون أغبياء ؟
- الغاء البند 50 له إيجابياته أيضاً
- تغطية إعلامية لزيارة سفير لم تتم !
- يفعل مايشاء من له السلطة
- هل الله يسعى لهلاك الكفار
- سيادة المطران ميشال قصارجي – قلبك تكلم قبل لسانك
- تقييم عمل الله
- نكتة من الواقع مأساة - الحكيم والعصي
- لماذا وُزعت الحلوى في لبنان ؟
- التحمُّل - التحدِّي .... أن تبتسم وفي عينينك ألف دمعة
- تباً لهذه الياء الأخيرة
- لنبتسم ، إن كنا واثقين بمن نصدِّق
- لنعترف من إننا قد ظلمنا الله
- جائزة أوسكار وظلم لجنة الحكام لحكامنا
- إنتهى دوره - نعم الشيطان تقاعد
- خذلتني بائعة هوى
- لانحب ولاندع غيرنا يحتفل بعيد الحب !


المزيد.....




- وزير خارجية إسرائيل: مصر هي من عليها إعادة فتح معبر رفح
- إحباط هجوم أوكراني جديد على بيلغورود
- ترامب ينتقد الرسوم الجمركية على واردات صينية ويصفها -بغير ال ...
- السعودية.. كمين أمني للقبض على مقيمين مصريين والكشف عن السبب ...
- فتاة أوبر: واقعة اعتداء جديدة في مصر ومطالبات لشركة أوبر بضم ...
- الجزائر: غرق 5 أطفال في متنزه الصابلات أثناء رحلة مدرسية وال ...
- تشات جي بي تي- 4 أو: برنامج الدردشة الآلي الجديد -ثرثار- ويح ...
- جدل حول أسباب وفاة -جوجو- العابرة جنسيا في سجن للرجال في الع ...
- قناة مغربية تدعي استخدام التلفزيون الجزائري الذكاء الاصطناعي ...
- الفاشر تحت الحصار -يمكنك أن تأكل الليلة، ولكن ليس غداً-


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - زيد ميشو - سلام المسيحيين نعمة وليست منحة حكومية