أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - فاز أوباما.. وظهر المهدي!















المزيد.....

فاز أوباما.. وظهر المهدي!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2457 - 2008 / 11 / 6 - 08:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بوش الخالص في بياضه، سوَّد "البيت الأبيض" كثيراً؛ وها هو التاريخ يتحدَّى الأسود (غير الخالص في سواده) أوباما أن يبيِّض، ولو قليلاً، هذا البيت، ووجوه عشرات الملايين ممَّن انتخبوه، ووجه الولايات المتحدة ذاتها.

هذا الفوز؛ بل هذا الفوز العظيم، لرجل أسود بالبيت الأبيض هو في حدِّ ذاته الحدث التاريخي العظيم؛ وقد يحكم أوباما بما لا يضيف شيئاً يعتد به إلى العظمة التاريخية لهذا الحدث، فـ "التغيير" الذي وعد به يمكن أن يكون جله قد انتهى ونفد إذ فاز هذا الفوز العظيم على "غريمه" ماكين، الذي أصرَّ على أن يكون "الولاية الثالثة" لبوش، فحصده الناخبون بسيف الاقتراع.

ما نعرفه حقَّ المعرفة، حتى الآن، هو أنَّ رجلاً أسود سيخلف الأبيض بوش، وأسلافه الرؤساء البيض، في سكن البيت الأبيض؛ أمَّا ما نخشاه فهو أن يمتزج اللونان الأبيض والأسود في السياسة والحكم فيتلوَّن عهد أوباما باللون الرمادي.

الناخبون انتخبوا، فأدُّوا مهمتهم الموسمية على خير وجه، ثمَّ قفلوا عائدين إلى بيوتهم في انتظار الموسم الانتخابي المقبل؛ وعلى الرئيس أوباما الآن أن يحكم ويقرِّر في غيابهم، وفي حضور القوى والجماعات المنظَّمة تنظيماً جيداً، فهذا الزَّبد الانتخابي يذهب جُفاءً، ولا يبقى من بعده ضارباً جذوره عميقاً في الأرض إلاَّ ما ينفع تلك القوى، وكأنَّها "ثابت التغيُّر".

وأخصُّ بالذكر هنا قوى الضغط اليهودية المؤازرة لإسرائيل في السراء والضراء، والتي لقوَّة نفوذها وتأثيرها أكاد أن أقول إنَّ أيَّ رئيس للولايات المتحدة يحتاج إلى تأييد تلك القوى حتى إذا أراد انتهاج سياسة لا ترضى عنها إسرائيل، أو تضر بها!

وقوَّة تلك القوى لا تكمن في القوة العددية للناخبين اليهود، فالناخب اليهودي يدلي بصوته فحسب؛ أمَّا قوى الضغط اليهودية فتدلي بما يسمح للمرشح لمنصب الرئيس بأن يجتذب إليه الملايين من الأصوات غير اليهودية.

وأخصُّ بالذكر أيضاً قوى الإنقاذ لـ "وول ستريت" ولسائر القوى الرأسمالية من المخاطر الظاهرة والكامنة للأزمة المالية والاقتصادية، فإذا كان أوباما قد امتطى حصان الأزمة (التي هي بمخاطرها الظاهرة والكامنة الناخب الأكبر له) فإنَّ "الميكيافليين" من المهدَّدين بالإفلاس والانهيار والسقوط من قوى الرأسمال لا يضيرهم بشيء إذا هم امتطوا "الحصان الأسود"، فلون الحصان ليس من الأهمية بمكان ما دام ممكناً أن يوصلهم إلى المكان الذي يريدون. لقد تجرَّعوا "التأميم" فَلِمَ لا يتجرَّعون لون أوباما؟!

بقي سؤال لم يُجَبْ عنه بعد، فَمَنْ ذا الذي فاز بالبيت الأبيض؟ أهو "باراك" أوباما أم "مبارك حسين" أوباما؟

لا ريب في أنَّ "أوباما" هو الذي فاز؛ ولكننا لم نعرف بعد من هو هذا الـ "أوباما".

من حيث اللون هو الأسود الذي بيَّضته أمه قليلاً؛ ومن حيث الدين هو "المسلم الأب"، فوالده مسلم؛ ولكن غير متدين، كيني إفريقي خالص السواد؛ وهو "المرتد"، فلقد أصبح مسيحياً كاثوليكياً.

وإذا ما أضفنا إلى "هويته" ما أظهر من ولاء لإسرائيل، ويهوديتها، يمكننا القول إنَّه، وفي معنى ما، ملتقى الديانات التوحيدية الثلاث، وملتقى القارات والحضارات. إنَّه، والحقُّ يقال، "المهدي" الذي انتظرته الميكيافلية السياسية للولايات المتحدة زمناً طويلاً، والذي لم يحكم بوش إلاَّ بما شدَّد الحاجة إلى ظهوره، ولم تأتِ الأزمة في "وول ستريت" إلاَّ بما عجَّل فرجه، وسهلَّ مخرجه (من السرداب)!

بعضٌ من الإيرانيين القائلين بخرافة المهدي المنتظَر، وبالعقيدة السياسية المشتقة من هذه الخرافة، وهي عقيدة "ولاية الفقيه"، وبضرورة طاعة "الإمام القائد المرجع السيد الخامنئي قدس سره"، بوصفه تجسيداً آنياً لـ "ولاية الفقيه"، اكتشف في أوباما علامة على قرب ظهور المهدي المنتظَر (أو المنتظِر في سردابه) فسيِّد البيت الأبيض المقبل إنَّما هو، بحسب الحديث المنسوب إلى الإمام علي، "الرجل الأسود طويل القامة الذي سيحكم الغرب، ويقود أقوى جيش على الأرض قبل ظهور المهدي". أمَّا المرجع الذي ورد فيه هذا الحديث فهو كتاب "بحار الأنوار (أي بحار الظلمات)"، الذي ألَّفه محمد باقر المجلسي، في العهد الصفوي، في القرن السابع عشر.

ومع إخضاع الاسم (باراك حسين أوباما) لفحص مجهري شيعي ثَبْت وتأكَّد أنَّ "مباركة الحسين" هي المعنى الحقيقي لـ "باراك حسين"، وأنَّ "أوباما"، في الفارسية، يعني "إنَّه معنا". وبعد طول تفكير وتأمُّل في نتائج هذا الفحص المجهري توصَّلوا إلى أنَّ الحسين بن علي يبارك (ويهنىء) أوباما الذي إنَّما جاء وفاز ليقف مع الشيعة (في إيران النووية).

بقانون "تداعي المعاني" تذكَّرتُ أوَّلاً شكسبير، فبعضٌ من أهل السنة من العرب اكتشف، وفي الطريقة نفسها، أنَّ الاسم الحقيقي لشكسبير هو "الشيخ زبير بن وليم"، رحمهما الله.. وكيف لا يتوصَّلون إلى هذا الاكتشاف وهم الذين اكتشفوا من قبل "الفرق الجوهري والنوعي" بين الرجل والمرأة، فالمرأة تحيض، والرجل لا يحيض؟!

ثمَّ تذكَّرْتُ حادثة قديمة لا تقل أهمية، فعندما احتلت الولايات المتحدة العراق جابت عربات عسكرية لـ "المارينز" المناطق الشيعية في بغداد لتَبُثَّ عبر مكبرات الصوت "أناشيد وأغاني دينية شيعية"، تُصَوِّر "وقائع مأساة الإمام الحسين بن علي وآل بيته"؛ ثمَّ حضر بعض من "المارينز" جلسات استماع لأحاديث دينية شيعية، مدارها "التبشير بعصر ظهور المهدي المنتظَر الإمام الثاني عشر من أُمَّة آل البيت".

وقال قيادي في "كتلة الائتلاف العراقي الموحَّد" الشيعية إنَّ إدارة الرئيس بوش (والرئيس بوش على وجه الخصوص) تُبدي اهتماماً متزايداً بـ "عصر ظهور المهدي"، معرباً عن اعتقاده أنَّ الولايات المتحدة لديها "خوف حقيقي من هذا الظهور".

وقد قادته أوهامه تلك إلى أن يكتشف أنَّ "أحد أهم أسباب الوجود العسكري للولايات المتحدة في العراق هو أن تكون على مقربة من منطقة الكوفة التي سيتَّخذها المهدي عاصمة له عند ظهوره (الحتمي)".

ولإقامة الدليل على أنَّ هذا "الغباء"، الذي ليس بلا أجْرٍ، على ما نعتقد، يتعدَّاه إلى "مرجعية السيستاني"، قال إنَّ الروايات الدينية للمرجعيات الشيعية تُشير إلى أنَّ من أهم "علامات الظهور الوشيك للمهدي المنتظَر منذ مئات السنين" هذا "الظهور الشيعي في الحياة السياسية للعراق".

إننا نتوفَّر دائماً على السؤال (في اهتمام) عن علامات ظهور المهدي؛ أمَّا هم، أي أولئك الذين لا ينتظرون، وإنَّما يصنعون، المهدي الخاص بهم، فيسألون (ومعهم كل الحق) عن السبب الذي يَحْمِل بعضاً منا على ترقُّب ظهور المهدي، وظهور من يشبهه، أو ما يشبهه، من قوى "الخلاص الأبدي" الوهمية!

سننتظر ظهوره طويلاً؛ ولكن كمن ينتظر سقوط السماء على الأرض. وقد نُغيِّر "أناشيدنا وأغانينا" لِنُصَوِّر فيها "وقائع مأساة اختفاء العراق"، فالعراق سيصبح أثراً بعد عين من غير أن نرى عيناً ترى ظهور "المهدي المنتظَر"، فهذا المهدي (الذي عمره الآن 1200 سنة، والذي سيبقى في السرداب حتى يشبع العالم ظلماً وجوراً وفساداً) لن يَظْهَر في عصرنا، ولِمَ يَظْهَر، فنحن الذين عُدْنا إلى عصره؟!

أوباما، إيَّاكَ أن تشفق علينا، وترثي لحالنا، إذا ما تناهى إلى سمعك أننا قد علَّلنا أنفسنا بوهم أنَّكَ ستبيِّض صفحة الولايات المتحدة عندنا، فنحن أمة تفضِّل العيش في السراديب، كل متاعها الفكري كتاب "بحار الأنوار"، لا تثق بنفسها أبداً، فتنتظر "مهديها" كما تنتظر الفتاة الشرقية فارس أحلامها مع حصانه الأبيض، فادْعُ لنا أن يعجِّل الله فرجنا، ويسهِّل مخرجنا من سراديبنا!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام الرواتب يحتاج إلى إصلاح!
- بوش يتوعَّد العراق ب -القاعدة-!
- النظرية الاقتصادية الإسلامية في حقيقتها الموضوعية!
- حملة غربية للسطو على السيولة العربية!
- -الاقتصاد السياسي الإسلامي-.. تجربة شخصية!
- ما وراء أكمة البوكمال!
- عندما نعى بولسون -الإمبراطورية الخضراء-!
- -الرأسمالية المُطْلَقة-.. بعد الموت وقبل الدفن!
- -الاقتصاد الافتراضي- Virtual Economy
- العرب.. -يوم أسود- بلا -قرش أبيض-!
- قاطرة الاقتصاد العالمي تجرُّها الآن قاطرة التاريخ!
- .. وإليكم الآن هذا الدليل -المُفْحِم- على عبقرية الدكتور زغل ...
- رجل البورصة ماكين!
- ماركس!
- نهاية -نهاية التاريخ-!
- انفجار -السوبر نوفا- في -وول ستريت-!
- قريع ينطق ب -آخر الكلام في اللعبة-!
- -حقوق الإنسان-.. حديث إفْكٍ!
- الفاتيكان يجنح للصلح مع داروين!
- متى نجرؤ على اغتنام -فرص الأعاصير-؟!


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - فاز أوباما.. وظهر المهدي!