أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اشرف بيدس - -هوس- الدراما الرمضانية وشرف فتح الباب















المزيد.....

-هوس- الدراما الرمضانية وشرف فتح الباب


اشرف بيدس

الحوار المتمدن-العدد: 2473 - 2008 / 11 / 22 - 06:47
المحور: الادب والفن
    



انفض مولد ماسبيرو، وتم توزيع الحمص والحلاوة علي المريدين، وعرضت الأعمال «إياها» رغم أنف لجنة المشاهدة، التي أصبحت في السنوات الأخيرة ديكور، فلا يستطيع أي عاقل أن يصدق أن لجنة منوطة بمشاهدة أكثر من 5. عملا دراميا (165. حلقة) يمكنهم الانتهاء من مهمتهم في أقل من ثلاثة أسابيع. ورغم أن هذه اللجان تقوم باختيار الأصلح. يظل هذا الأصلح مرهونا بعوامل أخري تحدد العرض من عدمه، «فالسلع المعلن عنها هي الرقيب الوحيد علي اجازة الأعمال» وتكون الكلمة الأولي والأخيرة لشركات الإعلانات التي تفرض شروطها المتعسفة لأنها تدفع مبالغ ضخمة، ومن حقها استعادة هذه الأموال بكافة الطرق، ولا أحد يستطيع أن يلومها، كذلك المحطات الفضائية تفرض أيضا شروطها، النجوم ذاتهم يفرضون شروطهم، فبعض الفنانين لا يوقعون عقودهم إلا إذا تضمن العقد بندين ضروريين، أولهما أن يتم العرض في شهر رمضان، وثانيهما أن يكون ميعاد العرض مناسبا، والأعمال المغضوب عليها يتم تطويحها في ساعات متأخرة من الليل لا يستطيع مشاهدتها سوي «المسحراتية»، مثلما يتم مع الأعمال الدينية التي لا يشاهدها أحد نظرا لتأخر مواعيد عرضها.
الفن بالوزن وليس بالقيمة
وللأسف تقبل جهات الإنتاج كل هذه الشروط دون اعتراض، فالأعمال الدرامية تتكلف أموال طائلة، ولابد من استعادتها وتعويض فارق الأجور الفلكية التي يتقاضاها النجوم!! كما أن إنتاج الدراما عن طريق المنتج المنفذ، يزيد الأمور صعوبة وتعقيدا، ويتحول الأمر إلي التعامل مع الفن بالوزن؛ لأنه يسعي أيضا للربح، وزيادة ساعات العرض الذي تعود بالخير علي المنتج والمخرج والممثل ، ومن هنا تبرز مشكلة الإطالة والمط التي تصيب المتفرجين بالملل، وإقحام الإعلانات «عمال علي بطال» حتي يبدو الأمر أننا بصدد فقرات إعلانية تتخللها مشاهد درامية؟
دراما رمضان "تقفيل بلدي"
علي طريقة «اللي يكدب يروح النار» تم تقفيل المسلسلات الرمضانية، غرزتين قدام واتنين ورا، وشوية كشكشة في النص، علشان الشكل يبقي حلو، اما المضمون فحدث ولا حرج، كم كبير من التفاصيل تم التغاضي عنها، وأحداث غير مبررة، وحوارات خارج السياق ، ناهيك عن أخطاء إخراجية قاتلة بسبب التعجل في اللحاق بالعرض الرمضاني، ففي بعض المشاهد التي صورت في إحدي شوارع أكتوبر، كان الحديث يدور حول محافظة تبعد عن القاهرة 5.. كيلو متر، وأيضا عدم الانضباط في الملابس التي يرتديها الابطال في المشهد الواحد، فنري البطل يرتدي بنطلون ازرق وقميص ابيض، وأثناء المشهد نكتشف بأن القميص تبدل لونه ليصبح اصفر كروهات والبنطلون بني، وآخر بلحية طويلة وفي المشهد التالي نري اللحية بقدرة قادر قصيرة جدا، فقد اعتمد صناع الدراما علي أن الجماهير مثقلة بالأحمال والأعباء وغير معنية بالتفاصيل والتي لو تم الالتفاف إليها جيدا والتركيز معها، لاكتشفنا بأنهم يستخفون بعقولنا. ليس بوسعنا الحديث عن جميع المسلسلات التي عرضت فالأمر يحتاج لمجلدات، ولكننا سنتعرض لواحد منها، أثار جدلا وهو مسلسل «شرف فتح الباب» ليحيي الفخراني وهالة فاخر ومن إخراج رشا شربتجي .
شرف فتح الباب يفشل في الإقناع
إذا كان محمد جلال عبد القوي مؤلف مسلسل «شرف فتح الباب» طمح في التأكيد علي أن الحكومة تلقي بابنائها علي قارعة الطريق بعد مص دمائهم نتيجة الخصخصة المتوحشة، فنستطيع القول أن الفكرة تاهت في متاهات الحلال والحرام وازدواجية الأفعال التي مورست طوال الثلاث وثلاثون حلقة، ربما نجح «شرف فتح الباب» في فتح كل الأبواب علي مصراعيها لتتراكم الأسئلة وعلامات الاستفهام لكنه فشل في طرح اجابات مقنعة وإزالة اللغط حولها، فنحن أمام شخصية تنطق بالصدق وفي أعماقها يستوطن الكذب، تتناقض مع نفسها وواقعها ومعتقداتها، تنقلب علي رأسها دون مقدمات؛ شرف فتح الباب موظف منضبط في عمله، يلقي احترام زملائه ورؤسائه، ويتمتع بمحبة الجميع، يؤم الناس بالمسجد، متزوج من امرأة صالحة، ولديه أربعة ابناء متفوقين في مراحل تعليم مختلفة، قام بتربيتهم علي المثل والقيم وطاعة الله، هكذا ظهرت الشخصية، يعيشون مثل الملايين علي حافة الحياة، وبالكاد يأكلون ويشربون ويلبسون ويتعلمون، ويحاولون العبور بسفينة الابناء لبر الأمان، لكن تحدث المفاجأة الكبيرة التي تزلزل كيان هذه الأسرة المكافحة الصبورة المسالمة، حينما فوجئ «الأب» بخصخصة الشركة التي يعمل بها والاستغناء عن خدماته، وما قد يلحق به وبأسرته ، إلي هذا الحد تجري الأحداث بشكل منطقي بل وتتصاعد دراميا، وهو خط كان من المفروض أن يبني عليه المؤلف الحدوتة، إذا كان غرضه بالفعل هو فضح الخصخصة وتعريتها، أما إذا كان يريد أن يرصد حالة موظف مرتشي فكان يجب عليه أيضا أن يمهد لذلك من خلال الحلقات الأولي، لكنه حاول مسك العصا من منتصفها بغية التشويق وجذب الجماهير للعمل، وللأسف لم تؤت هذه المحاولات بالثمار الناضجة، فبدلا من الالتفاف حول العمل، راح الناس يصبون جام غضبهم علي الحلقات الأولي، فالرجل واضح وضوح الشمس رتب مع رئيسه لعملية اختلاس صريحة نظير مبلغ من المال، فماذا كان يقصد المؤلف من تلك الهالة الإيمانية التي تحلي بها «شرف» وهل لها ضرورة درامية، مع الأخذ في الاعتبار إنه ظل طوال الحلقات يحاول أن يؤكد في بلاهة إن ما فعله كان صحيحا، وإنه ضحية المجتمع والناس والظروف. ورغم إن زوجته رفضت مسعاه الإجرامي في الاحتفاظ بالأموال طالبة منه الطلاق، نراها في آخر الحلقات تنقلب هي الأخري علي مبادئها ومعتقداتها، وترفض زواجه من زميلته بحجة إن أولاده أحق بهذه الأموال!! تتعقد الأمور أكثر فأكثر، ويصارح «شرف» أولاده بفعلته التي لولاهم ما أقدم عليها، لكن الأبناء ظلوا متماسكين بموقفهم رافضين أموال الدنيا في مقابل أب شريف يفتخرون به، وبدلا من أن يصلح «المؤلف» ما أفسده «شرف» اختلط لديه الحابل بالنابل، ولجأ إلي تقفيل الحلقات مضحيا بزميلته التي أحبته رغم الفوارق الهائلة بينهما، ورغم علمها بأنه متزوج، لنري مشهد النهاية، وقد افترش «شرف» الكورنيش في مواجهة سيدي العوام يندب حظه العثر.
الفساد علي الشاشة كالماء والهواء
من الأشياء الملفته والنادرة الحدوث في أعمال يحيي الفخراني هو حدوث نفور قطاع كبير من الجماهير عند مشاهدتهم للمسلسل، ولو أن ذلك لم يمنعهم من متابعته، ربما لحرصهم علي اكتشاف ما سوف ستسفر عنه النهايات، ولم يأتي هذا النفوز والاستفزاز بسبب أن العمل متدني المستوي أو محدود الإمكانات، إنما جاء نتيجة التناقض الشديد والغريب في شخصية «شرف فتح الباب» فقد ذهب البعض في تفسيراتهم بأن الشخصية الرئيسية للعمل تحكي عن مرتشي وهو لا يليق مع الشهر الكريم، وهو تحليل خاطئ لأن جميع المسلسلات الدرامية الرمضانية دارت أو التفت حول الفساد، حتي اصبح علي الشاشة كالماء والهواء ، مما أعطي انطباعا بأننا نعيش عصر الفساد السعيد، والغريب أن هذا الطوفان الدرامي المعبأ بالرشاوي والسرقة والنهب لم يكشف عن خبايا هذا العالم الخفي، فالواقع يحمل داخل سراديبه العديد من الحيل التي لم يصل إليها بعد خيال المؤلفين.
جاء أداء الوجوه الجديدة بالمسلسل أكثر من رائع، بل لا نبالغ لو قلنا أن كثيراً من المشاهدين واظبوا علي المشاهدة بسبب ادائهم الصادق وتلك العفوية المرنة التي تمتعوا بها والتلقائية في ردود افعالهم ، بل من الأشياء الجميلة التي احدثتها هذه الوجوه المبشرة بأنهم جعلوا الكثيرين يتمنون أن يتمتع ابناؤهم بهذا الحنو والاحترام، ويأتي في مقدمتهم رامز أمير (الابن الأوسط) والذي أدي شخصية «عبد الرحمن»، ثم وليد عمر (الابن الأكبر) والذي جسد شخصية «إسلام» والأبنة «هبة حسن» والابن الأصغر «طه» والذي قام بدوره الطفل عبد الخالق الجابري. أما بثينة رشوان فقد أدت دورا يحسب في رصيدها الفني بأداء رصين وبسيط، ونأتي للعبقري يحيي الفخراني، فرغم اختلافنا مع المضمون، فلا يستطيع أحد غيره أن يؤدي الشخصية بهذا الاحساس العالي والفهم الجيد للابعاد النفسية والاجتماعية لموظف بسيط يلجأ للرشوة، ولكن هذا لا يمنع أن إقدام يحيي الفخراني علي هذه الشخصية كان الغرض منه الاستفادة من اللغط التي ستثيره، وهي معادلة صعبة لأنها ربما تفقد الفنان مشروعية الدور، لكنها تزيد من شعبيته!!
الحاجة إلي هدنة
المتابع لخريطة الدراما الرمضانية يكتشف عدم حدوث تغييرات جوهرية ، فالتكرار السمة الغالبة للموضوعات، فبعد النجاح الذي حققه مسلسل «الملك فاروق» اتجهت شركات الإنتاج للسيرة الذاتية (اسمهان وناصر)، والادهي من ذلك أن دراما رمضان باتت محجوزة لأسماء بعينها دون غيرها، مثل نور الشريف ويحيي الفخراني ويسرا وإلهام شاهين وسميرة أحمد وأخيرا خالد صالح الذي قدم مسلسلا باهتا لا يسمن ولا يغني من جوع ، وهؤلاء النجوم اقتصر نشاطهم علي شهر رمضان فقط، وهم فنانون كبار لا غبار علي تاريخهم الكبير ، ولكن تكرارهم كل عام بات أمراً ثقيلا علي قلوب المشاهدين. خصوصا وأن أعمالهم يعاد عرضا طوال العام، فالحلقة الواحدة يعاد عرضها ثلاث مرات يوميا، بالصباح والمساء وفي منتصف الليل، يعني المسلسل الذي يتكون من 3. حلقة * اربع مرات عرض =12. يوم * 3 مرات العرض اليومي= 36. يوما، وهذا يعني أن المسلسل يذاع كل يوم خلال السنة الواحدة. ربما هذا ما يفسر ارتفاع أجر النجوم، فهم يدركون جيدا أن اسماءهم تحقق لشركات الانتاج اضعاف اضعاف ما يتقاضونه..



#اشرف_بيدس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرئ .. بين فجاجة الواقع.. واستحياء السينما
- علي بدرخان عاشق البلاتوه والوطن
- دينا
- ايمان
- ايشا
- الحياة علي حافة الموت
- الشتاء الحزين
- راشيل.. زهرة البنفسج


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اشرف بيدس - -هوس- الدراما الرمضانية وشرف فتح الباب