أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اشرف بيدس - علي بدرخان عاشق البلاتوه والوطن














المزيد.....

علي بدرخان عاشق البلاتوه والوطن


اشرف بيدس

الحوار المتمدن-العدد: 2463 - 2008 / 11 / 12 - 08:05
المحور: الادب والفن
    



مخرج جرئ ومقتحم، تحمل أفلامه خطوطا مستقيمة لا تقبل الطرق المتعرجة، لا يتلف حول أفكاره، مباشر حتي التصادم،لا يعبأ بالمحاذير، وينطلق وفق قناعاته التي لا يداهن عليها ، ولا يفرط فيها مهما كلفه الأمر. هو مخرج - هاو- كما يقول، أعمال تحمل أفكاراً كبيرة تستحق التحليل والمتابعة، ربما لأنه يهتم بقضايا وطنه فتأتي أعماله شديدة الجرأة والتميز، متلصق بالناس وخصوصا البسطاء ومحارب من الطراز القدير، إنه علي بدرخان.
أعمال علي بدرخان تبدو قليلة في مسيرة فنية تجاوزت 27 عاما ، لكنها شكلت علامات مضيئة في تاريخ السينما، واستطاع من خلالها فرض اسمه بقوة وسط جيل من المبدعين تحملوا علي عاتقهم النهوض بفن السينما.
تتلمذ علي بدرخان علي يد والده المخرج الكبير أحمد بدرخان الذي تعلم منه عشق الكاميرا والبلاتوه فالأمر لم يكن غريبا عليه، التحق بمعهد السينما بناء علي رغبة الوالد، واشبع موهبته بالعمل مع كبار المخرجين من أمثال صلاح أبوسيف ونيازي مصطفي وتوفيق صالح، لكن ظل يوسف شاهين علامة فارقة ومحطة رئيسية تعلم منها الكثير ويدين لها بالكثير.
كان السفر لايطاليا امرا بالغ الأهمية لثقل الموهبة والتعرف علي الجديد، ثم عاد مرة أخري ليقدم أول أعماله في 1973(الحب الذي كان) سعاد حسني، محمود ياسين، جميل راتب، عن فكرة قديمة لكن بمعالجة جديدة نالت استحسان الكثيرين وبشرت عن مخرج واعد لديه ما يقدمه، ويملك أدوات سينمائية مختلفة عما كان سائداً.
ينطلق بعد ذلك ليأتي فيلمه الثاني عام 1975 (الكرنك) الذي أحدث جدلا واسعا مازال حتي الآن، بل نستطيع القول إن هذا الفيلم كان إشارة للسينمائيين للاتجاه لتقديم أعمال ترصد ما كان يحدث بالمعتقلات في الفترة الناصرية وهو ما كان مسكوتا عنه، وقد نجح علي بدرخان رغم ناصريته الشديدة، أن يكون أمينا في الطرح مستخدما كل أدوات القهر والتنكيل التي كانت تمارس في هذه الحقبة، ولعله قدم أجرأ مشهد سينمائي في ذلك الوقت ، وهو المشهد الذي تعرضت فيه سعاد حسني للتحرش الجسدي داخل المعتقل.
أما فيلمه الثالث (شيلني واشيلك) بطولة محمد عوض ونسرين وخيرية أحمد، عام1976 فقد واجه موجة شديدة من النقد، واعتبر الكثيرون أن الفيلم بمثابة السقطة التي ما كان عليه أن يقدمها بعد تقديم عملين كبيرين مثل (الحب الذي كان - والكرنك) لكن علي بدرخان يرد علي ذلك بأنه كان يقصد من الفيلم رغم بساطته تقديم شكل من أشكال الفساد معتمدا علي التغيير الذي يحدث في النهاية وتغيير وعي البطل واكتمال نضجه وهي فكرة جديرة بالاحترام،حتي وإن جاءت في إطار كوميدي.
وفي عام 1978 كانت رائعته «شفيقة ومتولي» وهو فيلم مأخوذ عن الملحمة الشعبية الشهيرة، ونجح في رصد الأجواء التاريخية التي وقعت فيهاا لأحداث، ولو أن الفيلم وقع قي مشاكل انتاجية كثيرة نجح بدرخان وصلاح جاهين في تخطيها ، ولو أن الأمر العمل اختلف عليه الكثيرون ما بين مؤيد بشدة ومعارض جدا.
في «أهل القمة» 1981 يرصد بأمانة وموضوعية فترة الانفتاح وماأحدثته داخل المجتمع المصري والتغييرات التي لحقت به، واتسم بالجرأة وكان أيضا إشارة وتمهيداً لسيل من الأعمال التي ناقشت فترة الانفتاح.
وفي عام1986 يأتي(الجوع) وهو فيلم صالح للعرض في كل الأزمنة ، يناقش من خلاله الكساد والشح والحاجة التي تجتاح المجتمع، مبشرا بأن الظلم قد يؤدي إلي ثورة شعبية تنجح في تغيير الأوضاع الفاسدة وهو ما حدث بالفعل.
أما عام 1991 فيقدم رؤية شديدة الحساسية في فيلم «الراعي والنساء» والمأخوذ عن رواية «جزيرة الماعز» والتي قدمت في كثير من المعالجات، كانت المعالجة السينمائية لها في فيلم بدرخان أكثرها تميزا وكانت المباراة في التمثيل بين نجومه سعاد حسني ويسرا وأحمد زكي وميرنا مبهرة استطاع أن يديرها بدقة بالغة، ورغم أن الأحداث تدور حول أربعة أشخاص فقط، فإنه يستطيع أن يقدم حالات إنسانية شديدة الثراء دون تسريب الملل للمتفرج.
أما في 1995 و1996 قدم فيلمي «نزوة» احمد زكي ويسرا، و«الرجل الثالث» أحمد زكي وليلي علوي ومحمود حميدة.
لقد حرص بدرخان في أفلامه علي كشف الفساد وملاحقته وفي ذلك يقول «عندما أنقد الأوضاع السياسية والاجتماعية عبر أفلامي، فأنما أفعل ذلك بهدف البناء لا الهدم، واعتقد مخلصا بأن السينمائي لا يمكن أن يكون فنانا جيدا، أن لم يكن ملتزما بقضاياه الوطنية وبمعاناة شعبه». وحول الموجة الجديدة من الأفلام الكوميدية التي لا تهدف سوي للربح يرفض بدرخان الانصياع لها، لكنه أيضا لا يلوم القائمين عليها.
يلاحظ من خلال السرد الموجز الذي قدمناه لأفلام علي بدرخان أن سعاد حسني قامت ببطولة الكم الأكبر من أعماله، فقد استطاع أن يقدمها في أشكال مختلفة وغير نمطية كتلك التي اعتادت أن تقدمها من قبل، ويلحظ أيضا أن هذه الأفلام تمثل نقطة انطلاق لها، فقد كان أقدر الناس علي توظيفها سينمائيا وإخراج إمكاناتها الابداعية.
وبعد..
كانت أعمال علي بدرخان أشبه بالحجر الذي يلقي في المياه الراكدة ليكشف عما يخبئه القاع، إنها الجرأة في الطرح والإلمام بما يعيشه الآخرون ومحاولة التعبير عنه بصدق وشفافية وإبداع فني دون الرضوخ لأي مغريات، فقد كانت المباشرة هي إحدي حلوله السحرية للتعبير عن موقفه.



#اشرف_بيدس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دينا
- ايمان
- ايشا
- الحياة علي حافة الموت
- الشتاء الحزين
- راشيل.. زهرة البنفسج


المزيد.....




- مونديال الأندية: هل يصنع بونو -مشاهد سينمائية- مجددا لانتزاع ...
- الشاعرة نداء يونس لـ-القدس-: أن تكون فلسطين ضيف شرف في حدث ث ...
- هكذا تفعل الحداثة.. بدو سيناء خارج الخيمة
- امتحان الرياضيات تباين الآراء في الفروع العلمي والأدبي والتج ...
- أصداء حرب غزة تخيم على مهرجان برلين السينمائي -برلينالة-
- من يحمي الكنوز الثقافية في الشرق الأوسط من الحروب؟
- فيلم -في عز الضهر-.. هل ينجح مينا مسعود في مصر بعد نجاحه في ...
- نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس في ثواني على بوابة التعلي ...
- صدر حديثا ؛ عندما يغضب المحيط - قصة للأطفال
- -ابتدينا-..عمرو دياب يطلق ألبومه الجديد ويتعاون فيه مع ابنه ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اشرف بيدس - علي بدرخان عاشق البلاتوه والوطن