أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نعيم عبد مهلهل - اليوم العالمي لغسل اليدين بالماء والصابون ..














المزيد.....

اليوم العالمي لغسل اليدين بالماء والصابون ..


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2448 - 2008 / 10 / 28 - 04:12
المحور: كتابات ساخرة
    


يحتفل العالم هذه الأيام باليوم العالمي لغسل اليدين بالماء والصابون ، وقد يجد المرء غرابة في مثل هذا اليوم وطبيعته ولكنه على أية حال حقيقة وليس مزحة ، وأظن إن الغرض منه هو تذكير العالم بضرورة الأنتباه الى النظافة ، نظافة الروح والجسد بعدما صارت الأمراض تفتك بنا جراء عدم الأنتباه الى تلك الجملة الأثرية ( أغسل يديك بالماء والصابون قبل وبعد الأكل )..ونحن نضيف الى هذه العبارة أغسل يديكَ بالماء والصابون وأنت تعمل أو تأتمن وديعة صديق أو وانت تخدم بلدك،أو تسوق بضاعة أو نقل كلام ما أو محاضرة تلقيها عن الحق أو الأنتخابات أو دور الأنسان في معرفة اجمل الطرق وأكثرها بياضاً للوصول الى ربك.فالنظافة لاتعني فقط طرد المكروب من على الجلد او منعه من دخول الجسد ،إنها تعني تنظيف الذات والذاكرة والفكر والأنتماء الى المجتمع وهذا لا يحتاج منا الى الصابون فقط ، بل نحتاج معه الغيرة والوطنية ونكران الذات والثقافة الرصينة وذلك ما نبحث عنها اليوم في طرقات شقاءنا وسط عطاس الدبابات ووعود الساسة وتصريحات الأطمئنان بأن الكهرباء ستظل متألقة بمصابيح أديسون اربع وعشرين ساعة في اليوم ،وهذا لم يحصل ، ولكن علينا ان نذكر أولياء الأمر ليوم هذه البلاد بأن الحاجة الى الماء والصابون والأحتفاء به تبدأ منهم قبل ان تبدأ من المواطن البسيط ، وعليهم أن يضعوا لافتات صغيرة من خشب الصاج فوق مكاتبهم خُط عليها بالخط الديواني هذه العبارة ليتذكروها قبل توقيع كل مرسوم وزاري يهم حياة أبناء وطنهم وجلدهم ومن بصموا لأجلهم بالحبر البنفسجي، فعندما يريد وزير التجارة مثلاً أن يستورد رزا أوحليبا لبطون ابناء الشعب عليه ان يقرا اللافتة التي خطت بعناية فوق رأسه وان يغسل يديه ولكن ليس بالصابون المصري الذي تستورده الوزارة فهو ( محجر ) وغير فعال ، وكذلك وزير الصحة فيما يخص الأدوية التي ثبت فساد وانتهاء صلاحية الكثير منها ، وهكذا بقية وزاراتنا المؤقرة التي تحتاج الى هذه العبارة من غرفة الأستعلامات وحتى مكتب الوزير.
وهكذا يحتاج الوطن لكي يُعمر ويعود متألقا وخاليا من مجاميع القتل اليومي ( الخاصة منها والعامة ) الى ان يضع هذه العبارة حتى على بدلات رجال الشرطة وخوذ الجنود ويافطات المؤتمرات الصحفية ومنافذنا الحدودية في المطارات وبوابات البر في سفوان وبدرة وربيعة والدنف والوليد وعرعر وكل( زاغور) يعبر منه الهواء من والى العراق.
نعم .العالم يحتفل هذه الأيام بالماء والصابون ، فمن الماء جعل كل شيء حي ، ومن الصابون نمتلك لمعان الوجه وزوال رائحة السمك المشوي ودهن ( التشريب ) ، وغبار الشوارع التي لم يمسها بعد اسفلت البلدية ،ومع الماء والصابون تبدأ اناشيدنا الوطنية التي تحفز فينا رغبة ان نكون الأقرب للحلم الوطني في محاولته توحيد ذاكرة وجسد البلاد دون أقلمة وكيانات تسعى لمكاسب المال والجاه والمناصب.
نحتاج الى ذات ناصعة في جسدها وضميرها وهذا قد لايوفره الماء والصابون في كثير من الأحوال لأن نظافة الروح تحتاج يقظة الضمير اولاً وليس يقظة الصابون وذلك لايأتي إلا في محاولة التقرب الى الله ومراجعة النفس وتذكر يوم الحساب حيث لاينفع الرقم السري في البنوك الاجنبية ولا هم يحزنون .وبالرغم من هذا فأن التذكير والتبشير للأحتفاء في هذا اليوم العالمي يكون ضرورة واهمية تمتلك ذات الوقع والصدى عندما نحتفل بيوم الأم ويوم الجيش ويوم المليشيات ويوم التفاح ويوم والفن ويوم الحشاشين وجميع ايامنا التي هي ربما هي اكثر عددا من أيام السنة الميلادية...!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسد وعلى خده شامه ...
- تفاحة الخد .. وشفاه البنت والولد..!
- القناة الفضائية للحزب الشيوعي العراقي..
- بعض غنوص يحيى المندائي ...
- 11 سبتمبر كما تخيلهُ جَدُنا جلجامش
- سيكولوجية رموش العيون
- الرؤيةُ فيما يَرى الرَغيف...
- قصائد ، للناس ، وخبز العباس . وخضر الياس
- عاشوراء.. القضية بين الرؤية وسرفة الدبابة
- رؤى عن الجمال وعطر البياض
- عكاز قاسم حداد
- الحسين ع - العراقي الأصيل الأصيل أبداً
- النبي الأب ..والعمُ النفري
- قصيدةٌ عن عُطاس الخبز
- دمعة على مدرج ملعب كرة قدم
- أنا أحب العراق ..إذن انا حزين
- المستنصرية الشهيدة
- بابل ...وجنائن من لغز ورموش التوراة
- من طور سيناء ..الى طور الشطراوي
- شروال بحجم غيمة ، وكاكا دعابتهُ القمر الآري


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نعيم عبد مهلهل - اليوم العالمي لغسل اليدين بالماء والصابون ..