أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبتهال بليبل - فن التصوير الفوتوغرافي ودوامة الحياة














المزيد.....

فن التصوير الفوتوغرافي ودوامة الحياة


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2444 - 2008 / 10 / 24 - 02:53
المحور: الادب والفن
    


إن فكرة الوجودية ، ظلت هي المحور ألأساسي في عملية تواصل الإنسان في كل زمان ومكان ، ففي كل المراحل التي مر بها ويمر باتت هذه الفكرة تؤرقهُ ، فنجده قد عبر عنها عن طريق أشعارهُ ورسوماتهُ وكتاباتهُ وغيرها من الفنون الأخرى ، ليصل إلى قناعة من خلالها يفهم مدى حتمية تلك العلاقة التي تربطهُ بهذا العالم الواسع ، وفي كل مرة يطرح ما يعبر عن خوالجهُ التي يستوحيها ، من خلال بحثهُ عن الخلود والبقاء ، لنجدهُ يتحدث تارة عن الموت وأخرى عن الحياة بصيغ مختلفة وإيحاءات عديدة ..
الفنان هو ذلك الإنسان الذي يمتلك الحس الراقي ، والنظرة الخاصة في تكوين تلك المعبرات ، ربما هي قصّة طويلة وتاريخ طويل ، سؤال لا إجابة عنه ، وقدر لا مفرّ منه، عالم لا نهاية له، وسرّ لا كاشف عنه.
فن التصوير ما هو؟ هل منكم من سأل هذا السؤال؟ ومن يريد منكم معرفة أسرار هذا الفن ؟ قلة ينبئها الإحساس بعظمة هذا الفن ، وجودهُ ، واختفائه ، وآخرون يعرفون ويقدرون، لكنهم الأقل حظّاً والأكثر تهميش.
هي دوّامة الحياة في الدراسة في العمل، في الإبداع ، في تذوق الفن والشعور به ، البعض ممن أتقن فن التصوير الفوتوغرافي سخرهُ لجمع النقود والاسترزاق ،، والبعض الآخر كان يسعى لتحقيق النجاح والشهرة . لكن ، كل هذا يلهينا عن رغباتنا، عن متعتنا، عن تفاصيلنا، وعن خصوصيتنا.
حقيقة أنا لم أحاول يوماً ، الكتابة عن هذا الفن ( فن التصوير الفوتوغرافي ) ، لكني أومن بمقولة تقول " إذا فمهت الدنيا فأنت فيلسوف .. وإذا كشفت عن خباياها فأنت عالم .. وإذا أضفت إليها جديدا فأنت مَثل أعلى للكثير من الناس " ..
ولن أنسى يوماً ، أستاذي والذي أعتبرهُ بمثابة والدي ، المصور الفوتوغرافي القدير (عادل قاسم ) الذي يمتلك حس راقٍ ، ونظرة خاصة في تكوين الصورة ، فالصورة لديه ليست مجرد أطار يحوي بين زواياه مجموعة من الأشياء ، فهو يؤكد لي أنه فن ذو أساس وعلم له قواعد ، أراقبهُ يوميا دون أن يشعر بي ، وهو ، يتخذ من هذا الفن رسالة لحياتهُ ، بصدقهُ وأمانتهُ ، حقيقة أنا اليوم لا أحاول أن أمجد هذا الرجل بقدر محاولتي في توضيح معالم هذا العالم الخفي لهذا الفن ، الذي كنت يوماً أحسبهُ فن ثانوي ولكني بعد أن مارست العمل في مجالهُ ، بدأت أشعر بما يمتلكهُ هذا الفن من أهمية ، ربما يكون أساسي في الكثير من الأمور ، ومن خلال معايشتي لواقع أستاذي ( عادل قاسم ) تمكنت من رسم الخطوط الأولية لهذا الفن الذي يعتبره الكثيرون منا ، سهلاً ولا يحتاج إلى دراسة أو ذوق ، فهو بلا شك رسالة صورية للكثير من الأحداث والتصرفات ، والإيحاءات النفسية والجسدية ، فيها أسرار نتمكن من خلال معاينة محتواها ، أن نشير إلى قصص وحكايا تجتمع بين ألوانها وملامحها ، يحتوي على قوانين في غاية الأهمية منها البساطة للحصول على السعادة والبهجة كونها تقدم للمصور نوع من الاحتفاء بوجوده وحضورهُ ، وحتما لكل وجه جماليتهُ وله زوايا تظهر هذا الجمال وتخفي العيوب إن وجدت ، ويقع هذا الأمر ضمن مسؤوليات المصور حيث أنه من يقوم بمعالجة هذه الأمور ...
التصوير هو لغة ذات ملامح لا تكتب فيها كلمات ، وبين عنوانها ومضمونها عالم فسيح كلماتها تسرح في الأشكال التي تحتويها وتشرد كالمعاني في عالم الخيال الفسيح ، لتمزج كل اللغات العالمية المفهومة والمتداولة لدى الجميع من( اشتياق ولقاء وحب وأحلام وحب وحرب وعنف وفراق وألم ووجع وبؤس وشقاء من تاريخ وحضارة من تراث وشعبية والخ ) ،
فن التصوير الفوتوغرافي هو لغة تواصل جمالي تعكس العمق الإنساني لاستيعاب الملامح وتتجسد الجماعية في الفهم الكامل وتتوحد المفاهيم عبر ثقافات التنقل من مرحلة إلي أخري ويجسدها الفنان والمبدع المتعمق في جذور الحضارة الأصيلة ، لذلك نجدها لغة توحد الجميع ، بصيغ مبسطة أخاذة لأنها بلا تعقيد وكل شيء يخاطب الجمال والخيال ، وعندما نمتلك إبداع ، نستوعب لغتها حيث يكون إحساسنا الجمالي به عميق ويسهل الاندماج مع ملامح الصورة ، عبر ثقافات متعددة بأجمل أدوات الفن التصويري الأصيل وقبلها دواخل المبدع الذي يدفق إبداع ويشكل واقع ذو لوحه تجعل الذوق فيها أساساً ، كما أن للتدريب والدراسة والمتابعة له علاقة مع الآلات وأجهزة التصوير ومدى تقنيتها ، والأصابع عبر الملامسة ذات ألاجواء الجميلة لغة لا يفهمها إلا الممتلئ إنسانيه وإبداع ...
وجب علينا أن ندرك بان الفن الفوتوغرافي هو لغة تخاطب الحدث بدون كلمات وان العديد من الأمم لا تستجيب لأي أمر إلا بالمتابعة والتجربة الميدانية ، مما يؤكد على أهميته في الوقت الحالي....
و كما جاء في بداية الموضوع هي ليست بكلمات أو لغات أو السنة حتى يعجز المرء عن فهما إلا إذا كان يتقن تلك اللغة أو ذاك اللسان ، فهي مختلفة حسب اختلاف الأحداث والأيادي التي تصورها ، إن في إصدار تلك الصور التي تتسرب مناظرها إلى العين ومن ثم إلى الجهاز العصبي ليحلل معانيه ويفهمها حسب فهمهُ ، لذا أرى أن فن التصوير ، هو ليس بلغة وإنما هي فن وذوق ، وشعور يمكن أن يفهم معانيه أي إنسان مهما اختلفت ثقافته ولغته ، ولن أنسى يوما ما تعلمتها من أستاذي (عادل قاسم ) وهو يقول لي " كل مصور يجب أن يحب الصورة التي تعب وأجتهد فيها ، فأنا أعشق وأخاف على الصورة التي أتعب وأجتهد فيها كثيراً ، كما إنني أعتبر الصور هي بمثابة أرشيف وتاريخ وجب الحفاظ عليه "
لكني حقيقة كنت أرى مشكلة ، يعاني منها الكثير من المصورين ، وهي أنه لا يوجد قانون يحمي حقوق الملكية الفكرية ، حيث أنه يؤكد لي من خلال خبرتهُ العملية أن هناك سطو كبير على الإنتاج من غير وجه حق ، فهناك من يستخدم صور في أعماله ليست ملكه ، كما أنه لا يكلف نفسه عناء الاستئذان من المصور أو درج أسمه عليها .. ربما هي الحياة هكذا ، كالأرجوحة تحرك اللفافة بين الشفاه والأيدي، نمتص شذاها ونلفظ خارجاً شياطينها .....



#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخلف الفكري الحلقة (1) لا سلطان على العقل إلا العقل ذاتهُ
- سلسلة هموم امرأة / لا أمارس الحرب للحرب
- سلسلة هموم أمراة / اسطورة الرجال
- خلود برزخي
- ما الذي ينتظرنا من باراك حسين أوبا ما ؟؟؟
- ذلك كل ما تبقى في حناجرنا ..
- ثقافة العنف وجذوره ( الجزء الثالث ) التحررية
- التزام إيران الأبدي نحو فكرة تدمير إسرائيل ...
- لنكون أكثر تفاؤلاً بمشروع الانتخابات
- -إنانا في دمشق- لوحة تصور امتهان عراقيات للدعارة بدمشق
- عطش الروح
- من اجل أن لا يبتلع الحوت القمر
- اجسادنا غادرتها ارواحنا
- المتنزهات العامة والعشاق
- ازمة سكن حادة
- هل شوه الاعلاميون اللغة العربية؟
- اعترافات عاطل بدون عمل
- الهجومية والشراسة
- من أنتِ .... احتمال يكون القصد بها ( أنا )
- جهاز كشف الكذب


المزيد.....




- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبتهال بليبل - فن التصوير الفوتوغرافي ودوامة الحياة