أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل فؤاد عبيد - إرادة المختلف والمتحول في - لعلك - قصائد نثرية للشاعر الفلسطيني يوسف القدرة ( إضافة )















المزيد.....



إرادة المختلف والمتحول في - لعلك - قصائد نثرية للشاعر الفلسطيني يوسف القدرة ( إضافة )


أمل فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2443 - 2008 / 10 / 23 - 06:29
المحور: الادب والفن
    


" رائحة التأمل تحاصرني بأقنعة لا تجدي كوني وحيد وغائبة ( هي ) في أسئلة الحضور " ص 46
في زمن العورة .. تنهشنا البراءة .. وزمن الحروب تبيح لنا الدماء استهتار الدمع .. وتنازعنا الأحلام تحررا .. وفيضا من العبير لعلنا نفيق .. في غمرة الكشف وعقلنته .. لا يكون للثرثرة مكان .. نتحسس المواجع والآهات بفكرة مدانة .. وحينما نتجول السفر على صفحات أقلامنا .. نجد الجديد يغامرنا الحضور .. ولعلنا في هذه القصيدة الثالثة نجد ما يمكن البوح به بلا مقدمات .. فبوح الحرف أوقع أثراً عندما يجيء منفعلا بنفسه وفيه .. وهي القصيدة المعنونة بـ ( عن إرادة مختلفة في الحلم ) .. ولعل هو البحث عن إرادة تحقق لما قبل الحلم .. يقحمنا الشاعر الشاب يوسف القدرة عالمه الشعري / النثري بصيغة المخاطب لنفسه .. يعتمل آثاره النفسية ويحاول تكثيف الصورة في لقطات سريعة .. تعبرنا كطيف رقيق .. يقول في البداية :

" للروح فضة تبرق في خيوط الضوء التي تشع . الراحلون يمسكون خيطا واحداً إن هم استطاعوا , القهوة شراب التائهين في أمسيات بلا قمر أو أي عطر . "

" يعيد الظلام تطهير الهواء , تلتحف الزرقة بغطاء أسود يؤانسه بحر ينبض بما فيه . المعاني تكبُ فراغها في ساعات الليل . تدخن الأفاق آهات المتعبين وتهدي ورداً وأحلاماً للذين ينامون في أنفسهم ."

يفتح الستار بداية عن مشهد الحكاية .. لا صوت هنا سوى للحقيقة التي تقدم نفسها .. واقع ملموس ينبض بما فيه من تفاصيل حال المسلوب قدره .. وشعور بالاغتراب المعنوي يحاصر المشهد .. ندقق في المفردات فنعتلي معها عرش الانصياع لها .. تكثيف معنوي يغني عن كثير من التفاصيل .. فهذه الأسطر غنية بالحدس المباشر وجملة تدخلنا في عالم الأخرى .. هي مقدمة ضرورية وما بين فضة الروح التي تبرق وبين أمسيات بلا قمر علاقة ارتباطية تلتحم المعنى بالضرورة .. فعندما نفقد بوصلة الإحساس بالعالم .. ويتيه الدليل فينا .. يتعين إدراكنا حيث الروح تهدي .. ويتوسطهما الفقد علامة تواصل .. ولأنها أمسيات بلا قمر .. يعيد الظلام تطهير الأنفاس والأنفس .. فالسماء تؤجل انفتاحها .. وفي مساحة بهذا اللون .. تحضر الشاعر أطياف المعاني .. التي تكب فراغها في ساعات الليل .. تلك الساعات التي تشارك المتعبين آهاتهم .. ولا تملك سوى أن تهديهم وردا وأحلاما .. يقول الشاعر :

" متكبراً على الغموض والمصابيح كنتَ , تقترب من نهر قلبك الماطر وحيدا , يتخلل خوفك وتتخلله , كصور تجيء من عالم يعرفك وتجهله , كنتَ تبدو حزيناً . قلت : الحزن كائن أليف . كان يمتصك الحلم كي تصحو صباحا وتبدو عادياً وغريباً على المرايا التي رأتك في المساء . "

يحتوينا التكثيف في هذه الأسطر .. ليقدم لنا خلاصة لها مذاق فلسفة وجودية .. تعبر منا خريطة الوعي ليتحول بنا إدراكا آخر .. هو الإنسان ما بين الظلمة والنور .. كان ولا زال يستشعر خوف المجهول المفروض عليه .. ولربما هو مفارقة الإحساس بكينونة مختلفة تفرض وجودها فرضا على الشاعر بحكم هويته .. ليتعمم الإحساس جملة وتفصيلا .. وكأنه صورة مصغرة لتيه الإنسان وكبريائه .. فمعنى الاستلاب قد يكون على كل الوجوه وبأي الصور .. ليكون مصدرا لهواجس والمخاوف .. فتتحول بنا العبارات والصور من خصوصية تاريخية يعانيها ويعاينها الشاعر كفلسطيني لتتحول إلى جملة / هي فكرة تصيغ عالم الإنسان وحاله .. فرغم الوجه المصبح في الكون هناك الغموض والظلمة .. وعلامات استفهام كثيرة تستمر تشعلنا فكراً ومحاولة .. وما القلب سوى مركبة النجاة أو الهلاك .. ولكل قلب ربان واحد .. كان ولا زال وسوف يبقى وحيدا .. يعبر أمواج الحياة .. بكثير من الخوف كالموج الظلل يتهيب تيهه وضلاله ويتوسم الهداية .. يعتصره خوف الطبيعة تارة .. وتارة خوف الذات .. فيتخلله .. حتى يأتلفه ائتلاف الوريد .. وما بين اختلاف الصباح والمساء .. يتردد الإنسان بين الزيف والحقيقة .. يتردد أحلاما على مرايا النفس ليتبدد عندما تصحو الحقيقة .. يقول الشاعر :

" يرعبك الجنون والعيون قوة تكسر ضبابية اللغة , تشعِر قواعدها بنشوة , تخرجها عن قوالب ليس البياض في حاجة إليها , كنت مجرد أنفاس في حوض سمك ملون , كانت قوى البحر تنتشر فيك , يبني الملح جسدك خرائط فيما زبد يسيل لؤلؤات على شكل يعتريك ؛ الموت يا بني ؛ قالت العرافة . "

" لم تنتبه للنجوم على كتف الرحلة تتراقص , تغني أرواح الذين كانوا وذهبوا أغنية مطرزة باليقظة والانتباه . أطرقت رأسك للذاكرة كي لا يتكرر الصباح والولادة , الذاكرة كما أدلفت العرافة ذات سهرة على رمل الشاطئ لحظة أشارت أنها لا تقصد شاطئ البحر كما فهمت بل شاطئ الروح : كائنات كامنة في نهر قلبك , تسري في أدمغة كونك , رجوعك يكون من البوابة الأولى التي عبرت منها حبيبتك ذات لحظة معتمة من الألوان . "

هذه المكاشفة التي تخرجنا عن قوالب الإحساس الاعتيادي .. تفجر لدينا طاقات تمنحنا إحساسا بالصدق والمغامرة .. مغامرة الخروج عن نص أو قاعدة ذهنية سابقة .. تعود بنا الى فكرة الكشف الأول .. هي تحكي قصة الوجود .. ومغامرة الإنسان في وجوده .. وانقشاع الألوان وبهاتتها .. ليبقى فكرة النهاية .. وملح السنين يجسد خرائطا للوعي .. اللغة وحدها هي القادرة على أن تجذب الناظرين .. للتتكسر حروفا يزيل التباسها وضبابيتها .. ومن ثم تمنح الشاعر قدرة تجاوز قوالب الشعر التقليدي .. فبياض الكشف وحضوره لا يحتاج إلى قوافي الشعر .. فما كان له سوى أن يخرج من دائرة التنميط .. وتبقى قوى النفس وبحر الحياة تمنحه الكثير من .. الموت .. مازال ضمير المخاطب له مكاشفا وعيه الباطن/ الواعي .. يتتبع مسار الأفكار ولربما مسار تاريخ يئن بما فيه يتأرجح الغفوة والانتباه .. فهو فلسطيني الهوية .. فرحلة العناق مع الوطن باتت أكثر الرحلات مشقة .. كما رحلة الحياة .. نجوم الاهتداء ما هي إلا دلالات ودليل على الذين ذهبوا .. ويجعل الشاعر من الذاكرة وسيلة تدارك تكسر عادة الصباح والولادة .. فالإنسان يقف بين جاذب ومنجذب .. يتحرك كسيرورة تشتق حركتها ودافعيتها من الذاكرة التي تسكن الروح .. فالإنسان هو ذاكرة .. وما الذاكرة كما يصورها الشاعر سوى كائنات كامنة في نهر القلب .. أي جريان الروح .. تسري مسرى الفكر والدم .. ولأن الإنسان ذاكرة .. وحركة كائنات تكمن الروح .. وتسري في عقول الكون .. فيكون لها مسار العودة .. من حيث العبور الأول .. فالعبور هو المطلب والمنتهى .. هي نقطة البداية .. من حيث عبور الروح من عتمة الرحم ذات لحظة بلا ألوان .. تبدأ ذاكرة الروح .. يقول الشاعر :

" ياخالة : رائحة التأمل تحاصرني بأقنعة لا تجدي كوني وحيد وغائبة ( هي ) في أسئلة الحضور , قلت . كنت تدرك أن كل شئ في حياتك حاضر ( الآن ) يغيب عندما تجئ ( اللا الآن ) فراقبت غيابك وحضورك مرة أخرى . "

" لوحة من بياض كنت , هذا البياض يحتاج من يجرده لتتشكل لوحة ما , كنت ترفض التشكل والنار تكلمك عن إرادة مختلفة في الحلم , النوم نار تحضرك لمجهولات من ثبات ومرونة "

" يتكور الفرح قرب ضوء النيون فيما أنتما في غرفة النوم تداعبان قناني العطور وأغنيات من إسفنج ووقتاً من بنفسج يمر عليكما كما تمران على معرض لفنان تشكيلي جاء من الوهم وإلى الوهم يمضي , تاركاً ملح لوحاته في ذاكرة حكاية للبحر . الأفق في الغرفة دخان سجائر يتمايل متجهاً صوب نافذة تلد هواء يذوبه , إضاءة زرقاء تتدفق , للورد شوك تحذرانه , مع أنك تؤمن تماماً أنه لا بد من الجرح كي يكتمل الفرح . "

هنا يتشاكل الصدى والراوي .. فعادة التأمل تنشق عن حضور وغياب للروح .. في معاقل النفس .. تتفاعل الكشف والترائي .. وما بين الآن واللا الآن .. يسطر شوق الكشف أسئلة الحضور .. وما بين النور والنار علاقة جدلية .. فكشف النور تحجبه بروده النفس وتراخيها .. وما النوم .. سوى غيبوبة العاشق في استكشاف غيبوبته الأولى .. ليصهر غيابه حضوراً جديداً .. وإرادة تصيغ عوالم إدراك جديد .. ليكون للعالم وجها آخر .. وإذا التفت الحس إلى شكل وصيغة الهوية .. فالفلسطيني .. وقد صهرته مستجدات حضوره / الواقع .. ليتشكف انصهاره عن إرادة مختلفة في الحلم والواقع .. هذا التداخل بين واقعيته الشاعر وفرديته وبين عوالم كشف الترائي والانصهار والنور .. الذي يبتدد معه شكل الواقع ويجيء في الآن مجهولات لا بد لها من ثبات ومرونة .. هو حال الغائر في نفسه .. ولا ينعدم الإحساس بحلم يتبدد معه استلاب الأرض والروح .. وما يعجب له القلم .. أن أرض الرباط .. محلا دائما لاشتغال من نوع آخر .. رغم ما قد يبدو .. من شتات وتشرذم .. ففي هذه القصيدة .. يحضرنا وعياً بالحقيقة البعيدة .. فنار البلاد تتحدث عن خلق إرادات جديدة .. أو هي التي يتخلق في رحمها إرادات مختلفة .. ولربما حالة الانسجام بين الشاعر ونفسه والتي يتكور فيها الفرح .. حين مداعبة نسائم التأمل .. من ناحية أخرى تشدنا الصور البلاغية الجمالية .. فالنافذة تلد هواءً يذوب دخان يتمايل نحوها .. فهذه الأطياف أو النسائم الطيبة .. تأتي مذوبة ما قد يحمله أفق الاغتسال .. اغتسال الروح .. فما كان له من نهاية أبلغ في التعبير مما انتهى إليه الشعر في سطره هذا .. فلا بد من الجرح لاكتمال الفرح .. فاكتمال الفرح يأتي بعد أن تتفتح القروح وتندمل الجروح .. ومن ثم يتحقق ما جاء بداية بإرادات مختلفة .. التي فيها يصبح الوعي إدراكا .. تتميز مشاربه بالوعي المنفطر بنفسه ..والمتعالي في آن .. يقول الشاعر :

" جلستَ تحت الغيوم تعد ما بدا لك من آفاق وصور مغسولة بالشُعر , الشاعر ينهض من جملة , يركب جملاً , يدق خفيه على طريق مرصوف بالآمال , عدت منك راغباً في التساقط كمطر يضيء , هكذا كنت أو تمنيت الغيوم مدفونة في أعماق التراب "

" حملَ ظلك فنجان القهوة , تبعته حاملاً ظل الفنجان , راكباً حصانَ السواحل الممتدة في ذكريات قديمة , منكسرة كنساء فقدن أنوثتهن عند قلاع عمر مع عشاق طاروا كريش قمح في عاصفة رسمت دوائر كثيرة في جو خال من تكنولوجيا كانت تسلب القلوب والجمال وتترك الأجساد حافية من أي طقوس تتوقف عندها بمتعة مختلفة تشبه قطين يتعاركان في ليل هادئ "

" نمت هارباً من مرايا لا تنضح إلا بما فيها , معتقداً اتساع مرايا الحلم في وقت أقل , فاجأتك عيونها الأجمل ترنو إليك "

ولأن الفرح لا يتحقق إلا باكتمال الجرح .. يعود الشاعر من ذاته راغباً تساقطه كمطر يضيء .. فانقشاع الظلمة والظلام .. تبدي ما خفي من أفاق وصور تلك التي اغتسلت بالشعر .. تلك التي اشتعلت حروفا .. وكلمات تدق طريق مرصوف بالآمال والآلام .. لتتحول الذكرى مجرد ظلال فقدت حضورها وتأثيرها .. تلك التي كانت تسلب القلوب ولها من الجمال ما لها .. عندها كان لا معنى للطقوس .. ومازال الضمير الموصول بين الراوي والشاعر كذات منفصلة .. تحضرنا وتحقق مزاجاً للالتحام بحميمية .. فيما هو نام هارباً من تلك المرايا التي لا تنضح إلا بما فيها .. وحده فقط يعلم مافيها .. معتقدا اتساع مرايا الحلم .. فيما ترنو إليه عيونها .. يقول الشاعر :

" قلقاً ترقص في ذاكرة لحظة , الصدى ألوان تستعيد عبق لوحة ( الروح التائهة ) في نهار أعرج يحدد شيخوخة تزمجر , وحده ( سفر طفولة ) يوقظ فيك حنيناً للورد والليمون وكم تراودك ممارسة الذكريات وتخاف التكرار , تشكك شوكة الخوف والعتمة تحدق بك .."

" فيك حريق كلام ( خرافة أما كحلمي , يقضمني آخر , يشربني تراب يصحو , بعيداً أطرز تيه اشتياق , أنحت حمامة للحلم , أستضيف هواءً نظيفاً وشجرة .. ) تبقى تطل من صوتك كصورة تشتهي ظلاً , النهار أغنية تأخذ العقل إلى أكواخ الروح . "

" أما عن التحية الزرقاء , روي في أمرها أقاويل كثيرة , قيل : تتجنب من ليس لقلبه أفاق , تجافي من يضع حداُ لخيالاته , تعجن الشروق بزعتر الملتحفين بالطبع , فكرتها مرسومة على جوهر الصدى الذي يتردد في اوكسترا الضوء .. "
الى هنا

في معرض الحديث عن انتقال الروح مستوى يليق بها .. ينبض هذا الجرح المتفاني في التعالي على اللحظة .. هو في الحقيقة من واقع معايشة حقيقية لمفهوم الهبوط ومن ثم الصعود .. فالتحام الروح بذاتها لتكشف لا ينبري يتكشف لحظة عري مباغتة .. حتى يستقيم لها المكاشفة حقيقة .. فتبات اللغة هي الوسيلة رغم استخدام مفردات مطابقة للواقع على وضوحه .. إنما هي مداخلة الروح من خلال مواد محسوسيتها .. فالحواس تشارك في صنع الحقيقة .. بل هي التي تمارس حضورها للتجاوزها في ذات الوقت .. هنا في هذه الأبيات بالضرورة الحسية ينقلنا الشاعر إلى مغارس الروح ومنابت الإفراج عنها في ذات الوقت .. هو صورة وحركة موصولة النقاط .. لتستقيم في نهاية المطاف لغة لربما تيجئ غير مفهومة .. وإن سألنا الشاعر عن ملابسات الكلمات والتباسها نجده ينغرس ذاته في مباغتة شعورية عما يكتب .. ولكنه الصحو في ظل الصحو .. هي المكاشفة لحظة عري الذات عن مطلبها .. هي تطلب ومطلبها ساع ذاته لتحقيق المراد .. هنا يحضرنا سر صنعة الحوارية الذاتية .. بين الأنا والأنا .. مفارقة لهيكل تبعيتها .. لتغفو على سكونها من جديد .. يستنطق الشاعر محاور حركة الوعي .. بقلق المكتشف ذاكرة الحضور الآني .. فيتراءى له كصدى ليس لذاه صدى سوى لألوان اللوحة المترسخة في الروح .. هي ألوان الكشف تنطق نفسها .. عبر تيهها .. وما هذا التيه سوى مراوغة الإمساك بالحقيقة .. ومن ثم الإنفلات .. ليعاود مطارح طفولة تعبق بحميمية الكشف الأول .. ورد وليمون ورائح أبوان تبات تحضر المكاشفة .. في هذا السارب المحدق في الروح .. يأخذنا الشاعر إلى محاولة أيقاظ عبير الذكرى / البراءة الأولى .. ولكنه يخاف التكرار .. ولكن تكرار ماذا ؟ هو اليقظة في سر كينونتها ولكنها تستجدي النفع بها فقط دون العودة بالفعل .. تتماهى إحساسات الكشف الأول للبراءة الأولى مع مفردة العتمة التي تظلل سياق النص .. لينتقل بنا إلى حيز اللا معقول فيه .. فلسفة التواجد في أثنين .. الأنا / الذات الحاضرة وعيها .. والذات المستحضرة في وعيها .. هكذا يقول : يقضمني آخر .. يشربني تراب يصحو .. هنا في هذه الأبيات :

" فيك حريق كلام ( خرافة أما كحلمي , يقضمني آخر , يشربني تراب يصحو , بعيداً أطرز تيه اشتياق , أنحت حمامة للحلم , أستضيف هواءً نظيفاً وشجرة .. ) تبقى تطل من صوتك كصورة تشتهي ظلاً , النهار أغنية تأخذ العقل إلى أكواخ الروح . "

ينتقل بنا الشاعر في هذه الأبيات مستوى وعي الذات في الذات .. يتحول معها ضمير المتكلم إلى ضمير الأنا الموقظ فيه حريق الكشف أو نوره .. فنسمع صدى الداخل فيه أو الخارج منه .. ليعود مرة أخرى إلى ضمير المتكلم بصيغة الغائب .. وكأننا دخلنا تيار وعي فجأة لنصبح أكثر التحاما بالشاعر من ذاته على ذاته .. وهو مكاشفة عريه على مهل .. أو استنارة العين بظلال حلم دخلنا عالمه فجأة .. فيعاود الشاعر بضمير الغائب يحاور مناطق ذاته .. فيشعر وكأنه يطل من نفسه صورة تتمحور حركته .. تشتاق إلى ظل .. هنا يطل علينا النهار .. مسارات تكشف كهوف أو أكواخ الروح .. لينتقل بنا إلى مشارف الحقيقة .. ولكنه يتوخى الحذر .. حيث يقول الشاعر :

" أما عن التحية الزرقاء , روي في أمرها أقاويل كثيرة , قيل : تتجنب من ليس لقلبه أفاق , تجافي من يضع حداُ لخيالاته , تعجن الشروق بزعتر الملتحفين بالطبع , فكرتها مرسومة على جوهر الصدى الذي يتردد في أوركسترا الضوء .. "

فالحقيقة العليا والمنتهى لا مكان لها في قلوب ليس لها آفاق .. هو يحدد كيفية التلقي بعدما كشف نزوعه وتحاور كشفه .. وما التحية الزرقاء .. سوى خلود الروح .. هو سر يتكشف لصاحبه .. حيث تغيب عن مراوغة العالم .. واتخذ سبيله في بحر الأعجوبة سربا .. ثم غاب .. وغاب يتعمق حضوره ليخبرنا بلفظة ( قيل ) أنه برئ من بخله .. وأنه يكتشف الحقائق الدائمة في صروح العقل والوجدان ببراءة منه .. وما الفكرة في النهاية سوى جوهر الصدى .. صدى التماهي مع الخلود وانفجاره كضوء يتبدى كعازفي أغنية للأبدية .. يقول الشاعر :

" تذكر أنك صنعت عروسة من عيدان وقماش , أسميتها : البحر ! مدت موجها حين طفح الليل قرب لحظتك التائهة بلا ألوان أو أضواء . كنت غاضباً من أحلام تأتي في الأحلام . "

" قيل أيضاً : تكتب عاشقها قصيدة كونية , تهديه وردة ومساحة , تمسح العرق عن شكل الطرق . دائماً لم يكن وقت لذلك . "

مازال صدى رحيق المناجاة يتبعنا عالما يقع ما بين حلم وحقيقة .. هو حلم لنا وحقيقة يتحسسها الناطق باسم الكشف داخلا فيها ومنها يخرج بشعاع البوح كلمات .. يواجه الأنا بمفردة تذكر .. فبعد الخروج وامتهان سيف العصيان على الوهم .. يواجه الذات بتذكر ما كان يصنع منها الوهم .. قياساً بنبع الحقيقة .. في لحظة التيه بلا ألوان أو أضواء .. كان يصنع مجرد عروسة .. فكانت الأحلام تجيئ في الأحلام انتهاكا .. هي تلك التي ( تباغت العشق بوردة ومساحة .. ) فتكتب قصيدتها .. كقصيدة كونية .. ومن ثم يبات الكشف هنا حالة من الانتهاء إلى حيث اللا حلم .. ويذكرنا هذا بكهف المرايا الذي يعكس من الوجوه غير حقيقتها .. فما بقي من تلك الوجوه بعد الخروج من كهف الظلمة .. سوى الاعتراف ضمنيا بتغييبها .. يقول الشاعر :

" رأتك ترتقي أدراج الإدمان عليك , تنقع إحساسك في دموعها الملائكية , بكت المبادئ ألماساً , ذبح فيل البحر بخرطومه خجل القمر , هكذا اعتقدت الزرقة قادرة على الانسجام مع روحك التي تبعث موسيقى في مناقير الغيوم , حين الشمس تتورط في ضياع نكهتها النحاسية , تلتحف ببراءة في غروبها ."

هاهي تلك العروس من قماش وعيدان .. ترى الارتقاء على الذات .. ليتحول بنا الشاعر إلى مفردات تحمل من الحسية بأكثر من جدواها في المعنى .. فتهبط بنا عالما من الخيالات والكشف الزائف للمجردات .. لتتحول معها حسيات الوجود .. كينونات تشارك في الفوضى .. أو صنع الفوضى الحسية .. على أن هذه المفردات لا تعبر بآكثر مما تعبر سوى عن فوضى الحواس وتداخل الصور واشتباك الرؤى .. بين ارضي وسماوي .. هذا الانتقال .. يشعرنا بتأرجح الروح أو الذات عبر فوضاها .. لتتعلم ثوابتها .. يقول الشاعر :

" كان البحر يعرف أنها وحدها الدفء الذي يتلاءم مع كيانك المخلوق من تيه وحب , يعترف الموج بديمومته , يطلق مشاهده للكل دون رأفة وبحنان كبير ( كيف لروحينا أن تلتقيان وكلتاهما مخبآتان في جسدين لا يلتقيان ؟ ) قلت : تنشدان صمتاً عارياً وسط ليل تتشابه فيه الحكايات , تنجبان نجمة تقطر أبيض . "

عند خلق القصيدة .. لابد من توخي الحذر من السقوط في آلية الجمود .. أو آلية احتراف التلقي بسلبية .. فيما يبدو هناك من الفراغات النفسية التي تصنع لنفسها انزياحات ذات ألوان مرمرية .. ذلك أن صمت الفراغ بين السطر الشعري والآخر يبعث على خلق مساحة من الكشف الذاتي للمتلقي .. هنا في هذه الأبيات النثرية .. ندخل عالم التماهي أو هو عالم التيه في فوضى الاعتباطية .. ولكن يأسرنا الكشف حتى منتهاه .. ورغم بساطة النهج هذا في الكتابة .. نكتفي ببوح موسيقاه الداخلية .. فقد امسك بنا الشاعر خيط ارتباط موصول بين البحر والعروسة والقصيدة وأيضا الشمس .. هذه العوالم موصول اشتباكها حيث الامتداد والعلو واختلاف المساحات افقيا وعاموديا .. حيث تتقاطع مجالات الرؤية وتخرجنا عن اعتباطية الرؤية .. ولكن نكتشف أن صانع هذه القصيدة هو ذاته صانع العروسة .. ليقف الكون محاطا فيهما وبهما .. ولكن من جهة أخرى نلتمس محوراً آخر للمعنى بين العمق والامتداد .. ومساحة التلاشي التي سبق وأن ضاعت فيها نكهة الشمس النحاسية .. وهي تلتحف ببراءة غروبها .. وبين اعتراف البحر بأن هذه الشمس هي وحدها الدفء .. وهو الدفء الذي يتلاءم مع كيان هذا المخلوق / الشاعر من تيه وحب .. لينقلنا الشاعر إلى منطقة أخرى يشتعل فيها الحرف بهدوء وبلا نيران .. ولكنه سؤال يحترف صناعته بفطرة بالغة .. فبين التيه والحب جدل البقاء والخلود أو هو الفناء والتلاشي .. ولكنه يفاجئنا بكلمة الديمومة .. هذه الكلمة التي تعني الكثير .. ففي عمق التيه يصنع الحب .. او يظاهرنا الحضور .. كأنه صوت الخلود فينا .. ولكن يحضر الشاعر سؤال الكشف بصورة مغايرة .. ومن ثم يتحول صوت ضمير المتكلم خاصا وملتحما وبعيدا .. متسائلا حيرته بين امتداد الروح الأبدي او اللا متناهي .. وبين امتداد الجسد المتناهي .. وقد أوجد حلا يتناسب مع لحظة كشفه وعشقه ومن ثم يقول : ( تنشدان صمتاً عارياً وسط ليل تتشابه فيه الحكايات , تنجبان نجمة تقطر أبيض ) يقول الشاعر :

"لماذا تحن أرواحنا إلى أخريات من بلاد قديمة ؟ سألت .
في حضن الرواية يمنح سحر روحك روحها , يقشر تفاحة الطير دمعاً ومنطقاً وكبرياء . دائماً ذلك سوف تسمعه جمالاً وتولعاً ولذة . "

يحضرنا هنا استحضار المثال .. بسموه ووجاهة حضوره وأيضاً بحسه الخفي / المعلن .. فهناك في بؤرة الشعور دوما مساءلة لرونق بديع .. يسمى مثل أعلى أو هو مثال يطفح بحضورها خفية .. دون إعلان صريح ولكنه يحاصرنا حتى الانفلات .. فيصبح هناك أو يقع هناك منطق المقابلة والتوازي .. بين بين .. أو هو التصاق لروح هائمة بروح الإبداع .. تستجديه انقشاعة ما .. يتكشف معها سر التعلق والوله والحب .. ومن ثم سر التماهي والتماع الفكرة ناضجة دون اكتمال .. هو ابداع الدوران في ملهى الروح وامتثالها لمشابهة قديمة يكمن سرها في سر الخليقة الأولى .. لذا يصلنا عبر شوق ملتاذ بلذته الخاصة .. وجمال يفرض علينا طغيانا أثيرياً .. يقول الشاعر :

" ظننتَ الإنهاك لا حدود له . أيضاً الإنكار ألم وليال ضيقة كحلق . حتى آخر الحب كاف ليعيد حباً منسجماً مع ذاته . اليقظة تكشر في رحم عتمة . تضج على البياض الإسفنجي ممتصة حزنكَ , وبريق مشاعركَ , وتوهجك كذلك . ينحني لها فرحك طوعاً . "

ما بين اليقظة والعتمة .. جدار العزل والظلمة .. وأيضاُ رهبة الرؤى تمتحن فينا مصداقية ما .. وصدق سؤال يفترض إجابة حاضرة .. وما بين الحب حب .. يلتاع الخدور .. يستبيح فينا مشاكلة الديمومة .. وخلود يرتشف رحيق انزوائه برق المشاعر والتوهج الساكن فينا .. فما بين العلن والإنكار .. مساحة من الانطواء .. ينتابها ألم ما .. تضيق الروح انفلاتها .. فتبوح محاولة انسجامها مع حضور آخر .. تتفنن الحزن وامتصاصه .. نزقاًُ يفرط الفرح طوعا .. وما بين الفرح والحزن .. عالم من التآخي يتوازى فيه شكل الحياة وفاعلية الروح .. ذلك أن الروح التي شاكلت وجودها وحضورها .. تبتغي عالم التفرد فتتوهج التماع الفرح الذي ينحني طوع الحضور وانسجامه .
يقول الشاعر :

" تخرج منبعثة منكَ تصورات وكلمات , اللغة على أية حال تحب الانطلاق , تتوق التحول والتنقل . جميلة انحناءة الخطوط . انتصابها يأخذك إلى حالة مسكينة ومبدعة من حالات الجسد . ذلك القفص الذي يبغي الاتساع والبكاء . لامسك الفيض ففضت فضة , لم يزعجك التشابه بين امرأة وورقة . "


يختلط علينا هنا .. صيغة الروح / الأنا للشاعر .. وبين المثال المستحضر من عبق التاريخ .. وبين القصيدة/ الحبيبة التي تقبع داخله .. . يتحسس اللغة الكامنة فيه .. تخرج على شكل تصورات وكلمات .. هي الروح .. هي الأنثى .. هي الحبيبة التي تتوازى وحرفية العشق عند الشاعر .. ولو لنا أن نستشف من وراء هذا النص بعداً .. فلنا أن نقول .. هو التصور الجمالي لحرفية التوافق مع الذات أو حضور ينغرس متجاوزاً واقعاً حالي .. فيطوق الشاعر روحه أو ذاته بجمال استحضار له مذاق خاص .. يتيه به في حالة من التنقل بين بلاد قديمة وبين حبيبة / أنثى تسكنه في عمق شاعريته .. فيشعرنا الشاعر وكأن هذه الأنثى هي التي تحاكي فينا النص وحضور العبارات والتصورات .. والقارئ هنا يتأرجح بنيات النص بين غياب / حضور .. ليصرح لنا الشاعر ان هذه الروح/ الشاعر تتأزم انحسارها وحصارها .. لتبغي مدى من الاتساع والبكاء .. ويمتثل الفيض ملامساً لها .. فتفيض فضة .. في هذه اللحظة .. يسائلها التشابه بين امرأة وورقة .. وكأن الشاعر ينثني علينا ليحادثنا سر التوازي بين الشاعر والورقة وبينه وبين أنثاه / روحه .. يقول الشاعر :

" قيل هذه ليلة صدى يتردد فيها ظلام الأرض ويتراقص الكون كشجرة مسها ريح "
" مازلت تثقب الدوائر , صامتا ًتغسلك الصلاة . تذوبك حين تمسك فيما غائب يخطو محتملاً ممتناً للمصادفة والكمياء . سر هو ما يوصل الذوق . الحس فضيحة تشع كمكيدة ."
"غربلت غبار الظل بشقاوتك . مسحت بقع الفراغات عن ضفيرتيك المسروقتين قديما . عباكَ صراخ البحر ليلاً بجثث وقصص ونجوم تسبح على سواد غاضب . كتبت في الرمل اسم حبيبتك . لم تكن وحيداً . خيل إليك أنك ستقول كلاماً حلواً عن الحياة . "

في هذه الأبيات لنا وقفة ذلك أنها تكسر إشعاعات التعالي .. بصوت الألم الرابض على قلب الشاعر .. هناك كان له الخيال محركاً لذاته متجاوزاً لإحباطه .. ليقربنا عالما من غبار الظل الذي يسكنه .. وليلته ماهي إلا صدى لتردد ظلام الأرض .. وفي الجهة الأخرى شجرة تهتز من ريح .. هو يحاول من خلال هذه الأبيات أن يسكننا بما يسكنه من صمت وصلاة تغتسله .. هنا هو يحاول أن يبعث فينا ذوقاً وحساً وكأنه في حالة من غربلة تسكنه .. لتعج بفضيحة كمكيدة تشع فينا كإنبثاقة أخرى .. فيما يحاول من جديد أن يوازينا وحضور ما يشعره من قسوة وغربة .. هنا في هذا الليل الممتد فيه .. وقد ملأه حتى التشبع صراخ البحر وسواد غاضب ليعيد نقش اسم حبيبته حتى لا يشعر بوحدته .. رغم آماله التي كانت ترتسم فيه كلاما آخر .. لابد وأنه تحسره الهوية في بؤرة خاصة .. فيما هو يحاول تجاوزها .. إلا أنها حاضرة الغياب وغائبة الحضور فيه .. يقول الشاعر :
"أشعلتَ سيجارة . رسمت دوائر كثيرة على الرمل والهواء . عددت موج قلبك . قلبت صوراً معلقة على جدران ذاكرتك . خشيت الشهب أن تخطف روحك . قامرتكَ اللغة واضعة يدها في يدك . "
طالما انتصبت نخلة أمام الأمواج . نشرتك المرآة متوجهاً للحزن . صار قبلتك . فيما لغتك مفقوءة وناعسة ."
" تصعد ابتسامة من رحم السكوت . ثمة مواعيد في العالم الصغير تغني للانسجام . تحلق أشعة اصطبغت بالرقص والعناق . تلون الأسئلة وتهجر الموت . "

هنا وفي هذا الكشف يتحاور الشاعر كشفه تارة على الهواء وتارة أخرى على الرمال .. وما يعنينا من هذا سوى معنى التلاشي .. معنى الغياب .. ويتأرجح لحظته موج القلب وتردده حال التماوج والتغير .. ليحضرنا في غفلة منا ذاكرته التي ترتسم صورا .. هو يحاول الالتصاق بنا .. أو يحاول التحامنا به .. وهو يعاني خوفه وخشيته .. يحاول من خلال صيغة المخاطب أن يوزعنا ضميراً يتأجج داخله .. يتقاربنا المسافة بينه وبيننا .. فيستحضر انشطاره وكأنه حالة قراءة بصوت عال .. يسمعنا الحوار .. فنسمع معه ذات الحركة وذات الفكر .. يتقلبنا مقامرته مع اللغة .. ويتحسس وجداننا بكثير من الانسيابية .. ليفاجئنا بصوت آخر .. بعيد / قريب .. ولعله صوت الحياة الكامن فيه .. فرغم تلك الصيغة وهيمنتها على النص إلا أن صوت الحياة يعلو فيعلو ليجذبنا ناحية حقيقة ما .. وكأن جميع السوادات تتغيب في لحظة .. وتنقشع انكماشات الروح بأريج محاولا الانسجام .. وما تلك الأشعة التي تحلق - تلك التي شبهها بالطير الراقص المشتاق – إلا طائر الروح يهجر قبر اليأس ومن ثم تمكين القدرة .. ليتغيب الموت وتتلون أسئلة الكون بلون الحياة ..
في النهاية نقول بأن النص الإبداعي الفلسطيني اليوم .. هو يتبدل إحساسه بكيفيات مختلفة .. ولربما التفسير الأخير لهذا ما هو إلا تبدلا في مستوى الرؤية والإدراك .. وكأنه لفرط إحساس الشاب الفلسطيني بنوع من العجز وحصار القدرات والإمكانات وتعجيزه أن يحاول .. تبدى له إمكان الكلمة أقوى وأكثر صراحة وحضورا وانسجاماُ مع ذاتيته .. ومن ثم .. لربما الواقع يصنع معجزات جديدة .. تحولات تتبدى في تسامي النفوس عن وضاعة استغلال مفاهيم التحرير .. ليتبدى لها مفهوما آخر للحرية .. وإنا كان وكما قال الشاعر ولنعتبره توجها لأرضنا الطيبة .. أن لامسها الفيض ففاضت فضة تبيان على أنامل أيدي تحاول .. الانتصار



#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوح فلسطينية ..
- نذور ..
- غربة .. روح
- رقص على الثلج ..
- حجر .. قدسي
- قراءة في آية ..
- ميكانيكا وميوزيكا
- متى يتم خلق فكرة فلسفية .. وكيف ؟ (4 )
- متى يتم خلق فكرة فلسفية .. وكيف ؟ (3 )
- متى يتم خلق فكرة فلسفية .. وكيف ؟ (2 )
- متى يتم خلق فكرة فلسفية .. وكيف ؟ (1)
- سايكو دراما
- كريزما ..
- كشف .. مغاير
- معسكر .. أشبال
- أحبك ..
- شقائق .. النعمان
- إرادة المختلف والمتحول في ( لعلك ) قصائد نثرية للشاعر الفلسط ...
- إرادة المختلف والمتحول في ( لعلك ) قصائد نثرية للشاعر الفلسط ...
- إرادة المختلف والمتحول غي ديوان ( لعلك) للشاعر الفلسطيني الش ...


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل فؤاد عبيد - إرادة المختلف والمتحول في - لعلك - قصائد نثرية للشاعر الفلسطيني يوسف القدرة ( إضافة )