أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - خمسة سنوات من -النفاق السياسي-!!














المزيد.....

خمسة سنوات من -النفاق السياسي-!!


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2438 - 2008 / 10 / 18 - 08:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ خمسة سنوات مضت أثبتت التجربة الواقعية العراقية بما لا يترك مجالا لشكاك أو مرتاب بأن تجربتنا السياسية محكوم عليها بالفشل في ظل أحزاب الكانتونات الطائفية و القومية، فكل حزب تحول إلى "عصابة" يقودها أفاق من الأفاقين منتشيا بمكاسبه القومية و الطائفية، هذا بدلا من أن يحصل العراقيون على فدرالية من النمط السويسري أو الأمريكي، لكن للأسف أصيب العراقيون بأكبر كارثة تصورها أي مثقف أو مفكر حينما صوتوا على دستور مشوه و ممسوخ خيب الآمال.
فالديمقراطية في عرفنا العراقي هي "الفوضى"، و الفدرالية تعني مجموعة زرائب لها أصحاب يتصارع كل واحد منهم لسرقة مزيد من القطعان، و القانون هو مجموعة أعراف تختلف من مجموعة إلى أخرى، و الحكومة المركزية تمثال شمعي لا يستطيع ضرا و لا نفعا لأحد، من هنا نجد أن ماكنة القتل و التفخيخ و الإرهاب – رغم إنجازات القوات الأمنية الوطنية – لا تتوقف، فموارد و دعم هذا الإرهاب يأتي نتيجة طبيعية لتنفذ أحزاب = عصابات لا تملك عقلية الدولة أو أي منجز حضاري.
إن البلدان التي تبتلى بأحزاب أيديولوجية من النمط البعثي، تعيش حالة مستمرة من المعاناة و الواقع المؤلم الذي يعيد و بشكل متكرر صناعة و صياغة المآسي و المشاكل، و كدليل على مدى سقوط و انحطاط المسؤولين الحاليين – مع استثناءات نادرة – و عدم اهتمامهم بمعاناة المواطنين هو أن كل الأحداث المأساوية و الإرهابية تنتهي ضد مجهول أو تربط مباشرة بتنظيم القاعدة "الوحش الكارتوني"، فصار اسم هذا التنظيم المنقرض شماعة يخبيء بها هؤلاء المتنفذون فسادهم و جرائمهم.
كان الأحرى بالعراقيين أن يترجموا الدستور السويسري أو الأمريكي ثم يقوموا بتطبيقه "عراقيا"، و التجربة التركية في هذا المضمار هو أحد أروع الأمثلة، فهذه الدولة فقيرة إذا ما قورنت بالعراق و ثرواته الضخمة و لكن الدخل السنوي للمواطن التركي و النظام و الترتيب الذي يعيشه هذا البلد يرجع إلى أن هذا البلد تبنى النمط الأوروبي العلماني الديمقراطي و تم فصل رجال الدين عن السياسة – و ليس عن الحياة – بينما في العراق تقوم أحزاب قومجية بمنع "الإسلاميين" من التجمعات السياسية في الجوامع و التكايا بينما يحل لهذه الأحزاب أن يمتطوا عمامة رجل الدين و الجامع لاستغلال الدين في "قضية قومية"!!
و المؤسف أن مواطننا العراقي لا يمتلك لحد الآن الوعي الكافي الذي يفصل بين الدولة ككائن خدمي دنيوي بحت و بين وظيفة الدين المحصورة في الأخلاق الاجتماعية و الفردية و بناء منظومة خلقية متكاملة بعيدا عن هيمنة الحكومة، فعلمانيتنا و إسلاميتنا كلاهما مسخران للنفاق السياسي، فكلنا يسأل عن الأخلاق الشخصية للرئيس و رئيس الوزراء – مثلا : هل هو يشرب الخمر..؟ هل يعجب بالراقصات و الفنانات..؟ هل يصلي و يصوم..؟ كم طول مســـــبحته..؟ بينما لا أحد يسأل عن نزاهته كشخص و هل هو متهم بالفساد أم لا؟
لا بد من الفصل الكامل بين الوظيفة الدينية و الحكومية، كخطوة أولى، و لا بد أيضا أن يكون العراق كله ديمقراطيا لا أن يصبح "مهزلة" فيكون طرف من البلد فوضى و الطرف الآخر "دكتاتورية جبرية أموية" و طرف ثالث تاه بين الدين و الحرية؟ إن التجربة العراقية تفتتت عبر دستور "المجاملات" و الذي جاء كنوع من الرفض لمحاولات الأمريكيين بناء دستور متكامل و راق.
للأسف فإن العراقيين كرهوا العلمانية حينما تجسدت أمام أعينهم في أحزاب قومية كريهة تؤمن بشيء واحد من الفلسفة الماركسية "القبيحة أصلا" هو "الدكتاتورية" و ترسيخ الدين كـ"مخدّر" للشعب لكي لا يهتم بمشاكله و يكتشف الكذبة الكبيرة التي يعيشها، لو فهم العراقيون العلمانية على أنها مجرد "حيادية السلطة" في التعامل مع المواطنين لربما تجاوزنا كثيرا من المحن و أن العلمانية لا تعني "عداء للدين" بقدر ما تحمي للمواطنين الحرية في الإيمان و الاعتقاد.



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خالص جلبي – من الديناصورات إلى آخر الحضارات!!
- معك و ضدك يا أستاذ عادل..!!
- العراقيون بين الديمقراطية و -المعزومية-!!
- الفقر و صديقي الأمريكي و الإمام السيستاني
- إشكالية الدين و العلمانية في العراق
- الشعب و برلمان التعليق و العلاق!!
- العراقيون الشيعة – بين العار و العرعور
- دراما للتخدير و دراما للتحرير
- العراق... قائمٌ بذاته
- نحو.. عقل عراقي جديد
- العراق و برلمانه..-النازي-
- جيراننا إرهابيون و حكومتنا جبانة
- حول فكرة -الأب القائد-!!
- نحو..-كتلة وطنية- للمستقبل العراقي
- (الشخصية العراقية) بين التفكيكية و التحليلية(2)
- (الشخصية العراقية) بين التفكيكية و التحليلية..
- العراقيون اليهود.. المظلومون المنسيون
- مؤتمر الفيحاء.. و إقليم البصرة الإنساني
- المالكي.. و أنتاج -الثقافة-!!
- إتحاد الأقاليم الجنوبية لا -إقليم الجنوب-


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - خمسة سنوات من -النفاق السياسي-!!