أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الطور الثالث في الثرثرة















المزيد.....

الطور الثالث في الثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2434 - 2008 / 10 / 14 - 05:58
المحور: الادب والفن
    


_1_
عزّ الخريف في بيت ياشوط. الشمس تميل إلى المغيب.
مواسم الزيتون.
شبابي وكهولتي الغاربين
إلى الغامض المجهول.
.
.
على البلكون الغربي قبالة شجرة اللوز المقصوصة,تلمع الشمس بين الغيوم,صعوبة في القراءة وصعوبة في النظر.
البلكون الشمالي ضيّق_بعد الرحابة التي تحملها جهات الشمال ورياح الشمال وحتى كلمة شمال وما تثيره من شجن.
على السطح هواء متوسط,منعش لكنه يطيّر الوراق.
الفسحة أمام الباب والمدخل إذن.....كان لا يتعبني في الليل إلا صمتها
حين يمتدّ أمام الباب
والشارع والحيّ القديم
.
.
كرسي للجلوس.كرسي ثاني لتتمدد القدمان.
قطط تروح وتجيء قربي.سوداء. بنية ورمادية.
قطة نصف بيضاء خجولة,وتبتعد بسرعة.
سيجارة ثانية وسط هذا السديم.
*
هل من تمايز أو فواصل وحدود في حلقات الثرثرة وبينها؟
لماذا تبقى البطل الرئيسي في ثرثرتك؟
.
.
أضع نفسي في موقف الكاتب(المسؤول).......ترددت طويلا في الصفة الملائمة_ رصانة. مصداقية. احتراف. مهارة أم عبث ومصادفات عالم الخارج وتصدّعاته_ المسؤولية....ملائمة, لا هي ادعاء فجّ وصفيق ولا هي هروب وانفلاش محض.
.
.
هي أيام وأصير في نقطة اللاعودة. إما أو
مهاجر أو مقيم
وفي كلتا الحالتين,تطوى صفحة وتنفتح ثانية جديدة ومفاجئة كليا.
.
.
إذن هو طور ثالث في الثرثرة............وحتى نهاية هذه السنة الغرائبية 2008 . وما يجمع بينها أقلّ_بما لا يقاس_ مما يفرق ويباعد.
*
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب
تمته,ومن تخطئ يعمّر,فيهرم...............ومن يعش ثمانين حولا لا أبالك يسأم
.
.
هل هذا شعر الحكمة!
لطالما نفرت من المختارات المدرسية, خصوصا الشعرية, ومن كل مختارات.
نعم ما من معركة حارب فيها أحد. ومع آلات لتذكار الزمن أم لنسيانه.
نعم من المستحيل معرفة أين الطريق المناسب والآخر السيئ, إلا بعد فوات الأوان,....ولمن لا يعنيه الأمر.
.
.
في هذه الساعة وفي هذه اللحظة أعرف_أنني كنت أعيش حياة غيري.
*
أقلّ من ثمانين يوم تفصلني عن قدري ومصيري النهائي.
*
زهير بن أبي سلمى,كتب رسالة شخصية لي. أقرؤها الآن,أحاول فكّ رموزها. أتمسك بها بأسناني وأهدابي.
هي كنز لا يقدر بثمن.
_2_

............هل تؤلمك بمقدار ما تؤلمني يا أختاه!
كانت عبارة تكفي,ليبقى أسامة الدناصوري,صديقي على الدوام.
*
في جبلة النمر يقتل البقرة,بالتحديد في بيت ياشوط.
حكاية جدي أسعد محمد عجيب لي,من الفم إلى الأذنين:
كان عندنا بقرة حمراء لم تعد مع القطيع في ذلك الليل. في اليوم الثاني لم نعثر عليها أيضا.
في اليوم الثالث وجدناها على حافّة جبل حراما_بسمالخ,تحصر نمرا بقرنيها على الصخر.
مع وصولنا أفلتته,ووقعت ميتة معه.
أذهلتني الحكاية.
_مات اسعد محمد عجيب سنة 1982.
_لم اسأله:هل رأيتها بعينيك يا جدي؟
_لم اسأله: هل تعرف النمر يا جدي؟
.
.
الدهشة والشغف.....وحتى الخوف ومشاعر أخرى أيضا,تزيح السؤال والحسّ النقدي جانبا,تؤجله وربما تهمله,
حتى لو كان السؤال الوحيد الذي يجب_ ويلزم طرحه.
.
.
هل يوجد سؤال مناسب_واضح وواحد؟
_3_

التلفون الأرضي مقطوع_ يعني لا شبكة انترنيت,لا رسائل..........عمى ألوان
مرة الكهرباء مقطوعة
مرة الكمبيوتر معطل
في بسنادا_ بالتحديد على ساقية بسنادا,أول بناية على اليسار,أول طابق وأول شقة على اليسار أيضا,وفي الغرفة الصغيرة على اليسار بدورها
كيان ميتافيزيقي يثرثر
لا هو حيّ ليموت
ولا هو ميت ليدفن
هو صدى معلوك في الهواء
أمامه وعلى واجهة الكمبيوتر أخناتون مقلوبا
_هي بعض ألعابي الذهنية
أنت يا اخناتون .....يا أخي أو سيدي
ألهو معك وألهو بأسطورتك
.
.
وبخطّ سوزان الجميل الدافئ,على قفا صورتك:
.
.
حملت إليك هذه المنفضة
كتذكار صغير
من رحلتي إلى القاهرة
.
.
هل رأيت يا أخناتون _النكرة
حتى سوزان الرهيفة والأنعم من فراشة,نسيتك وأهملتك
أمام منفضة!
.
.
أنا أيضا تؤلمني كلماتي
يا سوزان.
*
لماذا هو طور ثالث في الثرثرة؟
.
.
لا الموضوع تغيّر,لا الأسلوب,لا الكاتب,لا القراءة,لا المكان ولا الزمان
ماذا إذن
هل هي عودة,ولو تكن غير مباشرة, إلى أسطرة الذات!
_الشاعرة صاحبة وحاملة ومالكة,الجمال الوحشي
الذي يفوق مقدرة البشر على الاحتمال.....أميرة .....
تسأل
ومنذ _ما قبل_ اليوم الذي صلب فيه المسيح
ماذا تعني أسطرة الذات؟
.
.
كيف لي أن أعرف؟
من أنا_لأعرف أي شيء
أو لأمتلك أي جواب!
*
ليس حظا سعيدا_كما يراه البرّانيّون ومن لا يستطيعون الرؤية إلا من الخارج
أن تلتقي خلال عمر قصير,ولو تمدد على نصف قرن
بهذه الجميلات
وبكل هذا الجمال
هو امتحان عسير,وفي أكثر العبارات مجاملة
.
.
أميمه.سماء.عليا. وفاء. سوزان.كوثر.فريدة. ديمة. خولة. أميرة. سهيلة. سميرة. يسرة. فاطمة. سلاف. دلال. عفراء. ندى. إيمان. باسمة. خيرية,لوريس...............
كيف يتوٌّقف العدّ قبل الحماقات وبعدها
.
.

ومع كأس ويسكي وبدون ثلج
برهوم.عماد. حسن. آلاء. علي. رنا. سهير. بسام.
.
.
الحياة التي ضيّعتها هنا
ضيّعتها في كل مكان
*
_4_
شجن
كلمة تسحرني
لا أعرف ما تعنيه بالضبط كلمة شجن
.
.
هل موت محمد الرياحي_أحبّ أساتذتي في جبلة وخارجها وأكثرهم عمقا ونقاء
يعفي من عدم التحديد؟
هل يبرر كسل القارئ أو الكاتب؟
.
.
أتذكّر عنوان مجموعة شعرية لمحمد مظلوم
مدن في المرايا ندم
أتذكر
أيام وليالي............من رأس البسيط إلى حراما ودرعا ودير الزور,وجرمانا ومخيم جرمانا
أتذكّر
وأرغب في البكاء
ليغسل الدمع خطايانا وأحقادنا وآلامنا وخطواتنا
.
.
لا تتركي رمادي منفضة خطاياهم.
*
مات إلياس
حزنا على ماركس
مات الكثيرون..............
كتب مرة عماد جنيدي في رثاء إلياس مرقص.
_مات محمد الرياحي
أكثر أستاذ أحببته في حياتي
لا أعرف اليوم ولا التاريخ
كنت راكبا في سرافيس جبلة_بيت ياشوط
قرأت ورقة النعوة,ولم أكلّف خاطري
التوقف ولو لدقيقة. لا اعرف بيته. لم أراه. لم أواسيه
أتذرّع بأشغالي الكثيرة
ولا أعرف كيف أمرر ساعة واحدة في عمري_بسلام وسكينة
أو بشغف وحماس
أتعّرق بسرعة. يحمّر وجهي بسرعة
تحبني أجمل الجميلات بسرعة
تعشقني وتهجرني بسرعة أكبر.
_5_
كأس ثالث أملأه وأشربه
وليس عندي رغبة في شيء
سوى البكاء
.
.
لا أعرف كيف أبكي
أشعر بأشياء متضاربة بنفس اللحظة
أعمقها وأقواها_أن أغمض عيني بيدي..........
وأتخيّل
وأتذكّر,وأعيش في حلم
أعرف أنه سينتهي ويسلّمني إلى كابوس
أكره بعده اللون والرائحة والصوت والملمس........
وكل ما يذكّرني بأن الغد حقيقي
ولا مجال لإنكاره.
_6_
لغز الخريف
هذا هو
كآبة وغصّة من الداخل
شجن
هو الخريف
ورق أصفر يسقط بمهابة وجلال
تراب رطب ومندّى
أحلامنا
تتقصّف
وتنكسر
لم نعد نحن من كنا
تفضحنا الملامح
.
.
ديمة يا ديمة
أنت التقيت بما يموت
وأنا التقيت بما يولد
.
.
يا ديمة...............
هل قرأت لغز الأعراس لأخي وصديقي
أحمد جان عثمان
.
.
بصحتكم
أشرب كأسي الجديد
ولا أرتوي أبدا
.
.
0 0 0

.
.
هكذا يبدأ الطور الثالث في الثرثرة
كما ينتهي الحلم
كما يبتدأ القصد
وكما تنتهي اللعبة
.
.
وأعود في اليوم التالي لأحذف لا لأضيف
أحدنا فتح الباب وخرج
أحدنا فتح الباب ودخل
*
تأسرني الحالات العابرة. تسحرني
أتخفّف من الأثقال والتعالقات_ لا تتعلق بما أحببت يا سيد بوذا
هناك
الطيران في الأعلى
في الغامض المجهول
.
.
البداية والنهاية فكرتا الموت ووجهه اليابس
مرة من الداخل والثانية من الخارج
البداية والنهاية أسطورة الغباء المتوارثة عبر القرون
وها أنا أكررها
وأعجز عن تقويم ذلك أمام نفسي أولا.
.
.
لا شيء يحدث. لا أحد يصل
في انتظار غودو...........



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما من معركة حارب فيها أحد_ثرثرة
- رسالة مفتوحة إلى حبيبتي_ثرثرة
- ما ضيعته هو الخريف الذي أملك_ثرثرة
- زهرة......في حديقة الغياب
- كان يوما جميلا_ثرثرة
- الحياة التي ضيّعتها........-ثرثرة
- اللاذقية تحت المطر_ثرثرة
- خريف بيت ياشوط الأخير_ثرثرة
- نبيذ وسنة مباركة_ثرثرة
- هذه المرة أيضا لا أعرف _ ثرثرة
- المعنى وفراغاته أل...............كثيرة_ثرثرة
- هذه المرة خسرت وأستسلم _ ثرثرة
- كلّ هذا الهراء_ثرثرة
- ديمة شجرة معاقبة على الرصيف_ثرثرة
- هل أنت متسامح....._ثرثرة
- إلى مشقيتا خذوني معكم _ ثرثرة
- لا أغادر قلعتي_ثرثرة
- قبح و.......قلق_ثرثرة
- أنا بانتظارك_ثرثرة
- ساعة معطّلة وتصدر أصواتا_ثرثرة


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الطور الثالث في الثرثرة