أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الاستتباب الأمني وضريبة الدم عند العراقيين














المزيد.....

الاستتباب الأمني وضريبة الدم عند العراقيين


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2427 - 2008 / 10 / 7 - 07:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الأشياء الجميلة والمفيدة أحياناً أن نُذكّر بقصيدة " عيدٌ بأي حالٍ عدت يا عيدُ.. الخ " التي تذكرنا بغصة الفقر عند العراقيين في الماضي وغصة القلق والخوف والرعب الذي يصيب العراقيين ومن مآسي ونكبات بداية من الفقر والفاقة والعوز إلى القتل والتدمير وتذكرنا أيضاً أن هذه الملازمة أصبحت كقانون لا يمكن تغيره فها هو العيد الذي مرّ مصطحباً معه تلك الفواجع بمختلف أشكالها وفي مقدمتها مذابح عن طريق التفجيرات تقام في أرجاء هذا البلد الذي ابتلى بفاقدي الضمير الذين يرون في القتل شرعية الشرائع للتقرب على حدّ زعمهم من الله ودخول جنته المباركة والادعاء بأنها موجهة ضد الأجنبي المحتل!! فالقتل بالمفرد والجملة نهج يعيد للذهان المذابح التي أصابت البشرية من خلال الحروب والثارات والاقتتال الداخلي لكن هنا النهج اختلف جذرياً في طريقته وادعاءاته فهو ديني طائفي سلفي أو أصولي وكلاهما يهدفان إلى الانتقام من الناس لا بسبب عداوات أو ثارات بل فقط سادية من اجل القتل والتدمير ومن أجل سيادة العقلية الظلامية وهوس الدكتاتورية للتسلط على رقاب المواطنين مسلسل التفجيرات الأخيرة في الزعفرانية وبغداد الجديدة وفي أيام العيد دلالة على مدى استخفافهم بالدين وشذوذ أخلاقي زنيم ولا نقول أن هذه التفجيرات عرّت ادعاءات بعض الكتاب الذين تعرّوا قبلها هؤلاء الذين يطبلون بأنها مقاومة الاحتلال، هؤلاء الذين لا يقلون أجراما عن المنفذين الفعليين لأنهم يشاركون القتلة بالقلم والقول السياسي ويبررون أعمالهم الإجرامية وهم لا يستحون من قلب الحقائق والادعاء أن التفجيرات من صنع المحتلين أو يضعونها على جهة أخرى غير القوى الإرهابية من التكفيريين والمليشيات التي أصبحت سرية, لقد شهدت البلاد منذ فترة ومازالت حملة الاغتيالات بكاتم الصوت بعدما كان القتل علنياً ومباشراً وأمام الأنظار وراح ضحيتها عشرات من المثقفين والكتاب والصحافيين وغيرهم ولكن الطريقة الجديدة بكاتم الصوت جعلتنا لا نعرف بالضبط الكم الناتج عنه ولكن هناك أخبار أكيدة تؤكد على توسع هذه الطريقة ولم تكتف ببغداد وراحت تنتقل إلى محافظات أخرى إلا أن الجهات الرسمية تحاول عدم الكشف عنها وهو هدف يبتغي التمويه عن الوضع الأمني المستتب!! كما يقوله البعض كما أن ظاهرة قتل النساء مستمرة دون اتخاذ إجراءات رادعة لمعاقبة المنفذين وعدم تحرك الأجهزة الأمنية بشكل جيد لمعرفة الجناة وأحالتهم للعدالة ولقد عادت مظاهر خطف الأشخاص والعائلات وكذلك الجثث مجدداً وهنا تبرز لدي المواطنين العديد من الأسئلة في مقدمتها
ــ أي أمن مستتب يجري الحديث عنه من قبل بعض المسؤولين؟
ـــ هل من المعقول استمرار هذه العمليات الإجرامية وغيرها ضد المواطنين مع وجود هذا الكم الغير قليل من الشرطة والجيش والاستخبارات وقوات الاحتلال؟
هذه الأسئلة وغيرها تجعل العراقيين المكتوين بنار الإرهاب والمليشيات السرية والاحتلال يشككون في التصريحات المتكررة من قبل المسؤولين أو بعض الأحزاب التي تشترك بالعملية السياسية التي تقول مؤكدة على " استتباب الوضع الأمني " فالهدنة التي تلي كل انفجار أو اغتيال سرعان ما تعود وفي قلب العاصمة إضافة للمحافظات الأخرى واليوم الهادئ الذي يمر يتبعه يوماً مشحوناً بالفزع والرعب والخوف والدماء من قبل المواطنين وإذا ما قيل أن الأوضاع تسير نحو الأحسن تتجدد الاشتباكات المسلحة والقصف العشوائي وإطلاق الهاونات والصواريخ والرصاص الذي يسقط جرائه العشرات من القتلى والمصابين بدون أية محاسبة أو متابعة حقيقية أو اتخاذ الاحتياطيات الأمنية الكفيلة بردع الذين يستهدفون المدنيين ويفجرون في المناطق الشعبية التي تتكرر فيها التفجيرات والاغتيالات والاشتباكات حتى بوجود الحواجز الكونكريتية التي أصبحت جزء من حياة المواطنين ومناطقهم وكأنها حدود تمنع التنقل من وإلى إلا بالتدقيق والتفتيش ومع هذا فهي بدون فائدة ولم تمنع القتل والتفجير والاختطاف بشكل قاطع
ـــ إلى متى سيعاني العراقيين من هذا الداء الذي أصبح مستفحلاً ؟
ـــ وهل يصح القول إن ازلام النظام السابق يعيشون في المجموعات الإرهابية وانتسبوا للمليشيات السرية المسلحة وهم ينفذون مخططاً أوسع بكثير من تصورات الحكومة أو المشاركين في العملية السياسية؟
استفسارات قد يكون الجواب عليها صعباً لكن الأصعب هي عدم قناعة الناس بالخطط الأمنية وبالمؤسسة الأمنية المخترقة نفسها لا بل بالحكومة وتصريحاتها المتواصلة حول استتباب الأمن وهو إن استتب دقائق فسرعان ما ينفجر ساعات واحد الأسباب المهمة هو التوجه الطائفي عند بعض المسؤولين في الداخلية أو في وزارة الدفاع فإذا لم تكن هناك مشكلة في التفجيرات فان الاحتكاك بالقوى الأخرى وخلق مشاكل جديدة أصبح ديدن الذين يراهنون على استمرار عدم استتباب الوضع الأمني الذي يخدم مصالحهم وتوجهاتهم الخاصة وهي معروفة.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمة ألسن في الثقب الأسود
- إلغاء معادي للديمقراطية ولحقوق الأقليات في العراق
- الأمريكان يحذرون العرب العراقيين من الكرد العراقيين!!
- ملامح غريبة
- استغلال زيارة الالوسي لركوب القضية الفلسطينية
- فتوى الشيخ صالح اللحيدان تحريضاً على القتل
- كاتم الصوت جريمة لإغتيال المثقفين العراقيين الوطنين
- ظاهرة تجنيد النساء الانتحاريات إفلاس حتمي
- تصريح ديك تشيني عن - الغير شرعية - نكتة مبكية
- غريب الوطن المفقود
- الذين غنوا والذين طبلوا لاغتيال كامل شياع عرّة القوم
- مسلسلات تلفزيونية لتغيب الواقع وتشويه الوعي
- كتابة المقالات مسؤولية أخلاقية أولاً
- قانون تقاسم النفوذ الجم السيد ساكاشفيلي وحلفائه
- الدرويش في رحلته الطويلة
- الحرب الجديدة وزرع الكراهية بين الشعوب
- التحالفات الطائفية طريق مظلم لا مستقبل له
- العراق - خان جغان - لكل من هب ودب
- إحياء المناسبات بالبدع والتهريج الإعلامي الطائفي
- مساء الخير يا منديلا الحلم عسير


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الاستتباب الأمني وضريبة الدم عند العراقيين