أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عماد علي - اقليم كوردستان العراق و الثقافة التنموية














المزيد.....

اقليم كوردستان العراق و الثقافة التنموية


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2426 - 2008 / 10 / 6 - 08:57
المحور: القضية الكردية
    


من يتمعن في تاريخ المنطقة الحديث و يدقق في مسار النضالات العديدة التي مرت و كان جمً عبئها يقع على كاهل الطبقة الكادحة و المعدمين، و هم في طليعة المضحين في جميع الحركات التحررية و في مقدمتها الكوردستانية ، و منذ تاسيس دولة العراق بالكيفية التي تمت و بايدي دولة محتلة التي كانت تعمل ما تشاء من اجل ضمان مستقبلها و مصالحها البعيدة المدى ، فظلت المشاكل الكبيرة و القضايا المصيرية الشائكة في المنطقة دون حل لعقود و حتى اليوم.
من البديهي ان تتضمن الثورات المتكررة المندلعة على ارض كوردستان و نتيجة لهضم حقوق شعبها و المنطقة بشكل عام هذه المواصفات و الواقع و التاريخ و المستوى الثقافي الاجتماعي الاقتصادي، لابد ان يتميز بكثير من الامور و منها الثقافة الثورية المتبعة ، و التي زرعت في نخاع الفرد مجموعة من الصفات و الخصائص التي اعتمدها تلقائيا من دون اي مقاومة تذكر.
ان كان الصراع لهذا الشكل و القوة المسيطرة هي التي بيدها كل امكانيات دولة تعتمد لفترة غير قصيرة و تتعامل كانها قوة قومية سائدة ضد اخرى مغدورة، و هي مهيمنة عليها بالايديولوجيات و الافكار و العقائد المتبعة لكل عهد و عصر حسب المتغيرات الحاصلة على مجريات الحياة السياسية الاجتماعية الاقتصادية فيه.
فان كانت السلطة هي التي تستخدم كافة الاساليب و القوة المتاحة لديها و منها غير القانونية و غير الشرعية في اخلاقيات و المباديء العامة ، و تعتمد كليا على منطق القوة بالاطلاق ، كيف تكون الجهة المدافعة عن نفسها ، و ما هي الثقافات التي تعتمدها و ما الوسائل التي تستعملها للدفاع عن بقائها و الصراع من اجل ادامة النفس لعدم الانقراض.
اذن هكذا توالت الثورات ، و ربما تغيرت الايديولوجيات و الافكار و المعتقدات مسايرة مع المتغيرات العالمية و الداخلية ولو بشكل نظري، الا ان الواقع فرض العديد من الطرق و الاساليب الذاتية لاداة الثورات و مقاومة الطرف الاخر.
فان فسرنا ما كان عليه الشعب طيلة هذه السنين من الواقع الثوري و ما يتضمنه و مؤثراته على الطبيعة الانسانية و الثقافية و المستوى الاجتماعي، يتوضح لدينا مدى تاثير الثقافة المهدِمة و الملغية تماما للاخر ومن قبل الطرفين، وهذا ما فرضته طبيعة الصراع و نوعيته ، و مميزات القادة المسيطرين على زمام الامور فيها.
بالاضافة الى طول المدة ، و التخلف المنتشرر في المنطقة ،و مصالح الكبار و العقلية السائدة فتكون ثقافة القتل و الدمار و التخريب من اجل الغاء و تتحطيم المقابل هي المسيطرة دائما، و من الطبيعي ان تكون لها افرازاتها و ترسباتها و تداعياتها التي تعاني منها الشعوب حتى بعد ان تضع الحروب اوارها ايضا و تستمر هذه الحالة لمدة، و تضر بالاجيال المتعاقبة الى ان تزول تدريجيا بتوفر الظروف التي تمسحها كليا.
من الملاحظ ان اجزاء من ارض كوردستان العراق تحررت بعد الانتفاضة الاذارية عام 1991 و بغض النظر عن ما شابت الحالة التي استقر عليها الوضع، و السلبيات الطافحةعلى السطح جراء الصراعات الداخلية من اجل التحزب الضيقو المصالح الشخصية، الا ان ما يتجلى للجميع ان الثقافة المتبعة منذ عقدونيف هي نفسها التي اعتمدتها الثورات لعقود، من دون تغيير يُذكر من حيث التكيف و التلائم مع المتغيرات و الواقع الجديد ، و اسلوب الصراع الجديد من موقع السلطة الذاتية و ليس ما كان متبعا في فترات الثورات المسلحة.
هذا هو النقص الاكبر في اقليم كوردستان ، حيث لايزال التكيف و القول و العمل و الاساليب التي تتشدق بها السلطة من حيث الحداثة و التجديد نظريا فقط، اما الواقع غير ذلك، العقلية السائدة توارثها القيادات الحالية و تعمل بها من حيث الجوهر و كانهم في زمن النزاع المسلح، و من حيث المظهر يدعون التغيير و مسايرة ما تدعى العولمة و اتباع العلمانية و التقدميةفي سير امور الحياة، الا ان الواقع يدحض هذه الادعائات ، و يثبت عدم وجود الخطط العلمية و التنموية بعد سنين من الخراب ، و الصراع من اجل المصالح الشخصية و الحزبية و العشائرية يثبت عكس ما يعلن تحت الشمس، و جل ما يفكر و يعمل عليه المتنفذون هو تمسكهم بالسلطة و ملذاتها باية وسيلة كانت و كانهم ناضلوا من خلال الثورات و كل حسب ظروفه من اجل توريث السلطة و توزيع الخيرات فيما بينهم لانهم احق به من غيرهم كما يفكرون و يدعون ، و هذه هي ثقافة الاستحواذ و التملك و ليستتحقيق الاهداف العامة و اماني الشعب.
نتاكد من هذا انه الوضع الحالي في كوردستان بحاجة الى التنمية من كافة جوانبها ، و قبل اي شيء تغيير العقليات و من ثم النظر الجدي الى ما يتطلبه المجتمع من الخدمات ، و خاصة الطبقة الكادحة المعدمة التي تعاني الامرًين ، اذن اولى اولويات الاهداف هي نشر و ترسيخ الثقافة التنموية من اجل خدمة الجميع، و هذا ما يحتاج الى الاعتماد على المؤسسات و العقليات المتنورة من كافة شرائح المجتمع الكفوءة ، و الابتعاد عن التحصصو المحسوبية و المنسوبية و الولائات، و الاستناد الى الخطط التنموية بعيدة المدى و تصحيح واقع الحال و استئصال الشواذ و السلبيات علميا، و ليس اعتمادا على الصراعات الحزبية التي هي آفة الشعب الاولى ، و الاهم من كل ذلك هو اتباع الطريقة العلمية التقدمية البعيدة عن الايديولوجيات البالية و الافكار الضيقة المدى ، ومن منطلق توفير الحد الواقعي من العدالة الاجتماعية ، و تضيق الفروقات الشاسعة بين الغني و الفقير و ضمان حقوق الاجيال الجديدة. الخطوة الاولى لترسيخ الثقافة التنموية هو التعاون و التنسيق و التخطيط اللازم من قبلب كافة المؤسسات الحكومية و المدنية من الجامعات و منظمات المجتمع المدني و الدوائر المختصة و الااديميين و المثقفين النخبة و الفنانين و الشعراء و الموظفين و المعلمين و الفلاحين و الكسبة قبل الاحزاب و القادة السياسيين و يجب ان تكون في مقدمتهم المؤسسات الاعلامية الحرة.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب العراقي بين الدعوة و العودة
- اقليم كوردستان العراق بحاجة الى فلسفة الحكم العلماني و الشفا ...
- ماذا بعد اقرار قانون انتخابات مجالس المحافظات في العراق؟
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (7 ...
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية( 6 ...
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (5 ...
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (4 ...
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (3 ...
- كادحوكوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى القوى اليسار ...
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (1 ...
- متى يستقر الفكر التسامحي في عقليتنا
- هل استفادت امريكا من افتعال ازمة القوقاز؟
- هل تسليح الجيش العراقي يعيد السلام و الامان الى الشعب؟
- دور القادة في مهزلة السياسة العراقية
- افتعال ازمة خانقين امتداد لازمة كركوك بوسيلة اخرى
- الاستناد على الاخلاق و المباديء في السياسة و التحزب
- كفاكم الحكم من طرف واحد و تفهموا الحقيقة
- كيف يُنظر الى المطلقة في الشرق الاوسط
- حول ماجرى في القوقاز،اسبابه و نتائجه
- دور التيارات اليسارية في المجتمع الدولي و مواقفها تجاه المست ...


المزيد.....




- رئيس البرلمان التونسي: الادعاءات بالتعامل غير الإنساني مع ال ...
- أزمة مياه الشرب تزيد محنة النازحين في القضارف السودانية
- الأمم المتحدة: غوتيريش سيوجه رسالة إلى بوتين بشأن تنصيبه
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: إسرائيل غير راغبة ...
- تحقيق لبي بي سي يكشف شبكة عالمية لتعذيب القرود
- -كرّمها بلينكن-.. القضاء التونسي يأذن بالاحتفاظ برئيسة جمعية ...
- الأمم المتحدة: مخزونات الغذاء بغزة تغطي الاحتياجات من يوم إل ...
- كاميرا العالم تنقل جانبا من معاناة النازحين الفلسطينيين في ر ...
- اعتقال اثنين من ضباط حرس الدولة الأوكراني.. كييف تعلن إحباط ...
- العضوية الكاملة.. آمال فلسطين معقودة على جمعية الأمم المتحدة ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عماد علي - اقليم كوردستان العراق و الثقافة التنموية