أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر الناصري - كلكم من طينة واحدة ، يا قرضاوي!














المزيد.....

كلكم من طينة واحدة ، يا قرضاوي!


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2412 - 2008 / 9 / 22 - 09:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رغم كل الادعاءات التي يطلقها شيوخ الدين الإسلامي ، بأنهم دين واحد، إلا أنهم وما بين الفينة والأخرى يتذكرون أصلهم، وربما يتأسفون لأقوالهم حول واحدية دينهم، وان ما قالوه ليس إلا كلام يراد به تزجية الوقت أمام الكاميرات أو في صالات المؤتمرات التي يقسمون بداخلها على أنهم دين واحد. وثمة أمثلة كثيرة لا يسعنا إيرادها هنا، لكن تصريحات القرضاوي الأخيرة تؤكد ما نقول من أنهم لا ينتمون إلى دين واحد ، بل ، إلى ديانتين متناقضتين ومتناحرتين منذ عصور سحيقة.
فهذا الرجل الذي يسعى الإعلام الرسمي العربي لتصويره بالإسلامي المعتدل ، لم ولن يتمكن من ضبط انفعالاته وتنظيراته الطائفية وهو بهذا لا يختلف كثيرا عن الذين يقابلونه في الضفة الأخرى من ذات الدين الذين يحدون أسنانهم للحظة القصاص من الذين أذاقوهم الظلم واستلبوا منهم كرسي الحكم . هو مثلهم يحدد خطوطا حمراء، ويعارض التحول المذهبي من طائفة إلى أخرى، بل، يعدها من الكبائر والهجوم الأخير الذي شنه ضد ( الشيعة) أبناء دينه الواحد كما يؤكد ، دلل وبما لا يقبل الشك على انحيازه وعدم قدرته على تصديق حتى نفسه بعد مجموعة تصريحات أراد أن يؤكد اعتداله ووسطيته من خلالها... لقد عبر عن قلقه من اجتياح الشيعة للمناطق السنية الخالصة عبر نشر التشيع فيها، متناقضا بذلك مع نفسه وأقواله السابقة من أنهم أبناء دين واحد...أليس الشيعة مسلمون كما تقول يا قرضاوي فلماذا الخوف، إذن؟.. أو ليس هم من أبناء دينك الواحد ، ألا يحق لهم الانتقال من منطقة إلى آخرى ، أم أن هذا يعد اجتياحا خطيرا في نظرك؟؟؟؟... أن تصرياحاته هذه لا تختلف عن تصريحات ملالي الشيعة في أيران او العراق ، كلهم يقسمون ويعقدون المؤتمرات ويصدرون الوثائق و يعقدون الأحلاف على أنهم أبناء دين واحد احد ولكن ما أن يغادروا قاعات مؤتمراتهم حتى يبدعون في ابتكار ما يزيد من الانقسام والتناحر، ولا تختلف عن الذين يطلقون فتاوى التكفير والقتل والتهجير والجلد وإزهاق أرواح الأبرياء وقمع حرية الرأي والتعبير وخنق الإنسان ومصادرة حرياته، لأنهم جميعا من طينة واحدة لا يعرفون العيش دون سفك دماء أو دون إذلال الأبرياء وحرقهم في حروبهم الطائفية.
القرضاوي يخشى ويجاهر بخشيته ومخاوفه من وصول الشيعة إلى المناطق أو الدول السنية الخالصة واجتياحها ، يخاف من أن يحتلوا مكانه وان تضيع مكانته ويتهتز عرش دينه لو أن الناس غيرت جلودها من سنية إلى شيعية ، لكنه لم يجاهر أو يعبر عن خشيته من وجود أكبر قاعدة للقوات الأمريكية في قطر ، هذه القاعدة التي استخدمت من أجل شن الحرب على العراق واحتلاله وتدميره ، لم يجاهر بخشيته عندما كانت عصابات القاعدة والبعث الفاشي تجتز رقاب الأبرياء من العراقيين بل كان يتغنى بها كونها مقاومة.. لا يجاهر بخشيته ومخاوفه عندما تواصل الدكتاتوريات الحاكمة في دول البؤس العربي، فرض القمع والاستبداد ومصادرة خيرات ومقدرات البلدان المنكوبة بحكامها، لم يعترض عندما تحولت حياة ملايين المصريين في العشوائيات إلى جحيم وفوضى لا قرار لها جراء ممارسات السلطات الحاكمة... لم يعترض ولم يرف له جفن حين كان العراقيون يسحقون بفعل الجبروت البعثي وحكم الطاغية الدموي صدام حسين فهذا المجرم هو ولي أمر وعلى العراقيين الرضوخ له وفق منطق (وأطيعوا أولي الامر منكم ) الذي طالما استخدمه القرضاوي ومن هم على شاكلته كلما جوبهوا ببشاعات الحكام وتجبرهم .
كلهم من طينة واحدة .. لافرق بين القرضاوي ومقتدى الصدر والفوزان واللحيدان أو تسخيري والصغير ويوسف البدري وأبن حبرين وزغلول النجار والمنجد وعزت عطية وحارث الضاري ...الخ من جوقة زارعي الفتن وماسخي عقول البسطاء. كلهم يعملون على تعميق الجهل والتخلف وتعزيز مكانة الخرافة الدينية ، يزرعون بذور الكراهية والانقسام بين الناس ويؤججون روح العداء والتعصب الديني والمذهبي حتى أحالوا بلدان بأكملها إلى ساحات للتناحر الطائفي وعمقوا من انقسام المجتمعات بما يهدد أي عقد اجتماعي يمكنه أن يوحد هذه المجتمعات حول غايات وأهداف تكون محصلتها العليا الارتقاء بالإنسان وحرياته وكرامته.



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياجلالة الملك... مبروك لك هذه البلابل المغردة...!!!
- ضحايا الدويقة... من يشوه صورة مصر؟
- الاحزاب السياسية في العراق وعقدة الزعامة التاريخية
- فرقة مقامات... حين تخترق الموسيقى جدران العزلة
- في مدينتنا حوزة
- هل العراق دولة إسلامية أم علمانية..؟
- طالباني وباراك و الاشتراكية الدولية
- عن الأسود والحملان في عراق جلال الدين الصغير
- إلى متى الصمت عن مآسي النساء في البصرة؟
- حرائق الطائفية في العراق...الجزء الثاني
- حرائق الطائفية في العراق...الجزء الاول
- المصالحة والتعايش ...أستغاثة الافكار من سطوة الاسلحة
- من يحكم من... النزعات الانسانية أم التعصب القومي؟؟؟؟
- التمدد الانساني في مواجهة الجموح الشوفيني
- المرأة العراقية...موافقة فجواز فمحرم...!!!
- في الذكرى الاولى للاءات كمال سبتي الاربع
- آفاق الانهيار...على شرف الذكرى الرابعة لأحتلال العراق
- شذى حسون... الق وأمنيات
- الى عبد الرزاق سكر ,,,,حين تجاهلوك فقد تجاهلوا كيف يكون الاب ...
- كركوك ....بحثا في الحلول العصية


المزيد.....




- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر الناصري - كلكم من طينة واحدة ، يا قرضاوي!