أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسام محمود فهمي - المالُ والسلطةُ .. والطبقةُ المتوسطةُ














المزيد.....

المالُ والسلطةُ .. والطبقةُ المتوسطةُ


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 2401 - 2008 / 9 / 11 - 06:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


رجالُ ما تُسمي أعمالٌ، متهمون بما تصلُ عقوبتُه إلي الإعدام، تاهوا فخراً بسلطانهم وسطوتهم، حازوا كل ما طالته أعينهم، تخطوا كل الخطوط الحمراء والزرقاء والخضراء والصفراء، لطالما أفلتوا من المساءلة، شاركوا في الحكم، في سن القوانين. مصر تحت سيطرة من ملكوا المال والسلطان، ملايين أهلها تحت سطوة فئة مالها من المؤهلات إلا المال المُيسر بلا حساب ولا حصر.
مصرُ تعيشُ علي جمر أوضاع سياسية واجتماعية يستحيلُ أن ينتج عنها تطورٌ صناعي أو زراعيٌ أو اقتصاديٌ، غابت عنها العدالةُ الاجتماعيةُ مع توحش سطوة أهل المال الذين تملكوا بدون استحقاق، سيطروا علي مقاعد السياسة وميكروفونات وشاشات الإعلام المقروء والأرضي والفضائي. التوترُ الاجتماعي أسخن من أن يُنكر، فورانه عالي الصوت والإيقاع، الإناءُ يهتزُ بعنف، غطاؤه علي وشك الانفجار.
مع سيطرة طبقة أهل مال بلا حساب ولا مشروعية سادت سلوكيات الأنانية والأنامالية والسطحية، مشروعاتٌ تحتكرُ الدعاية، جوفاءٌ، فارغةٌ، لامتصاص ما في الجيوب، ليست للتنمية؛ مشروعاتُ البر والخير، أغطيةٌ لجرائم من كل تصنيف. غاب مفهومُ الدولة، اختُزلت في مشروع تجاري، أما الشعب فمجموعة من المستهلكين، زبائنٌ، عملاءٌ، مشترون، لا أكثر. ضاع مفهومُ المواطنة والتشاركُ في السلطة، الشعبُ وحدُه يتحملُ فشل المشروعات المسماة تجاوزاً سياسات، مصر تحولت إلي سوبرماركت تتملكه القلة من حائزي السلطة والمال، من أهل الدائرة الضيقة والدوائر الملتصقة بها، طمعاً في المزيد من المشروعات، الغنائم.
المثقفون، تاهوا، غُيبوا، أبعدوا، ليس لديهم المال، موظفونٌ هم، يُلقيهم في الشارع معاشٌ مبكر، يُجلسهم ضيق الحال في بيوتهم. أهلُ الفكر والعقل لا دور لهم، لا يُسمعون، عمداً وجهلاً، مهما كتبوا أو قالوا أو أبدعوا، رغم ضيق حالهم. لم يظهر مثقفٌ متعففٌ علي كرسي سلطة؛ كراسي السلطة فقط لمن عشقوا الجلوس عليها وعبدوها، من أبدوا بسخاء كل فروض الخنوع واصطناع الولاء، من انعدمت رؤيتهم وغاب عنهم الفكر السوي.
من الطبيعي مع السيطرة المطلقة لمن أعماهم المال والسلطان ولمن أسكرهم عشقُ الكراسي أن تكثر مصائبُهم وخطاياهم وتجاوزاتهم، أن تفوح نتانة رائحتها، أن ينكشف علي الملأ احتقارُهم لأي قانون وأي نظام، هم الكلُ في الكل. هكذا ابتليت مصر بمن وُضعوا علي كراسي بكثرة مالهم وبمثقفين فقط بالاسم، هكذا أصبح الإخفاقُ واقعاً، هكذا عم الغضبُ العامُ، هكذا غام المستقبلُ. مصر في محنة طاحنة، طالما تغول فيها من ملكوا المال وسيطروا، طالما تجبر فيها من انتسبوا للطبقة المتوسطة وهم واقعاً بعيدون عن فكرها ورؤيتها، مؤهلاتهم تتلخص في كيفية الوصول إلي الكرسي والبقاء عليه، بأي ثمن.
يستحيلُ أن تقوم قائمةٌ لمجتمع بلا عقل، بلا طبقة متوسطة تقوده بكرامة، بلا نفاق، بدون الوقوع في وله الكرسي، أي كرسي،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكراسي عنوانُ النظامِ
- أخفض رأسك يا ...
- مصر في بكين..
- الجامعات..بين الغضب والأسف
- بدءُ الدراسةِ.. تربوياً
- القانونُ الجديدٌ للمرورِ.. والماشطة!!
- هل تُحملُ المرأة وحدها بالتكليفات؟
- مصرُ.. بعضُها يأكلُ بعضَه
- الثانويةُ العامةُ..وامبراطوريةُ الغشِ
- المهنةُ: مُفتي فضائياتٍ
- القاهرة اليوم00 فقط؟!
- تَحَجبي تَتَزوجي
- الفوضي في مصر .. غيرُ خلاقةٍ
- رهانُ الإخوانِ
- الإلهاءُ العامُ...
- شبكةُ حزبِ الله..
- علاوةٌ أم نقمةٌ؟
- تصعيد المرأة .. بين الشعارات والاعتبارات
- متي تنتفض الكراسي؟
- التعليمُ -المميز- وتدميرُ الكلياتِ


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسام محمود فهمي - المالُ والسلطةُ .. والطبقةُ المتوسطةُ