أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - الحوار والصراع الفكري (المضمون والغاية)














المزيد.....

الحوار والصراع الفكري (المضمون والغاية)


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2392 - 2008 / 9 / 2 - 05:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هناك أختلاف كبير بين الحوار والصراع الفكري، فآليات الحوار سلمية يسفر عن رؤى جديدة تصلح كمبادئ لفكر جديد، فكر جامع ورافض للفرقة، فكر يهدف للسلم الاجتماعي، فكر للتسامح والعيش المشترك. وغاية القائمين عليه الإنسان وليس السلطة، فهم صفوات ثقافية وعلمية لايؤطرهم كيان حزبي ورافضين للأجندة السياسية.
أما آليات الصراع فعنفية، والقائمين عليه ذوات مؤدلجة، أهدافهم غير إنسانية، غايتهم الأساس هدم المشتركات بين أفراد المجتمع لإحكام السيطرة وتوظيف آليات السلطة العنفية لإخضاع المخالفين. لذلك تعَّوق الفكر مقابل تطور آليات الردع والعنف والإلغاء لإخضاع الآخر وتعددت الأجندة الخفية وشخوصها لتدجين المجتمعات الحرة.
يعتقد (( الياس مرقص ))" أننا ندور ولا نتقدم، نعيش في خطابات متوازية، لا إنصات، لاتناصت، لاتفاعل حقيقياً، لا تقدم. ندور بأسوأ معنى، نعيش في (ثروة) هي الخواء، الاختلاط، تحت أسم ترابط جميع الأمور، العلاقات، الجدلانية التي هي أسماء تعيش في ( العودة الأزلية )، في التكرار العقيم. بدون الدائرية والخطية معاً. أطالب الفصل، أقترح الفك، وأقترح أن يكون لعلمنا الفكري السجالي بداية ونهاية ليكون ثمة مسار وحركة وخط، وأقترح بداية هي: العالم، الإنسان، والفكر...".
إن الساعين لجعل الفكر عقيدة تصلح لكافة الأزمنة وشخوصها مقدسين ليسوا إلا جهلة وأميين بماهية الفكر، سذج تقودهم العاطفة لا العقل، ذوات مُسيرة وغير مخيرة، قطعان تائهة تبحث عن راعي مجهول الهوية يقودها إلى النجاة أو الهاوية لا فرق!. ذوات مأجورة، منصاعة لأجندة خارجية، ساعية لطمس قيم وتقاليد وحضارات مجتمعاتها ومن ثم سلخها عن منابتها الأساس لتصبح مجتمعات عديمة الأصل، لاتعرف سلسلة تاريخها الحضاري ويغرز تاريخ جديد في لاوعيها، يقزم مجدها، ويصورها على أنها بقايا لمجتمعات متدنية، لم تكن سوى جزءً من حضارة الآخرين.
التاريخ الحضاري للبشرية يرعب المجتمعات الطارئة، فما كان لها أن تصبح حضارة متطورة دون أن تنهل من الحضارات الغابرة. وما كان لإنسان الحاضر وجود، دون تاريخ، وسجل، ورفد معرفي، ومعالم، وشواخص على الأرض تؤشر المساهمات الإنسانية السابقة. الفكر الإنساني، فكر تراكمي، تلاقحي، حواري، متجدد، فكر يؤرخ لوجود وشغل الإنسان على الأرض.
أما الصراع الفكري فلم ينتج سوى العنف والدم، لم يساهم في البناء وإنما بهدم الشواخص والمعالم الحضارية، فكر هدام، حرق سجلات التاريخ الإنساني، مسعاه السلطة لفرض التوجهات المشبوهة، يسعى لبث الفرقة ويعتاش على التوترات والأزمات الاجتماعية.
يقول (( الياس مرقص ))" لايمكن لأية عقيدة جوهرية أن تحرك أي شيء جدي، أن تقيم أي صير حقيقي. إنها ليست أيدولوجية تقيم بناء. فالبناء تركيب، تشكيل، إنشاء، إصطفاء بين مختلفين. إذاً نقض لعقيدة الهوية الجوهرية المتوحدة، لأنها تنمو تعويضياً في مجتمع فقد السيطرة على ذاته. الإنسان-الفرد الفاقد للسيطرة يبحث عن جوهر-صخرة في الملموس، عن محور مادي، روحي يطغى، عن جزيرة آمان في بحر خضم، الأمم كذلك".
لايمكن بناء حضارة لأمة دون حوار فكري متواصل، دون إيجاد قواسم مشتركة بين فئاتها، دون مساهمة أبناءها في عملية البناء، دون وجود إرادة على التواصل. وبخلافه فإن الصراع الفكري، إصرار على الهدم، على التغييب، على فك الإرتباط، على مسخ وسلخ المجتمعات عن تاريخها، على رفض تلاقح الأفكار بين المجتمعات المتباينة، بين الحضارات المختلفة، بين التاريخ والحاضر.
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكر بين المراجعة والتقييم
- السياسي بين الادعاء والواقع
- الأمة والدولة
- سايكولوجيا السياسي الجاهل
- التعصب الحزبي
- المثقف والسياسي الجاهل
- دور الذوات المُغيبة في السياسة
- السياسون والمجتمع المُغيب
- الفكر والإدراك العقلي
- الفكر والوعي الإنساني (الحاجة والأسبقية)
- الفكر والسياسة
- العلاقة بين النسق الفكري واللغوي
- آليات تنظيم الانتخابات
- حق التصويت للناخب
- الناخب والانتخابات
- مواصفات الناخب والمرشح
- الصلاحيات الدستورية للأقاليم الفيدرالية
- الالية الفيدرالية (الأهداف والفوائد)
- المفاهيم الفيدرالية
- صراع الصلاحيات بين المركز والأطراف


المزيد.....




- شاهد أوّل ما فعلته هذه الدببة بعد استيقاظها من سباتها الشتوي ...
- تحليل: بوتين يحقق فوزاً مدوياً.. لكن ما هي الخطوة التالية با ...
- نتنياهو يقول إنه يبذل قصارى جهده لإدخال المزيد من المساعدات ...
- روسيا.. رحلة جوية قياسية لمروحيتين حديثتين في أجواء سيبيريا ...
- البحرية الأمريكية تحذر السفن من رفع العلم الأمريكي جنوب البح ...
- صاروخ -إس – 400- الروسي يدمر راجمة صواريخ تشيكية
- إجلاء سياح نجوا في انهيار ثلجي شرقي روسيا (فيديو)
- الطوارئ الروسية ترسل فرقا إضافية لإنقاذ 13 شخصا محاصرين في م ...
- نيوزيلندا.. طرد امرأتين ??من الطائرة بسبب حجمهن الكبير جدا
- بالفيديو.. فيضان سد في الأردن بسبب غزارة الأمطار


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - الحوار والصراع الفكري (المضمون والغاية)