أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - لماذا سيخافون من الإسلام والمسلمين؟















المزيد.....

لماذا سيخافون من الإسلام والمسلمين؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2388 - 2008 / 8 / 29 - 10:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يروج الخطاب الإسلاموي الدعوي السمج ثقيل الظل والبعيد كل البعد عن القلب والعقل، كبعد المريخ عن الأرض, لأزعومة غريبة مفادها أن الغرب والعالم يخاف من المسلمين ويحسب لهم ألف حساب، في عملية تعويضية واضحة وكبرى عن التخلف والإخفاق التاريخي للعرب والمسلمين في تبني الحداثة والأخذ بقيم ومفاهيم العصر وبالتالي مواكبة البشر الآخرين، وأن عدو الغرب بعد سقوط الاتحاد السوفييتي هم المسلمون، وهم بذلك يساهمون مساهمة كبرى في استراتيجية مجلس الأمن القومي الأمريكي وجهوده الدائمة لإيجاد أعداء مفترضين ما يعزز وجود وبقاء شركات إنتاج الأسلحة التي لا تستمر ولا تعمل من دون هذا الزعم. و يدخل هذا الخطاب في نطاق الكلام السائب الذي لا قيمة له، ولا أحد يحاسب عليه. وحين شعر مجلس الأمن القومي بأن العالم لم يعد يقبض تلك المزاعم الأمريكية وينحو باتجاه نبذ لغة الحروب والتصالح والسعي للحوار والدبلوماسية وحل القضايا الأممية الشائكة عن طريق المنظمة الدولية، ابتدع جورج بوش نظرية الحروب الاستباقية التي تبرر له شن الحروب في أي زمان ومكان بدون إبداء الأسباب، على اعتبار أن هذه الدولة أو تلك من الممكن أن تشكل خطراً على أمريكا في مرحلة ووقت ما. غير أن فقهاء الإسلام ودعاته الجهلة، لا يعون هذه الحقيقة والحمد لله، ويسعون إلى تسعير وتوتير الموقف وإعطاء أمريكا الذريعة والحجة لشن الحروب على الدول الإسلامية هكذا وبالمجان، وعلى طبق من ذهب، وتعزيز نفوذ شركات إنتاج الأسلحة، وتبرير وجودها وأنشتطها الإجرامية. فالولايات المتحدة دولة حربية بامتياز، يقوم جوهر وجودها وعقيدتها القومية على الحروب وشنها والانتقال بها من مكان إلى آخر، وقد بني وجودها على إبادة الهنود الحمر. ويتحرش الفقهاء والدعاة بالآخرين ويستفزونهم، ويظهرون عدوانية غير مبررة تجاه الغير، ويعلنون من منابرهم التي توفرها لهم سلطات الاستبداد، وبمناسبة وبدون مناسبة، على أن الغرب الكافر النصراني واليهودي هو العدو الأول للعرب والمسلمين، الذي يجب قتاله، وهذا زعم غير صحيح، بالمرة، لأن أوثق حلفاء الغرب الأساسيين والمخلصين قاطبة هم في هذه المنطقة من العالم، ومعظم حكوماتهم تعمل خادمة أمينة ومطيعة لحماية ورعاية المصالح الغربية، ولكن الأمر كله يندرج في نطاق الدعاية التعبوية الهشة والفارغة وللاستهلاك المحلي فقط، ولإضفاء شيء من شرعية مفقودة على أنظمة الاستبداد.

وكنا فعلاً سنجاري الفقهاء مزاعمهم تلك لو أن الدول الإسلامية الكبرى تعادي، فعلاً، الولايات المتحدة، ولا تتآمر ضد الدول الإسلامية الأخرى. ولو أن نفس تلك الدول تعد للغرب ما تستطيع من قوة كما تعدها لأشقائها في العروبة والإسلام. ألا تقف معظم الدول الإسلامية حليفة للغرب اليوم، ضد المشروع النووي الإيراني؟ ألم تناصر إسرائيل في حربها الإجرامية المجنونة ضد لبنان؟ والأنكى من ذلك كله لم سيخاف الغرب من هذه الدول؟ من عجزها، وفقرها، ومجاعاتها، وأزماتها المستفحلة التي لا تنتهي؟ أم من جهل شعوبها، وضعفهم وتفككهم وانحلال منظوماتهم القيمية والسلوكية والأخلاقية وتردي أوضاع شعوبهم المعيشية وانهيار اقتصادياتهم؟ أم من جحافل الجياع والمرضى والمتسولين والعاطلين عن العمل والمهمشين والمحرومين من آدميتهم ومواطنيتهم وطبقات البدون ومحرومي الجنسية؟ أم من انهيار التعليم، والقضاء، والفساد الذي يعم المنظومة الاستبدادية الشرق أوسطية ويسري فيها مسرى الهشيم في النار؟ أم من الإنجازات الخارقة، والميداليات الذهبية التي حصدوها في أولمبياد بكين حيث ظهر الرياضيون العرب والمسلمون خائري القوى، عنينين، مفلسين لا حول لهم ولا قوة، وكأنهم "واقعون" من الجوع وسوء التغذية والعطش والعوز والجرب؟ وانهزم رياضيوهم القادمون من مناطق يعشش فيها الفقر والجهل والاستبداد والقهر والإذلال الممنهج والمقت والقلق، هزائم نكراء ومذلة أمام رياضيي دول أخرى صغيرة وتكاد لا ترى على الخريطة، وهربوا من أمامهم كما تهرب النعام، بل هم أسرع سبيلاً، وكل الحمد والشكر لله تعالى؟ هل سيخاف الغرب العلماني، المنظم، القوي من هؤلاء الذين يسكن الرعب قلوبهم من أجهزة مخابراتهم، ونظمهم التسلطية المتجبرة والمتفرعنة، ويشكلون اليوم أكبر طبقة عبيد في العالم في مزارع سلالات الشرق الأوسط الشيطانية الاستبدادية الحاكمة؟ لقد تحررت جميع شعوب العالم تقريباً وتعيش حالات نسبية متفاوتة من مد وجزر ديمقراطي، باستثناء المنظومة الشرق أوسطية التي ترعب أمريكا وعلى حد زعم الفقهاء، لا تضحكوا، ولا تقرفوا. لقد نالت الصين استقلالها بعد الثورة والمسيرة الفلاحية الماوية الكبرى في العام 1949 أي بعد معظم دول منظومة الاستبداد، وأصبحت عملاقاً اقتصادياً تقرض الأمريكيين أنفسهم الدولارات، وصاحبة أكبر نسبة نمو في العالم تجاوزت الثلاثة عشر في المائة بقليل، وتتحكم بالاقتصاد العالمي رغم أن ديانتهم هي البوذية الأرضية والوضعية ولم ينعم الله عليهم بنعمة الإسلام التي أنعمها علينا، وليسوا لذلك، طبعاً، من أبناء خير أمة أخرجت للناس؟

هذه الشعوب والأمم المتناحرة والمتقاتلة فيما بينها والمهزومة تاريخياً في كل الميادين الحياتية ليس بمقدورها أن ترعب قطاً صغيراً، فما بالك بمناطحة ومناكفة عمالقة الاقتصاد والعسكريتاريا في العالم كالصين، وروسيا الاتحادية التي تقف اليوم بمفردها في وجه الحلف الأطلسي، ناهيك عن الولايات المتحدة التي تستعمر فعلاً معظم دول العالم الإسلامي سياسياً أو عسكرياً، بشكل مباشر أو غير مباشر؟ وماذا يمتلك العرب المسلمون، أصلاً، من أسلحة وإمكانيات قادرة أن تدب الرعب في قلوب الآخرين، اللهم باستثناء أسلحة الطائفية والقبلية والعشائرية والنزعات العنصرية الفارغة والتنابز بالألقاب وتوفير أسباب الكراهية والجور والقيم البائدة التي ما زالوا مصرين على التمسك بها. والفكر الغيبي غير قادر أن يشكل لوحده كممنظومة قيمية وفكرية وسلوكية، أي كيان سياسي قادر بمفرده على التصدي للآخرين وبناء دول قوية على الإطلاق، وما الحالة التي يعيشها العرب والمسلمون من ألف وأربعمائة عام من التناحر والتقاتلووالفرقة والبغضاء، والإشكاليات الوجودية والفكرية، والفقهية الكبرى التي جعلت منهم أضعف شعوب الأرض وأفقرها، إلا خير دليل على ذلك.

ولو كان العالم العربي والإسلامي في حال من الانسجام والتناغم والتآلف والتوحد والغنى والازدهار السياسي والاقتصادي، ولا سمح الله وكلا وحاشا لله، لآمنا وصدقنا وبصمنا لهم بالعشرات، أما وحالهم هذه الحال النكود المستعصية، فلا يجب ألا يحلموا إلا بعدم الانقراض، ويحمدوا الله على هذه النعمة والحال. غير أن الخوف من الفكر الغيبي الذي يراود الغربيين ويرعبهم، باعتباره أوقف العقل وعجلة الدهر عند زمن معين، وجعل هذه الشعوب المنكوبة في حال من الخمول والتراخي والخدر والكسل، فذلك خوف حقيقي ومفهوم ومبرر، ومقنع وممكن جداً، ويبعث في النفس أشد درجات الهلع والفزع، أما غيره فلا، وألف لا.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقيقة وطلاب الحقيقة في سوريا
- لبنان الكرامة والشعب العنيد: عذراً فيروز ومعذرة
- العرب وغربة الأولمبياد
- مذهب زغْلول النجّار
- موريتانيا: عودة حليمة لعاداتها القديمة
- الهروب إلى إسرائيل
- قراصنة الخلف الطالح
- فضائية خدّام
- الحوار مع القردة والخنازير: فاقد الشيء لا يعطيه
- التطبيع العربي العربي أولاً
- نعم لاتحاد من أجل المتوسط
- اعتقال البشير: ومن البترول ما قتل
- العربان دوت كوم
- حول تغطية أحداث سجن صيدنايا
- غسان الإمام: والشياطين البترولية الخرساء
- الحجاب كهوية عنصرية
- سوريا:موضة الخادمات الآسيويات
- تهنئة للإخوان السوريين
- التّمثيلُ بالأحياءِ: ضرورةُ تجْريمِ ِأُمراءِ وأشياخِ الوهابي ...
- الوهابيّة أم ِالنازيّة؟


المزيد.....




- وزير الخارجية الايراني يصل الى غامبيا للمشاركة في اجتماع منظ ...
- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...
- “ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن ...
- شاهد.. يهود الحريديم يحرقون علم -إسرائيل- أمام مقر التجنيد ف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - لماذا سيخافون من الإسلام والمسلمين؟