أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - الحقيقة وطلاب الحقيقة في سوريا















المزيد.....

الحقيقة وطلاب الحقيقة في سوريا


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2385 - 2008 / 8 / 26 - 06:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لا أدري لماذا يقيم الدنيا ولا يقعدها "طلاب الحقيقة" في سوريا من أجل مجرد "نكرة" لبناني "لا راح ولا أجى" ومهما نط وعلا وغلا سعره وسوقه في البازار السياسي. وتراهم، يطلقون عليه مرة لقب الشهيد، وتارة اسم المفكر اللبيب ( ولا أحد يعرف في الحقيقة بماذا يفكر)، ومرة أخرى الفيلسوف الحصيف، ويضفون على آخرين هالات من الطهرانية والتقديس، ولا يأتون على ذكر، بل ويتناسون، في الوقت نفسه، مصير آلاف الجنود، وصف الضباط، والضباط السوريين الذين ضحـّوا بحياتهم النفيسة، وسقطوا في ساحات الوغى والشرف الحقيقية، وخلال ثلاثين عاماً من عملية الحفاظ على كرامة واستقلال وأمن لبنان، الذي لم يكن ناجزاً وحقيقياً إلا في ظل الوجود السوري في لبنان، أو عهد "الوصاية" كما يسميه البعض.( هناك من يعتقد أن لبنان الآن، وبعد الانسحاب السوري، هو سيادي ومستقل، تصوروا، ويا رب تعافينا).

ولا أدري، في الحقيقة، أيضاً، متى صار السمسار، وتاجر السلاح، وناهب الأموال، ومصاص الدماء، وجامع الدولارات، ومكدس الذهب والفضة والمليارات شهيداً ومحبوباً عند الله وتثار من أجله كل هذه الأعاصير والزوابع والغبار، ويصدر كرمى لدولاراته، ويا سبحان الله، القرار الدولي تلو القرار؟ ومتى كان الكاتب "المتصهين" واليميني المتطرف، وتاجر الأفكار وبائع الهوى السياسي، والأجير الرخيص، (بدرجة لبيك يا أمير قطع الرقاب لبيك ها أنا ذا بين فخذيك، وعذراً فإنه لا يتوفر لدينا تصنيف "سياحي" أدنى وأحط من هذا، ورغم أن بعض هؤلاء "الأجراء" من النصارى والعياذ بالله حسب الخطاب الوهابي نفسه)، مناضلاً ومفكراً سيادياً ألمعياً تكتب له المراثي والقصائد وتنظم له الأشعار، ويحسب في حسبانهم، طبعاً، من الصالحين وأولياء السياسة الأخيار؟

ولا أدري متى صار مجلس الأمن واللوبيات الصهيونية، وحكومات الحروب الاستباقية الغربية المستعمرة على هذه الدرجة من الرقة والرحمة والعدالة، والبراءة، والطيب والدعة والنزاهة لتطالب بدماء الناس، وفي رقبتها دماء عشرات الملايين من البشر من الضحايا والأبرياء، من ناغازاكي، وهيروشيما، إلى فيتنام، وليس انتهاء بفلسطين، والعراق، وأفغانستان.( بالأمس قصفت القوات الأمريكية قرية أفغانية وقتل جراء ذلك حوالي المائة ضحية بمن فيهم من الأطفال والشيوخ والنساء. طبعاً طلاب الحقيقة السوريين لا تعنيهم كل هذه الدماء، ولا كل الأرقام المهولة الأخرى والفاضحة لحقيقة أمريكا الإجرامية والعدوانية، لأن جل اهتمامهم منصب اليوم بمعرفة الحقيقة (أية حقيقة؟) وجنباً إلى جنب، ببروستات معارضيهم، فتحيا ديمقراطية البروستات السورية الفريدة، وابقوا طمنوننا عن بروستاتكم يا شباب فهي معيار المعارضة الوطنية الحقيقية. وللعلم، فإن أكبر حزب سوري قادم بعد صدور قانون الأحزان -ولا يوجد هنا خطأ إملائي- سيكون بعون الله تعالى، هو حزب البروستات الوطني الديمقراطي، وهو لا علاقة له طبعاً بإعلان دمشق الوطني الديمقراطي البروستاتي، وهذا درءاً لأي سوء فهم والتباس).

نشرت بالأمس القريب أسماء حوالي ثمانمائة مفقود سوري لا يعرف عن مصيرهم أي شيء في لبنان، ناهيكم عن ضحايا وأبرياء لا حصر لهم جرّاء حوادث اعتداء عنصرية مختلفة وقعت ضد عمّال مساكين وفقراء في لبنان،( في بلاد العرب أوطاني فقط يتم اضطهاد العمال والوافدين والتنكيل بهم واحتقارهم ومعاملتهم بعنصرية وحرمانهم من أدنى حقوقهم البشرية، ومنا للقوميين العرب الأشاوس مع أطيب الأمنيات)، إضافة لحوالي الخمسة عشر ألف شهيد عسكري سوري آخرين قضوا دفاعاً عن لبنان، لم نسمع يوماً، مجرد بيان، من أي من طلاب الحقيقة، ولا من منظمات حقوق الإنسان ولجانها، وعلى كثرتها، والتي تملأ الأرض شغباً وصخباً حقوقياً ( بيان حقوقي واحد مثل بيانات البروستات، ومن مال الله يا شباب)، أو أي من فرسانها الأبطال شيئاً عن دماء أولئك الضحايا والشهداء المساكين الأبرار الذين قضوا من أجل أن يأتي تجار الأوطان والسماسرة وصبيان الوهابية وغلمانها الصغار ليقبضوا على قرار الشعب اللبناني المسكين، الذي لا حول له ولا قوة، ويصبحوا هكذا زعماء وقادة سياسيين ووطنيين في غفلة من الزمان وغياب الرجال.

إننا، ومن موقعنا المتواضع، نتمنى ووفاء لأولئك البررة، إقامة نصب تذكاري فوراً وفي قلب بيروت، وبالقرب من السراي الحكومة، بالذات، يحمل اسم الجندي السوري المجهول الذي حافظ على كرامة ووحدة واستقلال لبنان طيلة ثلاثين عاماً، وإطلاق نفس الاسم على أحد شوارع بيروت الرئيسية وخاصة تلك التي يمر فيها الموكب الرسمي لطالب الحقيقة البارز فؤاد السنيورة بطل فيلم دمي ودموعي وابتسامتي وكاسات الشاي، وموكب السفير الأمريكي نفسه، ووضع أسمائهم في لوحة شرف خاصة. وهذا أمر، باعتقادنا، هو أضعف الإيمان والوفاء، ومقدم على أية "حقيقة" وأولوية أخرى اليوم، في ظل هذا السعار والهيجان والفلتان الأخلاقي والعنصري والإعلامي البغيض الذي نراه من بعض اللبنانيين الناكرين للمعروف و"للحنة وأثرها"، ولكل التضحيات. كما نطالب الحكومة اللبنانية والرئيس العماد ميشال سليمان، وكمواطنين سوريين وذوي ضحايا وشهداء سوريين في لبناء، بتقديم تعويضات مادية ومجزية فورية، تعادل حجم التضحية والبذل والفداء، لأهالي وذوي أولئك الأبطال الصناديد الذين سقطوا فوق التراب الوطني اللبناني، والعمل بالطاقة الدبلوماسية القصوى لنقل هذا الملف الإنساني والقانوني العادل والهام إلى مجلس الأمن لاتخاذ قرار دولي ينصف فيه أولئك الشهداء والمفقودين الذين قدموا أرواحهم من أجل لبنان.

هذه هي الحقيقة الوحيدة شديدة الوضوح والسطوع ومهما بدت فاقعة ومؤلمة، والتي يجب أن يعيها ويعرفها جميع طلاب الحقيقة في سوريا، ولاسيما منهم البلاشفة الكبار الذين ركبوا الموجة، ولكن لا تغشى الأبصار، وإنما تعمى القلوب التي في الصدور والأبدان. وألا يتعامى عنها كل من يتناول الملف اللبناني السوري بسوء في هذه الأيام، فهؤلاء الشهداء السوريون هم، أيضاً، أرواح وبشر وأبناء بشر وناس، ويجب ألا تذهب دماؤهم هدراً وبلا ثمن. وهم قبل ذلك كله، أخوة وأبناء لنا في هذا الوطن السوري العظيم المعطاء، ودماؤهم الزكية الطاهرة والغالية، هي دين كبير علينا وبذمتنا، ورقبتنا حتى الممات. فهل علم اليوم طلاب الحقيقة السوريون من هو الدائن ومن هو المدين؟ ومن هو الضحية والخاسر الأكبر الحقيقي؟ ومن يجب أن يحاكم، فعلاً، ويدان؟ فلبنان كله، وكل من فيه من الجاحدين والمغرضين الناكرين للمعروف والتضحية والجميل، لا يساوون قطرة دم واحدة، بذلت عزيزة وغالية، من دماء أولئك الشهداء الكرام القديسين العظماء.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان الكرامة والشعب العنيد: عذراً فيروز ومعذرة
- العرب وغربة الأولمبياد
- مذهب زغْلول النجّار
- موريتانيا: عودة حليمة لعاداتها القديمة
- الهروب إلى إسرائيل
- قراصنة الخلف الطالح
- فضائية خدّام
- الحوار مع القردة والخنازير: فاقد الشيء لا يعطيه
- التطبيع العربي العربي أولاً
- نعم لاتحاد من أجل المتوسط
- اعتقال البشير: ومن البترول ما قتل
- العربان دوت كوم
- حول تغطية أحداث سجن صيدنايا
- غسان الإمام: والشياطين البترولية الخرساء
- الحجاب كهوية عنصرية
- سوريا:موضة الخادمات الآسيويات
- تهنئة للإخوان السوريين
- التّمثيلُ بالأحياءِ: ضرورةُ تجْريمِ ِأُمراءِ وأشياخِ الوهابي ...
- الوهابيّة أم ِالنازيّة؟
- أنقذوا السوريين من العنصرية والاستعباد


المزيد.....




- فرنسا: لجنة مكافحة الاحتيال ترصد وعودا مضللة في الخدمات الفن ...
- الرئة بـ-3 ملايين جنيه-.. اعترافات صادمة للمتهم بقتل -طفل شب ...
- سرقة 71 مليون دولار من بنك فلسطين في غزة
- حرب غزة: ترقب لرد حماس على مقترح الهدنة وتحذير أممي من -حمام ...
- للمرة الأولى.. إمبراطورية الغاز الروسي في مرمى سهام الاتحاد ...
- وسط جحيم خيام النايلون.. نازحو غزة محاصرون بين موجات الحر وت ...
- هل إعادة تشكيل وظيفتك حل للشعور بالرضا والتقدم في العمل؟
- مالمو تستعد لاحتضان -يوروفيجن- في أجواء تطغى عليها حرب غزة
- -لوموند-: مجموعات مسلحة نهبت نحو 66 مليون يورو من بنك فلسطين ...
- الوفد الروسي يحمل النار المقدسة إلى موسكو


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - الحقيقة وطلاب الحقيقة في سوريا