أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سلام عبود - الشيوعي ما قبل الأخير (كامل شياع كما أراه)















المزيد.....

الشيوعي ما قبل الأخير (كامل شياع كما أراه)


سلام عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2384 - 2008 / 8 / 25 - 09:31
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


حينما صدرت روايتي (يمامة) كان من أوائل الذين أبدوا إعجابهم بها. قال لي إنه ينوي الكتابة عنها. رددت عليه مازحا: ألا تخشى غضب الجماعة؟
لم يرد على تعليقي. لم يكن سكوته عجزا أو ضعفا، ولكن طبيعته المؤدبة وخلقه الرفيع يجعله دائما يحس بعمق التناقض بين ذاته الرقيقة، الهادئة، وسلوك حزبه، القائم على النفاق السياسي.
وعلى الرغم من أني أثق بمعدنه الطيب، كما أني أعرف أن سلطة الحزب آنذاك لم تكن قوية الى الحد الذي تستطيع أن تمسح التمايزات الفردية، التي أعتاد الحزب أن يجهز عليها كلما شمّ لها أثرا لدى هذا "الرفيق" أو ذاك، إلا أنني ظللت أشك في مقدرة كامل على أن يهدم جدران المتاهة الحزبية المظلمة.
كنا آنذاك نتحدث كثيرا عن ضرورة التغيير. وكان هو يؤكد أن اتجاها صادقا- هو طرف فيه- يسعى الى مد الحزب بدم جديد، سينهي فترة تحجره ويوقف سيطرة القادة المتخلفين.
في نيسان 2001 وصلتني نسخة من مجلة ( الوسط) تحمل مقالة جميلة عن رواية (يمامة) بقلم كامل شياع، عنوانها " الحب في دهاليز العالم السفلي".
وفي النص قرأت الكلمات التالية " تعرض الرواية محنة المثقف إزاء بطش السلطات وتنكيلها، تضييق حرية التفكير، والتهالك المدمر على السلطة لذاتها"
# # #
أحد أعزّ الأصدقاء الشيوعيين القدامى لامني غير مرة، منتقدا قطيعتي مع الشيوعيين.
قال الصديق الطيب عزيز الركابي: يا أخي حتى لو أن بعض القياديين والمتنفذين يسطرون على الحزب رسميا عليك أن لا تقطع الصلة بقواعد الحزب، لأن مثل هذا التصرف يخدم اتجاه القيادة التي لا تستلطفها. أنا لا أريد منك أن تقيم علاقة حزبية أو سياسية معهم، ولكنك تستطيع أن ترسل اليهم بعض نتاجاتك، لكي لا يظل الأفراد في القواعد يجهلون نتاجاتكم ومواقفكم وأفكاركم.
- يا أبا رائد، أستطيع أن أذكر لك مئات الوقائع التي تثبت أني فعلت الكثير لكي لا تصل الأمور الى ما وصلت اليه، لكنهم مدمنون على المكر والخضوع والضغينة، إنهم مملوؤون بالأحقاد والنميمة والوشاية. ويكفي أن تعرف أنهم لم ينشروا خبرا- مجرد خبر- عن أعمالي القصصية والأدبية كافة، علما أنهم ينشرون تعليقات وتقييمات ومقابلات ونصوصا لكتاب أقل من تافهين ما زالوا مغموسين في ثقافة البعث والعنف والحروب. هل رأيت لؤما أعنف من هذا! المؤسسات الثقافية المصرية تعقد ندوات ثقافية وأكاديمية وبحثية لقاص يصدر مجموعته القصصية الأولى، والبرنامج الأدبي في القناة التلفزيونية الجزائرية مثلا يزف خبر صدور رواية مثلما نزف خبر ولادة طفل، وأصحابك الشيوعيون لا ينشرون خبرا عن صدور الكتاب الخامس عشر لكاتب عراقي منفي منذ خمسة وثلاثين عاما، لسبب وحيد لأنهم يختلفون معه سياسيا. ماذا سيفعلون لو أنهم حكموا؟
- ما رأيك لو أنني أختصر الطريق، فكثيرا ما تناقشت في هذه الأمر مع الصديق سعود الناصري وأتفقنا معا على حل هذا الاشكال، من طريق إرسال نصوصك عن طريقه، فهو شخص مختلف وهو يلحّ باصرار أن تكتب لهم وأن تكون حاضرا بينهم، ولو فكريا.
لم أتردد، ليس ثقة بأحد، ولكن لكي أثبت لصديقي عزيز ولنفسي أني لم أكن واهما أو متحاملا.
أرسلت قصة اسمها (العودة الى آل ازيرج) تتحدث عن آثار الحرب العراقية الإيرانية على حياة فلاحي الجنوب، ودور العنف والاستبداد في تدمير وداعة الحياة العراقية وتمزيق فطرتها الطيبة.
بعد أسابيع جاءتني رسالة عجيبة ( ستنشر كاملة في كتاب لي) تقول في بعض سطورها: " استلمنا قصتك، ويؤسفنا أن نخبرك بأننا لا نملك مساحة كافية للنشر، لأن صفحات الثقافة لدينا مخصصة لأدب الأنصار المناضلين فقط، كما أن النص يشبه مادة أجنبية!
تجرعت على مضض أكذوبة الأنصار المغدور بهم، ولبثت حائرا في الجزء الأجنبي من النص: هل أضحت أهوار ميسان، التي هي بيتي، أجنبية وغريبة في مذاق الشيوعيين؟
# # #
لم يكن الرفض هو ما أزعجني، فذلك كرم أستحقه. ما أغاظني هو أن من كتب تلك الكلمات الوقحة الجاهلة كان رئيس تحرير الثقافة الجديدة آنذاك. ولهذا الشخص قصة طويلة شرحت تفاصيلها في كتابي (ذئب وحيد في البراري)، الذي يتحدث عن تجربة عدن ودور أجهزة المخابرات فيه، ويمكن لي أن ألخص بعض شواردها المحزنة الآن.
في عام 1979 ، كنت أنا وغانم حمدون ( صاحب الرسالة) والشهيد "أبو فرات" نعمل في هيئة ثقافية اسمها لجنة الثقافة والإعلام في عدن. كان غانم حمدون رئيسا للهيئة وممثلا للحزب، وكنت أنا ممثلا غير رسمي لما يعرف بـ "جماعة بتوفيق رشدي" والمثقفين، و"أبو فرات"، الذي حشر في الهيئة كان ممثلا لعمال وشغيلة المطابع. كانت الهيئة قد حددت موعدا للقائها القادم في بيتي الساعة الخامسة من عصر يوم عدني مالح في مطلع حزيران. في اليوم ذاته، وفي الوقت ذاته، كان دكتور الفلسفة الإسلامية توفيق رشدي يملك موعدا "حاسما" مع أحد قياديي الحزب الشيوعي يدعى "أبو علي"، لغرض "حسم" القضية التي أثارت الشارع اليمني: الانشقاق الوهمي الذي استخدمته قيادة الحزب لتصفية وقهر وتأديب كل من ينتقد سياسة تعاونها مع البعث. كان "أبو علي" يحمل قرارات اللجنة المركزية المتعلقة بحل الأزمة، كما يدعي. ذهب الدكتور توفيق الى الموعد، وجلست أنا في بيتي بانتظار الملائكة.
انتظرت قدوم الرفيقين، لكنهما لم يأتيا. بعد قرابة ساعة من الانتظار، وبدلا من أسمع قرعا على باب بيتي يدل على وصول الرفيقين سمعنا صوتا يشبه تكسر زجاج. خرجت مسرعا وخرج كثيرون من البيوت المجاورة فوجدنا توفيق رشدي غارقا في دمائه وسبع رصاصات غادرة تطرّز جسده.
لم يأت الرفاق الى الاجتماع. أنكر غانم حمدون في بادئ الأمر وجود اجتماع إنكارا تاما. ثم لم يلبث أن غيّر روايته حينما أخطأ "أبو فرات" وبرر سبب عدم حضوره قائلا إن غانم حمدون أبلغه بالغاء الموعد.
لماذا لم أبلّغ أنا أيضا بإلغاء الموعد؟
هذا أمر لم أزل أجهله حتى هذه اللحظة. لكن الذي لا يمكن أن أجهله هو لماذا ألغي الموعد المقرر بين "أبو علي" وتوفيق رشدي؟ حينما ذهب توفيق الى الموعد لم يجد "أبو علي" في مكان اللقاء، فعاد الى بيته ليجد بدلا منه أحد ضباط فرق الإعدام بمعية شرطي سائق ينتظرونه قرب شقته لينفذوا به حكم الإعدام!
هكذا، بهذه البساطة القدرية، حسمت قضية عدن:
"سبع رصاصات جئنه من خلف الستائر
قلن له: توفيق، يا توفيق، إن الحزب غادر!"
رئيس تحرير الثقافة الهرمة الذي يعتقد أنه يدرك ويشعر بمعاناة آل ازيرج أكثر مني، أنا ابن الأهوار المغدورة، يستطيع إلغاء وجودي، من على صفحات حزبه، باسم الدفاع عن أدب الأنصار!
رئيس التحرير الذي رفض أن ينشر كلمة واحدة عن قتلى الأنصار في بشت أشان وغيرهم من الشهداء يرفض أن ينشر نصا ضد عنف النظام الاستبدادي، مستترا بالأنصار.
لقد تساءلت مع نفسي كثيرا: ماذا يعني حمدون بكلمة أنصار! أنصار من؟ أنصار بشت أشان؟ أنصار قتلة توفيق رشدي؟ أنصار الاتجاه الذي رفع شعار حرق الأنصار كطريق وحيد لإثبات فشل تجربة الكفاح المسلح!
هذا السؤال ظل وسيظل يواجهني دائما حينما استعيد علاقتي بهذا التيار السياسي المدمّر، التيار الذليل، الاستجدائي، المسيّر من قبل قوى جاهلة ومريبة.
اليوم رحل الجميع: قاسم عبد الأمير عجام ابتلعته سعلاة الحرب مبكرا، أبو فرات استشهد مخنوقا بأسلاك البرابرة، سعود الناصري ذهب الى مقبرة الغرباء، شاكر الدجيلي ضاعت آثار أقدامه وهو يعبر المتاهة، وها هو أبو الياس، كامل شياع، يرحل أيضا بمسدس كاتم للصوت، ناطق بالموت.
لم يبق أمامي الآن سوى رجل خرب عمل رئيسا لتحرير ثقافة شائخة، وحزب أكثر خرابا منه.
# # #
في أواسط عام 1977 كنت مع توفيق رشدي في مسبح الساحل الذهبي في عدن. في العودة اصطحبنا عباس زكي عضو قيادة حركة فتح معه، وفي الطريق سأل عباس زكي توفيق رشدي بغتة إن كان مسلحا، فأجابه توفيق بالنفي. التفت عباس اليّ وقال: "طيب وشنتايتك يا رفيق ما بيها سلاح؟، " أجبته: "لا"، فقال: "العمى! وشو بيها؟"، رد عليه توفيق: "أوراق وأقلام". ابتسم وقال: "بدكو سلاح؟"، فأجابه توفيق: "ليش؟"، اندهش عباس وقال: "شو يعني ليش! يا زلمة مشان تحموا انفسكو!"، رد عليه توفيق بطريقته الساخرة: "ليش!"، فازداد عباس تعجبا وانفعالا وقال: "شو يعني ليش؟"، أجابه توفيق: "ليش تعني خليها على الله!".
حينما دخلنا شقتي سألني توفيق سؤالا غريبا، قال لي: "ترى هل يعرف البعثيون أننا، الذين نعارض جبهتهم بالصياح والكلام، والذين نتعرض الى كل هذه المضايقة والأذى من قيادة الحزب الشيوعي، لا نملك سلاحا نحمي به أنفسنا؟"
أجبته فورا: "ما يوم حليمة بسر!"، فضرب جبهته بكفه وقال: "لعنة الله عليك وعلى السلاح وعلى الجبهة الوطنية، جعلتني أنسى إرسال الكتب الى حلوّمة". وكان توفيق آنذاك يستلطف امرأة اسمها حليمة.
فجأة نسينا السلاح ورحنا نبحث عن الكتب. كنا نعيش الحياة مثل حلم، حلم معقد، دموي، لكنه حلم شفيف، رقراق، كأحلام الأطفال.
# # #
حينما قال لي كامل شياع إنه أصبح عضوا في هيئة تحرير مجلة (الثقافةالجديدة)، وإنه يرجوني باسم هيئة التحرير أن أتكرم بنص للنشر قصصت عليه القصة السابقة، البشعة، بكل تفاصيلها المؤذية.
لم يجب كعادته، ظل صامتا يبتسم بخجل؛ لكنه بعد شهرين فحسب فاجأني بما لم أكن أتوقعه، فاجأني بشيء جعلني ألغي حقي الشخصي في كره الوجوه الحزبية القبيحة، التي سرقت طوال عقود أنبل تقاليد الحزب: تضحياته وإيثاره. أرسل لي عددا من الثقافة الجديدة، يحمل الفصل الأول من روايتي ( زهرة الرازقي).
# # #
عندما طوقت بغداد بجدران الكونكريت تطوع شاعر حزبي الى استحلاب الجدران الاسمنتية واستخراج عصائر الفرح المخزونة في حديدها المسلح، جاعلا من جدران الفصل الطائفي هدية السلام والأمان التي يهبها جنود المارينز المحرِرون الى سكان بغداد المحرَرين.
لكن الصورة التي رسمها شيوعي آخر، للمشهد ذاته، كانت مختلفة تماما. الصورة التي رسمها شيوعي متحرر من قيود الكونكريت كانت تتأرجح خجلا وحياء بين موقفه منّا، نحن الذين غضبت قيادته الغبية علينا، ومقدار إخلاصه لمثله الشيوعية، كأحلام وأمان جميلة آمن بها ملايين البشر الطيبين. كتب هذا الشيوعي يقول:
" قبل أن تمضي في سبيلك... وتذهب حتى نهاياتها لتتأكد أن لا حواجز كونكريتية هناك، ولا أسلاك شائكة، ولا نقاط تفتيش ولا حرس متأهبين لإطلاق النار... أن تخرج حين تشاء، لتتمشى أو تلعب أو تقصد دار السينما، ألا ترى الدم في الشوارع.... ولا بقايا جثث محروقة وسيارات محطمة، ولا ندوب الحروب الصغيرة على واجهات العمارات السكنية...ألا يطاردك شبح الخوف مما هو مرئي أو غير مرئي، وتختبئ من رصاصة طائشة فتبتعد عن النافذة، وتهجر الحديقة والشرفة. ألا تحلم بإطلاق آخر رصاصة، وانفجار آخر عبوة ناسفة، وغياب آخر انتحاري! "
فما كان مني إلا أن أجبت كاتب النص في كتابي (فوضى اللغة: نقد المثقف الشيوعي) قائلا له: إن الشيوعية شيوعيتان، وربما شيوعيات. وإذا كان شاعر الحزب يمجد كونكريت المحتلين والطائفيين والعرقيين فإن شيوعيا صادقا مثلك يجد في ذلك تفتيتا لوحدة المدينة وتمزيقا لوداعتها وصفائها. الشيوعي الثاني الذي لم أذكر اسمه، كاتب النص السابق، الذي اختبأ من رصاصة طائشة مرت قرب النافذة، كان اسمه كامل شياع.
# # #
شاعر الكونكريت المسلح لم يزل يمرح تحت أسوار الإحتلال فرحا بحريته التافهة، أما كامل شياع فيقبع جسدا مثقوبا بالرصاص في مشرحة باردة.
بمن أثق الآن؟
# # #
حينما وصلني خبر مقتل كامل شياع كنت أقرأ بحزن قاتل مقالة احتفالية بهيجة كتبها صديق عزيز هو الفنان فيصل لعيبي، يمتدح فيها مسرحية اسمها (أطفال الحرب)، شهد عرضها في مهرجان نادي برلين العراقي، وراح يطري مخرجها وممثلها (كسب جديد!)، الذي هو في نفس الوقت - كما يزعم- كاتبها. الصديق فيصل والقائمون على المهرجان يعرفون من خلال الناقد ياسين النصير، الذي سبق له أن كتب عن المسرحية، أن النص الذي قدموه، باسم حزبهم، مسروق في جزئه الأعظم من نصي " أطفال الحرب"، وما تبقى منه يعود لكتاب عراقيين آخرين جرى إلغاءهم باسم المحاصصات الثقافية الحزبية، التي جمعت في مزبلتها نفايات التاريخ الثقافي كلها. الشيوعين يعاقبون نصا بحذف كاتبه وإلغاء ملكيته الفكرية لأنه لم يرغب في حضور تجمعهم، الذي يخلو من الفطنة والنظافة.
الجزء الوحيد المحذوف من نصيّ هو السطر الذي يقول : "عراق يا حسين يا وحيد، رمح أي حزب يحمل رأسك الشهيد؟"
حذف هذا السطر لأنه يحمل كلمتين مجهولتين في قاموس الرفاق الجديد: الحسين والعراق، على الرغم من أنهم متحالفون عقائديا مع أسوإ الطائفيين ويحتلون بعض المناصب العليا في سلطة العراق!
لم يسقط النظام الشيوعي بسبب هجوم شُن عليه من قبل أعدائه، لقد حفر قبره بيده، وهدم أسسه أبناؤه السيّئون بأنفسهم، وسيهدم ما تبقى من الحمقى آخر بقايا أحلام الكادحين.
أيها الشيوعيون الأحياء: أنتم تحملون رؤوس شهدائكم بأيدكم وتغمسونها في مستنقع قيادة سياسية غارقة في عارها.
أيها الشيوعيون الموتى: بمن نثق الآن؟
# # #
كنا دائما نمزح مع كامل شياع قائلين له: كيف تحمون أنفسكم في وطن مسلح حتى النخاع؟ وكان جوابه دائما ابتسامة خجولة وبضع كلمات تائهة: خليها على الله!
كان يقول ذلك وهو يدرك تماما أن الله، بجبروته كله، لا يستطيع أن يرد رصاصة تنطلق من مسدس كاتم للصوت.
أيها الشيوعيون الموتى: بمن تثقون الآن؟
# # #
أنت يا صديقي الوحيد، كامل شياع! أنت يا من تستلقي الآن هناك، جسدا هامدا في وطن بعيد ممزق، آخذاً معك آخر جرعات الطيبة المتوارثة؛ أنت تنام هناك، وأنا أنتصب حائرا هنا، مصلوبا في الهواء على مشنقة المنفى، حاملا في قلبي أعظم غصّات المرارة والخذلان؛ أما ابنك الياس الذي تركته خلفك في لوفين فلم يزل غير قادر على البكاء، لأنه غير قادر على تصديق مجانية الموت العراقي.
أنا حائر يا آخر الأصدقاء، حائر وحزين، لأنني لا أعرف هل أرثيك أم أرثي نفسي؟



#سلام_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسرار أزمة كركوك: المقدمات، الدوافع، النتائج
- المادة 24، الانتقال من التحاصص الدستوري الى سياسة كسر العظم
- الجوانب الخفيّة في الاتفاقيّة الأميركيّة العراقيّة
- من نوري السعيد الى نوري التعيس
- صولات الدم العراقية
- نقد المثقف الشيوعي.. فخري كريم نموذجاً.. الديموقراطيّة للاحت ...
- نقد المثقف الشيوعي.. فخري كريم نموذجاً.. تعبئة وتعميم الشر: ...
- نقد المثقف الشيوعي.. فخري كريم نموذجاً.. الشيوعية السحريّة أ ...
- نقد المثقف الشيوعي.. قيادة (طريق الشعب): فخري كريم نموذجاً.. ...
- نقد المثقف الشيوعي.. قيادة (طريق الشعب): فخري كريم نموذجاً.. ...
- نقد المثقف الشيوعي ..مخيلة العنف، من النفسي الى السياسي وبال ...
- نقد المثقف الشيوعي..فوضى اللغة والبواعث النفسية للعنف الثقاف ...
- نقد المثقف الشيوعي.. من ديالكتيك ماركس الى جدلية رامسفيلد
- نقد المثقف الشيوعي
- محاكمة الأدب الفاشي عالميا
- إنهم يصرعون الله بالضربة القاضية
- تحالف الحكّام الشيعة والكرد: شراكة وطنيّة أم زواج متعة؟
- عراقي في لوس انجلس .. الحلم الأميركي والكابوس العراقي
- المذبحة الأخيرة على الأبواب: معركة كركوك
- قميص بغداد!


المزيد.....




- مادورو: بوتين أحد أعظم قادة العالم
- مستوطنون يهاجمون قوافل المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة (فيديو ...
- الخارجية الروسية تكشف حقيقة احتجاز عسكري أمريكي في فلاديفوست ...
- Times: عدم فعالية نظام مكافحة الدرونات يزيد خطر الهجمات الإر ...
- الجيش الاسرائيلي يعلن مقتل ضابطي احتياط في هجوم جوي نفذه حزب ...
- الجيش الألماني يؤكد على ضرورة جمع بيانات جميع الأشخاص المناس ...
- واجهة دماغية حاسوبية غير جراحية تساعد على التحكم في الأشياء ...
- -إذا اضطررت للعراك عليك أن تضرب أولا-.. كيف غير بوتين وجه رو ...
- إعلام: الدبابات الإسرائيلية تتوغل في رفح بعد موافقة مجلس وزر ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /07.05.2024/ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سلام عبود - الشيوعي ما قبل الأخير (كامل شياع كما أراه)