أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كاترين ميخائيل - هل المراة العراقية تدرك مدى حدود حريتها ؟ هل تعرف قيمة الصراعات في الساحة السياسية ؟















المزيد.....

هل المراة العراقية تدرك مدى حدود حريتها ؟ هل تعرف قيمة الصراعات في الساحة السياسية ؟


كاترين ميخائيل

الحوار المتمدن-العدد: 2375 - 2008 / 8 / 16 - 10:19
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هل المراة العراقية تدرك مدى حدود حريتها ؟ هل تعرف قيمة الصراعات في الساحة السياسية ؟
وجهت هذه الاسئلة لي اكثر من مرة وكل مرة كنت اجب باختصار . الان اتطرق عن وضع المراة العراقية بتفاصيل اكثر .
للجواب على هذه الاسئلة يجب ان اصنف المراة العراقية الى ثلاثة مجموعات
1- المراة المتحررة من قيود الدين – من بعض العادات والتقاليد التي تنسيها انسانيتها كمخلوق بشري متكامل . تفهم جيدا ان مجتمع العراق مجتمع ذكوري بحت وهي تصارع في الساحة السياسية والاجتماعية والقانونية وهي الطليعية في هذا الصراع منذ عقود بمساهمتها في كل السجل السياسي والثقافي والتعليمي والاجتماعي العراقي .
فهي تواكب التطور الحضاري وتقف مع اخيها الرجل ، على كافة الاصعدة اولها الصراع ضد الحكومات المستبدة التي حكمت العراق لقرون وثانيا الفكر الذكوري المسيطر على ذهنية المجتمع امراة او رجل , القوانين والدساتير الموجودة في العراق التي لاتقبل ان تنزع ثوب التخلف بحجة نحن مجتمع متحفظ . هذه المراة لا تعتمد الى المنظور الديني لتقييد طرق تفكيرها وسلوكها وخيالها ومشاعرها ، وتدعو إلى اعادة تركيب المعادلة الاجتماعية الحالية، التي هي في صالح الرجل "لقرون وقرون"، لتكون في صالح الاثنين. وجعل السلطة والمجتمع شراكة أبدية بين الجنسين، بالتساوي في الحياة السياسية والاجتماعية والجوانب الاخرى من الحياة اليومية . هذه المرأة، تعمل إلى تحرير ذهنية الأنوثة من ذهنية الذكورة الموروثة والمفروضة على المجتمع باكمله ، تحاول اعادة التوازن للمجتمع العراقي , المراة انسان كامل مستقل بحد ذاته ليست تبعية للرجل او مكمل للرجل كما يوصفها المنظور الديني.
تحقيق هذه المطاليب التي تنادي بها المراة المتحررة ، تعتمد على مدى صلابة إدارتها ورغبتها الصادقة والمسئولة في التخلص من استغلال الذهنية والنفسية والاجتماعية والدينية التي تدعو الى ترسيخ دونيتها. وهنا، لا يمكن أن نتحدث عن حرية المرأة، دون اقتران هذه الحرية بالمسئولية، والواجبات والالتزامات التي تمليها هذه الحرية اتجاه الرجل والمجتمع باكمله. ليست المراة وحدها بل هناك الرجل الواعي الذي يدرك ,لايمكن ان يتطور ويدخل العراق الى الحياة العصرية دون توظيف الطاقة البشرية الهائلة الموجودة عند 65% من تركيبته البشرية .
نحن النساء العراقيات امام امتحان صعب. في لجنة تعديل الدستور صراع قوي بين فريق المدافعين عن حقوق المراة وهم فئة من النساء والمحامين والقضاة والعلماء ذوي العقول المتحررة الذين يطالبون العدالة السياسية والاجتماعية , وبين المتطرفين المتزمتين الذين يقعون تحت تأثير الدول الجارة المتخلفة التي تقع تحت قائمة القوى الذكورية والمتطرفة في المنطقة. ولهذا السبب تحاول هذه القوى استبعاد المراة من النظام القضائي والحياة السياسية التي تؤثر تأثيرا فعالا في حياة المراة العراقية والمجتمع العراقي بشكل عام .
الفئة الثانية هي المراة المتدينة هي التي تؤمن ان المراة "ناقصة عقل ودين ، خيرُ النساء، أكثرهن التزاما بالدين وشرائعه, وأي خروج عن الضوابط والمعايير التي وضعها الدين للمرأة، هو شذوذ عن الحياة" من هذين المعيارين تبدأ باطلاق كلمات غريبة جارحة مثلا الفلتان والسقوط الاخلاقي والاباحية الغربية . فهي التي اقنعت واقتنعت انها تحرم نفسها من حياة الدنيا لكن تضمنها في الاخرة , من هذا المنطلق تسعى لما يملي عليها الدين ورجاله , وترفض كل شئ اسمه حقها في الحياة او تكتفي بما يعطى لها وهذا ايضا يأتي بضغط من الفئة الاولى , هذه الفئة مقتنعة بانها خاضعة للعقلية الذكورية وهي فكرة ازلية لايجوز تغيرها . حريتها فقط تنحصر في اطار ما يمنحه لها رجل الدين الذي حواليها من التزامات وواجبات لاغير , وبغير ذلك يدخل في مجال الكفر والالحاد . هذه الامراة هي التي تكرس العبودية لنفسها ومن ثم المجتمع .
هناك فئات غير قليلة من النساء العراقيات في الساحة السياسية " وخصوصا اللواتي جيء بهن في اطار نظام المحاصصة"الي الحكم لا يملكن اي وعي بحقوقهن القانونية " قانون الاحوال الشخصية" التي يتضمن الحياة العائلية السليمة للاسرة العراقية يؤكد ان مجتمعنا العراقي ذكوري " كما هو الحال في معظم الدول الشرقية " مما يقنع قسم من النساء العراقيات ان هذا شكل طبيعي في مجتمعنا الشرقي وهذا نظام عادل ( اما بمحض ارادتهن او تحت ضغط عليهن) المسألة الاخطر "هنا عندما يطلب المضطهد اضطهاده بنفسه , او يجهل اضطهاده عن وعي او قلة وعي" ,كلاهما مرض فتاك في المجتمع وبالتالي يؤخر عملية التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي .
3- أما المرأة، المتأرجحة بين الوجهة الدينية لحريتها، وساحات المعترك الاجتماعية التي تتيح لها مساحة أكبر من الحرية الفردية والاجتماعية التي يمنحه إياها الدين، تعيش صراعات نفسية عميقة مع ذاتها ومع المجتمع. تسعى لضبط معادلة حقوقها وواجباتها، لاتعرف اين تضع نفسها عندما يأتي السؤال عن حقها في الحياة فهي تترنح بين حانة ومانة لاتستطيع تحديد حقوقها وواجباتها . وغالباً ما يصعب عليها إيجاد الية منسجمة ومتصالحة بين المتناقضات، بين التوجهات الدينية والتوجهات العصرية الحديثة، بين المشرع الاجتماعي والعلمي والقانوني والفلسفي، وما يحرمه الدين وشرائعه عليها، بين ما تحلله ذهنية الواقع والتطور والحياة الحديثة ، وما تعيقه "ذهنية التحريم". فهي تعيش الصراعات مع نفسها وفي ظل الانحصار والضيق تلجأ الى الدين ورجاله لتجد امل يزرع في نفس مستاءة . لازال المجتمع المدني والمنظمات النسوية لم ترتقي بمستوى توعية هذه المراة بما هو لصالحها ومع ازدياد الامية والجهل المستمر تكون امكانية التوعية اصعب بقضيتها وازاحة السيطرة الذكورية القوية من تفكيرها .
هذا صراع ايدلوجي يعيشه المجتمع العراقي باكمله والذي سيحسم الصراع هي المراة العراقية لانها الاكثرية في المجتمع لكن السؤال هنا ماهي نسبة النساء العراقيات اللواتي دخلنا فعليا في هذا الصراع؟ ومهمة المراة من الفئة الاولى ادخال اكبر عدد ممكن من النساء العراقيات الى حلبة الصراع وهذا يأتي بالتعليم والتثقيف والتوعية المستمرة , للاسف اقول الاعلام لازال مقصرا بهذا الجانب .
اب 2008د. كاترين ميخائيل







#كاترين_ميخائيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعالو نسأل الروح الطاهرة للشهيد مطران رحو
- رسالتي الى رفاق في النضال : السيدان كاكا مسعود وكاكا نيجرفان
- البرلمان العراقي يجهض العملية السياسية
- الى الخزاعين : وزير التربية والسيدة رجاء
- وفد المثقفين العراقيين لمساندة الكورد الفيلية(7)
- وفد المثقفين العراقيين لمساندة الكورد الفيلية (6)
- وفد المثقفين العراقين لمساندة الكورد الفيلية(5)
- وفد المثقفين العراقيين مع الكورد الفيلية (4)
- وفد المثقفين العراقيين لمساندة الكورد الفيلية (3)
- وفد المثقفين العراقين لمساندة الكورد الفيلية (2)
- وفد المثقفين العراقيين لمساندة الكورد الفيلية (1)
- دراسة عن ظاهرة الانتحاريات في العراق
- الازمة المليشية المليشية مستمرة
- نعم للبرلمانية الجريئة عالية
- رحو - مطران مدينتي ام الربيعين في ذمة الخلود
- رسالتي الى اتحاد البرلمانيين العرب في اربيل
- بمناسبة يوم المراة العالمي هديتي للحكومتين العراقية والكردست ...
- هديتي بعيد المراة العالمي للفنانة المغبونة
- اختطاف المطران بولس فرجرحو بداية تاريخية لتكاتف رجال الدين ف ...
- الشعب العراقي الكردي الاثوري على الشريط الحدودي الى اين ؟


المزيد.....




- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- البرازيل.. القبض على امرأة يشتبه في اصطحابها رجلا ميتا إلى ب ...
- فيديو.. امرأة تصطحب جثة إلى بنك للتوقيع على طلب قرض
- في يوم الأسير.. الفلسطينيون يواصلون النضال من داخل المعتقلات ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...
- يوسف بلايلي يُغضب الجزائريين بسبب سوء تصرفه مع حكم (امرأة)


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كاترين ميخائيل - هل المراة العراقية تدرك مدى حدود حريتها ؟ هل تعرف قيمة الصراعات في الساحة السياسية ؟