أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - الحَمَلُ الوديع














المزيد.....

الحَمَلُ الوديع


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2375 - 2008 / 8 / 16 - 04:22
المحور: الادب والفن
    



في كل مساء,عندما تجتمع العائلتان الصغيرتان: العنزة "سمراء" وصغيرها الجدي صاحب القرنين الصغيرين, والغنمة "ثلج"وحملها الوديع ذو الصوف الناعم ، تبدأ العنزة بمدح صغيرها قائلة:" ما أحلاه من صغير,خفيف الظل والحركة، جميل ووسيم يجيد السباحة والقفز والغناء....حماك الله يا قرّة عيني!!
ويهزّ الجدي الصغير رأسه هزّات ويشمخ بأنفه ، وكأنه يؤكّد كلام امّه ، ثمّ يبدأ بالغناء فيملأ المغارة الصغيرة ,في حين تصمت الغنمة "ثلج" وهي تعانق حملها بمحبّة.
في صباح اليوم التالي, استيقظ الجدي كعادته أولا فأخذ يقفز فوق الفراش والأثاث ورؤوس النائمين, ويغنّي بصوته الخشن, حتى أيقظ أهل المغارة,فقامت الغنمة ورفعت صلاة صغيرة لرب السماء ردّدها خلفها بهدوء حمَلَها الوديع في حين ظلّ الجدي يقفز وامه ترتّب المغارة.

وبعد ان شرب الجميع الشاي اللذيذ ودّعت العنزة والغنمة صغيريهما ولكن ليس قبل أن توصي العنزة الصغيرين بألا ّيبرحا المغارة,فالذئب الأغبر كثيرا ما يأتي إلى النهر الصغير الجاري في المنطقة القريبة ليشرب.
خرجت العنزة وخلفها الغنمة وأغلقتا الباب خلفها وتوجهتا الى المرج البعيد حيث العشب الخضر الطيّب المذاق,في حين ظلّ الجدي يقفز تارة وتارة يغنّي ويرقص والحمل يشاركه الغناء بهدوء.
مرّت عدة ساعات فملّ الجدي وحاول إقناع الحمل بمرافقته الى النهر ليسبحا ويلهوا بمياهه الصافية.
رفض الحمل معتذرا بأنه لا يريد ان يعصي وصايا الكبار ثم انه لا يجيد السباحة كثيرا.



لم يجد الجدي بدّا من الخروج لوحده,ففتح باب المغارة وخرج,وبدأ يقفز فوق الحجارة والصخور والأزهار إلى أن وصل الى النهر الصغير القريب وكان هائجا , فقفز الى الماء وبدأ يسبح , وسرعان ما احسّ بأنه يغرق فأخذ يصرخ ويستغيث ويطلب النجدة : الحقوني...انجدوني ...إني اغرق .وفي تلك الساعة كانت العنزة وصديقتها الغنمة عائدتين الى المغارة على غير عادتهما,فسمعتا الصراخ وطلب النجدة , ولمّا تأكدت العنزة بأنه صغيرها أخذت تبكي وتصرخ وتركض هنا وهناك ولا تعرف ماذا تفعل,فهي كما الغنمة لا تعرف السباحة.
في تلك الأثناء سمع الحمل الصغير صراخ صديقه , فهبّ مسرعا ونزل الى الماء برشاقة وشجاعة وشدّ الجدي من ذيله وسبح به الى ضفة النهر.
فرحت العنزة كثيرا بنجاة ولدها وربتت على كتف الحمل الصغير شاكرة , في حين طبعت الغنمة قبلة على جبين ولدها.
وعندما جاء المساء وجلس اهل المغارة للعشاء, لم تعد العنزة كالعادة الى تعداد صفات جديها المدلّل , وظل الجدي صامتا منكّس الرأس بينما ظهرت ابتسامة خفيفة على محيّا الحمل وهو يعانق امه بصمت.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعالَ يا سيّد
- طفل البوسفور ..قصة للأطفال
- أتراني أحلُم-قصّة للأطفال
- انّه يسوع ...
- يا مكحولة العينين
- عبلّين ...صلاتي
- وجدانيات
- الحُلم -قصّة للأطفال
- ولا أنا ادينُكِ
- ما بين -هكذا- والسَّمَك
- سيّدي ..نرنو اليكَ
- الأخلاقُ تاجُ الحضارة :قصّة للأطفال
- الكرمة...لوحةٌ ولا أحلى !
- الجُميزة الدّهرية
- فصل الصّيف - فصل التين والتعيينات
- كُلّ السِّحر بعينيكي
- أنتَ الماءُ الحيّ
- أنتَ أسيري وسجّاني
- العفو عندَ المَقدِرة
- غاندي:الموعظة دُرّة التّاج


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - الحَمَلُ الوديع