أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مثنى حميد مجيد - التخاطر مع الموتى خير من متابعة أخبار حرامية العراق















المزيد.....

التخاطر مع الموتى خير من متابعة أخبار حرامية العراق


مثنى حميد مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 2371 - 2008 / 8 / 12 - 10:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تلقيت رسالة الكترونية من قاريء كريم تتضمن نقدآ شديدآ لمقالتي الأخيرة المعنونة ـ عن ترجمتي التخاطرية لأشعار كارين بويه ـ والنقد مهما كان شديدآ وحتى معنفآ ساخرآ هو حالة صحية وضرورية ومطلوبة في عملية تبادل الأفكار وتداولها بين الأفراد شرط أن ينأى هذا النقد عن الإبتذال وتبني المطاعن الشخصية.ويمكن تلخيص النقد الموجه من قبل الأخ القاريء الكريم في نقطتين.أولا- يتهمني الأخ بالتخريف قائلآ ـ كيف تخلط يامثنى بين ادعائك الماركسية وادعائك محاورة شبح كارين بويه وهي من الأموات أليس هذا تخريف وخرف منك.وثانيآ.يتهمنى الأخ الناقد بالإبتعاد عن واقعنا العراقي المليء بالمظالم والجرائم ناصحآ إياي بالكتابة عن هذا الواقع المؤلم وليس محاورة أشباح الموتى.
لا بد من الإعتراف أولآ إني أجد أن من الصعوبة بمكان الرد الوافي على إنتقادات الأخ دون التطرق والرجوع إلى الكثير من التفاصيل والمصادر وهو ما لا أستطيعة حاليآ ودفعة واحدة وفي مقالة صغيرة خاصة وإني أكتب أساسآ بفارة الكومبيوتر البطيئة.ولذلك سأكتفي في ردي على إثارة الإفتراضات وطرح الأسئلة المحفزة للتفكير وبعض الأسس العلمية الضرورية والحقائق وصولآ فيما بعد إلى إستكمال الرد على إنتقادات الصديق القاريء.
وبادئ ذي بدء أسأله - من قال لك يا أخي أن الماركسية لا تؤمن بالأشباح ؟ألم يبدأ البيان الشيوعي الصادر عام1848 عن الأممية الأولى والذي كتبه ماركس وانجلز بهذه العبارة

ـ هناك شبح يجول في أوروبا هو شبح الشيوعية وقد إتحدت كل قوى أوروبا العجوز لمحاربته والتضييق علية ـ.

ستقول أن هذا تعبير مجازي عن الأشباح لكني أقول لك أنه إعتراف ضمني بضرورة وجود شبح بغض النظر عن كونه شبح خرافي أو شبح مادي فعلي.الشبح المعبر عنه في البيان الشيوعي هو شبح مادي فعلي يمتلك ذات المواصفات التي للخرافي وهي بث الرعب في قلوب الذين يتخيلونه أو يستشعرون خطره وتأثيراته على حياتهم ووجودهم.وإذا كنت أنت حقآ ممن درسوا الماركسية بتفاصيلها ستتذكر حتمآ أن ماركس كان جاف الأسلوب في الكتابة ولا يذكر في كتاباته فكرة أو صورة أو إستعارة دون معنى أو قصد ملموس.وعليه فتطرق ماركس لشبح الشيوعية ليس- إستعارة بلاغية - بلا معنى بل كان يعبر عن وجود فعلي لشبح طبقي كان يقض مضاجع الرأسماليين.هذا الشبح أخرجه ماركس من قمقمه ، من رفوف كتب الفلسفة في الغرف المعتمة ليطلقه في الشارع الرحب كأداة كفاح للطبقة العاملة وكافة الكادحين.هذا الشبح لم يستطع أحد السيطرة عليه حتى استطاع وبقيادة لينين القيام بثورة اكتوبر الإشتراكية التي لم تلبث أن إنتكست بهيمنة الستالينية العدمية التي أعادت تدريجيآ الشبح إلى قمقمه بالقوة خدمة للإمبرياليين.
من الضروري ياعزيزي أن نعيد رسم الصورة الحقيقية الحية لكارل ماركس والتي شوهتها الستالينية العدمية.ولذلك سأشرح لك وبإيجاز جانبآ من شخصية ماركس وكيف توصل إلى الشبح الثوري وأطلقه من قمقمه الفلسفي المظلم.كان ماركس من مواليد برج الثور الذين يجمعون صفتين رائعتين ومتناقضتين ، الخيال الرحب الفعال ، والحسية المادية .لقد كان ماركس ، على عكس ما يتصورة البعض ، شخصآ واسع الخيال جمع كل الأحلام الطوباوية لمفكري وساسة القرون الوسطى من الإشتراكيين الطوباويين ، درس أحلامهم وخيالاتهم مستخدمآ موهبته الحسية المادية وغاص في خيالات فردريك هيغل الصوفية مفككآ منقبآ في عالمه الضبابي ليعود بعد كل تلك الرحلة الميتافيزيقية إلى أرض الواقع وقد قبض على الشبح من رقبته ليطلقة في وجه ساسة وإمبرياليي أوروبا.
وقد تسألني ياأخي ساخرآ ـ وهل تريد يامثنى أن تكون مثل ماركس مستخرجآ للأشباح الخطرة وهل تمتلك موهبتة وقدراته الفذة ومعارفه الواسعة للخوض في مثل هذه المواضيع الفلسفية الصعبة ؟والجواب ، نعم ياعزيزي ولم لا.لو عدت إلى مقدمة رأس المال ، المؤلف الخالد لكارل ماركس ، لوجدت عبارة شكر وإعتراف بالفضل عليه يوجهها إلى إسكافي فقير ومجهول ، لا يحضرني الان إسمه ، سبقه في إكتشاف نظريته .لقد قرأ ماركس كراريس هذا الإسكافي الذي عاش في القرون الوسطى فوجد فيها الحقيقة العلمية فلم يكن أمام ماركس إلا الإعتراف بها وبأسبقية هذا الرجل الفقير عليه.ويمكن القول أن الحقيقة ليست طلسمآ معقدآ لا يعرف أسراره إلا الصالحين بل هي بسيطة بساطة زرقة السماء وصافية صفاء عيون الأطفال وقد نأخذ الحقيقة العلمية من أقوال أم دامعة العينيين أو عجوز لا تقرأ وتكتب أو طفل مشرد ونفشل في أخذها من متفلسف ثرثار يتقلب جهلآ بين أطنان من الكتب.ولذلك فإنني لست ممن ينتظرون ما ينتجه العقل الغربي وتضخة المطابع في أسواقنا الثقافية الإستهلاكية لأدعم مالدي من افتراضات أو أفكار. لقد اعتمد ماركس على جذوره الشرقية في إكتشاف نظريته العلمية فالعقل الغربي عقل يقوم على أساس الوعي في حين نمتلك نحن تراثآ شاسعآ وموغلآ في القدم يقوم على أساس اللاوعي وأقصد به تراثنا الروحاني الذي نهمله ولا نقيم له اعتبارآ بينما يجهد الغربيون والمستشرقون في دراسته والإفادة منه.هذا الموروث الشرقي الذي كان يمتلك أعمق الأثر في شخصية ماركس الروحانية كان أحد أهم الأسباب التي ساعدته في صياغة نظريته.
لكن الأشباح في العادة تقض مضاجع الرأسماليين ، ولذلك إنتدبوا الستالينيين العدميين في وأد ثورة اكتوبر وقمع الشبح في مهده ثم أجهزوا تمامآ عليه بالبريستروكيا.وليس بعجيب أن يقترن سقوط الستالينية بظهور هذا الجهاز السحري الذي يبشر بولادة شبح جديد مرعب للنظام الإمبريالي.إنه الكومبيوتر ، الذي تنبأ ماركس بظهوره كواحد من حفاري قبور الرأسمالية.لولا هذا الجهاز الشبحي لما كنا نحن كادحي القواعد لنقدر على نقد طواوييس الستالينية الذين طلعت عليهم شمس الحقيقة وكشفت قلاعهم المظلمة التي كانوا منها يشون بأحبتنا إلى زنانزين التعذيب والقتل.هؤلاء يلتزمون الصمت والحذر مع الذين يتحدثون عن التخاطر مع أرواح الموتى والأشباح متشدقين بالعلمية والديالكتيكية في حين هم يقرأون قبل نومهم اية الكرسي وهو أمر جيد بالطبع .ولكن لماذا نحن إزدواجيون ، نظهر شيئآ ونبطن شيئآ ؟إن شبح الحقيقة يتراءى فقط حين نكون صادقين مع أنفسنا وأعماقنا. إن الماركسية لم ترفض الروح بل قرنتها بالمادة ووضعتها معها في مستوى واحد فلماذا يعترف هؤلاء الاستالينيون العدميون بتفاصيل العالم المادي ويتجاهلون تفاصيل عالم الروح وهما مع بعض امتداد واحد لنسيج واحد هو الحياة.
إن الشبح الذي قمعته الإمبريالية موجود بيننا والماركسي الحقيقي لا يهاب الأشباح بل يأكل ويشرب معها ليعرفها ويميز الخير منها عن الشرير.والإمبريالية نفسها تعرف أهمية الأشباح لأنها تعرف تأثيرها على الشعوب .ولهذا قسمت الشعب العراقي إلى طوائف والطوائف إلى عشائر والعشائر إلى بطون وفرق وأجنحة ولكل شبحه وأرواحة التي يؤمن بها ويهابها ويأتمر بأمرها.ولهذا ، أخي الناقد الكريم ، تجد رواج سوق الأشباح والأرواح وفتياهم في عراقنا الجديد إلى درجة يمكن القول بها أن مجلس النواب نفسه مبني على أسس شبحخرافية.الاف السرسرية والحرامية وكل يحتمي بفتاوي أشباحه المرعبة لعامة الناس في طول البلاد وعرضها يسرقون وينهبون موارد الشعب إلى درجة غير مسبوقة في تاريخ العراق.لماذا إذن ياعزيزي الناقد تلومني لأنني وجدت شبحي الخاص بي وما أجمله من شبح.إنه شبح الشاعرة السويدية الجميلة ورقيقة الروح ، المفعم شعرها بالغنائية العميقة ، كارين بويه المتوفاة عام 1941.كم رائع ومضيء شبح كارين وكم هو ملهم وطافح بأعمق مشاعر الحب الإنسانية.لماذا إذن تتهمني ياعزيزي بالإبتعاد عن واقعنا المأساوي ؟ أنا أبحث عن شبح طيب يعازي الأمهات ويقبل جروح الضحايا ويزرع البسمة في وجوه ملايين الأيتام العراقيين.شبح يعيد لنا كرامتنا المهدورة ، وطننا الذبيح ولا بد لهذا الشبح أن يظهر من قمقمه لينشر الرعب والخوف في وجوه حرامية العراق.هذا الشبح ليس شبحآ خرافيآ أو دجالآ يستصدر فتاوى الكذب والتجديف باسم الحي الأزلي .إنه شبح ينثر غصون الاس ويشعل شموع الفرح على كرب النخل ليسيرها على أمواج الفرات ذات مساء قادم .هو ذاته شبح البيان الشيوعي.



#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن ترجمتي التخاطرية لأشعار كارين بويه
- إبادة الصابئة وإبادة أقليات دارفور- ياأسود ياأبيض!
- كارين بويه ، قصائد مترجمة
- ثلاث قصائد للشاعرة السويدية كارين بويه
- تأملات في الحياة السويدية ، مايا نيبلوم تعمل وترقص وهي في ال ...
- ترنيمة لمهد البعث
- بعث جثث جثث بعث
- نصائح مفيدة للذهاب إلى الجنة
- كي لا ينام الضمير ويشخر
- فينومينولوجيا منخري عزة الدوري وهادي العامري
- هل ينبغي للحقيقة أن تعتمر العمامة ؟
- ضرورة الميزان في الرد على وفاء سلطان
- عن الدور التخريبي لوفاء سلطان في الوسط العلماني واليساري
- عن الام المسيح وهرمجدون بوش والدكتورة وفاء سلطان
- إعتذار للأخ صائب خليل على إنتقادي لمقارنته وفاء سلطان بعدنان ...
- نشيد حزقيل قوجمان
- باقة ورد ، ومقترحات ، وأعتذار للحوار المتمدن
- رسالة إلى صديق حافي
- الأصالة والبساطة في معرض الفنانة فائزة عدنان دبش
- الى متى يتحكم السرسرية بمصير الشعب العراقي


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مثنى حميد مجيد - التخاطر مع الموتى خير من متابعة أخبار حرامية العراق