|
هل الله يسعى لهلاك الكفار
زيد ميشو
الحوار المتمدن-العدد: 2371 - 2008 / 8 / 12 - 10:48
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في زاوية تراثيات من إحدى صحف المهجر والتي تصدر في تورنتو؟كندا نشر عن كتاب " شرح لامية العجم " للصفدي ، موضوع نصه " رأيت بعض الأصحاب يأخذ ثلاثين قطعة من الشطرنج ، نصفها من السود ونصفها من البيض ، يرصها رصاً مخصوصاً في صورة دائرة ، ويدّعي أن مركباً كان على ظهر البحر ، وفيه مسلمون ( بيض ) وكفار ( سود ) . فأشرفوا على الغرق . وأرادوا أن يرموا إلى البحر نصف عددهم ليخف المركب ، فينجو بعضهم ويسلم المركب ، فقالوا : نقترع ، ومن وقعت عليه القرعة القيناه في البحر . فتأملهم الريّس بعض الوقت وهم جالسون في دائرة ، ثم قال : ليس هذا حكماً مرضياً ، وإنما الحكم أنّا نعدّ الجماعة ، فكل من كان تاسعاً ألقيناه في البحر . فأرتضوا بذلك ، ولم يزل يعد ويلقي التاسع فالتاسع فإذا به هو ألقى الكفار أجمعين ، وسلم المسلمون ! . هذا النص نشر سنة 2008 في صحيفة واحدة من أعرض خطوطها هو حقوق الإنسان ومساواته مع كل إنسان مهما كان لونه وشكله وفكره وإيمانه ، فكيف هي كذلك وهذا النص يجعل تمييزاً واضحاً بين من وُصفوا مؤمنين وآخرين أُطلق عليهم كفار ؟ ألا يتبنَّى هذا النص مشروع المفاضلة بين البشر بين مؤمن وغير مؤمن ؟ ومَنْ هذا الذي من حقِّه تصنيف البشر وإدانتهم ؟ وهل غاية الأديان هلاك من لايؤمن ؟ لو حدَثَت مثل هذه القصة فعلاً ، فأيهما الأفضل ، أن يهلك المؤمنون أنفسهم ولغايتين أم يعيشوا هم ويسحق الكفار ؟ الغاية الأولى هي رجاء المؤمن بحياة لاتنتهي ( هذا ماتقر به الأديان بعد الموت ) ، والغاية الثانية هي عندما يرى الكفَّار المؤمنين وهم يتسابقون لإعطاء حياتهم بدلاً عنهم فسيثير سؤالاً في نفسهم " لماذا فعلوا ذلك " ؟ وبهذا تكون هناك فرصة لإيمانهم . بينما نرى في هذه الرواية وجود شريحة تدّعي الإيمان تحتقر من هم ليسوا في إيمانهم . وهذا ينطبق على جميع المنتمين للأديان المختلفة عندما يكونون ضيِّقي الأفق ويرون في مَن يختلف عنهم هالكاً لامحال . تماماً كما هو موجود في نهج احزاب الدول الأحادية والتي لاتقبل بحزب آخر في مملكتها . إستميحُك عذراً زميلي رئيس التحرير ، إذ نادراً ما نختلف في وجهات النظر ، وهذه المرة أثرتَ حفيظتي لسماحك بنشر هذه الأسطر والتي تزيد الشرخ بين إخوتي المؤمنين وإخوتي أحبائي الكفار . فالمؤمن الحقيقي هو من يقدِّم ذاته عن الآخرين ليكون قدوة في بذل الذات من أجل غاية أسمى ، لا أنْ يعيش على حساب الآخرين ومن ثم يحصل على فردوس . فإذا كان ذلك يُسمى عدالة فهو من وجهة نظري إجحاف بحق الإنسان وما يختار ، وإجحاف بحق الله الذي هو وحده له الحق بإدانة البشر . وجلّ ما يرهقني هو غرور من يدَّعي الإيمان ويتصور أنَّه أفضل من غيره ، بينما يجب أن يكون أكثر من يدرك تواضعه . ولو أعطينا صورة لفئات المجتمعات قاطبة في العالم أجمع على إنهم في مراكب يبحرون ، لرأينا المراكب التي تحمل أشخاصاً مختلفين في إيمانهم وفيهم غير مؤمنين لرأيناهم يبحرون بسلام أكثر من المراكب التي فيها غالبية مؤمنين من نفس الدين ، ومَن لا يصدِّق فليفتح خارطة العالم ويشير باللون الأحمر على الدول التي تكثر فيها الحروب وبلون مختلف على الدول التي تعيش بسلام . فهل هناك حاجة لإعلان النتيجة ؟ وكما عهدنا رئيس تحرير الجريدة والذي يتصف بشفافيته ونزاهة رسالته الصحفية فقد نشر الموضوع وعقب عليه التعقيب التالي :- رئيس التحرير : إشارة جميلة من إشارات الزميل زيد ميشو التي تعودنا عليها ، وكُنا نتمنى لو جاءتنا تلك الإشارة من العديد من قُراءنا ، وسعياً منا لإرضاءك زميلنا العزيز ( زيد ) ولإرضاء ربما من كتم غيضه ! نقول إننا نُحاول أحياناً إستفزاز مخيلة قُراءنا ليفكروا ويتساءلوا ، ومنها الموضوع آنف الذكر ، والتساؤل هنا هو كيف يرضى لنفسه المؤمن هذا العمل الماسخ للإنسانية في معناها المجرد ؟! ، وأرجو أن لاتستفزنا أكثر وتجعلنا نصرخ ونقول ( باع ) ونشق ( الكاع ) . الكاع باللهجة العراقية هي الأرض لمن يجهل التعريق ! .
#زيد_ميشو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سيادة المطران ميشال قصارجي – قلبك تكلم قبل لسانك
-
تقييم عمل الله
-
نكتة من الواقع مأساة - الحكيم والعصي
-
لماذا وُزعت الحلوى في لبنان ؟
-
التحمُّل - التحدِّي .... أن تبتسم وفي عينينك ألف دمعة
-
تباً لهذه الياء الأخيرة
-
لنبتسم ، إن كنا واثقين بمن نصدِّق
-
لنعترف من إننا قد ظلمنا الله
-
جائزة أوسكار وظلم لجنة الحكام لحكامنا
-
إنتهى دوره - نعم الشيطان تقاعد
-
خذلتني بائعة هوى
-
لانحب ولاندع غيرنا يحتفل بعيد الحب !
المزيد.....
-
العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في
...
-
لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان
...
-
عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي
...
-
إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو
...
-
الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
-
شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية
...
-
أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
-
آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ
...
-
-الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|