أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - بسام الهلسه - آب آب...عن السجون والعشاق الذين لا يؤوبون ؟؟














المزيد.....

آب آب...عن السجون والعشاق الذين لا يؤوبون ؟؟


بسام الهلسه

الحوار المتمدن-العدد: 2362 - 2008 / 8 / 3 - 10:49
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


آبَ " آبْ "...
عن السجون والعشاق الذين لا يؤوبون ؟؟
بسام الهلسه
"آبَ" تعني في اللغة العربية رجع، عاد..
و "آبْ" هو الشهر الثامن من السنة الشمسية الميلادية وثالث شهور الصيف وخاتمها..
حمل اسم القيصر الروماني الشهير "اغسطس" وورثته الحضارة الغربية من جملة ما ورثت ممن زعمت أنهم أسلافها: الرومان والإغريق.
ولأن "آب" لا يعبأ بنا ولا بما نقوله عنه: "آب لهَّاب"، فهو يؤوب بانتظام كل عام في موعده المحدد..
* * *
لا أعرف إن كانت ثمة علاقة بين "آب" و "الأب".. فبعض الآباء لا يؤوبون مثله في الأوقات المعتادة، إلى بيوتهم وعائلاتهم وزوجاتهم وأبنائهم وبناتهم..
ليس بسبب الوفاة، أو السفر بعيداً.. بل لأنهم أسرى ومعتقلون..
والأسرى والمعتقلون ليسوا من الآباء فقط، ففيهم أمهات أيضاً.. وشباب وشابات لم يتزوجوا بعد، وأطفال لم يصلوا بعدُ سن الشباب كما في الحالة الفلسطينية..
وهؤلاء جميعاً ينتظر الجميع "أوبتهم"، لأنهم "عشاق حرية" قاوموا المحتل لبلادهم..
مثلهم أيضاً سجناء "الرأي" في الدول العربية والعالم، الذين ضاقت الأنظمة المستبدة بمواقفهم المغايرة لما تريده، فأودعتهم "بيت خالتهم" كما يطلق على "السجن" في بلاد الشام..
* * *
و "السجن" اختراع بشري رافق نشوء وتطور الدولة، وانحلال المجتمعات القبائلية التي كانت أعرافها تتكفل بضبط وردع التجاوزات والتعديات.
بعض الدول اشتهرت بسجونها "كمعالم" مميزة..
لكن "إسرائيل" فاقت الجميع.. ليس فقط بكثرة السجون التي تزج بها آلاف الفلسطينيين والعرب المقاومين، بل لأنها حولت فلسطين كلها إلى سجن كبير بحجم وطن.
فبعدما "تفضَّلت" عنصُريتُها التوسعية الاستعمارية، بتهجير القسم الأعظم من الشعب الفلسطيني، شملت الباقين منه في وطنهم "بعطفها الرؤوم" فقطّعت أوصالهم بالحواجز العسكرية، والجدران، والمستوطنات، والسيطرة الكاملة على الحدود والمعابر والأجواء، ومنعت لم شمل العائلات ببعضها، وقيدت التنقل والسفر إلا بموافقة السلطات الأمنية، التي بلغ مفهومها للأمن إلى الدرجة التي اعتبرت فيها "جولدا مائير" رئيسة الوزراء سابقاً، أن "ولادة طفل فلسطيني تشكِّل كابوساً لها"!! وإلى الدرجة التي تمنى فيها رئيس الوزراء الأسبق "اسحق رابين" "لو أن البحر يبتلع غزة"!!
* * *
نحن العرب لدينا أيضاً ما نذكره في هذا المجال "المحترم" مثل سجن "المخيس" قديماً، الذي زج فيه "الحجَّاج" بمن لم "تقطف" أعناقهم سيوفُ جلاديه، من معارضي حكم بني أُميَّة.
وفي عصرنا اشتهرت كثير من السجون العربية ولا فخر: كالرمل، ونقرة السلمان، والمزة، وتدمر، والجفر، وليمان طره، والقلعة..
روى لي أحد نزلائها السابقين أنه قرأ عبارة مكتوبة على باب السجن، تقول: "الداخلُ مفقود والخارجُ مولود.. ولا نسألكم عليه أجراً"!!
* * *
وإذا كان عدد من هذه السجون "التاريخية" قد أغلق أو إندثر، فلقد حل محله العديد منها..
وليعذرني القارئ إن لم أذكرها فهي "كُثرٌ" كما قالت حبيبة الشاعر الفارس "أبي فراس الحمداني" مباهية بكثرة عشاقها:
فقلتُ، كما شاءت وشاءَ لها الهوى
قتيلكِ! قالتْ: أيهم؟ فهم كُثْرُ!!
وبمناسبة "العشاق" يهيئ لي أن أنظمتنا تقتدي بهم!! لا من جهة "الكثرة"، فهي على مذهب "التوحيد" في السلطة، ولا تبغض شيئاً بغضها للمشاركة الشعبية!! بل تقتدي بهم من زاوية "الاستبداد" الذي دعا إليه "عمر بن أبي ربيعة":
ليتَ هِنداً أنجزتنا ما تَعِدْ
وشَفَتْ أنفسَنَا ممَّا تَجِدْ!
و"إسْتَبَدَّتْ" مرَّة واحدةً
إنما العاجزُ من لا "يَسْتَبِدْ"!!
* * *
يحق لنا وقد ذكرنا "معالمنا" أن نذكر "معالم" الآخرين، ومن أشهرها سجن "الباستيل" الرهيب الذي يُؤَرَّخُ للثورة الفرنسية العظمى بيوم إقتحامه (14-تموز-1789م) وتحرير سجنائه من قبل عامة باريس الثائرة.
وفي القرن الماضي ذاع صيت "اوشفيتز" كأكبر وأقسى معسكر اعتقال أقامه النازيون خلال الحرب العالمية الثانية. ولا زال اسمه يثير الهول لما شهده من فظائع إجرامية.
لكن قرننا الحادي والعشرين الذي لا زال يحبو في سنواته الأولى، منح الامتياز الأكبر للولايات المتحدة الأميركية، تقديراً لجدارتها "السِّجنيَّة" العالية التي تبيَّن جزء منها فقط في مُعتقلي "أبو غريب" و"غوانتانامو"..
وهي جدارة "لائقة" بمكانتها كالدولة الأعظم في العالم، و"متوائمة" مع إدعاءاتها الكبيرة التي صدعت بها الآذان، عن الحرية.. وحقوق الإنسان!!
* * *
آبَ "آبْ"...

[email protected]






#بسام_الهلسه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منذ مئة عام...عسكر انقلاب !!
- ذكرى ميسلون : التحدي..والاستجابة
- عبد الوهاب المسيري...رحيل المتميز
- كتابة السيناريو ... خطوات إجرائية
- مقالة في المقارنة!!
- طلب اعفاء !!
- حدث ذات حزيران...
- فخامة لبنان...اسيرة..وطليقة!؟
- فعلها بوش !!
- اسرائيل:مقاربة مكثفة
- دير ياسين:سيحضر الضحايا.. وتستعاد التفاصيل...
- عبد القادر الحسيني:البطل.. والمصير
- جدل في اميركا...اماطة اللثام
- يوم الارض...خاتمة..وفاتحة
- الكرامة...ربيع بعد صيف!!
- الدولة المفترسة ...
- في ذكرى النكبة...ما الذي ننظره؟؟ لنبدأمنذ الان
- استراتيجية الشكوى!؟
- شتاء قارص !!
- مديح التفاهة!!


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - بسام الهلسه - آب آب...عن السجون والعشاق الذين لا يؤوبون ؟؟