أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - ضمائر حرّة و حيّة















المزيد.....

ضمائر حرّة و حيّة


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 729 - 2004 / 1 / 30 - 05:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في خطوة شجاعة ومسئولة قام رسام الكاريكاتير السوري رائد خليل برفض جائزة عالمية منحت له تكريما لفنه الراقي حيث تم اختياره واحدا من أفضل عشرة رسامي كاريكاتير في العالم، والجائزة تتم تحت رعاية الأمم المتحدة ويقوم السيد كوفي عنان امين عام المنظمة بتوقيعها. وسبب الرفض يعود لاكتشاف الفنان رائد خليل أن المسابقة يقيمها رسام صهيوني اسرائيلي يدعى رعنان لرى كما انها تحمل اسمه.

 

رائد خليل العربي السوري الذي يحمل هم أمته العربية ويدافع بصدق وامانة عنها سارع لدى علمه بتلك الخبايا التي كان يجهلها لإعلان رفضه المشاركة بالمسابقة وأعتبرها أمرا مرفوضا و لا يليق به أو بأي مواطن عربي يتعرض شعبه للعدوان والأذى اليومي من جانب اسرائيل. وكلام رائد خليل له ما يبرره فالكيان الاسرائيلي لازال يحتل الجولان ومزارع شبعا بالإضافة لكل فلسطين، وفي فلسطين المحتلة يمارس الاحتلال ابشع انواع التصفيات والاغتيالات والقتل، ويشن الغارات والعدوان على لبنان وحتى سوريا، كما أنه يقوم للسنة الرابعة على التوالي بحصار الشعب الفلسطيني وسجنه في المدن والقرى والبلدات والمخيمات، ظنا منه أنه بهذه السياسة العنصرية الدموية يستطيع القضاء على شعب عريق قرر النضال والمجابهة حينا بالصدر العاري وأحيانا بالصدور المتفجرة.

 

رائد خليل الذي رفض جائزتهم سوف ينال جائزة الجماهير العربية التي تعرف كيف تقدر وتصون روادها من المعافيين وطنيا وقوميا ومن الصادقين عالميا، وبما أن الفنان العربي السوري رائد خليل أثبت أن في الأمة لازال هناك رجالا ومثقفون وفنانون يحترمون انتماءاتهم وشعوبهم وقضايا أمتهم ، وهو بالتأكيد واحد منهم، لذا قام بما يمليه عليه ضميره وحسه القومي الرفيع المستوى عندما قرر رفض الجائزة.

عند التحدث عن الموقف الجريء والشجاع للفنان العربي السوري رائد خليل ، تحضر أمامنا بكل جلل وإكبار كلمات الأسير العربي اللبناني سمير القنطار التي وردت في رسالته الأخيرة لزعيم المقاومة اللبنانية السيد حسن نصرالله ولعائلات الأسرى الذين سوف يخرجوا ضمن اتفاقية تبادل الأسرى التي استثنته مرحليا. فقد كتب القنطار من سجنه يقول : " نبارك للمقاومة هذا الانجاز الوطني الانساني الكبير ونبارك لعائلات اخواني الاسرى...احيي موقفكم الواضح والصادق واعبر عن ثقتي الكبيرة بشخص سماحتكم ومقاومتنا الباسلة ...انا على ثقة بانكم ستكونون كما عودتمونا اوفياء لعهدكم". 

طبعا هكذا كلام لا يمكن أن يأتي من أي كان أو من فراغ، فهذا كلام الرجال الجبال، وكلام المناضل النموذج الذي يعبر عن ارادة قومية منتصرة بالرغم من أن صاحبها يقبع في السجون منذ  1979 ، ويدل على أن نوعية سمير القنطار هي من النوعيات التي يصعب كسرها أو القضاء على مفهومها القومي للصراع، ويؤكد بأن حرية الأسرى ليست معلقة بحرية سمير، مع أن حرية الأخير اصبحت منذ اعلان السيد حسن نصراله الشهير يوم الأحد الماضي، القضية المركزية والأولى للمقاومة اللبنانية، وهذا أهم ما قيل فعلا في الفترة الأخيرة بالنسبة لموضوع عميد الأسرى اللبنانيين والعرب، الذي كان أول الأسرى اللبنانيين والذي سيكون آخر من يتم تحريره. فمثلما أن لسمير ثقة كبيرة بوفاء المقاومة له فأن لنا ثقة كبيرة بصموده وبمثابرته وبحتمية حريته في نهاية المطاف، ونقول أنه اصبح من الواجب  التركيز لبنانيا من الآن وصاعدا على متابعة قضية سمير بكل صدق وأمانة، وفلسطينيا وعربيا على متابعة قضايا الأسرى والأسيرات الفلسطينيات في معتقلات الاحتلال، لأن هؤلاء الأبطال هم ملح هذه القضية ويجب ان تعمل الجهات العربية المختصة والفلسطينية بالتحديد على اخراجهم من السجون والمعتقلات ونعني باخراجهم تحريرهم بدون شروط مسبقة ومهينة ومعيبة كما حصل مع الذين خرجوا بفعل اتفاقية اوسلو سابقا.

بين موقف رائد خليل وسمير القنطار برز موقف  شمعون بيرس زعيم حزب العمل الصهيوني المعارض الذي قال أن "منظمة حزب الله هي منظمة قتلة والعالم لم يعد يحتمل الارهابيين." لقد ذهب عن بال بيرس انه احد الارهابيين الكبار في العالم بالرغم من أنه الوحيد من رؤساء وزراء اسرائيل الذي لم يأتي من صفوف الجيش ، وبيرس هو الأب الروحي للترسانة النووية الاسرائيلية التي تشكل اكبر خطر على منطقة الشرق الأوسط ،ويتم التغاضي عنها عالميا لأسباب تافهة، وبيرس هو الذي أمر طائراته الحربية بقصف مقر القوات الدولية في بلدة قانا اللبنانية في منتصف نيسان/ ابريل 1996 حيث قتل وجرح مئات اللبنانيين من الأطفال والنساء والشيوخ، وبيرس شارك شارون حملة القمع والتنكيل والمذابح التي مورست ضد الفلسطينيين في الانتفاضة الحالية، وهو متورط كذلك في  مذبحة مخيم جنين ومجزرة حي الياسمينة في القصبة بمدينة نابلس القديمة وباقي عمليات الأغتيال والقصف التدميري في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث كان شريك شارون في الحكم. بعد هذه الملاحظات هل يحق لشخص مثل بيرس ارتكب  وشارك في كل هذه الفظائع والمخالفات القانونية والجرائم المريعة أن يحتفظ بجائزة نوبل للسلام ؟ وهل يحق له وصف حزب لبناني شرعي ومقاوم استطاع هزيمة ودحر اسرائيل في جنوب لبنان بأنه حزب قتلة و ارهابي ؟ طبعا لا يحق لبيرس وكيانه الدموي أولاً ولا للسفير الأمريكي وبلده ثانيا وصف حزب الله بأنه حزب قتلة وارهاب. فالارهاب مصدره اسرائيل ومنبعه أمريكا منذ ابادة الهنود الحمر واستعباد السود وحتى احتلال افغانستان والعراق و ممارسة السياسة العنصرية والارهابية في فلسطين المحتلة، حيث قامت الحركة الصهيونية والحكومات الاسرائيلية المتعاقبة بعشرات المجازر والمذابح المنظمة بحق الشعب الفلسطيني.

أن الفرق بين  مواقف رائد خليل وسمير القنطار من جهة وبين ومواقف السفير الأمريكي في بيروت فلنست و السياسي الصهيوني شمعون بيرس  من جهة أخرى هو كالفرق بين المقاومة والارهاب وبين العدالة وسياسة وقوانين الغاب.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنيئا للاسرى ، هنيئا للمقاومة وصبرا يا سمير الكبير
- مؤتمر حركة فتح ، هل سيعقد باسرع من البرق ؟
- ريم الرياشي
- تضامنًا مع الصحفي ذيب حوراني (مراسل -المنار-) الذي اعتقلته ق ...
- نهايات و بدايات
- هل هذه بداية النهاية بين اسرائيل والدروز الفلسطينيين ؟
- فنان سوري بقلب عربي فلسطيني
- كانت سنة سوداء
- وداعا احمد صدقي الدجاني
- كلمات وطائرة وأفق
- كلمات لروح الأسير الشهيد بشير عويص
- اختراق الجليد ، سلام العبيد ..
- ايها الجنود المقيمون في دباباتكم
- اعياد الميلاد بلا بهجة وفي حداد
- 2003 عام العراق وأمريكا بلا منافسة
- سمير القنطار يأبى الاعتذار
- لا - للتلعيم
- تشخيص الاكتئاب و منع الحجاب
- صدام حسين عومل كما البقر لا كما البشر
- على هامش فشل الجولة الأخيرة من الحوار الوطني الفلسطيني في ال ...


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - ضمائر حرّة و حيّة