أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - رداد السلامي - الرئيس صالح وحسين الأحمر وعلاقة شائكة














المزيد.....

الرئيس صالح وحسين الأحمر وعلاقة شائكة


رداد السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 2359 - 2008 / 7 / 31 - 10:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


بين الحقيقة والخيال حد فاصل وبين الولاء والعداء خيوط واهية ، هذا ما تؤشر نحوه تلك المجاملات الموسومة بنزعة التحدي المستتر والتجاذب الذي لم يستقر بعد بين قوى تقليدية ونظام هش، وشراكة هي أوهي بينهما من خيوط العنكبوت ، فحسين الأحمر الذي جاء مزودا بترسانة الإرث الماضوي المسكون بهاجس القبيلة ، وذو الجذور الممتدة في عراقة الماضي الموهوم ، وبنية النظام القائم تتجاذبه نزعة السياسة ونزعة القبيلة وتتحكم به هذه الثنائية الضدية المرهقة بشكل أو بآخر، فالشاب الآتي من بيئة البذخ حيث الغياب الطويل وطوباوية التفكير المنفصل عن واقع الممارسة ، لايبدو ذكيا بما فيه الكفاية ولا تدل ملامح مستقبل مجلسه السياسي مبشرة بخير ، إذ أن رياح صالح العاتية أقوى من أن تقاوم وخبرة ثلاثون عاما ليست بارودا ينفجر في الهواء ، ليتلاشى عند أول تحد ، إن الخبير المتمرس بالشأن العام والذي دجن رؤوس الثعابين30عاما ، لا يعدم حيلة الترويض والاقتلاع ولن تثمر معه لعبة المخاتلة في شيء سوى أن الشاب الشيخ حسين الأحمر يستنزف قواه في معركة يدرك خسارتها ربما ويناور في هامش لم يعد يعمل في صالحه أبدا ، يكرر حسين إذا لعبة قديمة معروفة ويطبع علاقته مع صالح ويتصالح معه ظاهريا ليتحول مجلسه الوليد إلى وجود أجوف يمتن وجود صالح ويقوي نفوذه ، وبذلك استطاع صالح احتواء الثورة التي بدت وكأنها تمردا وشيكا يصعب السيطرة عليه ، لن تنتصر" الجنابي" أو يكون اليمن متسعا لحامليها فقط كما قال أحد رؤساء التحرير الذي يتلقى دعما من شقيقه حميد ذات انتشاء: أن اليمن لا يتسع الا لأصحاب الجنابي"، هذا هو الواقع ، تحول مجلس التضامن الى مجرد فقاعة ذابت في مجرى النظام ، تلاشت الجنابي والخناجر، وعبرت حناجر المنتسبين إليه عن نبرة استسلام ، كما دلت عليها افتتاحية أعمال الدورة الثانية لمجلس شورى التضامن الوطني الاثنين الفائت ، غير أن ما تمخضت عنه مطالب المتحدثين فيها حاولت تغطية عري الخضوع الذي حاول ان يتشح سيف التحدي من خلال تركيزه على قضايا وطنية لا تمثل كما يبدو في مسار المجلس الميت أي اهتمام حقيقي غير إن إسباغ المجلس بها محاولة يائسة تكشفها المواقف المتناقضة والتحركات المتذبذبة التي لم تستقر بعد على شيء يمكن أن يؤمن مستقبل له ويظمن له تواجدا مؤثرا في أجهزة السلطة، فحركة نزع المخالب تزامنت مع بوادر رحيل الشيخ عبد الله الذي كان مؤثرا بالفعل والذي طالما أرق صالح وجوده ردحا من الزمن ، لكن النار كما يقال لا تخلف الا رمادا وهو ما يحدث فعلا ، فكل الذي خلفه الرجل لم يعد يخيف صالح ، كما أن صالح لم تعد تخيفه بشارات الثورة ، لقد أجهض مفاعيلها منذ امد بعيد ، كما أن منطق الثورة بمفهومها القديم لم يعد مغريا ، الحياة تتبدل وأساليب الماضي وأدواته لم تعد فاعلة بما فيه الكفاية ، وإن كانت مؤثرة نوعا ما ، وما فات الشيخ الشاب المتطلع الى السيادة والنفوذ هو أنه لا يستهدي بأفكار الحاضر بقدر ما يسترشد بأفكار القديم ، ولذلك فإنه لن يتمكن من فعل شيء ، غير الاستسلام للعبة الناعمة ، لعبة ترويض الثعابين وتسكينها وتجميد قدرتها على التأثير وجعلها واجهة مخيفة أو كما يقال " أسد بلا أسنان" ، لا يدرك حسين الأحمر أيضا أن الاحتماء بداعي القبيلة لم يعد ممكنا رغم بقاياه التي تؤثر نادرا ، وأن المجتمع اليمني يصنع قبيلة من نوع آخر قبيلة متمدنة تحترم قيم الاختلاف وتنزع نحو سيادة الحق ، وأن صالح ذاته أيضا بدأ يفقد خيوط القوة بسبب تمدين القبيلة وتوعيتها من قبل القوى السياسية المعارضة ونقلها باتجاه وطني شامل محكوم بثقافة الدستور والقانون ، وأن من كان يطلق عليهم"قطاع الطرق" أصبحوا يمارسون السياسة بأسلوبها الأرقى ومفهومها الأسمى الذي ينتج الخير ويحقن الدم ويوفر القوة من اجل التغيير الواعي وتحقيق البناء الوطني المنشود، الوطن أضحى في عرف أبناء القبيلة اليوم هو القبيلة الحقيقية ، وهو الحمى الذي يجب أن يصان ، وان تضخيم الذات على حساب الكل المغبون هو سحقا للذات وبترا لها وتقزيما، بحيث تصبح مجرد وجود هش لا وزن له ولا فعل في لعبة السلطة وسلوكها الدموي ، أن يتحول حسين الى مجرد ترس معطل لحركة التغيير حتى حين ذالك ما لا نرجوه له او نتمناه، بقدر ما نتمنى أن يكون قطبا وطنيا ذو اهتمام بحجم الوطن ، لا ينحصر في البحث عن سلطة قاصرة تحكم بين الناس بالهوى ، غير أن حسين كما يبدو آثر ان يسقط في دائرة التنويم المؤقت والتخدير الذي لن يفيق منه، إلا وقد نفاد بقايا نفوذ له ترسلها رياح رفات مازالت يؤتي تأثيره حتى اللحظة.
--------------------------
*صحفي يمني





#رداد_السلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس صالح والتعديلات الدستورية والتوريث
- اليمن: كيف ينهار نظام الرئيس صالح..؟
- الرئيس صالح والقوى التقليدية ..من أعاق التحولات.؟
- أمريكا تنتحر ذاتيا
- عاشقة الدم تحتضر..؟!
- اليمن: صحافة النفوذ ومنظمات الفيد.؟!
- اليمن: النقد كضرورة للتطوير وتأسيس الشراكة الوطنية
- اليمن وجنوبه وبداية الاهتمام الخارجي
- ميلاد فجر جديد
- حزب الاصلاح الاسلامي اليمني وصيغ المستقبل..رؤية نقدية
- عن مستقبل اليمن
- على ضوء قراءة التاريخ ..كيف نقرأ عقلية النظام اليمني.؟
- حزب الإصلاح الاسلامي اليمني ونتائج -راقب وانتظر-
- عدنان :طفل يمني ينام في الشارع
- المعارضة اليمنية والحزب الحاكم وزواج المتعة
- طفلة متسولة
- اليمن:والقيادات البالونية!!
- حزب الاصلاح الاسلامي اليمني:النقد والعيوب القتلة
- بلورة من أطياف قزح
- اليدومي ومستقبل حزب الاصلاح الاسلامي


المزيد.....




- السيسي يعزي البرهان هاتفيا في وفاة نجله بعد تعرضه لحادث سير ...
- مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون يتحدثون عن أيام لإتمام صفقة الر ...
- مقتل 5 فلسطينيين في الضفة الغربية
- وسائل إعلام فلسطينية: -حماس- وافقت على المقترح المصري لوقف إ ...
- القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية تصدر بيانا بشأن وفاة ...
- قوات كييف تهاجم قرية موروم بطائرتين مسيرتين
- دراسة أمريكية: السجائر الإلكترونية تضر بنمو الدماغ
- مصر.. القبض على المتهم بالتعدي على قطة في محافظة بورسعيد
- الأسد: في ظل الظروف العالمية تصبح الأحزاب العقائدية أكثر أهم ...
- مصر.. الحبس 3 سنوات للمتهمين بقتل نيرة صلاح طالبة العريش


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - رداد السلامي - الرئيس صالح وحسين الأحمر وعلاقة شائكة